بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في دفتر الإمام
رسالة الفرقان الوطني – الإنقاذ حان وقت الرحيل
رغم تشككي في الصورة
الزاهية التي رسمها الإمام الصادق لنفسه وهو يتلو خطابه أمام الجموع الحاشده في
ميدان الخليفة بأمدرمان ليلة أمس 29يونيو الإ أن المقام ليس لنقده . فقد تطورت
علاقة الإمام الصادق مع الإنقاذ منذ القبض عليه في ليلة 30يونيو 89 ثم خرج من
السجن معارضاً لها ثم خرج الى أسمرا عبر عملية تهتدون يقاتلها الا انه فشل في
تحويل المعارضة المسلحة التي يسيطر عليها زعيم الجنوب وقائد الجيش الشعبي الراحل
جون قرنق الى معارضة سياسية. فلم يتأخر في مد جسور التواصل والحوار مع النظام لتكون
سويسرا محطة أتفاق مع الانقاذ ثم جبوتي ونداء الوطن ثم التراضي الوطني الى ليلة
النصف من شعبان والفرقان الوطني ظل الامام في كل هذه المسيرة ثابتاً على مبدئه في
الحل السلمي لمشكلات الوطن وتمسكه بالخيار الديموقراطي لتداول السلطة يسعفه في ذلك
هيكلة حزبه ودستوره المحكم في ضبط علاقات أجهزته حيث استطاع طاقمه القيادي من
إدارة جماهيره دون اشكالات تؤثر على مسيرة الحزب وحركته الا من بعض الأصوات التي
علت ثم سريعاً ما خفتت وبعض المنشقين الذين وجدوا أنفسهم بين خيارين إما الإرتماء
في أحضان النظام أو العودة الى كيانهم راضخين لإمامهم .بينما النظام فهم خطأً موقف
الإمام وظنه السلطة يريد ولكن الامام ظل وفياً لعهد قطعه على نفسه ( بأن لا يتولى
السلطة الا منتخباً) . في ظل هذه المتناقضات إستطاع المهدي أن يطور حزبه ويجدد
قياداته ويقيم مؤتمراته وينمي موارده حتى جمع حشدين في السنتين الماضيتين عجز عنه
كل الأحزاب المعارضة ليؤكد بذلك أنه الحزب الأكبر ويخرس المشككين في قدراته
القيادية .حيث وقع كثير من المعارضين أسيري تصوراتهم الشخصية التي أظهرت لهم خلاف حقيقة
الإمام فالسيد الصادق المهدي نجح في حشد جماهيره وإختبر قدرات كوادره على الحشد
والتنظيم والادارة وأصبح شباب حزب الأمة لهم الخبرة في الاعلام والتعبئة وتأكد من
سيطرة أجهزته الحزبية على قواعدها وتمم على فعالية أتباعه وانضباطهم بتعليماته
فجمعوا وإنصرفوا وفق ما هو مطلوب منهم وغداً يثوروا ان أشار الامام عليهم .
في خطابه في ليلة النصف من شعبان كان الامام واضحاً فرز عيشته من تجمع
قوى الاجماع الوطني وأقر (هنالك اختلافات بين بعض فصائل المعارضة) ودعاهم
للنزول لبرنامجه وتبرأ من خطة المائة يوم. ثم لم يداهن أو يواري رفضه لحمل السلاح
وتغيير النظام بالعمل العسكري ودعى حاملي السلاح الي (حل سياسي قومي ديمقراطي
وسائل تحقيقه القوة الناعمة) وذكر أن هناك
عناصر لا تقبل تكوينات الجبهة الثورية وأن هناك انقسام حول مكونات الجبهة
الثورية في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ومن شروطه للتحالف مع الجبهة الثورية استعدادها
لأن تتحالف مع القوى السياسية المتطلعة
لنظام جديد، ملتزمين بالخيار السياسي ووحدة الوطن وقبولها إقامة نظام
ديمقراطي فيدرالي وأن تتخلى عن سلاحها ضمن اتفاق سياسي شامل.، وبين بالصورة القاطعة هدفه من هذا اللقاء حتى لايحاكمه الآخرون الى
أهدافهم وإتخذ اليها طريقين حيث قال: (عزمنا على تحرك تعبوي ذي شعبتين وهدف
واحد هو هدف تعبوي.
) شعبة دينية قوامها
كيان الأنصار بكل إختلافاته الحزبية والشعبة الثانية هي ضربة البداية التي
قررها حزب الأمة للتعبئة من أجل رحيل نظام الاستبداد والفساد، ورسم خريطة الطريق
للنظام الجديد. كما قالها بصراحة بأن النظام السياسي الحالي هو المسؤول عما
آلت إليه البلاد، ومحاولة إسناد الاخفاقات للتآمر الخارجي أو الداخلي لا تجدي، وأطلق
مبادرة للحل الوطني أسماها: الخطة الوطنية السودانية.خاطب بها حزب المؤتمر الحاكم قائلاً :أنتم مسؤولون عما آلت إليه
البلاد، وفي يد الرئيس البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة
بأطياف مختلفة، ودوره الذي سوف يحفظه له الشعب والتاريخ هو أن يدعو ممثلي القوى
السياسية الحقيقيين للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن على نحو ما اقترحنا،
لينفذه رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجرى
انتخابات عامة. نحن على استعداد أن نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة، ومقابل
دوره في مخرج آمن للوطن نكفل له مخرجاً آمناً، وأن نحصل على مباركة الأسرة الدولية
للخطة الوطنية السودانية.
في هذا اليوم تجلى الإمام الصادق في البقعة وأثبت أنه حكيم السودان
الذي يدير حزبه بمسئولية ويخاف على بلده ويشفق عليها من الدمار والخراب .هذا النهج
لم يرض المتحمسين للثورة ولن يعجب الحاملين للبندقية ولن يسر المتسلطين على الشعب
ولكن كل العقلاء الذين يريدون خيراً لهذه البلاد عليهم الاصطفاف خلف الإمام ففي
طريقته السلامة والخلاص. .... ونواصل
م. اسماعيل فرج الله
30يونيو2013م