الاثنين، 19 ديسمبر 2016

دربكة أمام المرمى

بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية
دربكة أمام المرمى
انعقد في اليومين الماضيين مؤتمر الشورى العام للحركة الإسلامية (الكيان الخاص) ولكن الواضح أن هذا المؤتمر انعقد في الزمن الخطأ ،ففكرة الكيان الخاص حسب ما خطط له أمينها السابق الأستاذ/ علي عثمان قائمة على دغدغة عواطف قيادات الجبهة الإسلامية القومية بعد مفاصلة الإسلاميين التي انشق على اثرها دكتور الترابي ( رحمه الله) عن المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم في الرابع من رمضان الشهير .باستعادة جمعهم الخاص وتحميل شيخ حسن سوأة حل تنظيم الحركة الإسلامية .درج العرف على أن تسبق إجتماعات ومؤتمرات الحركة الإسلامية إجتماعات ومؤتمرات الحزب الحاكم حتى يظهر للإسلاميين أنهم أصحاب الطبخة لبرامج المؤتمر الوطني وسياسات الحكومة . ولكن في هذه المرة حدث العكس حيث انعقد مؤتمر الشورى العام للمؤتمر الوطني في السادس من أكتوبر الماضي وفيه قال الرئيس البشير كلمة قوية وبصورة واضحة لقيادات النظام أن مخرجات الحوار ملزمة وأنه يضمن تنفيذها شخصيا ،وعليكم الاستعداد لاستقبال الشركاء الجدد و يتفسحوا عن كرسي السلطة . لذلك فهم أعضاء شورى الحركة الإسلامية أنه في هذه المرة غير مطلوب مباركتهم الخطوة و إضفاء المسحة الدينية عليها فالشريك القادم أكثر أصولية منهم ، فصوب منظمو مؤتمر الشورى تجاه المؤتمر الشعبي وقدم محاضرهم عن خيارات الشعبي في المشاركة ووصل الى نتيجة أنه منشق في حال مشاركته أو عدمها ليطمئن القوم على مستقبلهم في تبرير سياسات النظام وتأصيلها . فرجعوا الى ولاياتهم وهم مطمئنون الى ضعف الشعبي وهوانه .
بالمقابل بقي أقل من سبعين يوما على تشكيل حكومة الوفاق الوطني والشعبي تتضارب تصريحاته حول قرار أمانته السابق بعدم المشاركة فخرج أكثر من قيادي يؤكد على قرار عدم المشاركة ثم يتبعه بآخر يقول فيه بإمكانية تعديل القرار في ديسمبر القادم موعد انعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي ، إبتداءا من الأمين العام الشيخ ابراهيم السنوسي الى آخرهم الدكتور بشير آدم رحمة في لقائه الصحفي المنشور قبل أيام .كأنما هناك جهة  تراجع وتضبط مثل هذه التصريحات وتلزم كل من يدلي بإفادة بأن يؤكد على إمكانية تغيير قرار عدم المشاركة وترك الباب مواربا .وشخصيا أتابع موقف الدكتور بشير رحمة فقد كان موقفه ثابتا من عدم المشاركة ويستدل بذات القرار ويؤكد عليه ولكنه أصبح من المعولين على مؤتمر ديسمبر القادم لإعلان المشاركة في الحكومة .
الحركة الإسلامية اعتبرت موقف الشعبي مناورة لرفع السقف للمطالبة برئيس الوزراء وهو إن حدث ثمرة استحقها إخوانهم بجلد صبر وطول نضال بعزة واقتدار، بينما فاتهم قطار السلطة التي ركضوا خلفها ولعقوا نعلها .
وما يؤرق مضجع الحركة الاسلامية كيف يكون حالها في الأربع سنوات القادمة الفترة الإنتقالية المؤتمر الوطني نفسه انفطم عن السلطة وأصبح واحدا من  الأحزاب السياسية في الساحة فإن تأخر الى الصفوف الخلفية للسلطة بالقطع تنحجب الحركة الإسلامية عن مظاهر سند النظام والا تعلن نفسها حزب سياسي تحالف المؤتمر الوطني او تحل وتندمج فيه والخيار الصعب أن تتحول الى منظمة طوعية تعمل على تزكية المجتمع ووعظه فحراسة القيم الإسلامية في الدولة جاء حراسها فقد فشلوا حينما دان الأمر لهم فطغى الاستبداد وعم الفساد.
الحركة الإسلامية تنتظر تضعضع الشعبي والشعبي متردد بين خياراته واللعب أصبح في الثلث الأخير وداخل خط ستة وأخشى أن يحرز مدافع هدفا في مرماه.
اسماعيل فرج الله
غرة نوفمبر٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق