الاثنين، 23 مارس 2015

أحزاب ثورية وثوار عرضحالجية

بسم الله الرحمن الرحيم
أحزاب ثورية وثوار عرضحالجية
السياسة فن الممكن واﻷحزاب السياسية مؤسسات مدنية تعمل على اﻹصﻻح وتحريض الجماهير على النضال من أجل الحرية والمساواة والعيش الكريم وذلك بالتنظيم للناشطين والتحالف على الحد اﻷدنى والكلمة السواء .
ولكن للأسف اﻷحزاب السياسية السودانية بعضها تجاوز المأئة عام وقادتها تجاوزوا الثمانين سنة والبعض اﻵخر يحكمها الجيل الخامس ولكن تتعامل وفق بدايتها الثورية وأهدافها التأسيسية إن كان في مهدها الخارجي أو مولدها الوطني وفي أحسن اﻷحوال تأخر نموها السياسي فتعيش طور المراهقة رغم شيب قياداتها . أو إنقطاع تواصل أجيالها ليكون المشهد أميبي وعددها مدعاة للسخرية .وسأدلل على حالة العقلية الثورية التي تدير اﻷحزاب السياسية والقيادات الطفلية وإن تجاوزت سن الرشد بالراهن السياسي .
فالرئيس البشير طرح مبادرة الحوار الوطني في بداية العام السابق ولكن اﻷحزاب المعارضة لم تتفق على موقف موحد يمثلها تجاه المبادرة فبعضها قبلها بدون شروط والبعض اﻵخر اشترط أربعة لقبول المبادرة . وتحرك النظام تجاه تهيئة اﻷجواء فأطلق المعتقلين السياسيين وسمح لﻷحزاب بالحريات السياسية ونظم تحالف اﻹجماع الوطني ثﻻث ندوات في ميادين عامة في الخرطوم وبحري وأمدرمان وبعض الوﻻيات وعمت حالة من التفاؤل الجماهيري وتنفس الشعب اﻷمل في حل وطني يوقف الحرب ويستعيد الديموقراطية . ليخرج علينا مراهقي الشيخوخة بشرطين جديدين : إلغاء القوانين المقيدة للحريات ووقف الحرب وكأن الرصاص يطلق في إتجاه واحد ويأملون في حل من طرف واحد . ولم يقصر ثوار النظام في استعادة عقليات انقﻻب اﻹنقاذ وكأن الربع قرن من الحكم لم يمر عليهم فأغلقوا باب الحريات الموارب وإعتقلوا المحاورين .
لتمضي مبادرة الحوار متلكئة بين خوف البشير من مصير مبارك الذي لم يستجب لمطلب الثوار بعدم التوريث وعندما نزل الشباب الى ميدان التحرير لم يشفع له تنازله باستجابة مطلبهم الى أن قادت متوالية تنازل مبارك ورفع سقف مطالب الثوار الى سقوط نظام مبارك .
لمتضي مصفوفة الحوار وتطلب المعارضة جلسة تحضيرية في الخارج يتفق فيها على موضوعات الحوار وأجندته وضمانات المشاركة الدولية وتنتهي جوﻻت الاتفاقيات بين المعارضة والجبهة الثورية في برلين ولكن تحالف قوى اﻻجماع الوطني وبعض قيادات حزب الأمة القومي رفضوا المشاركة في حوار أديس أبابا التحضيري تكريسا لنفس العقليات الثورية التي تدير اﻷحزاب السياسية .
أما المجموعات الشبابية التي تمﻷ المواقع اﻹسفيرية تكتفي بالسخرية وتصيد أخطاء النظام . وعندما خرجت الجماهير في سبتمبر 2013م في يوم الثﻻثاء توهط الثوار اﻻفتراضيين في القنوات الفضائية ليحكوا عن ثورة الشعب ولكن الشعب كان أذكي منهم ومن النظام فلزم داره وكانت شوارع الخرطوم يوم اﻷربعاء خالية وآثر الكثيرين أن يقضوا نهاية اﻷسبوع مع أسرهم فلم يجد ثوار اﻹغتراب غير سب الشعب ووصفه بالجبان.
ليت اﻷحزاب السياسية تتعلم من جماعة اﻹخوان المسلمين في مصر أصول العمل السياسي والمنهج اﻹصﻻحي في منافستها لنظام مبارك في اﻻنتخابات رغم القمع اﻷمني واﻵلة اﻹعﻻمية لكنها فازت بثلث مجلس الشعب وليت الثوار يتعلمون من الشعب الكيني منازلة النظام باﻹنتخابات ومن الشعب ساحل العاجي حماية صناديق اﻻنتخابات ومن الشعب الغيني فرض إرادتهم برفض التزوير وتنصيب الرئيس الفائز .بدﻻ من العمل عرضحالجية يبكون الناس على ظروفهم وظلم البشير لهم.
م. اسماعيل فرج الله
20مارس2015م