السبت، 6 ديسمبر 2014

بالصوت والصورة الحوار طلع ماسورة


  بسم الله الرحمن الرحيم
بالصوت والصورة الحوار طلع ماسورة
انفض جمع أديس أبابا الذي كان غير مسبوق وفي ظني لن يكرر قريبا. حيث هرع الى العاصمة اﻷثيوبية كل فصائل العمل السياسي والحركات المسلحة في مقابل ممثلي النظام لمناقشة اﻷزمة السودانية ولكن النهاية كانت مأساوية حيث اصطف الفرقاء الى فصيلين على خلفية آيدلوجية . اسﻻميون يقودهم النظام وعلمانيون يحركهم اليسار .حيث فرحت الجبهة الثورية بتوقيع اتفاق نداء السودان مع اﻹمام الصادق المهدي وقوى اﻹجماع الوطني وهذا صيد ثمين لن تفلته.
وعاد اﻹسﻻميون من حكومة وسائحون وآلية الحوار (7+7) واسناد الحوار وحزب المؤتمر الشعبي يجرجرون أزيال الخيبة ولم يصدمهم غير إعﻻن الرئاسة حالة التعبئة واﻹستنفار ولسان حال الحزب الحاكم يقول (ﻻصوت يعلو فوق صوت المعركة) حيث كانوا يمنون أنفسهم أن يعودوا بصحبة عرمان وجبريل ولكن بات أكثر المتفائلين منهم يقول (فاليمضي الحوار بمن حضر. ( .
والحوار الماسورة الذي أعنيه هنا إثنان .اﻷول بكسر الحاء وبالقطع ليس المعنى المطلق .ولكن المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية أو ما يعرف بحوار الوثبة .وأصبحت تمثله آلية (7+7) فهذا الحوار بعد عشرة شهور انتهى الى إعﻻن حالة اﻹستنفار وتجييش الجنود وعادت أخبار العمليات الحربية الى الواجهة وكان مأموﻻ من الحوار الوطني أن يناقش جذور المشكلة ويسكت البندقية .
وظل المشاركون في الحوار يمنون الشعب السوداني أن حل اﻷزمة السودانية لن يستغرق أكثر من ثﻻتة شهور.
ولكن المماطلة والتسويف جعلهم ينكرون بداية العد التنازلي للتسعين يوماً.
وعليه يكون الحوار الوطني بعد فشل محفل أديس أبابا في التوصل لصيغة توافقية طلع ماسورة. لأنه يقف عاماً انتظاراً للمعارضة والحركات المسلحة .
أما الحوار الثاني الذي أعنيه فهو بضم الحاء وأقصد به حُوار الشيخ ولن أظلم المؤتمر الشعبي كله ولكني أخص قيادته التي ظلت تؤكد منذ المفاصلة أن الحل عندها لن يستغرق وقتاً وها هو المؤتمر الشعبي يدخل عملية سياسية لن أقول ماراثونية لأنها إلى السلحفائية أقرب لمدة سنة ولم ينجح أحد. ولكني أشير هنا الى ممثل المؤتمر الشعبي في مفاوضات أديس أبابا أمين العلاقات الخارجية وهذه دلالة على التخبط الذي يعيشه الشعبي .فمن عنوان الأمانة يفهم أنها مختصة في التواصل مع الأحزاب الأجنبية والمنظمات الدولية .ولكن المناسبة التي هاجر إليها كل المدعووين
سودانيين فمع من ينسق سيادته علماً أن القضية سودانية والمسار داخلي.ولو كنت مسئولاً في الشعبي لاخترت أمانة الأقاليم المتأزمة أو الأمانة السياسية وكلفت نائب أمينها المهندس يوسف لبس كونه أحد أبناء دارفور ورمز الصمود الشعبي ضد صلف النظام وهذا ما جعلني أتساءل لماذا لم يشمل وفدي السائحون وإسناد الحوار أياً من أبناء الهامش أم أن المشهد برمته في الداخل بيد الجلابة وهل يفسر سكوت الآخر تفويض للحركات المسلحة؟ وهل لذلك انصب اهتمام السائحون في فك الأسرى؟. أفما كان فك أسر البلد أولى ووقف القتل أحق .وعجز إسناد الحوار عن خلخلة موقف الحكومة
المتصلب وتحقيق مكسب يفضي الى حوار الداخل .
بالمجمل كل الإسلاميين(حُوار الشيخ) كانوا حضوراٌ في أديس أبابا حكومة وأحزاب ومجموعات ناشطين يريدون إنقاذ الوثبة من الفشل ولكن لم تزعفهم الحجة ولم يمهلهم الوقت وليس بيدهم التفويض . فلم يعد بيدهم غير المضي بسفينة الحوار بمن حضر ومناقشة القضايا في غياب أصحاب المصلحة ودفع استحقاق الإجماع الوطني . أو لملمة الصفوف والاستجابة لاستنفار الرئاسة . وحينها لن يعدم الحوار الوطني شامت يسخر منه بالقول ( الحوار طلع ماسورة)
م. اسماعيل فرج الله
6ديسمبر2014م