بسم الله
الرحمن الرحيم
(Paparazziالباباراتزي (
(1)
الباباراتزي هم مطاردوا المشاهير من المصورين ، بحيث يلاحقوهم من مكان
لاخر بقية الحصول على بعض الصور خصوصا الفاضحة منها لبيعها على وكالات الاخبار و
المواقع و المدونات والمجلات المهتمة بهذا الامر و قد تصل بعض هذه الصور إلى آلاف
الدولارات. وفي بعض الاحيان كثير منهم تعرض للضرب و حتى إطلاق النار ! أكثر حادثة
يذكربها الباباراتزي هي موت الاميرة ديانا وأشهرهم المصور( رون غاليلا)
(2)
الشعب السوداني فجر ثورتين عظيمتين في اكتوبر 64 وأبريل 85م وكان عموم
الشعب من عمال ومزارعين وبالأخص الطبقة الوسطى من المهنيين والموظفين من تسعفهم
الثقافة وتسلحوا بالوعي هم كانوا وقودها ولم يسجل التاريخ للقادة السياسيين غير د.
الترابي من حملته الجماهير على أكتافها وهي تهتف بالحرية في أكتوبر64م .ولكن بعد
أن أنجز الشعب ثورته صعدت القوى السياسية التقليدية الى سدة الحكم تمارس بؤس
ديموقراطي وانتهازية سياسية لتحقيق أهدافها الضيقة (3)
بعد أن يأس الشعب من مسلك الانقاذ وانسداد أفقها في حلحلة مشكلات
يواجها الوطن وتعقدت الأوضاع وسادت حالة
من الاحتقان جعلت كل مراقب يوقن أن الثورة أصبحت حتمية الحدوث ولكن المزهل هو
تأخرها كثيراً عن اللحاق بركب الربيع العربي وذلك حسب اعتقادي لغياب الثقة بين
الشعب وقياداته التاريخية التي انقسمت بين من هو مفاصل للانقاذ للتو فهو يحتاج أن
يؤكد صدقيته وهو مالم يعتقده الشعب حتى الان وما بين من رجى منهم صموداً وثباتاً
على طريق التغيير ولكن كل يوم يتلقى منهم رسائل سالبة تؤكد غير ذلك فكلما خطى نحو
الثورة سبقته الي القصر تشاركه الحكم وتقتسم منه الثروة حتى فقد الثقة فيها وانصرف
عنها .وحينما اتجه صوب القيادات العمالية ليصطف خلفها لنيل حقوقه النقابية
وامتيازاته المصلحية انخزلت عنه وطأطأت رأسها للطاغوت فانفض من حولها واقرب مثال
ما يجري هذه الأيام بمصنع أسمنت عطبرة حيث وقع أكثر من 450 منسوب للمصنع من
أصل 600 لسحب الثقة عن النقابة الموالية
للحكومة والاعتصام عن العمل حتى نيل امتيازاتهم من زيادة للمرتبات وتحسين شروط
البطاقة العلاجية الا وفوجئوا بلجنتهم المفاوضة ترضخ لشروط المخدم بعد ضغوط من
الأمن وتكتب التعهدات والتنازل عن المطالب ليخيب عنهم الرجاء وامثلة كثر وليس
ببعيد اضراب الفنيين في السكة الحديد الذي انتهى بنفس السيناريو
(4)
المظاهرات التى خرجت الي الشارع في الشهر الماضي تندد بالزيادات ورفع
الدعم عن الوقود كانت أشدها في حي الديم وبري الخرطوميين وود نوباوي الأمدرماني والصبابي
البحراوي وهي أحياء الي الفقر أقرب ويغلب فيها الطبقة الوسطى من موظفين وعمال ان
بقى فيها بقية كما خرجت بعض جماهير المدن الكبيرة في مدني والقضارف وسنار وكوستي
والأبيض وكسلا وغيرها ولكن الثابت عدم خروج أحياء الأغنياء أمثال العمارات والرياض
والمنشية وعدم مشاركة التجار فأصبح الثوار مقطوعين بلا قيادة تهديهم وبلا مؤونة
تعينهم .
(5)
الناظرالي ثورات الربيع العربي يجد أن الثورة التونسية قادها المحامون
وفي ليبيا سندها المغتربون حيث تدافعوا لنيل شرف اسقاط القذافي وفي مصر نزل أصحاب
وائل غنيم من مكاتبهم المكيفة الي الشارع بعد ان تواصلوا وتواعدوا عبر الفيس بوك
الي ميدان التحرير يملأون ساحاته ويهتفون الشعب يريد اسقاط النظام وفي موريتانيا
تشابكت ايدي قادة المعارضة في سلسلة بشرية من خلفهم قواعدهم وشعبهم يواجهون آلة
العسكر ليتراجع ويفرضوا ارادتهم عليه .
(6)
لقيام هبة شعبية تقتلع النظام من جذوره نحتاج أن يثبت المؤتمر الشعبي
جديته بتقدم قادته صفوف الثوار ويقدموا نموزج حسيني(المقصود الحسين بن علي
بالاشارة لمعركة كربلاء) في فداء شعبهم والفناء من اجل بقاء مشروعهم ليكون صعباً
على خلفهم التراجع ولتنتهي حالة الارباك وعدم الثقة بين الشعبيين والعلمانيين
والليبراليين والشيوعيين وليأخذوا من تحالف الغنوشي والمرزوقي التونسي العبرة وليخرج
أهل دارفور بالأخص في مظاهرات سلمية لتبرز قيادات قومية لتخرج من قوقعتها
الاقليمية وتصدح ببوار خيار العمل المسلح وجدوي التغيير السلمي الأقل كلفة وتبدأ
عملية مصالحة بين المجتمع الدارفوري من خلال وحدة الهدف ووضوح الرؤية وبهذا نكون قد أعدنا غزل نسيج المجتمع السوداني
ليكون جاهزاً للعرس المرتقب.
(7)
ما لم يكف البعض عن تمثيل دور الباباراتزي ويطلون من خلال عدساتهم
لتصوير المظاهرة وتوثيق المشهد غير عابئين بفظاعته فستكون الثورة قابعة في مخيلتهم
تتخلق وبدلاً من الاهتمام بالتصوير الرخيص يجب أن نعمل على انقاذ الضحية.
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة
29يوليو2012م