الخميس، 11 يوليو 2013

يبكون العلمانية ولا يحمون الديموقراطية

بسم الله الرحمن لرحيم
يبكون العلمانية ولا يحمون الديموقراطية
الحزب الشيوعي السوداني نفذ عملية انقلاب عسكري على النظام الديموقراطي الناشئ بعد انتفاضة أكتوبر المجيد عام 1964 بعد حل الحزب وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية 1967م ليفش غبينته بقيادة العقيد حعفر نميري في مايو 1969م الا أن سكرتيره العام الاستاذ عبدالخالق محجوب رفض المغامرة وعقد إجتماعاً طارئاً لمركزية الحزب يرفض الخطوة ويطالب بارجاع الديموقراطية .الا أن رجاءه خاب في حزب الحداثة والحرية ليدفع حياته ثمناً لتمسك العسكر بالسلطة وركلهم لأي قيود تنظيمية أو قيم فكرية .
وليت الحزب العجوز صبر على سيطرة القوى التقليدية من الطائفية وقليل من الاسلاميين على البرلمان المنتخب وعمل من خارجه لتوعية الجماهير بفكرة المتحرر التقدمي ويبشر بالاشتراكية ويجدد من وسائله ويطور أفكاره .في ظل حرية محروسة بالدستور وقوة الجماهير التي وأد فرحتها بثورتها وأجهض ديموقراطيتها قبل أن تتم رشدها لينقسم الرفاق بين مؤيدُ للسلطة الغاصبة ومعارض لها وبالنهاية تقهقر الحزب الى سنوات العمل السري ليحرم نفسه معاقرة الجماهير . في الوقت الذي تنظم الطائفية نفسها وتدعم جماعاتها من موائد السلطة الغاشمة وهم يقيمون الليل في حلقات الذكر برفقة قادة مايو وهم يترجمون في حولية الشيخ الجعلي ومسيد الشيخ أبوقرون أو الشيخ ود بدر في أم ضواً بان . بينما أنصار الإمام المهدي لا يفوتون راتبهم صباح مساء في الجزيرة أبا والبقعة في أمدرمان ليتفاجأ تيارات الحداثة والتجديد بإكتساح القوى الطائفية للانتخابات من جديد بعد ثورة أبريل 85م ويصعد تيار الاسلاميين الداعي لتجديد الفكر الاسلامي كثالث قوة انتخابية في البرلمان .وعندما إقتضت لعبة الديموقراطية مشاركة الجبهة الاسلامية في الحكم إئتلافاً مع حزب الأمة القومي توتر العلمانيون واليسار من حكم يشارك فيه الاسلاميين ولم يشفع لهم صعودهم بقوة الجماهير عبر صناديق الانتخاب . وكانت مذكرة الجيش الشهيرة التي لم يقو فيها الامام الصادق من حراسة إرادة الشعب السوداني التي قادته للحكم رئيساً للوزراء وساوم على حرية البرلمان وحماية قراره خوف بندقية العسكر المسلطة عليه ان هو لم يخرج الجبهة من الحكومة بل وسن القوانين الكفيلة بإقصائها عن المشهد السياسي السوداني . ليقع الاسلاميين في نفس خطأ الحزب الشيوعي فالصبر كان أولى من استلام السلطة بالجيش ولم يعو درس الشيوعي الذي سبقهم نعشرين عاماً .لكن مفاصلة الاسلاميين لم تنتج قتلاً كما فعل نميري بالحزب الشيوعي وقادته بل ظل الترابي يعارض البشير الذي لم يتوانى في ايداعه السجن مراراً كلما دعى الأمر .لكن لم يقتله كما فعل النميري بعبد الخالق محجوب وزملائه .
وبعد أن فرق الزمان الصحاب ودفعة المدرسة في حنتوب الثانوية جمعت المعارضة الاستاذ محمد ابراهيم نقد والدكتور حسن الترابي في قوى الاجماع الوطني المعارضة للبشير وكان تحالفاً على الحد الأدنى إيماناً بالحرية وحماية للديموقراطية وعدم قبول حكم العسكر أو دعمه لممارسة السياسة استناداً الى تطورات الواقع وتجربة الماضي البعيد للشيوعي والقريب للشعبي . الا أن تسارع الأحداث في مصر وانقلاب الجيش على الحكومة المنتخبة في تكرار بليد لنسخة السودان 69م نميري و89م البشير لم يتأخر الدكتور الترابي في عقد مؤتمر صحفي يرفض فيه بصورة واضحة وقاطعة تدخل الجيش في السياسة المصرية وإنحيازه لتيار العلمانيين على حساب الاسلاميين ولم يوارب في وصف الحالة بأنها إنقلاب على الديموقراطية ايماناً بالحرية ووفاءاً لعهده مع قوى الاجماع الوطني وتوبته من دعم أي نقلاب عسكري مهما كانت الظروف .ولكن الفاجعة كانت في الحزب الشيوعي الذي أصدر بياناً أقل ما يقال فيه نكوص عن منهج الحزب الرافض لتدخل الدين في السياسة وهو يبتهج من مباركة الأزهر رمز الدين الاسلامي في مصر والكنيسة القبطية قي ردة للعصور الوسطى . ونسي وهو مسروراً بزوال حكم الأخوان أنه يرقص على أنقاض الديموقراطية ويطرب لفرفرة الشرعية المذبوحة شماتة في الاسلاميين ولكن بذلك يكون طوى صفحة من النضال استمرت لأكثر من أربعون عاماً لأجل استعادة الديموقراطية في الخرطوم بعد دعمه لعسكر القاهرة وأصبح حاله ليس الديموقراطية الصندوق فقط ولا لحرية تفرخ اسلاماً ورجع بنا الى صراع الحضارات فالعلمانية هي البقرة المقدسة التي تذبح لها القيم الديموقراطية وتقدم الحرية قرباناً لها.

الأحد، 30 يونيو 2013

رسالة الفرقان الوطني - الانقاذ حان وقت الرحيل



بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في دفتر الإمام
رسالة الفرقان الوطني –  الإنقاذ حان وقت الرحيل
رغم تشككي في الصورة الزاهية التي رسمها الإمام الصادق لنفسه وهو يتلو خطابه أمام الجموع الحاشده في ميدان الخليفة بأمدرمان ليلة أمس 29يونيو الإ أن المقام ليس لنقده . فقد تطورت علاقة الإمام الصادق مع الإنقاذ منذ القبض عليه في ليلة 30يونيو 89 ثم خرج من السجن معارضاً لها ثم خرج الى أسمرا عبر عملية تهتدون يقاتلها الا انه فشل في تحويل المعارضة المسلحة التي يسيطر عليها زعيم الجنوب وقائد الجيش الشعبي الراحل جون قرنق الى معارضة سياسية. فلم يتأخر في مد جسور التواصل والحوار مع النظام لتكون سويسرا محطة أتفاق مع الانقاذ ثم جبوتي ونداء الوطن ثم التراضي الوطني الى ليلة النصف من شعبان والفرقان الوطني ظل الامام في كل هذه المسيرة ثابتاً على مبدئه في الحل السلمي لمشكلات الوطن وتمسكه بالخيار الديموقراطي لتداول السلطة يسعفه في ذلك هيكلة حزبه ودستوره المحكم في ضبط علاقات أجهزته حيث استطاع طاقمه القيادي من إدارة جماهيره دون اشكالات تؤثر على مسيرة الحزب وحركته الا من بعض الأصوات التي علت ثم سريعاً ما خفتت وبعض المنشقين الذين وجدوا أنفسهم بين خيارين إما الإرتماء في أحضان النظام أو العودة الى كيانهم راضخين لإمامهم .بينما النظام فهم خطأً موقف الإمام وظنه السلطة يريد ولكن الامام ظل وفياً لعهد قطعه على نفسه ( بأن لا يتولى السلطة الا منتخباً) . في ظل هذه المتناقضات إستطاع المهدي أن يطور حزبه ويجدد قياداته ويقيم مؤتمراته وينمي موارده حتى جمع حشدين في السنتين الماضيتين عجز عنه كل الأحزاب المعارضة ليؤكد بذلك أنه الحزب الأكبر ويخرس المشككين في قدراته القيادية .حيث وقع كثير من المعارضين أسيري تصوراتهم الشخصية التي أظهرت لهم خلاف حقيقة الإمام فالسيد الصادق المهدي نجح في حشد جماهيره وإختبر قدرات كوادره على الحشد والتنظيم والادارة وأصبح شباب حزب الأمة لهم الخبرة في الاعلام والتعبئة وتأكد من سيطرة أجهزته الحزبية على قواعدها وتمم على فعالية أتباعه وانضباطهم بتعليماته فجمعوا وإنصرفوا وفق ما هو مطلوب منهم وغداً يثوروا ان أشار الامام عليهم .
في خطابه في ليلة النصف من شعبان كان الامام واضحاً فرز عيشته من تجمع قوى الاجماع الوطني وأقر (هنالك اختلافات بين بعض فصائل المعارضة) ودعاهم للنزول لبرنامجه وتبرأ من خطة المائة يوم. ثم لم يداهن أو يواري رفضه لحمل السلاح وتغيير النظام بالعمل العسكري ودعى حاملي السلاح الي (حل سياسي قومي ديمقراطي وسائل تحقيقه القوة الناعمة)  وذكر أن هناك عناصر لا تقبل تكوينات الجبهة الثورية وأن هناك انقسام حول مكونات الجبهة الثورية في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ومن شروطه للتحالف مع الجبهة الثورية استعدادها  لأن تتحالف مع القوى السياسية المتطلعة لنظام جديد، ملتزمين بالخيار السياسي ووحدة الوطن وقبولها إقامة نظام ديمقراطي فيدرالي وأن تتخلى عن سلاحها ضمن اتفاق سياسي شامل.، وبين بالصورة القاطعة هدفه من هذا اللقاء حتى لايحاكمه الآخرون الى أهدافهم وإتخذ اليها طريقين حيث قال: (عزمنا على تحرك تعبوي ذي شعبتين وهدف واحد هو هدف تعبوي. ) شعبة دينية قوامها كيان الأنصار بكل إختلافاته الحزبية والشعبة الثانية هي ضربة البداية التي قررها حزب الأمة للتعبئة من أجل رحيل نظام الاستبداد والفساد، ورسم خريطة الطريق للنظام الجديد. كما قالها بصراحة بأن النظام السياسي الحالي هو المسؤول عما آلت إليه البلاد، ومحاولة إسناد الاخفاقات للتآمر الخارجي أو الداخلي لا تجدي، وأطلق مبادرة للحل الوطني أسماها: الخطة الوطنية السودانية.خاطب بها حزب المؤتمر الحاكم قائلاً :أنتم مسؤولون عما آلت إليه البلاد، وفي يد الرئيس البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة بأطياف مختلفة، ودوره الذي سوف يحفظه له الشعب والتاريخ هو أن يدعو ممثلي القوى السياسية الحقيقيين للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن على نحو ما اقترحنا، لينفذه رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجرى انتخابات عامة. نحن على استعداد أن نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة، ومقابل دوره في مخرج آمن للوطن نكفل له مخرجاً آمناً، وأن نحصل على مباركة الأسرة الدولية للخطة الوطنية السودانية.
في هذا اليوم تجلى الإمام الصادق في البقعة وأثبت أنه حكيم السودان الذي يدير حزبه بمسئولية ويخاف على بلده ويشفق عليها من الدمار والخراب .هذا النهج لم يرض المتحمسين للثورة ولن يعجب الحاملين للبندقية ولن يسر المتسلطين على الشعب ولكن كل العقلاء الذين يريدون خيراً لهذه البلاد عليهم الاصطفاف خلف الإمام ففي طريقته السلامة والخلاص. .... ونواصل
م. اسماعيل فرج الله
30يونيو2013م

الخميس، 20 يونيو 2013

رداً على صديق عثمان - لن أعتذر عن الانقاذ

رداً على صديق عثمان
لن أعتذر عن الإنقاذ
الإنقاذ عمل صالح تقربنا به الى الله حميناه بالدماء وقدمنا في طريقها الشهداء . سياسياً قبل 30يونيو ظلمنا الجيش بمذكرة هيئة القيادة وظلمتنا القوى السياسية بعزلنا عن حكومة القصر استجابة لتهديد الجيش وضغوط الخارج ارتضينا الديموقراطية منهجاً والحرية مبدأ فكان الانقلاب انتصار لارادة الشعب المؤودة وحفاظاً على حرية الناخب وسلطته في إختيار ممثليه .لن ندير خدنا الايسر لمن ظلمنا اعتدوا علينا بالجيش فقلبناها بالانقاذ.
إقتصادياً سرقوا موارد البلد ودفعوا تعويضاتهم الوهم وباعوا ثرواتنا بثمن بخس فوجدنا جوع منتشر وصفوف طويلة ومرض وجهل فالعلاج محدود والتعليم محتكر . فعدلت الانقاذ الصورة فعادت التجارة حرة وأنشأت البنى التحتية طرق وكباري وسدود وتصنيع مدني وحربي وبترول يتدفق ومشاريع زراعية ممتدة .
وأمنياً بعدما كانت الحروب على أطراف الجبلين والرصاص في سماء الخرطوم يشق صمتها وهدوءها أصبح التمرد على حدود يوغندا وكينيا .
وبالمجمل تبدل الحال أنتشر التعليم وزادت مطالب مطالب الحياة بدل لقمة العيش صار المطلوب مكيف وسيارة وبدل قطعة سكن صار الحلم بيت سطوح ناصية وعمارة . وعرف الريف الكهرباء وشرب الموية الباردة ويشاهد القنوات الفضائية .وأصبح أبناء الغبش وزراء ومدراء وأصبح أولاد العمال دكاترة ومهندسين وسكن أبناء الهامش الطائف والرياض والمنشية .
الإنقاذ ضد إحتكار الطائفية وفساد اليسار . فبعد أن وعى الناس حقوقهم إنحسرة الطائفية في توفير حياة الرفهائية لابنائها ولو على حساب أتباعها وأصبحت عبد الله بن سلول زمانها تبكي سلطتها المنهارة على طريق الايمان . أما اليسار الحاقد فبد أن أنهك البلد في حرب طويلة بإسم الجنوب الزنجي المسيحي المضطهد اسلامياً يكفي الاسلاميين فخراً أن أعطوا الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم دون إراقة للدماء فكان قرارهم الانفصال وتأسيس دولتهم . فلما أسقط في أيديهم ظهروا علينا بفرية الهامش الزنجي المسحوق ولما لم يجدوا مبرراً أخلاقياً وسياسياً لاستمرار الحرب بعدما أنتفت زعمة المسيحي المضطهد دينياً إستدعوا من التاريخ عنصرية الجهة فبات حطابهم . هيا نحرر السودان من الجلابي الحقير تاجر الرقيق ونخرج العربي الذليل طرداً الى الجزيرة العربية فكانت حركات الهامش المظلومة ضد المركز المتعالي فاستمرت حروب العبث تحصد الابرياء وتنهك البلد.
لن أعتذر عن الانقاذ فقد قدم الاسلاميين أروع المثل شعبي ووطني في الاختلاف فلم يقتتلوا على أبواب القصر من أجل كرسي السلطة ولم ينصبوا المشانق يصفون خصومتهم . فتخلى الشعبيون عن السلطة وهم سادتها برضى وطيب خاطر إيمانا بقيم دينهم والتزاماً بمواثيق قطعوها على أنفسهم لم يحملوا السلاح إنتقاماً لسلطة مسلوبة ولم يقتتلوا لغبينة شخصية .أما الوطنيون صبروا على طريقهم يدافعون ظلم السلطة بالنصح ويحمون البلد بالنفس يصبرون على فساد الادارة ويغالبون النفس الأمارة بالسوء.
فإن خان على عثمان فقد التزم العهد الترابي وإن بنى الجاز عمارة فالسنوسي يملك عمارتين وإن بنى نافع قصراً فكمال عمر يسكن مثله وإن ملك المتعافي الشركات فإلتفت يميناً وشمالاً تجد ما يدهشك .
لن أعتذر عن الانقاذ لأني نصرتها إنتصاراً للحرية وايماناً بالعدالة . فإن ظلم البشير فقد تبرأ من ظلمه محمد الأمين خليفة وإن تعنصر نافع فقد تبرأ من قوله عبد الله حسن أحمد فلم يحكم دارفور جعلى بل فوراوي وزغاوي ولم يحكم كردفان شايقي بل مسيرية وبنوبة . فلم تلصقوا علينا ظلماً لم نغترفه ولم تتهمونا بجريمة لم نغترفها فقد خرج الشعبيون أطهاراً دون سرقة المال العام ودافعوا ظلم السلطة دون عصبية لجماعة ولن نكون مثل اليهود ( أقتلوا أنفسكم) بل إصلاح وصدع بالرأي وسعي بالعمل الصالح . لكن نفهم قولكم وأنتم في الخارج تجالسون اليسار وتتوددون للعلمانيين حتى يكون لكم في مجلس الأنس مكان تتبرأون من تاريخكم وتسلخون فكرتكم . لم يقفز الاسلاميين للسلطة بليل فقد كانوا ثالث قوى سياسية ولم يسرقوا ثروات البلد فقد وجدوا خزينتها خاوية .بل أعادوا لها هيبتها وأعزوها بالدين .
أقول هذا وأنا أعارض النظام لأني أعرف أن الاسلاميين إخواني أنقياء أطهار وإن فسد منهم قليل فتلك سنة الجماعة ولن أتخلى عن فكرتي بإعادة الدين للحياة العامة وإن قتلت دونها . وآمن أن الاسلاميين هم أحق بوراثة هذا النظام لتستمر عملية التمكين للحرية والعدالة في هذا البلد . فما فعله اليسار في مايو لا يجعلهم مؤهلين للحكم وما نهبه العلمانيين وهم يحكمون لايجعلهم مؤهلين بالحديث عن المهمشين وما نالته الطائفية من نصيب لنفسها دون عامة الشعب جعلها في مكان قصي . فمن تخلى عن السلطة طواعية وصبر على ظلمها يدافعها بالسلم والكلم الطيب هو أحق بوراثة الحكم . هم نحن الشعبيون . من أتى بالإنقاذ وعارضها.
1Like ·

ماذا خسر النظام من تحرير أبكرشولا

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا خسر النظام من تحرير أبكرشولا
في العام الماضي قدم الف عضو من الحزب الحاكم مذكرة ينقدون فيها سياسيات النظام ويقرون بفشله في أدارة البلاد وعجزه عن محاربة الفساد وضيقه بالحريات وسأم الشعب بالحرب .مما أثار حفيظةالرئيس البشير وجعله ينفث غضبه على فضائية النيل الأزرق ويعاير شباب الاسلاميين من حزبه بعضوية المؤتمر الوطني الحزب الحاكم التي قدرها بخمسة مليون وكان الإمتحان الصعب بإحتلال هجليج من قبل دولة الجنوب فلا يجد النظام غير أربعمائة من الاصلاحيين يسندون القوات المسلحة في تصديها للقوات الغازية وكان الرجاء الاستجابة لمذكرتهم وتجنيب البلاد الكارثة .لكن خاب ظنهم ليتوسع تيارهم الاصلاحي ويشمل المجاهدين في الشعبي والرصيف (مصطلح يطلق على غير الشعبيين والوطنيين من الاسلاميين) فيما عرف بمبادرة السائحون التي مثلت أشواق الإسلاميين في الوحدة والاصلاح بعد يأسهم من الاصلاح من داخل المؤسسات .
لتستولي الجبهة الثورية على مدينة أبكرشولا وتدخل العمق حتى أم روابة والسميح .ولأول مرة يتحسس السودانيون الخطر تحت أرجلهم فبعد إتساع رقعة الحرب من دارفور الي كردفان والنيل الأزرق أصبخ بالإمكان أن تكون الخرطوم ميداناً للحرب ولا يفصلها عن ذلك غير ساعات من تمركز قوات الجبهة الثورية . فعجز القوات العسكرية الحكومية من عرقلة حركة عربات الدفع الرباعي المحملة بالمدافع الرشاشة في طريقها لاحتلال أي مدينة في الوسط عزز شعور المواطنين بالحوجة لتأمين مناطقهم بأنفسهم خشية حماقات المقاتلين وغبنهم خصوصاً تجاه منسوبي الحزب الحاكم الذين إنتابهم هذا الشعور أكثر من غيرهم .كما زاد مخاوف قوى الاجماع الوطني المعارضة من الفوضي التي تعقب إسقاط النظام بالقوة المسلحة مما جعلها تسابق الزمن لتقوم بالثورة الشعبية السلمية لتغيير النظام .فتحرير أبكرشولا حسب رواية النظام الغير مدعومة بإحصاءات الغنائم والقتلى والأسرى مما يجعل رواية الجبهة الثورية بإنسحابها من المنطقة أقرب للحقيقة .أفقد المواطنين الثقة في الحكومة وترتيباتهاالأمنية.
هذا المشهد تمثل في عدة أحداث مرت علينا في الأيام الماضية فبعد استقبال المواطنون لخبر تحرير أبكرشولا بفتور وعجز النظام عن حشود إحتفالية يظهر بها ثقله في الشارع .وتفجر الأوضاع في الشرق إثر تصريحات الوزير أسامة عبدالله السالبة بشأن مياه بوسودان ومشروع توصيلها من النيل .كما تعودت الحكومة من تسلل قراراتها الصعبة بين يدي فرحة الشعب وانتصاراته ولكن هذه المرة لم تسلم الجرة فتفجر الوضع في الولاية الشرقية للحد الذي أعلن فيه التمرد على المركز من داخل أجهزة النظام هناك في سابقة متوقع تكرارها في الولايات المتأزمة رغم أن ولاية البحر الأحمر أول من تقدم دعمها لأبكرشولا ولكن لم تكن فرحتها بالقدر الذي يمكن من بلع تصريحات وزير السدود.
والحدث الثاني مخاطبة قيادات سياسية محلية لتجمع شباب المناصير في ولاية نهر النيل محلية البحيرة وعزمهم طرد المعتمد ومطالبة نواب المجلس المحلي بالاستقالة والزام منسوبي المؤتمر الوطني إن أصروا على مولاة النظام بمغادرة المناصير .وإن أضطروا الى قفل المنطقة بالسلاح بعد طرد الحكومة من المحلية. فإستجاب نصف النواب وقدموا استقالاتهم في الحال وطلب المعتمد صحبة وفد الى الوالى في الدامر ليخبره رفض أهله له لأن الوالي هو من عينه وقدم رجاء بعدم حظر الحزب الحاكم في المحلية حتى لا يدخل المناصير في مواجهة مع الحكومة .ولم يتوانى جهاز الأمن من إعتقال قادة ثورة ربيع المناصير وترحيلهم الى عطبرة ثم الخرطوم.
أما الشاهد الأخير هو حجز طوف التموين والوقود المتجه الى دارفور في الضعين واستيلاء قوات مناوي على ثلاثة عشر شاحنة هي مقدمته لتزيد معاناة دارفور بنقص الغذاء وغلاء الأسعار.وتظهر حالة الظهور الذهني التي يعاني منها النظام.
فإنشغال الحكومة بتحرير أبكرشولا أظهر ثقرات سياسية ،بتمرد ولاية البحر الأحمر تحت قبة المجلس التشريعي وطرد ولاية نهر النيل مسقط رأس البشير لحزب الحكومة أما مهرجان تنصيب أمير الهوسا في كسلا وحشد الملايين من كل ولايات السودان فهو قاصمة الظهر لمؤسسات الدولة الحديثة بإلتجاء الناس الى قبائلهم بحثاً عن الحماية والسند لإحساسهم بضعف مؤسسات الدولة.وخسرت الحكومة إقتصادياً بتوجيه موارد الدولة للحرب فتأخرت المرتبات وإرتفعت الأسعار .فتشتيت مقاتلى الجبهة الثورية في خلاء كردفان وصحاري دارفور وخيران النيل الأزرق أثر سلباً على إنسياب السلع وحد من التجارة وهذا بالقطع يثير الشعب .
أما الأثر النفسي البالغ الذي ترك عند أعوان النظام وعضوية المؤتمر الوطني في المناطق المتأزمة بأنهم أهداف مباشرة للمتمردين بينما رأس النظام ينعم بالأمن خلف حصونه في الخرطوم ربما يفكرون في طرق حماية أنفسهم بعيداً عن حسابات المركز وقراراته وربما يتجاوزون التهديد بالانفصال من داخل مؤسسات الدولة كما في حالة بورسودان الى الوصول الى تفاهمات وعقد إتفاقيات مع الثائرين المحليين والنجاة برقابهم من الذبح .ولهذا أشار موسى هلال في لقاء صحفي يتهم والي ومعتمدين من دارفور بالتنسيق مع الحركات المسلحة ولهذا سيجد النظام نفسه في صراع مؤسسي مع أقاليم الهامش لن تجدي فيه ريالات قطر في دارفور ولا دنانير الكويت في الشرق ولن تنقذ الموقف قوات الأمم المتحدة في كردفان.
م.إسماعيل فرج الله
8يونيو2013

عن السائحون

سأكتب باختصار ومن غير فلسفة وبلاغة
1-انطلقت مبادرة السائحون تريد اصلاحاً ووحدة. والمجاهدون يعون ان الله لا يغير ما بغوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
2- البعض أرادها وفق هواه والآخرين استمسكوا صادقين بمنهج الاصلاح
3- تم انتخاب منصة من قاعة البترول وظللنا نتابع مناشطها ونترصد اخبارها.
4- في اجتماع المنصة الأخير وبعد ورقة تقييم وتقويم كلفت بها لجنة من المنصة تم الاتفاق على الهيكل وانتخاب رئيس جديد للمنصة .
5- بالأمس تم اجتماع دكاكيني حشد له الأعوان خرج بنقض قرارات الاجتماع السابق .
عليه نريد أن نوضح موقفنا مما جرى:-
أ- نرفض منهج الوصاية لا من ناجي عبد الله ولا من جهاز الأمن .
ب- هشام بابكر لا يملك سلطة البشير ولا علم الترابي والحواريين الذي من حوله ليسو خيراً من نافع وعلي عثمان وغازي حتى نلف لفهم .
ج- المبادرة أردناها التزاماً بالشورى والشفافية ولكن البعض يصر على ممارسة امراض الماضي .
د- اما يتم الالتزام بالشورى وتغيير هشام بابكر ولن نسمح به مجدداً رئيساً للمنصة وإن كان صلاح الدين الأيوبي لزمانه .والا على الشعبيين الذهاب للترابي وعلى الوطنيين لعق أحزية الحكومة .ونلتقي على أعتاب الثورة يدق بعضنا رقاب بعض.
ه.أجدد دعوتي للسائحون الشعبيون بالاجتماع والتفاكر فيما يخص المبادرة فخير لنا الموت على قيمنا التي امنا بها من السير في باطل جديد باسم الجهاد .
و-على منصات الولايات الاطلاع بدورها والالتزام تفويض قواعدها.
ز- المنصة المنتخبة :- العيدروس -أمبدي - محمد الشفيع - نزار عطا -اسماعيل عثمان - عليكم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ان لم تردوا علينا أمانتنا في لقاء جامع أو اعلان نهاية المبادرة حتى توقفوا هذا العبث.
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد

يوسف لبس

إبليس أستكبر على أمر الله وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وأول قضية قتل في التاريخ كانت بسبب الحسد بين قابيل وهابيل . فكل من يرى في نفسه أحق بالخير من غيره وقد تقاعس عنه هو مشرك بأمر الله ويجعل نفسه وهواه الأهه . وفي الخير حن عمر بن الخطاب الفاروق الى أخته فاطمة عندما رأى الدم يسيل من وجهها وأعلن سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب إسلامه نصرة لإبن أخيه وفي غزوة أحد هتف الرسول (ص) أنا الرسول لا كذب أنا إبن عبد المطلب .وفي غزوة الأحزاب تم توزيع الناس مهاجرين وأنصار وكل حسب قبيلته وكانت الوصية من الرسول (ص) أن لايؤتى الاسلام من قبلكم . فالقبيلة في دفع الظلم خير والقبيلة في التكافل خير والقبيلة في النصرة خير . أما الذين يتباكون على الأحزاب وهم من شتتوها ومن يتباكون على الحركة الاسلامية وهم من دجنوها وعلى المجاهدين وهم من حيدوهم من قضية الوطن . نقول كفوا عن زرف دموع التماسيح وأمسكوا عليكم نصائح الثعلب . فما بكيتم لقتل المجاهدين (على البشير وشمس الدين وإخوتهم) وما حزنتم لسجن الناجي عبدالله وما تألمتم لحبس يوسف لبس واليوم تتخلون عن أخوتكم المعتقلين على زمة المحاولة الانقلابية قوش ورفقائه وتبكون على السائحون أن استعانت بالجموعية في وقفة احتجاجية لفك ابنها المعتقل وانتم تسكنون المعمارات الفارهة والمكاتب المكيفة أقيموا العدل لن نحتاج لوقفات احتجاجية ولا مذكرات اصلاحية فأنتم أعجز عن محاربة الفساد وتحقيق العدالة .
ومن هنا أدعوا لوقفة احتجأجية لنصرة المجاهد يوسف لبس وبمناصر اهله الزغاوة ويتم دعوة شورى القبيلة للمشاركة وفي هذا خير .

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الجبهة الثورية وقوات البشير ومأزق أبكرشولا

بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الثورية وقوات البشير ومأزق أبكرشولا
كتبنا في المقال السابق عن استراتيجية الجبهة الثورية الحربية وخياراتها في التغيير وكيف أن الخيار الأفضل لها نقل الحرب الى كردفان وهنا نريد أن نفصل كيف لعب عبدالعزيز الحلو اللعبة الذكية للحركات المسلحة الدارفورية والتي إن هي أحسنت التوظيف تستطيع ان تصل الى مرمى الخصم (الخرطوم) وتهزمه بالضربة القاضية . ولكن لايعني ذلك أن حقيقة الإسقاط...
للأنظمة الشمولية تغيب عنا حيث المعرفة والتاريخ يقولان أن العاصمة دائماً ما تكون الحصن الأخير للدكتاتور وإن سقطت هي أنتهى حكم البشير .فغالباً ما يبدأ الثوار الزحف والتحرير من الأطراف ويحتلون الأسهل ويحررون مناطق ثقلهم ثم تكون المعركة الفاصلة العاصمة حيث يجلس الرئيس على كرسي الحكم .ومثل هذا فعل الثوار في ليبيا وسوريا ومالم تستقر أوضاع المناطق المحرر في أيدي الثوار لن تسقط العاصمة وهذا ما يحدث الآن في سوريا.
ولكن الغريب هنا في السودان هو توجه الجبهة الثورية الى الخرطوم مباشرة متجاوزة بذلك تحرير كادقلي واحتلال دارفور وهذا لعمري الخيار الصعب وإن نجحت فيه الجبهة الثورية تكون فعلاً لعبت على الضربة القاضية دون هزيمة النظام بالنقاط .
فإحتلال أبكرشولا يجعل قوات الجبهة الثورية تقبض على خاصرة النظام ولكن هكذا وضع إن لم تمسك الجبهة الثورية عليها بقوة تشل حركة الجيش السوداني ستكون في وضع محرج وقد يكلفها كثيراً ،فإحتفاظ عبدالعزيز الحلو بأبكرشولا محررة حتى وصول المدد من حركات دارفور المسلحة يضع النظام في أحرج أيامه وهذا ما تؤكده المعلومات والشائعات اليومية التي تتحدث عن أحتلال قوات الجبهة الثورية لبعض المدن في جنوب كردفان أو دارفور وما هو الا تأكيد على حركة القوات المتمردة في إتجاه أبكرشولا وما يؤكد ذلك الحديث عن دخول الجيش التشادي في شمال دارفور يطارد الحركات المسلحة المتجهة شرقاً .وهذا إن تم يحتاج الى ثلاث شهور على الأقل لتجميع الحركات المسلحة والزحف تجاه الخرطوم .كما أن وجود قوات الحلو في هذه المنطقة يمكنه من الزراعة لتأمين غذاء قواته .ولكن يبدوا أن غباء العقل السياسي الاستراتيجي والعسكري للنظام يحجب عنه البديهيات في هذا المجال وهذا ما يؤكده تصريحات معتمد محلية الخرطوم الذي أعلن تكوين كتيبة استراتيجية لحماية الخرطوم وأتبع ذلك بإشاعات عن تسرب سلاح الى داخل الخرطوم ليصيب المواطنين الهلع والخوف على حياتهم ،ليخرج الوالي يريد تهدئة المواطنين وتطمينهم وليته ما فعل حين قال ( الخرطوم آمنة وعلى المواطنين النوم قفا) ثم يأتي بليل يقول لأنصاره هذا الكلام لايعنيكم بل عليكم باليغظة والحذر وما درى بالذكاء الشعبي الذي تناقل الخبر .ليصبح المواطنون على خبر شهيد ويمسون على عيادة مصاب .
فصمود عبدالعزيز الحلو ووصول السند المقاتل له يجعل النظام في ورطة فإن حاول تعزيز قواته من إحتياطي الخرطوم يكون كشف ظهره للقوات المتسربة من دارفور وإن سحب قواته من دارفور لحماية كردفان يكون أعطى الحركات الدارفورية هدية من ذهب .أما قواته الموجوده في شمال كردفان لن يستطيع الإستعانة بها خوفاً على الأبيض ومناطق البترول في الفولة وهجليج .ولهذا السبب أعلن النظام عن إعادة تجنيد للمسرحين العسكريين حيث لا وقت للتدريب من جديد .في ظل عزوف المجاهدين عن تلبية الاستنفار بل ذهب السائحون بقوافل الإغاثة الى الرهد بدلاً من حمل السلاح لتحرير أبكرشولا .
هذا الوضع سيجعل من أبكرشولا معركة كسر العظم بالنسبة للنظام إن عجز متحركه الأخير من تحريرها وبعدها ما على البشير الا التفكير في طريقة الرحيل هل على طريقة زين العابدين بن علي والهروب الى الأراضي المقدسة .أم المقاومة والموت على طريقة القذافي لأنه أفلت التنحي على الطريقة اليمنية إن هو إنهزم في أبكرشولا .فسقوطه يصبح مسألة وقت وصول الجبهة الثورية للخرطوم بعد إنضمام القوات المسلحة لها في دارفور وكردفان وإنشقاق الجيش في الخرطوم.
ولو كنت في محل النظام لتركت لهذه القوات بالوصول الى أبكرشولا وما سعيت الى تحريرها للخروج من هذا المأزق ولكن بالمقابل لن أدعها تستقر وتزرع .فتجمع قوات الجبهة الثورية في أبكرشولا يمكن من محاصرتها وقفل المنافذ عليها فلن تجد بد من الاستسلام أو الموت جوعاً .وبهذا يكون شرك الجبهة الثورية هو احتلالها لابكرشولا ومأزق النظام هو محاولته تحريرها إن عجز عن ذلك.
م. إسماعيل فرج الله
25مايو2013م

الجبهة الثورية استراتيجية الحرب وخيارات التغيير

بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الثورية استراتيجبة الحرب وخيارات التغيير
قبيل استقلال السودان تفجرت ثورة مسلحة في الجنوب تطالب بحقوق الجنوبيين في الحكم الذاتي والإ الانفصال . ولكن الحكومات الوطنية المتعاقبة استطاعت ان تحصر الحرب في اطار حرب العصابات . وظل الشعب على قناعة أنهم مجرد متمردون لهم مطالب سياسية مما مكن القوات المسلحة من أداء دورها في حماية الوطن ، لتستمر الحرب خمسون عاماً سجالاً بين الحر...
كة الشعبية والحكومات المركزية حتى توقيع اتفاقية نيفاشا 2005م والتي بعدها تم الانفصال .
وتتجدد الحرب في دارفور قبل توقيع السلام الجنوبي على ذات المنوال .أقاليم طرفية تطالب بنصيبها من الثروة والسلطة . ولكن هذه المرة كانت النتائج كارثية . اتهامات بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية ،فيما لم تشهده حرب الجنوب الطويلة إفريقيا. وبعد أكثر من عشر سنين يستفيد المسلحون الدار فوريون من درس الحرب في الجنوب .حيث لم يتغير شئ في المركز طالما ميدان الحرب بعيداً عن الخرطوم ،ولم يتأثر مواطن الشمال إلا بقدر الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها الحرب .ولم يتغير موقف الجيش السوداني رغم اختلاف الآيدولوجيات التي حكمت الخرطوم . ليأتي تجدد الحرب في شكلها الجديد بعد انضمام جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان لركب الأقاليم المتأزمة . تقودها الحركة الشعبية قطاع الشمال . ولكن الدرس الغالي الذي وعته الحركة الشعبية من يوم الاثنين الأسود ، جعل الحرب محصورة بين حركة سياسية (الجبهة الثورية) والحكومة المركزية (المؤتمر الوطني) لتقوم الحركة الشعبية بحشد سياسي من القوى السياسية الشمالية لها حتى يهربوا من الاستقطاب القبلي الذي انزلقت فيه بعض القوى الدار فورية كردة فعل للخطاب الحكومي .
الدرس هو أن أي قوة مسلحة تهاجم الخرطوم غازية ويتصدى لها الجيش ستجد كل الشعب يلتف حول قواته المسلحة ضد الغزاة كما حدث في 76 أيام النميري ودخول خليل إبراهيم لأمدرمان عام 2008م . أما ردة الفعل العنيفة لتفلتات بعض المغبونين من مقتل جون قرنق كانت كافية لأن يعرف كل متهور أن نهايته حتمية إن هو عزف على وتر العنصرية والاستقطاب القبلي على مشارف الخرطوم .
إن ما يجري على مسرح العمليات في جنوب كردفان وشمالها وتصاعد القتال هناك رغم هدوء الأحوال الأمنية في جبهتي دارفور والنيل الأزرق يرجع الى :-
1- الوضع في دارفور حالياً تغيب فيه السلطة عن معظم ولايات دارفور الخمس الا بعض العواصم والمدن الكبرى التي تحيط بها معسكرات النزوح ، فإن فكرت الحركات المسلحة في الاستيلاء عليها واسقاطها كلياً سيكون هذا الأمر في غير صالحها .كونها ستخاطب المواطنين هناك وتبشرهم أن مقدمها لأجل سلامتهم ورفاهيتهم .إلا أن الوضع سيكون غير ،كون دارفور تعتمد في الغذاء والوقود على وارد الخرطوم .مما يعني بعد نفاد المخزون قيام ثورة مضادة من شعب دارفور بعد أن يخرجه الجوع من وقاره .ويعير الحكام الجدد بالوضع السابق ولن يرضى ببقائهم وسيتحسر على الوضع القديم . مما يعني فشل الثوار في مشروعهم للتقدم تجاه الخرطوم بسند شعبي.
2- إذن البديل لإسقاط دارفور وتحريرها من نظام الإنقاذ هو مهاجمة المركز وتغيير الحكم في الخرطوم عبر الثورة المسلحة .ولكن الذاكرة القديمة والهواجس المتجددة تجعل تقبل الشعب السوداني لهكذا تغيير دون انقسام أمراً عسيراً مما يعني أن تعم الفوضى ويشيع الدمار في البلد وهنا يكون خطاب الحكومة صادقاً في توقعاته لتكسب مزيد من المؤيدين ممن كانوا على الرصيف أو معارضين حتى.
3- إذن الخيار البديل أمام الجبهة الثورية لتحقيق أهدافها السياسية ونجاحات عسكرية هو نقل الحرب الى كردفان وهذا ما يجري الآن . وقبل أن نحدث عن المكان نجد الزمان متشابه في مواقيته منذ حرب الجنوب حيث تنشط العمليات العسكرية في هذا الفصل من العام حتى تحقق الحركات المسلحة تقدم على الأرض تحتفظ به حتى فصل الخريف حين تتعذر الحركة البرية وتمثل المناطق المستلمة من المتمردين ضغط سياسي على الحكومة في ظل عجز الجيش عن التقدم لتحريرها . أما نقل ميدان الحرب الى كردفان له فوائد عدة تجنيها الجبهة الثورية .فهي إن استطاعت أن تقطع الطريق الغربي أو زرع حالة من الفزع يتوقف عندها رأس المال من المجازفة بالتجارة مع دارفور خوفاً ،تكون دارفور أقرب الى السقوط التلقائي بعد توقف إمدادات المواد التموينية والوقود .فتكون ثورة الجوع في دارفور سند ودعم للجبهة الثورية في تقدمها نحو المركز .ويكون الوضع بعد سقوط دارفور وزعزعة الأمن في كردفان وخروجها من دائرة الإنتاج أن نصف السودان الشمالي خارج سيطرة حكومة البشير. والأمر الآخر المستفاد من نقل العمليات الحربية الى كردفان هو جعل ميدان القتال قريباً من المركز يشعر به المواطن العادي ويهتم بأخباره ويخاف تطوراته مما يمثل ضغط سياسي على النظام الذي لن يستطيع تجاوز حالة الركود التجاري بعد خروج السوق المحلي في دارفور والإقليمي في شاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان ـ مما يدخل قطاع واسع من المواطنين عداد العطالى وتزداد خسائر التجار والمنتجين وتتسع دائرة الفقر . إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتهالك أصلاً ،مما يزيد فرص الثورة على نظام البشير، حينها لن تكون الجبهة الثورية محرجة في نصرة الشعب الثائر على الإنقاذ بل تكون بذلك حققت إستراتيجيتها بإسقاط البشير عبر الثورة المسلحة كما حدث للقذافي.
عليه من واقع الأحداث على الأرض نجد أن قوات الجبهة الثورية حققت نجاحاً مقدراً بالاستيلاء على أبكرشولا والمناطق المجاورة لها والبقاء فيها شهراً أوقف حركة التجارة غرباً خوف النهب المسلح كما أن الأعداد الكبيرة من النازحين تعني فقدان المزارعين لأرضهم في توقيت هم أحوج ما يكون للاستقرار للاستعداد للخريف وبما أنه ليس هناك أمل في الاستقرار في أقل من شهر قادم تكون البلد فقدت موسم الزراعة وقل مورد الغذاء مما يعني اتجاه الحكومة للاستيراد لسد الفجوة والضغط على الدولار المفقود أصلاً مما يعني ارتفاع الأسعار وفي هذا وحده سبب كافي لثورة الجياع القادمة .
والحقيقة المرة التي أكدتها أحداث أم روابة أبكرشولا هو عجز العقلية التي تدير القوات المسلحة فهي لازالت تصر على نهج قديم مستهلك في التصدي لحركات التمرد الداخلي رغم الحرب الطويلة التي خاضها الجيش السوداني في حرب الجنوب وتمرد دارفور فالخسائر عالية والاستنزاف مستمر وكان بدلاً من مناورات عسكرية بحرية مع إيران كلفتنا خسائر في علاقاتنا الخارجية كان الاتجاه الى تركيا والاستفادة من تجربة الدولة التركية في التعامل مع حزب العمال الكردستاني الذي سلم سلاحه بعد أن سئم حياة الجبال ، لماذا يصر الجيش السوداني على التمركز في المدن الكبرى ثم يحرك الكتائب كلما هاجم المتمردون قرية صغيرة أو قطعوا طريقاً وليتعلم من الجيش التركي الذي لم يحرك آلية واحدة يطارد بها المتمردين ولكن أغلق عليهم كل المنافذ حتى استسلموا وهذا هو الحل العسكري الوحيد .أما الحل السياسي اتركه لمرة قادمة.
م. إسماعيل فرج الله
24مايو2013م

القوات المسلحة وطاقية ود أبعشوش

القوات المسلحة وطاقية ود أب عشوش
الطرفة الشعبية تحكي عن رجل نهبه شفاته، ماله حتى ملابسه ،فانتظر حتى المساء فدخل بيته يتخفى فواجهته زوجته بخلعة شديده ، فحكى عليها قصته فزادت دهشتها حين سألته عن الطاقية (ليه خلوها ليهو ) أجاب دود تردد بعد أن تحسس رأسه وتأكد من وجودها عليه ( والله كان لمسوها الدم ركب ) حال هذا الرجل ينطبق على القوات المسلحة السودانية ذلك الجيش العريق الذي عمت سيرته العالمين بشجاعة رج...
اله وحسن تدريبه ومهنية قيادته التي جعلت الشعب السوداني يثق فيه مرتين حين خرج ثائراً ضد الدكتاتوريات الحاكمة رغم ادعائها أن سندها القوات المسلحة وأحتفظوا برتبهم العسكرية لكن الشعب بوعيه يفرق بينها وقواته المسلحة.
فبعد نجاح الاسلاميين في تسلم السلطة عبر انقلاب عسكري بقيادة البشير إجتهدوا في تغذية الجيش بكوادرهم الحزبية لكن عبر عملية دقيقة روعي فيها الشروط المهنية للالتحاق بالكلية الحربية ( خلافاً لما فعله الشيوعيين بعد تولي النميري للسلطة حيث أدخلوا كوادرهم بغير تاهيل أكاديمي للكلية الحربية ) مما أتاح فرص واسعة لابناء الطبقات الدنيا والأقاليم النائية من نيل شرف الجندية والقيادة العسكرية وصاروا ضباطاً بالجيش السوداني الوظيفة التي كانت حكراً على أولاد الذوات أو المرور عبر تذكية السيدين. لذلك تجد كثير من قيادات الحزبين الكبيرين هم ضباط بالمعاش.
وبعد انشقاق الاسلاميين فاصلت كل الأجهزة العسكرية تساند المشير البشير بحجة إنهاء الأزدواجية وإنهاء سيطرة الملكية على التنظيم الاسلامي العسكري وكان يفترض أن يصب هذا المنطق في صالح مهنية القوات المسلحة وتوحيد القيادة والجهة التي تصدر التعليمات لتصبح هيئة القيادة هي المؤسسة الوحيدة التي تدير القوات المسلحة ، ولكن هذا المسلك واجهته حقيقة كانت من صلب أسباب المفاصلة وهي فصل القيادة السياسية عن القيادة العسكرية حتى تستقل شيئاً ما بقرارها عن تقلبات السياسة، وهذا المطلب فسره الرئيس البشير اضعاف لسلطته التي يريد أن يفرض هيبتها . ليجد ضباط الجيش الاسلاميين أنفسهم يعيشون حالة من التوهان فقدوا خصوصية جماعتهم بعد سيطرة وزير الدفاع عليها وليس هناك تنظيم عسكري سليم مكتمل لغياب تسمية القائد العام حيث إليه يمكن أن توجه الانتقادات وتنسب النجاحات وفي العرف العسكري القائد وشخصيته مهم في إلهام قواته وبث الحماس فيها واليه يكون الولاء المهني لصلاحياته في الترقية والتحفيز لجنوده. بل حتى العقاب والعزل من صميم إختصاصاته ليكون الجنود أكثر تعلقاً به ويحافظ على قوانين ولوائح المؤسسة العسكرية . فغياب القائد العام فاقم المشكلة فإن كانوا قبلاً يشكون الازدواجية أصبحوا الآن بلا قياده وأصبحت القرارات الفنية العسكرية تتخذ وفق أهواء السياسيين ويحسمون بها خلافاتهم مما افقد القوات المسلحة خيرة كوادها واضعف دورها في الحفاظ على سلامة وأمن البلاد حيث فكر الساسة في خضم خلافاتهم في تكوين قوات عسكرية خارج سيطرة القوات المسلحة نسبوها لجهاز الأمن الوطني تدير العمليات الحربية بمعزل عن القيادة العامة مما خلق نوع من الاحتجاج الصامت لدى ضباط الجيش وخصوصاً الرتب الوسيطة منها وتحملهم اخطاء ما كان لها أن تكون اذا كان الأمر خالصاً للجيش ، لينفجر الوضع في شكل المحاولة الانقلابية الأخيرة التي قام بها عدد من الضباط الاسلاميين المحسوبين على النظام .
لتصبح الصورة في النهاية يشكك في مهنية القوات المسلحة وصدق قوميتها لعدم فصل القيادة العسكرية عن القيادة السياسية واستمرار هذا الوضع الاستثنائي طويلاً حتى بات المعارضون يصفونها بمليشيات المؤتمر الوطني حيث لا يمكن لجيش محترم أن يقبل بهكذا وضع فالبلد قد تقسمت والدستور يلزمها بالحفاظ على وحدة التراب السوداني والحروب انتشرت والقانون يلزمها بحفظ الأمن القومي والفشقة وحلايب محتلتين وهي مكتوفة الأيدي لاتدري ماذا تفعل .
فلو كان العمل داخل القوات المسلحة يتم بحرفية نسأل هل قاد ضباط القوات المسلحة مفاوضات ميدانية مع المتمردين الوطنيين للوصول معهم لسلام تلزم به القيادة السياسية في الخرطوم ؟ وهل كفت القوات المسلحة ايدي من يستخدمون سلاح السلطة عن التعدي على الشعب الأعزل المحتج على السياسات الخاطئة للنظام ؟ وهل التقييم والتقويم يتم وفق معايير حرفية أم أن السياسة تتدخل في الشأن العسكري ؟ . عموماً بمحاكمة الجيش السوداني بما يفرضه عليه الدستور ويلزمه به القانون وتتطلبه المهنية والحرفية .نجد البلد تقسمت والحروب انتشرت ودعاوي الابادة الجماعية والتطير العرقي وصلت الجنائية الدولية مما لايحق في حق جيش نظامي يظهر علينا من يقول أن القوات المسلحة خط أحمر . أهي خط أحمر قي قيادنها الغائبة أم خط أحمر في قرارتها المضروبة ؟ أم خط أحمر في نمرتها العسكرية التي استخدمت لحسم الحروب القبلية ؟ أم هي خط أحمر في طيرانها الذي قصف القرى وسلاحها الذي أباد المدنيين ؟ أهي خط أحمر والبلد تحرسها القوات الدولية وابيي تحميها القوات الأثيوبية ؟ فالقوات المسلحة لن تغطي جسد السوان الذي عرته القبليات والجهويات . والقوات المسلحة لن تستر عورة المشروع الحضاري التي كشفها الفساد . والقوات المسلحة (طاقية ود أب عشوش) لن تكفي ليظهر النظام تماسكة وسيطرته على الأوضاع.

م. إسماعيل فرج الله
15مايو2013م
See more

يوسف لبس في محبسه (البكاء بحرروه أهلوا)

بسم الله الرحمن الرحيم
يوسف لبس في محبسه (البكاء بحرروا أهلوا)
بعد اعتقال ود إبراهيم وقوش ومجموعتهما فيما عرف بالمحاولة الانقلابية تابعت بعض التعليقات الشامتة فيهم وخصوصاً قوش كونه مدير جهاز المخابرات السابق ويتحمل كبر سياسة النظام الأمنية . بل بعض منهم أبدى سروره لمحنة المعتقلين لأنهم يتحملون جريرة الدفاع عن النظام وتثبيت أركانه لينفث المعارضون جام غضبهم بالشماتة فيهم .
ولكن ما لفت نظري كثف الت...عليقات والبوستات على جدران مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المقالات على الشبكة العنكبوتية ، من وهلتها تصوب نحو كيف تتعامل الحكومة مع المجموعة ذات الطابع النيلي مقارنة مع مجموعة (لبس ) ذات الغالب الدار فوري والذين قضى منهم نفر عشرة سنين في السجن بينما البقية في ضيافة كوبر لخمس سنين أخرى .
وبعد انقضاء محاكمة ود ابراهيم وصحبه وإطلاق سراحهم بعد أن شملهم العفو الرئاسي الذي ذهب الكثيرين الى أنه مفصل على مقاسهم . لتنطلق حملة أخرى من العنصريين الجدد يدللون ويؤكدون صدق حدسهم بأن دولة 56 كما يحلو لهم تسميتها بدولة الجلابة تمعن في عنصريتها تجاه دارفور ولا يستثنون في ذلك حكومة ولا معارضة ،إسلاميين أم علمانيين ، فالجميع على الحد السواء بلون السمرة النيلية هم عدو الخضرة الدار فورية .
ولكن يجب أن نذكرهم هنا أن يوسف لبس تضم مجموعته أطياف الشعب السوداني المختلفة فقائد المجموعة التخريبية الدكتور الحاج آدم ذو الخلفية العربية من قبائل دارفور أي ينتمي إلى فصيل الجنجويد وهم غريم الزرقة قبائل يوسف لبس وآدم صبي كما لم تخلو المجموعة من الشوايقة (خالد إبراهيم) والدناقلة (عوض فقيري) والجعليين ( عصفور الجنة) . فهم قاموا بتلك المحاولة تجمعهم الحركة الإسلامية والانضمام الى حزب الترابي الجديد .ولكن الشعبي لم يتوانى في إنكارهم والتبرؤ من فعلتهم ليسحب عنهم السند السياسي والدعم التنظيمي الذي وجده ود ابراهيم وإخوانه من أنصار النظام بل شفيعهم الزبير أحمد الحسن الأمين العام للكيان الخاص قال عنهم (إنهم إخواننا). حتى حار جهاز الأمن والمخابرات من أمره وهو يعجز عن تبرير فعلته في الاعلام ليتجه الى التنويرات الخاصة والتي لم تخلو من تهديد ووعيد إن مس القوم سوء .كما لم تهدأ مجموعات المجاهدين والإصلاحيين من حملة مناصرتهم في محنتهم كما لم تتأخر أسرهم عن المطالبة بحقوقهم القانونية والمطالبة بمحاكمتهم أو إطلاق سراحهم .وجلست الحاجة كريمة والدة الشهيد علي عبد الفتاح على الرصيف المقابل للقيادة العامة تطالب بحقها في مقابلة إبنها (عمر ) فلم يجد السائحون بداً من مناصرتها وتنظيم وقفة احتجاجية تنزع بها حق الأسر في زيارة أبنائها المعتقلين .
كل هذا الضغط قام به أصدقاء وأهل وأسر المعتقلين فلم يتأخر الآخرين عن مساندتهم في قضيتهم ليجبر النظام من التخارج من ورطته عبر العفو الرئاسي بشفاعة الحركة الاسلامية .
لنجد في المقابل أن يوسف لبس وإخونه إن خذل عنهم حزبهم وكشف ظهرهم بإنكارهم والتنصل عن فعلتهم ليظهروا للرأي العام كأنهم مجرمين يهربون من الشرطة كما في حالة نائب الرئيس أو يستحقون العقاب بعد أن طالتهم يد العدالة ليكتفي أنصار الشعبي بزيارتهم كل أربعاء في سجن كوبر كما يسمح بزيارة كل لص وقاتل وتقاعسوا عن أي نصرة سياسية لهم بل في كل مؤتمرات ولقاءات واجتماعات المؤتمر الشعبي لم يصدر قرار أو بيان يطالب بإطلاق سراحهم . وحتى يبرر إخوان لبس من دارفور قصورهم عن سندهم بعد أن تم إطلاق سراحهم إلا لبس جعلوا يقولون أنهم ما حبسوا عشرة سنين الا عنصرية وما بقي لبس الا حقداً وراحوا يلومون أهل النيل والوسط عن تقصيرهم عن تأييد حقهم في الحرية . ولكن تبقى الحقيقة أنكم من تخاذلتم عنهم وأنتم أولى بنصرتهم ثم بعدها تطالبون الآخرين بدعمهم والبكاء بحرروا اهلوا.
وأقول للذين يدعون أن النظام لم يطلق سراح (لبس) لأنه دارفوري ،لأنتم من يهزم ثورة الشعب ضد النظام الذي لا يعرف غير بقائه في السلطة وكل من يهدد ملكه لن يتقاعس عن قتله كما فعل مع ضباط رمضان أو محتجي بور تسودان وكجبار وأمري .فالعنصرية لا تعالج بعنصرية وعيب عليكم هذا المسلك . فالنظام يحبس المهندس يوسف لبس لأنه يعرفه فهو ذو قدرات عالية في التكتيك الحربي والعمليات الخاصة وقد أبدى مهارات عالية في حرب الجنوب في الإختراق والتفجير ،لذلك يخافه النظام ان انضم للحركات المسلحة وإن كان جعلي أو شايقي وليس لأنه زغاوي .فالبلد لاتتحمل بهتانكم ويوسف لبس يحتاج نصرتكم أكثر من عويلكم وندبكم لحظكم . أما أنت أخي (لبس) من يلقى جزاء سنمار بعد تفانيك في حماية مشروع العدل والمساواة لتجد نفسك حبيس السجن يخافك إخوان الأمس الذين خبروا قدراتك.

م.اسماعيل فرج الله
20أبريل2013م

جحا والنعمان - السائحون متى نحس بالظلم الواقع على الشعب

جحا والنعمان -السائحون متى نحس بالظلم الواقع على الشعب

من ادبيات الاسلاميين الجهادية تلاوة الاية (مالكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستصعفين من ---)
وبها انطلقت كتائب المجاهدين لمناطق العمليات تقاتل المتمردين بحجة ان وراءهم دول الاستكبار العالمي وكان الشعار اما دحر الظلم او شهادة في سبيل الله ومبادئ امنوا بها .ولكن كامت هذه المبادئ محل اختبار ايماني فكان التبرير لكبت الحريات ان هؤلاء العلمانيين وال...
شعيوعيون عملاء لايستحقونها وان الصادق المهدي والمرغني طغاة مشركون يجب اراحة البلاد والعباد منهم فكانت عشر سنين من احتكار السلطة والثروة وظهرت طبقة الاسلاميين الجاكمة والمستغنية المتعالية على الآخرين تمثل دور المخلص للشعب من فساد العلمانية وضلال الطائفية ،ففسدوا فسداً لم يسبقهم اليه احد من العالمين وضلوا ضلالاً بعيداً ،وبعدما انشق دكتور الترابي عن الانقاذ سلقوه بالسنة حداد وصفوه بالخرف والغرض في تولي السلطة التي قتلوا من اجلها الاخوان وزادوا بوصفه بالزندقة وافسحوا المنابر للسلف يشتموه ويكفروه ، ثم وصفوا الدكتور خليل ابراهيم امير المجاهدين بالعنصرية والعمالة بعد خروجه عليهم غضباً لقتل اهله في دارفور فعموا قضيته العادلة في التنمية المتوازنة وتوزيع الثروة والسلطة وهو من خرج مقاتلاً في احراش الجنوب من اجل حماية مشروع العدل والمساواة وكان امير المجاهدين في جوبا عام 1995م ،وسار قطار الانقاذ لبنزل عنه جلاده الفريق صلاح قوش وحارسه العميد ودابراهيم ومازالوا في غياهب السجون في مصير سبقهم اليه على ايديهم المجاهد يوسف لبس قبل عشر سنين ، ولم يتوقف الاسلاميون من مشاهدة التنافس على السلطة من على مقاعد الرصيف يكتفون بالتعليق تبريراً لفعل الجناة او استنكاراً بلا حراك وبالكاد بعض صرخات الانين سرعان ما يصمت مصدرها ،ولم بسلم من ذلك المصير حتى ام الشهيد على عبدالفتاح الحاجة كريمة حين جلست على الطريق تواجهة بوابة القيادة العامة للقوات المسلحة تسأل عن ابنها عمر فلا مجيب وقبلاً كان علي يدخلها بسلام سلاح وتستجديه القيادة ان يسند ظهرها المكشوف في العمليات ،وفي واحدة من أقبح فصول المسرحية حين تعجز دولة عن علاج احد مصابي العمليات وتستكثر عليه المليون لعلاج الفاتح قهر وهي من تذهب بمئات الملايين تستجدي سلام موهوم وعندما ينفر اخوته لجمع المبلغ المطلوب لعلاجه تطرده من استراحة عامة وتعنفه بحجة كثرة طلبه وهم من يصرفون الملايين على عائلاتهم وملذاتها .ليجد السائحون انفسهم في مواجهة مع فصل من فصول الظلم بضرب وجلد احد قياداتها والناشطين فيها لا لسبب غير صدعه بقول الحق ليخرج علينا زبانية السلطان بحجج واهية مرة يبرئون الاجهزة الامنية ويظهرونها بالحمل الوديع المغلوب على امره ومرة يلومون الضحية ويعنفونها في مسلك يهودي اعرج حين يدين الصحية ويبرئ الجلاد او يشغلنا عن اصل القضية الاعتداء على شخص لمعارضته النظام بامور شخصية لاسند لها وكأننا لانعرف الامن الشعبي ولا تامين الطلاب ،فالنعمان سادتي لم يجلد لسلوك شخصي والا فالفاسدون كثر وفي قلب النظام والشقق والخيران تشهد على قادة المؤتمر الوطني يزنون بالحسان ولم يضرب لخلاف تجاري فالسجون مليئة بالتجار نتيجة لرجوع شيكاتهم ولم نسمع ان تاجراً ضرب لان شيكه ارتد .
النعمان ايها السائحون تلقى علقة ساخنة لانه قاد الوقفة الاحتجاجية وصور الزيارة الاسرية ورتب افطار منزل الشهيد على ونظم الجلسة في الساحة الخضراء و...و ... لا تلغوا عقولنا ففينا بعض ذكاء ولسه نحن شباب لم نصب بالزهايمر .
السائحون :- الحق واحد فالترابي ليس كافر زنديق والسجاد ليس شيعي ضال وخليل ليس عنصري جهوي ولبس ليس انقلابي تخريبي وودابراهيم ليس عميل خائن وقوش ليس ضليل طامع والنعمان ليس متهور صعلوك بل كلهم اخوة لنا يعارضون النظام ويرفضون ظلمه ويحاربون فساده وكل من يقول كلمة حق سيجد مصيرهم فاما الاستقامة على الحق او الركون الى الباطل ولن تنجوا من سنة الله في خلقة واتقوا فتنة لاتصيبن الذين زلوا منكم خاصة
Like · · Unfollow Post · A few seconds ago
See more

الأحد، 31 مارس 2013

هل يعي علي الحاج الدرس من قرنق


بسم الله الرحمن الرحيم
هل يعي علي الحاج الدرس من قرنق
في لقاء خطابي بالنادي الكاثوليكي مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم سمعنا فيه رأي قادة الدولة والحزب وأمناء القطاعات بالحزب حين استنطقوا بين يدي أزمة الاسلاميين ليصبح القوم على قرارات 6صفر الشهيرة التي بموجبها تم حل المجلس الوطني وتجميد أمانة الحزب وبها خرج د.الترابي من الحكومة وكون  حزب المؤتمر الشعبي فيما عرف بالمفاصلة . في ذلك المساء الشتوي التقينا مجموعة من شباب الاسلاميين بولاية نهرالنيل حضرنا من عطبرة خصيصاً لنشهد ذلك اللقاء ،جلسنا جانباً مع المهندس /محمد سليمان جودابي المسئول بقطاع الطلاب الاتحادي حينها والوزير بولاية النيل الازرق الحالي ،بعد أن تبين لنا حتمية الانشقاق سألناه عن وجهته القادمة نستهدي برأيه وما يعرفه علنا نلتزم الطريق الصحيح فكانت اجابته محبطة للعشم الكان فيه حيث قال :( أعاين بي جاي أجد شيخ علي وأعاين بي جاي ألقى شيخ علي ) في إشارة الي الدكتور على الحاج المناصر للشيخ الترابي والاستاذ علي عثمان المساند للرئيس البشير فإنفض الشباب من حوله دون أن يختم حديثه وهم أكثر قناعة بأن جودابي للسلطة أميل ولم يخب ظنهم فيه ،المهم أن موقف الدكتور علي الحاج نائب الأمين العام والاستاذ علي عثمان نائب الرئيس أشكل على كثير من الاسلاميين وأغلبهم إتخذ موقفه من ثقته في أحدهم .
الدكتور علي الحاج خرج مبكراً بعد الانشقاق وفضل الهجرة على ظلم ذوي القربى ،وعاش حياة هادئة يستمتع بالحرية كما قال ولم يكن ناشطاً بالقدر الكافي رغم اصرار د.الترابي على تسميته نائباً له في الحزب الى أن تم إعفائه من هذه المهمة مؤخراً وكان هذا القرار من الترابي محل تساؤل الكثيرين الي أن استبان الأمر أخيراً بمبادرة العليين .مما يعني أن للدكتور علي الحاج موقف جديد لم يرض قيادة الداخل .
أما الاستاذ على طه ظل لسنوات يلتزم قضاء عطلة سنوية منذ العام 1992م لمدة 45يوماً وغالبها الشهر بين لندن وعمان وأنقرة وأخيراً بون يصحب فيها أسرته للنزهة ويراجع هو بعض أحواله الصحية ففي إحدى هذه الاجازات إلتقى في العام 1992م دكتور قرنق بلندن بصورة شخصية وعرض عليه حكم الجنوب في ظل حكومة اتحادية ولكن قرنق استهان بالعرض بعد أن أغرى به الوشاة ليقبل به بعد عشرة سنين وينفصل الجنوب ويخسر قرنق مشروعه (السودان الجديد) ,أما حوار الحاج وطه في بون رغم تأكيدهما أنه كان في إطار إجتماعي إلا أنه أحدث ضجة سياسية اضطرت طه لعقد مؤتمر صحفي والحاج الى لقاء تلفزيوني ليبينا للناس . فطه أكد على اللقاء وما فيه من إعترافات من الطرفين بالمسئولية عن منتهى الأحداث بالسودان وابداء الاستعداد للعمل سوياً من أجل مخرج يسع الجميع بينما أكد الحاج على نقاشهما للمشكل السوداني العام وليس الدارفوري بالذات وأبدى اطمئنانه لصدق النائب في ايجاد الحل واطمئنانه على وحدة ما تبقى من السودان وأن مثلث حمدي ليس الا مشروع اقتصادي تعتمد عليه الحكومة وليس مشروع سياسي يتبناه المؤتمر الوطني لفصل دارفور .
وبالنظر الى هذه التاكيدات من جانب طه والاطمئنان من جانب الحاج نظن أن هذه المخرجات لا يمكن أن تكون نتاج جلسة اجتماعية لعيادة مريض أو ونسة على فنجان قهوة في بلاد الغربة كعادة السودانيين الذين ينسون خلافاتهم بالخارج . فالكتاب الأسود صدر قبل الانشقاق وكان يمثل نذره وعليه يمكن تصنيف لقاء الاستاذ والدكتور حوار الغرب والبحر بين الاسلاميين وهذا يمثل جند داخل البيت الاسلامي هرب من تأكيده الاثنين ليوهمونا بالايمان بوحدة ماتبقى والحرص على المستقبل فأي حل للأزمة الوطنية يرتكز على معالجة قضية دارفور الحالية وهي نتاج خلافات الاسلاميين ولن تحل الا بتجاوز هذا الخلاف ليتفرغ الجميع لحل المشكل الاقتصادي والاجتماعي اما الحلول السياسية تمر بشرط اطلاق سراح المحبوسين على ذمة الحرب في دارفور ومما عرف عن الرجلين عن خبرتهما في التفاوض من اجل السلام نجدهما قد وضعا المنشار على العقده فحل أزمة دارفور وإزالة حالة عدم الثقة بين المؤتمرين والتعاون المشترك لحل أزمة الوطن هي مفتاح الحل ،وهنا نذكر بعرض علي عثمان للدكتور قرنق بلندن بحكم الجنوب والحفاظ على وحدة السودان ليتلكأ قرنق فينفصل الجنوب ولكن هل الدكتور علي الحاج واعي للحظة التاريخية وهو القادر على انتزاع الحقوق وردها لصاحبها لما يملكه من بعد قومي بناه بجهد السنين وبعد اسلامي يمكنه حل أزمة الفرقاء وهو ليس السهل الذي يستغفله الطامعون  فشهادته بصدق النائب وحرصه على الحل لن تأتي بانطباع من جلسة عابرة ولكن يقيني ان هناك حواراً طويلة جرى بين النائبين مؤخراً  أو كثيفاً جرى في بون تم تتويجه بهذه الوثيقة التي يبشر بها الحاج .
عموماً نحن ننتظر العرض الذي قدمه علي عثمان للدكتور علي الحاج ليمثل الضمانة للحل وهل هو عرض إقليمي خاص بدارفور أم حزبي للمؤتمر الشعبي أم خاص بالدكتور علي الحاج؟
م.اسماعيل فرج الله
31/3/2013م

الجمعة، 8 مارس 2013

السلفيون والسياسة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلفيون والسياسة
صب إمام مسجد قريتنا جام غضبه على الحركات الإسلامية وهو سلفي وأمير الجماعة بولاية نهرا لنيل وحمل الشيخين القرضاوي والغنوشي ما يجري في المنطقة بدعوتها للحرية وتأصيلهما للديمقراطية ودلل على فشل الحركات الإسلامية في إدارة الدولة في بلدان الربيع العربي وزاد بان فساد الإنقاذ اصدق برهان على ذلك, كما لم ينسى أن يصرف للدكتور الترابي من المعلوم واستدل على ضلال فكر الحركة الإسلامية بجنازة الإمام حسن البنا الذي دفنه ستة أفراد من أسرته قائلاً( بيننا وبينهم الجنائز) وذلك حسب عقيدة السلف  التي تستند على أن كثرة المشيعين تعني صلاح المتوفي وفوزه بالجنة  فتبسم ساخر القرية من قوله قائلاً( الإمام يشهد لنقد بدخول الجنة في إشارة للآلاف الذين شيعوه ).
 كما ورد في الأخبار نية الجماعات السلفية في السودان تأسيس حزب سياسي ، الأمر من ناحية الفكرة ليس جديداً فقد أسس الداعية السلفي الدكتور يوسف الكودة حزب الوسط بل ذهب بعيداً بتوقيعه على وثيقة الفجر الجديد في كمبالا ـ كما لم تخف مختلف تلك الجماعات سندها لحكومة البشير الذي لم يبخل عليها بفتح الخزائن وأفسح لها في  المنابر وبادلته هي بفتاوى عدم الخروج على الحاكم المسلم وان أخذ مالك وضرب ظهرك في سند ديني لمشروع سلطوي مستبد ، وهذا يذكرني كيف استغل نظام مبارك المصري خطاب هذه الجماعات في آخر أيامه ليصدروا له فثاوي تحريم المظاهرات ضده ولم يختشوا بعدها حين نافسوا الثوار في الانتخابات ويزايدوا عليهم بنعيم الحرية التي لم يدفعوا شيئاً من استحقاقها ثم ذهبوا يكفروا منافسيهم ويرهبوا الناخبين بحرمة التصويت للعلمانيين والنار مثوى لمناصريهم ، كل ذلك يدل على أن السلفيين يستطيعون القفز الى النقيض دون الحاجة الى مبررات بل يكفيهم النظر الى كتابي البخاري ومسلم ليخرجوا حديث يستندون اليه في موقفهم الجديد .
ولكن لماذا حزب سياسي سلفي سوداني في هذا التوقيت ؟
فالمنطقة تشهد تغييرات سياسية لصالح الحرية والديمقراطية وصعدت الحركات الإسلامية لسدة الحكم في تلك البلدان  فنظرت السعودية والأمارات العربية لتلك الأنظمة الجديدة بعين الريبة بعد تنامي النفوذ القطري هناك مستنداً على دعمها للثورات الشعبية ضد الأنظمة البائدة ,فلم تفكر السعودية والأمارات كثيراً في دعم الثورة السورية وساعدها في ذلك الخلاف المذهبي مع نظام بشار وتدخل إيران وحزب الله لحماية بشار من السقوط ولكن ما كان لها ان تفعل غير ذلك لو كان الحاكم سني فقد وعت السعودية درس ليبيا بينما كان القذافي ألد أعدائها,ولم تنل نفوذاً بعد إسقاطه في النظام الجديد لموقفها المحايد من الثورة في ليبيا , فالسياسة السعودية والخليجية غير القطرية هي التدخل المباشر في الأوضاع السياسية بالمنطقة لتحد من توسع غريمتها قطر . فالوضع في السودان لن يخرج من اثنين اما اسقط النظام بالثورة الشعبية او بالثورة المسلحة أو استطاعت الضغوط الخارجية النجاح في فكفكته لصالح الديمقراطية وفي الحالتين تحتاج السعودية وقطبها من الجماعات السلفية الى فرز ارتباطها مع النظام وذلك سيكون أولاً بفك التحالف شبه المندمج مع المؤتمر الوطني الحزب الحاكم وتأسيس حزب يكون أولاً أقرب الى النظام ثم يتباعد عنه بقدر تقدم أجل ذهابه  فإن أسقط تقربوا الى الثوار وان فكك كانوا الى المعارضة أقرب وليزيحوا عن كاهلهم كلفة تحمل مساوئ نظام البشير ويكونون بذلك أكلوا خيره وتجنبوا شروره . هذا بالنسبة للجماعة داخلياً. أما ممالك الخليج فهي ستكون في وضع أخلاقي حرج حال تصاعد التيار الإسلامي في المنطقة وهو ينافس خصومه على السلطة بالديمقراطية وبتداولها بالطرق السلمية معهم وسيسقط نقاب الدين الذي يغطي فساد أنظمتهم فهم أصلاً متوترون من ديمقراطية إيران فالبسوها مخاوف طائفية الشئ الذي لن يتوفر لهم في البلدان السنية كمصر مثلاً ، بالتالي هم يحتاجون لواجهة سياسية تتوافق مع فكرتهم القائمة على سكوت الشعب عن ظلمهم بحجج دينية تتصاعد هذه الواجهة على حساب الحركات الإسلامية الليبرالية التي تؤمن بالديمقراطية مسلكاً لتحقيق الشورى , فهي منذ الآن تقول أن الحرية مضبوطة وهي وسيلة لتحقيق العيش والكريم والرفاهية وهما مناط الدين كيفما تحققا ليفرغوا الدين من محتواه الأخلاقي ليصير برنامج اقتصادي لمجتمع الرفاهية ثم يقصون خصومهم بفتاوى دينية على شاكلة من يرفض تطبيق الشريعة كافر أو من يخالف الحاكم المنتخب فاسق وهكذا حتى تجد الأنظمة الجديدة المنتخبة نفسها في صراع مع القوى المدنية يشغلها عن ترسيخ الديمقراطية في المنطقة وللأسف القوى المدنية نفسها في تونس ومصر بلعت هذا الطعم ودخلت في مناكفة مع الأغلبية في صراع نتيجته المناداة للجيش بالتدخل لحسم الفوضى وحفظ الأمن وتوأد الديمقراطية قبل أن تتم دورتها الأولى كما حدث هنا في السودان عام 89 وتتنفس السعودية والملوك من حولها الصعداء .
فالسلفيون في السودان أمامهم خياران إما الانضمام إلى حزب الكودة الأقرب إلى الكويت أو تأسيس حزب مستقل وهذا الراجح فالسعودية لن تقبل أن تكون رديف للكويت وهي مركز الجزيرة العربية فهي تحتاج إن تستقل بنفوذها ولا ضير إن تبعها الآخرون , ولكن للأسف هكذا حزب سيعاني كثيراً في السودان فالحركة الإسلامية لها تاريخ طويل من العمل السياسي استغلت في هذه الجماعات لسندها وأصبح خطابها متجذراً في الشارع السياسي ,والحزبين الكبيرين يقومان على قاعدة دينية من الأتباع وستخدع هذه الجماعات كثيراً لو ظنت علو صوتها وقبول الناس لها قاعدة انتخابية فهي لن تنال أكثر من 5% من مجمل أصوات الناخبين . كما إن طبيعة المجتمع السوداني الصوفي ونضوج التيارات العلمانية وتعاطيها مع الخطاب الديني سيصعب مهمة الحزب السلفي الجديد فتحالف الشعبي الشيوعي وتحالف قوى الإجماع الوطني سيحاصر أي خطاب متشدد أو فثاوي تكفيرية .  
والتيار السلفي تيار مصنوع برغبة من السلطان ليحمي به كرسيه ويقوي به مبررات بقائه فتكوين حزب سلفي ليس تطور طبيعي لحركة دعوية انتشرت وقوي عودها لتمارس السياسة لتمكين مفهومها بل هو استدعاء جديد لخطابها وفق مطلوبات المرحلة رغم كفر دعاتها بالخوض في وحل السياسة ولكن لابد من تاسيس هذا الحزب تلبية لرغبات ربها في مملكة بني سعود.


م. إسماعيل فرج الله
2/3/2013م

ماذا يريد الترابي ولماذا ينتظر الاسلايون


بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يريد الترابي ولماذا ينتظر الإسلاميون؟

د. الترابي ظل شغل الساحة السياسية منذ اعتلائه منصة الثورة الشعبية في أكتوبر 64 التي أطاحت بنظام الفريق عبود ، مما ساعده من حسم صراع قيادة الحركة الإسلامية فانتصر تيار الترابي الداعي الى الانفتاح والعمل الجماهيري فظل الشيخ ثائراً لا يهدأ ،وقفز وثبات عالية بسير تطور وكسب الحركة الإسلامية مما عرضّ كثير من عضويتها للتساقط وتياراتها للانشقاق وكان أشهرها انشقاق غريمه الأستاذ/ صادق عبد الله عبد الماجد و الدكتور الحبر يوسف نور الدائم إثر موقفهما من المصالحة مع نظام نميري في العام 77 .
د. الترابي ظل يعمل بلا راحة أو وقفة للمقاربة والمراجعة مما جعل رصيد المتساقطين قبل الإنقاذ يتكدس   والمهمشين بعدها يتراكم خصوصاً أعضاء هيئة الشورى الذين تم توزيع المصاحف لهم بعد نجاح الثورة وأعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي الذين لا يعلمون عن الانقلاب شيئاً كما استقوى المتنفذين بالسلطة عليه فأصابه الإحباط والتعب وهو يرى ثمرة جهده ينوء حملها بشمولية في الحكم وفساد في الإدارة ، فكانت المفاصلة لحظة الحقيقية مع نفسه ولحظة المفارقة مع نهجه السابق بالاستئثار بالقيادة وجمع الأعوان من حوله فخرج عن المؤتمر الوطني وحيداً لا يشير بشي لإتباعه حتى أغرى ذلك نائبه ليقول لن يبقى مع الترابي غير قلة تؤانسه ، ولكنه كان مهموماً بقياس ردة فعل  قواعده فكل التاريخ يبشر بصراع دموي بين الشركاء السابقين اذا عرف حجم التدريب والاستعداد للقتال من خلال العمليات الحربية في الجنوب ، وعبرة الفتنة الكبرى في صدر الاسلام حاضرة . بينما ظل الترابي يذكر بها ويحذر من عواقبها ويظهر قلقه من القادم. وبالأخير أعترف الدكتور حسن مكي بشهادته أنه لولا حكمة الترابي لأقتتل شباب الإسلاميين . ولكن الإسلاميين خيبوا كل التوقعات المتنبئة باقتتالهم ، وكان انعطاف قدر كبير منهم جانب شيخهم واختيارهم طوعاً ترك السلطة والالتزام جانب الحركة مما شجع الشيخ على تكوين حزبه المؤتمر الشعبي الذي ظل حاضراً في حراك المعارضة لإسقاط النظام . الشئ الذي أعاد للترابي روح الثورة والتحدي من جديد فعدل عن مراجعاته ، وعكف على تفسير القرآن وكتابة أفكاره في السياسة الشرعية ، وأخر إفاداته على المسلك الحركي والسياسي مما جعل القيادة في الشعبي تعيش في حالة توهان ، فهي فاصلت بناءاً على موقف أخلاقي ،تمثل في التزام النظام الأساسي للحزب ، ووفاءها لعهد دستور البلاد رغم بعدها عن حقيقة الصراع القيادي حول السلطة ،والإيفاء بتعهداتها تجاه الحركة الإسلامية . فظلت هذه النخبة تحاول التقرب من د.الترابي علها تحظى بما يشفي غليلها من توضيحات أو الإطلاع على الاستراتيجيات ،ولكن كلما تصعدت في القيادة كلما تهاوت متساقطة .إما مسترجعة للمؤتمر الوطني مثل الأستاذ:محمد الحسن الأمين والدكتور:بدرا لدين طه وآخرهم نائب الرئيس /الحاج آدم يوسف . أو هاجرت مغاضبة الي الحركات المسلحة مثل الأخوين (خليل وجبريل )إبراهيم وسليمان جاموس وكثر من قيادات الشباب والطلاب .فاستمات الترابي يواصل مشواره بحيث يكون حزبه جماهيرياً يتطلب الشفافية وفي هذا لم تزعجه الأجهزة المزروعة في مكتبه للتصنت عليه التي كشفها أخيراً ولم  يوتره المتعاونون مع النظام من خاصته  مع معرفته المسبقة بهم  ولم تربكه صداقات قياداته مع أركان النظام ولكنه أحتفظ تكتيكياً بتفويضات يلجأ اليها حيث الضرورة . هذا الوضع جعل كثير من المجموعات داخل الشعبي تعلي صوتها تطالب بإصلاح الوضع داخل الحزب وتنشيط مؤسساته ، وفي هذا يحضرني  لقاء مع الاستاذ/حسين خوجلي وهو أحد قادة الرأي ومثقفي الحركة الإسلامية التي تنكر لها وقال( هو شعبي ويدين للترابي فقط.) الذين كان مرجو منهم عمل عصف ذهني يخرج قواعد الحزب من حيرتها ، وكان النقاش  حول جدوى الحوار مع المؤتمر الوطني وموقف الحزب منه وحق القواعد في المبادرة والتلاقي على كلمة سواء علها تكون مخرجاً للراهن السياسي المأزوم . وكانت الفاجعة فيه كبيره من تلخيصه للوضع مما أدخل في نفسي يأساً أغالب مجهداً للخروج منه لتصويره للإسلاميين في الحكم بالانتهازيين الذين يسمح لهم البشير بفعل كل سيئ حتى نهب المال العام والسكوت عنهم ، ومد لهم حبل السلطة بقدر، فهم مجرد مراسيل وأي تمدد خارج هذه المساحة يكون الحسم العاجل نصيبهم (وليس قوش عن هذا ببعيد).
بينما قنع أتباع الترابي وأنصار الشعبي من القسمة بالتسليم الكامل للشيخ ترجوه أن يحل المعضلات وينهض بالمشروع من جديد لذلك تجدها متحمسة في تنفيذ التكاليف بلا تردد أو تساؤل وكما قال الأستاذ حسين خوجلي :( المشروع مشروعه والحركة حركته فهو الذي علمنا في أمريكيا وبريطانيا ونحن أبناء الفقراء أتينا من الريف  ونعرف بعضنا بعضاً ونعرف أيضاً ود الداية البنا عمارتين وود العامل البقى وزير ،وجنا المزارع البقى والي والرعاوي العمل شركة والمحامي رئيس المجلس الوطني   ) ثم حكي قصته الشخصية ، كيف هو وإخوته يبيتون الليل وهم يتناوبون طشت الغسيل فالغيار واحد ليصحوا على أسبقية المكوة ونفخ الفحم مع الفجر . ثم قال ها أنتم ترون كيف أصبحنا من أصحاب المليارات وملاك الشركات وهو يشير الى قناته (أمدرمان) حيث كنا جلوس في مكتبه الفخيم . هذا الحوار مع الاستاذ :حسين جعلني أحس بالدوار كلما رأيت قيادياً في الشعبي يتحدث عن الحرية والمؤسسية ويزيد بالتمسك بالشفافية وأكاد أقيئ عند سماعي لخطاب مسئول وهو يتحدث عن الحكم وعدالته والتنمية ويوعدنا بالرفاهية ، ولكني أفيق على سوداننا الذي انقسم ،والحرب في دارفور تشتعل والجيوش على الحدود مع الجنوب تحتشد وفقر في الشرق يستشري،  والمرض (السرطان والفشل الكلوي) يفتك بمن تبقى من المواطنين .
بينما الشعبي والوطني يصطرعان ، فقيادات الشعبي ينكرون على وزراء الحكومة ومستشاريها العمارات العالية والزوجات المتعددة وهم لا يفوقونهم الا في كثرة العدد . فيذهب أحدهم الى أخاه في البنك يوقع عملية استثمارية ثم يزور آخر في مكتبه ليعين له إبنته في شركته أو مؤسسته ، ثم يذهب الى المركز العام للمؤتمر الشعبي نهاية اليوم يحدث عن النظام وبطشه والحكومة وفسادها ويختم يومه بزيارة بيت الشيخ بالمنشية مساءاً ليؤكد ولاءه ويجدد موقفه بمفاصلة النظام . والشيخ بعلم بكل ذلك ويشير اليه تلميحا وصراحة ان لزم الأمر .
ولكن السؤال ماذا يريد الشيخ من كل ذلك . فالمشروع إنهار والنهاية كارثية فالحروب تشتعل والسودان يتمزق والحكام في غيهم يعمهون .وبين سلطة الوطني وفساد نظامه ومعارضة الشعبي وضعف هياكله يموت الآلاف ويشرد الملايين والإسلاميون ينظرون . فماذا يرجون ؟ فلا مهدي منتظر ؛ ولا مسيح عائد.

م.اسماعيل فرج الله
16/02/2013م
السيد / م.اسماعيل فرج الله  المحترم
حفظه الله ووقاه شر ما يخشاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في البدء اشكرك على مقالك المنشور اليوم الاحد 17 فبراير 2013م بالراكوبه المعنون بماذا يريد الترابي ولقد وفيت وكفيت ووضعت كثيرا من النقاط على الحروف ونسال الله ان يجزيك خيراً ويكثر من امثالك في كشف الحقيقة . ونتمنى من كل شخص لديه معلومه ان يدلي بدلوه لعلى الله يكشف عنا هذه البلوى التي خيمت على سودان المحبة والمحنه و التكاتف والتعاطف .
اخي الفاضل لي بعض الملاحظات على هذا المقال الجميل اود الاشارة اليها لبذل المزيد من البحث حولها لتبيان الحقيقة والتي يمكن ان نملكها للجيل القادم دون لبس وهي التالية :
اولا :  الانشقاق الاول
قلت في مقالك ان (الانشقاق وكان أشهرها انشقاق غريمه الأستاذ/ صادق عبد الله عبد الماجد و الدكتور الحبر يوسف نور الدائم إثر موقفهما من المصالحة مع نظام نميري في العام 77 . ) لم يكن هذا الانشقاق سببه الرئيسي المصالحة مع نظام نميري انما سبق المصالحة بسنوات منذ تاسيس جبهة الميثاق بتزعم الترابي لتنظيم جديد بعيد عن جماعة الاخوان المسلمون وتامر الترابي ومجموعته ضد السيد / الرشيد الطاهر بكر ليس ببعيد بالاضافة الى اجتماع العيلفون الشهير والذي اتهم فيه دكتور جعفر شيخ ادريس  دكتور الترابي بتهم خطيرة جداً وهي ( الماسونية ) حسب زعمه وما توفر له من معلومات وقتها واحدث ذلك هزت كبيرة في ذلك الاجتماع ... ودكتور جعفر شيخ ادريس لازال على قيد الحياه ويمكن مراجعة اقواله وتتبع مساجلاته وتحديه للترابي للمناظرة في ايام الانقاذ الاولى في جامعة الخرطوم واعرض دكتور الترابي عن المواجهة  وكذلك الرجوع لافادات شيخ صادق عبد الماجد في اسباب الانشقاق وكذلك الرجوع لموقف دكتور محمود عبد الله برات ( هذا بيان للناس ) وموقفه من الترابي  كل ذلك يبين الاسباب الحقيقية للانشقاق ولم تكن المصالحة مع نظام نميري فقط هي سبب الانشقاق كما يقول الاستاذ ياسر جاد الله عضو جماعة الاخوان المسلمون في ندواته ومقالاته بالجامعات ايام نميري لذا وجب التنويه والاشارة 0 و هذا لا يقدح في مقالك الجميل هدفا ومضموناً ولكن لتمليك الحقائق للاجيال القادمة بالتفصيل لذا كانت هذه الاضافة 0
ثانياً المفاصلة الثانية مع الانقاذ ( جماعة القصر وجماعة المنشية )
قلت في مقالك  (  فكانت المفاصلة لحظة الحقيقية مع نفسه ولحظة المفارقة مع نهجه السابق بالاستئثار بالقيادة وجمع الأعوان من حوله فخرج عن المؤتمر الوطني وحيداً لا يشير بشي لإتباعه حتى أغرى ذلك نائبه ليقول لن يبقى مع الترابي غير قلة تؤانسه ، ولكنه كان مهموماً بقياس ردة فعل قواعده فكل التاريخ يبشر بصراع دموي بين الشركاء السابقين اذا عرف حجم التدريب والاستعداد للقتال من خلال العمليات الحربية في الجنوب ، وعبرة الفتنة الكبرى في صدر الاسلام حاضرة . بينما ظل الترابي يذكر بها ويحذر من عواقبها ويظهر قلقه من القادم. وبالأخير أعترف الدكتور حسن مكي بشهادته أنه لولا حكمة الترابي لأقتتل شباب الإسلاميين . ولكن الإسلاميين خيبوا كل التوقعات المتنبئة باقتتالهم ، وكان انعطاف قدر كبير منهم جانب شيخهم واختيارهم طوعاً ترك السلطة والالتزام جانب الحركة مما شجع الشيخ على تكوين حزبه المؤتمر الشعبي الذي ظل حاضراً في حراك المعارضة لإسقاط النظام . الشئ الذي أعاد للترابي روح الثورة والتحدي من جديد فعدل عن مراجعاته ، وعكف على تفسير القرآن وكتابة أفكاره في السياسة الشرعية ، وأخر إفاداته على المسلك الحركي والسياسي مما جعل القيادة في الشعبي تعيش في حالة توهان ، فهي فاصلت بناءاً على موقف أخلاقي ،تمثل في التزام النظام الأساسي للحزب ، ووفاءها لعهد دستور البلاد رغم بعدها عن حقيقة الصراع القيادي حول السلطة ،والإيفاء بتعهداتها تجاه الحركة الإسلامية .  )
وهنا نقول بما توفر لنا من معلومات ان هذه المفاصلة لم تكن بناء على موقف اخلاقي كما ذكرت وانما على مصالح شخصية بحته وانتصاراً للنفس وكبريائها ولم يكن كذلك حرصاً على الحكم الاتحادي والشورى وما يروج له من احاديث منمقة لوضع المساحيق على الوجوه لتغبيش الوعى لهذا الشعب المقلوب على أمره للعودة مرة اخرى بشعار الدين الكاذب والعدل المفترى عليه 0
ثالثاً : افادة حسين خوجلي
قال الأستاذ حسين خوجلي :( المشروع مشروعه والحركة حركته فهو الذي علمنا في أمريكيا وبريطانيا ونحن أبناء الفقراء أتينا من الريف ونعرف بعضنا بعضاً ونعرف أيضاً ود الداية البنا عمارتين وود العامل البقى وزير ،وجنا المزارع البقى والي والرعاوي العمل شركة والمحامي رئيس المجلس الوطني ) ثم حكي قصته الشخصية ، كيف هو وإخوته يبيتون الليل وهم يتناوبون طشت الغسيل فالغيار واحد ليصحوا على أسبقية المكوة ونفخ الفحم مع الفجر . ثم قال ها أنتم ترون كيف أصبحنا من أصحاب المليارات وملاك الشركات وهو يشير الى قناته (أمدرمان)
هنا اتحدث بما يمكن ان يكون سؤال اذا كان الترابي قدم كل ذلك لحوارييه طوال عهد نظام النميري  وارسلهم لامريكا وبريطانيا وهم ابناء الفقراء حسب افادة حسين خوجلي اذن ماذا فعل الترابي لاهله وخاصته من عشيرته او ابناء عموميته او اشقاءه او ابناء قرية الترابي او محلية الكاملين وماذا كان اثر الترابي في ولاية الجزيرة ماذا قدم لهؤلاء ؟ سؤال برئ ومشروع قد يقول قائل ذلك يحسب له بانه انسان قومي لا يعرف القبلية والجهوية .... جميل هذا التبرير اذن ماذا يسمى التركيز على الموالين له في التنظيم بالمساعدة في الوظائف والدراسات بالجامعات الامريكية والبريطانية وتقلد المناصب العليا في الدولة !!!  الم يكن من عشيرته من هو موالي له وفي تنظيمه الم يكن من قبيلة الترابية من هو منظم في جبهة الميثاق والجبهة الاسلامية وحقبة الانقاذ لماذا لم يساعدهم وفيهم من هم حملة شهادات عليا !!!  لماذا لم يقربهم اليه ليكونوا خط دفاعه الاول في حمايته من جور الزمان والسلطان .. اين الذكاء اين الدهاء الذي اشتهر به . اين موقفه من ( خيركم خيركم لأهله )
هذا السؤال لايعني انحيازه ليملكهم حق غيرهم ولكن التحقق من ذلك يؤدي لمعرفة من هو دكتور حسن عبد الله الترابي الحقيقي الذي لم يساعد مريض في سفر او علاج ولم يساعد يتيم في دراسة او لقمة عيش كريم ولم يبني مركز صحي او مدرسة أو جامع ( حسب ما يدعون  00 نحن للدين فداء فليعد للدين مجده  كيف للدين يقام مجد وانت لم تبني مسجد أو خلوة لتعليم القرآن بقريتك وتتدعي نشر الاسلام في العالم  )  يتطلب الامر البحث عن دكتور الترابي وسط اهله وعشيرته واخوته ورائ والده العالم الشيخ عبد الله الترابي في اقوال واجتهادات ابنه حسن الترابي  وكل ذلك متوفر لمن يبحث عن الحقيقة فليذهب الى قرية الترابي في زيارة لا تتعدى ساعتين من العاصمة الخرطوم وعندها تجد ان اهله ذهبوا الى السيد / محمد عثمان الميرغني شيخ الطريقة الختمية  ليضع حجر الاساس لمسجد العارف بالله الشيخ حمد الترابي النحلان  جد دكتور الترابي شخصياً وذلك ايام حكم سوار الدهب وهو لم يساهم في اعادة بناء ذلك المسجد او اي من المساهمات الكثيرة بالقرية  الم يدعو ذلك للسؤال لماذا ؟؟؟ هل اجدى وانفع للاسلام بناء المساجد والخلاوي ام ارسال جماعة التنظيم للدراسة بامريكا وبريطانيا ليرجعوا لنا بفهم جديد للدين الاسلامي يؤدي للفتنة بين الناس وترابطهم ويؤدي لفصل الجنوب ويؤدي للوضع الحالي في السودان من احتقان في جميع اجزاء الوطن والتوقع بما هو اكثر من ذلك 0
يا اخي الفاضل  والله العظيم اني لمعجب بمقالك ولم تكن سطوري هذه نابعة عن نقد بل اضافة بسيطة لحروفك الجميلة هذه واتمنى ان تعتبر ذلك تعبير عن شكر وامتنان 0
وجزاك الله خيراً

ود ننه الترابي