الاثنين، 30 يوليو 2012

الباباراتزي


بسم الله الرحمن الرحيم
(Paparazziالباباراتزي (
(1)
الباباراتزي هم مطاردوا المشاهير من المصورين ، بحيث يلاحقوهم من مكان لاخر بقية الحصول على بعض الصور خصوصا الفاضحة منها لبيعها على وكالات الاخبار و المواقع و المدونات والمجلات المهتمة بهذا الامر و قد تصل بعض هذه الصور إلى آلاف الدولارات. وفي بعض الاحيان كثير منهم تعرض للضرب و حتى إطلاق النار ! أكثر حادثة يذكربها الباباراتزي هي موت الاميرة ديانا وأشهرهم المصور( رون غاليلا)
(2)
الشعب السوداني فجر ثورتين عظيمتين في اكتوبر 64 وأبريل 85م وكان عموم الشعب من عمال ومزارعين وبالأخص الطبقة الوسطى من المهنيين والموظفين من تسعفهم الثقافة وتسلحوا بالوعي هم كانوا وقودها ولم يسجل التاريخ للقادة السياسيين غير د. الترابي من حملته الجماهير على أكتافها وهي تهتف بالحرية في أكتوبر64م .ولكن بعد أن أنجز الشعب ثورته صعدت القوى السياسية التقليدية الى سدة الحكم تمارس بؤس ديموقراطي وانتهازية سياسية لتحقيق أهدافها الضيقة (3) 
بعد أن يأس الشعب من مسلك الانقاذ وانسداد أفقها في حلحلة مشكلات يواجها الوطن وتعقدت الأوضاع  وسادت حالة من الاحتقان جعلت كل مراقب يوقن أن الثورة أصبحت حتمية الحدوث ولكن المزهل هو تأخرها كثيراً عن اللحاق بركب الربيع العربي وذلك حسب اعتقادي لغياب الثقة بين الشعب وقياداته التاريخية التي انقسمت بين من هو مفاصل للانقاذ للتو فهو يحتاج أن يؤكد صدقيته وهو مالم يعتقده الشعب حتى الان وما بين من رجى منهم صموداً وثباتاً على طريق التغيير ولكن كل يوم يتلقى منهم رسائل سالبة تؤكد غير ذلك فكلما خطى نحو الثورة سبقته الي القصر تشاركه الحكم وتقتسم منه الثروة حتى فقد الثقة فيها وانصرف عنها .وحينما اتجه صوب القيادات العمالية ليصطف خلفها لنيل حقوقه النقابية وامتيازاته المصلحية انخزلت عنه وطأطأت رأسها للطاغوت فانفض من حولها واقرب مثال ما يجري هذه الأيام بمصنع أسمنت عطبرة حيث وقع أكثر من 450 منسوب للمصنع من أصل  600 لسحب الثقة عن النقابة الموالية للحكومة والاعتصام عن العمل حتى نيل امتيازاتهم من زيادة للمرتبات وتحسين شروط البطاقة العلاجية الا وفوجئوا بلجنتهم المفاوضة ترضخ لشروط المخدم بعد ضغوط من الأمن وتكتب التعهدات والتنازل عن المطالب ليخيب عنهم الرجاء وامثلة كثر وليس ببعيد اضراب الفنيين في السكة الحديد الذي انتهى بنفس السيناريو
(4)
المظاهرات التى خرجت الي الشارع في الشهر الماضي تندد بالزيادات ورفع الدعم عن الوقود كانت أشدها في حي الديم  وبري الخرطوميين وود نوباوي الأمدرماني والصبابي البحراوي وهي أحياء الي الفقر أقرب ويغلب فيها الطبقة الوسطى من موظفين وعمال ان بقى فيها بقية كما خرجت بعض جماهير المدن الكبيرة في مدني والقضارف وسنار وكوستي والأبيض وكسلا وغيرها ولكن الثابت عدم خروج أحياء الأغنياء أمثال العمارات والرياض والمنشية وعدم مشاركة التجار فأصبح الثوار مقطوعين بلا قيادة تهديهم وبلا مؤونة تعينهم .
(5)
الناظرالي ثورات الربيع العربي يجد أن الثورة التونسية قادها المحامون وفي ليبيا سندها المغتربون حيث تدافعوا لنيل شرف اسقاط القذافي وفي مصر نزل أصحاب وائل غنيم من مكاتبهم المكيفة الي الشارع بعد ان تواصلوا وتواعدوا عبر الفيس بوك الي ميدان التحرير يملأون ساحاته ويهتفون الشعب يريد اسقاط النظام وفي موريتانيا تشابكت ايدي قادة المعارضة في سلسلة بشرية من خلفهم قواعدهم وشعبهم يواجهون آلة العسكر ليتراجع ويفرضوا ارادتهم عليه .
(6)
لقيام هبة شعبية تقتلع النظام من جذوره نحتاج أن يثبت المؤتمر الشعبي جديته بتقدم قادته صفوف الثوار ويقدموا نموزج حسيني(المقصود الحسين بن علي بالاشارة لمعركة كربلاء) في فداء شعبهم والفناء من اجل بقاء مشروعهم ليكون صعباً على خلفهم التراجع ولتنتهي حالة الارباك وعدم الثقة بين الشعبيين والعلمانيين والليبراليين والشيوعيين وليأخذوا من تحالف الغنوشي والمرزوقي التونسي العبرة وليخرج أهل دارفور بالأخص في مظاهرات سلمية لتبرز قيادات قومية لتخرج من قوقعتها الاقليمية وتصدح ببوار خيار العمل المسلح وجدوي التغيير السلمي الأقل كلفة وتبدأ عملية مصالحة بين المجتمع الدارفوري من خلال وحدة الهدف ووضوح الرؤية  وبهذا نكون قد أعدنا غزل نسيج المجتمع السوداني ليكون جاهزاً للعرس المرتقب.
(7)
ما لم يكف البعض عن تمثيل دور الباباراتزي ويطلون من خلال عدساتهم لتصوير المظاهرة وتوثيق المشهد غير عابئين بفظاعته فستكون الثورة قابعة في مخيلتهم تتخلق وبدلاً من الاهتمام بالتصوير الرخيص يجب أن نعمل على انقاذ الضحية.
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة
29يوليو2012م



السبت، 28 يوليو 2012

د.الترابي :اعجز الشعبي والوطني


بسم الله الرحمن الرحيم
د.الترابي –أعجز الشعبي والوطني
الدكتور حسن الترابي نشط في مجال العمل الاسلامي منذ أن كان طالباً بحنتوب الثانوية واستمر نشاطه الى كلية غردون التذكارية وبعد تخرجه وبعثته الي التحضير للدراسات العليا بفرنسا ونيله الدكتوراه من جامعة السربون في القانون الدستوري .ليعود استاذا للقانون بالجامعة ثم عميداً لكلية القانون فيها .ولكن الترابي لم يكن ليركن الي عمله الكاديمي بل استمر في نشاطه التنويري بالحقوق الانسانية في الشريعة الاسلامية  وواصل نشاطة للعمل من أجل الدستور الاسلامي للدولة السودانية وتحالف في سبيل تحقيق هذا الهدف مع العديد من الجماعات والتيارات الاسلامية من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية واقرار دستور يقوم على مبادئها فظل مكافحاً يتصل بالجماهير يدعوها لمشروعه فشهدت له ميادين وساحات الخرطوم والاقاليم ندوات ونظمت له المدارس والجامعات المحاضرات ليكون ملهماً لكل دعاة الحرية حتى حمله ثوار اكتوبر على أكتافهم يطوفون به شوارع الخرطوم فكان رمزاً للثورة .ليستمر نضاله ضد نظام النميري يتقلب مع مصلحة مشروعه ووفق استراتيجياته معارضاً ومقاتلاً ثم مصالحاً ومشاركاً حتى كان فض الشراكة مع نظام مايو من قبل النميري سبباً في ثورة ابريل 1985م ليؤسس بعدها حزب الجبهة الاسلامية القومية كأقوى حزب جماهيري اسلامي تشهده المنطقة ويصبح القوى الثالثة في الجمعية التأسيسية ويشارك بفعالية في الحياة السياسية السودانية معارضاً برلمانياً ومشاركاً في الحكومة حتى أزعج نشاطه الكثيف غرمائه ليحاولوا أقصائه بتدخل الجيش في لعبة السياسة عبر مذكرة فتي أحمد علي الشهيرة في خرق واضح لقواعد الديموقراطية بتواطؤ من الاحزاب الطائفية ليقدم الترابي علي تدبير انقلاب الانقاذ في الثلاثين من يونيو1989م تحت غطاء مقولته(اذهب للقصر رئيساً وأذهب للسجن حبيساً ) .
كل ذلك والترابي يضع نصب عينيه مشروعه الاسلامي الذي سماه لاحقاً (المشروع الحضاري ) صاغه برامج ورفعه شعارات كابد به وجاهد فيه وسجن لأجله حتى ما سنحت له سانحة حكم خالصة بثورة الانقاذ حتى عمل على تنزيل مشروعه لواقع الحياة السودانية ولدواعي تأمينية أخفي معالمه حيناً حتى يستتب له الأمر فبدأه متدرجاً يفسح فيه المجال للآخرين ثم تطور تمتيناً له ليسفر عن وجهه الاسلامي ولكن المشروع في بداياته نجح في مواجهة كافة التحديات وتجاوز كل الصعاب من حروب وحصار اقتصادي ولكن بعد تجاوز مراحل التأمين والتمكين ولاحت بوادر للاستقرار بانحسار التمرد الي أطراف الحدود أجاز د.الترابي مشروعه الدستوري واستفتى عليه الشعب وتنزلت السلطات الي الشعب في الولايات وتبع ذلك قيام بعض المشروعات التنموية وتشييد البنى التحتية واستخراج البترول طاف بها الشيخ ولايات السودان يبشرهم بالخير القادم ويخاف عليهم الدنيا أن تنافسوها ويشرح لهم الاستراتيجية الربع قرنية والنهضة القادمة .بعد أن أرسى الترابي قواعد مشروعه الاسلامي وتمت بنيته الفكرية وقواعده الدستورية آثر الترابي الخروج من الحكم متبرئاً من الانقلاب وأخطائه وحتى لاينسب له النقصان بعد تمام المشروع وقد قالها بين جدال المفاصلة :(أن العالم لا يعرفكم ولكنه يعرف الترابي وأي خطأ سينسب لي وليس لكم ).وكأنه أراد القول أن الأنقلاب كان ضرورة لابد منها ويجب أن تعود الديموقراطية وتصبح الوسيلة للتدوال السلمي للسلطة ولأن الأمر كان يحتاج لبعض الوقت لحين تنازل البشير عن السلطة بعد رفضه خلع البزة العسكرية وتمسكه باستكمال دورته التالية بايعاز من بعض تلامذة الترابي اتخذ الترابي القرار الصعب بالخروج عن السلطة وآثر أن يخلي بينهم والاستمرار في تنفيذ برامج المشروع واستراتيجياته فالأمر لم يعد غير تنفيذ لسياسات مجازة وخطط متفق عليها بينما يتفرغ هو لأعمال الفكر ونقل التجربة الى الحركات الاسلامية من حولنا ورعاية مشروعاتها للحكم حيث بدت بوادر نهضة اسلامية وهو من ارسى قواعد ودساتير عدد من الدول الاسلامية والعربية .فأسس حزب المؤتمر الشعبي يدعو فيه الي مثال دولة الحقوق والحريات ويصوب نحو قصور مشروع الانقاذ الاضطراري وما شابه من أخطاء لطول الأمد بينه ودولة الخلافة الراشدة وحتى يجدد للاسلاميين عزمهم ولا يركنوا الي السلطة وبريقها ويتفرغ الحكام لسياسة أمر السودان وصون أمنه وتوفير معاش شعبه  ويسندهم متى ما تعرضوا لضغوط قد تضرهم للتنازل فيستفذهم للتمسك بقيم المشروع وأخلاقه .ولكن القوم فهموا خطاب الترابي تعرية لهم وفضح لتدابيرهم وجعلوا من الشعبي عدواً لهم لا يطيقونه بل يعلنون أن لن يسمحوا له بالوجود في الساحة السياسية فراحوا يكيدون له ويضيقون عليه مما انتج حالة من الاحتقان بين قواعد الشعبي ظل الترابي يهدئ من روعها ويحذر من استخدام السلاح بين الفرقاء وظل يتبرأ صراحة من كل عمل عسكري أو حركة متمردة وان كان الأذي يطاله شخصياً اعتقالاً في السجون أو خشونة في المقال وتشويهاً في الصورة وهو القائل: ( قد يضطر الواحد منا المجاهدة بسمعته) هذه المخاشنة في جو التوتر باعدت بين الغريمين وتغير خطاب المفاصلة القائم بين الفكار والبرامج بين من ينادئ بالحريات والشفافية حالاً وبين من يطلب ببعض الوقت حتى تتم بعض المشروعات ويجني الشعب السوداني ثمرتها لتكون له عوناً في المنافسة الحرة  الي سباب وشتائم واتهامات في الزمم والاخلاق وتعم حالة من الفوضى والفساد وتتورط  البلاد في مواقف محرجة وقرارات دولية مرعبة وصلت حد الاتهامات الجنائية للقيادة السياسية لتصبح السلطة أحدى أدوات الحماية لها من المساءلة الدولية لينحدر المشروع من تثبيت للحقوق الدستورية الي حماية الرئيس البشير لتدور دورة جديدة من الشمولية التي ظن الترابي نفسه قبرها الى الأبد وكسر حلقتها الجهنمية انتخاب ثم انقلاب وصلت حد التصفيات الجسدية في بيت الضيافة المايوي و28رمضان الانقاذي ويصبح مشروع الشعبي القيمي والداعي الي السمو الاخلاقي ضرباً من الانتقام لايرى الخير الا بسقوط الانقاذ .ولأن الدكتور الترابي صاحب مشروع فكري بدأ تأسيسه على الواقع وشابته بعض الانحرافات أصبح عصياً عليه الالتقاء مع هذا البؤس الدستوري وكم تعتريه الحسرات عندما يرى تعدياً على الحريات أو فساداً في المعاملات أو ظلماً في التقاضي فيصدع الأ تلاقي مع هذا النظام ولكن هذا الموقف يخص الترابي شخصياً بوصفه المفكر وله تاريخ طويل بالمناداة بدولة الحريات والشورى وهذا مالم يفهمة أتباعه وصاروا يقلدونه وتقمصون موقفه فلا يتحركون الا بالنظر اليه حين كل خطوة يستكشفون رضاه ولأنه لايستطيع أن يومئ لهم ظلوا جامدون عند موقفهم بينما الأمر يقتضي منهم الحركة ولكانوا جنبوا البلاد كثيراً من المدارك فاحتدم الصراع بينهم وملوك السلطة فكان صراع الافيال الذي قتل الأبرياء في دارفور وبعض أقاليم السودان الأخرى .
الوطنيين اتخذوا من الترابي وحزبه عدواً بدلاً المضي في تأسيس مشروعهم الحضاري واشاعة الحريات والشفافية لتتم النهضة وضيعوا بسلوكهم هذا على انفسهم وعلى البلد فرصة تأسيس حكم اسلامي يقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية.والشعبيون تحولت وجهتهم من بناء نموزج الحكم الراشد الي صراع أدخل البلاد في الفوضى وعدم الاستقرار . فلا الوطنيين أنجزوا المشروع الذي أرسى قواعده وشيد بنياته الترابي ولا الشعبيون قدموا النموزج المرجوا منهم حين ذكرهم الترابي بالآية (فاذا فرغت فأنصب) في ممارسة الشورى والشفافية يؤسسوا حزب مؤسسي ملئ بالافكار وتحركة التيارات وتضبطه اللوائح.ولكنهم آثروا الالتصاق به والتدثر بعباءته ومحاكات طريقته.وظل الترابي وحده من يدفع ثمن ظلامات تلامذته في الحكومة وجهالات أتباعه في المعارضة وظل يقدم وحده نموزج الجهاد بسمعته فلما ضاق بهم زرعاً أعلن عليهم تأسيس تيار اسلامي عريض يتجاوز به الشعبي والوطني فبهتوا وهم يتهامسون ماذا يريد الشيخ.
م.اسماعيل فرج الله
عطبره
28يوليو2012م       ً

الخميس، 26 يوليو 2012

وحدة الاسلاميين والهم الوطني


بسم الله الرحمن الرحيم
وحدة الاسلاميين والهم الوطني
في الرابع من رمضان أو 12ديسمبر1999م اصدر المشير البشير قراراته الشهيره بحل البرلمان قاطعاً الطريق على اجازة قانون يسمح بترشح الوالي من جماهير ولايته مباشرة وبعض القوانين الأخرى التي تمكن لحكم الشعب واتاحة الحريات العامة بتحديد اختصاص جهاز الأمن الوطني في جمع المعلومات وتحليلها ثم أتبعها بقرارات السادس من صفر بتجميد الأمانة العامة وأمانات الولايات للمؤتمر الوطني ليفتح الباب واسعاً لما سمي بالمفاصلة بين البشير والترابي لينشطر على اثر ذلك الاسلاميين الى غاضبون تحامقوا حتى حملون السلاح في وجه النظام واخوان الأمس وأخرون قعدوا محبطون من مآلات الاحداث يراقبون من علي الرصيف وفصيل آثر الاستمرار مع توجه الحكومة حماية لدولة اسلامية مدعاة وأخرون ناصروا الترابي وانضموا لحزبه لاعادة دولة اسلامية مرتجاه ونصرة لقيم ومبادئ مضيعة .مجمل القول أن انقسام الاسلاميين قام علي قضايا وطنية وليس علي أمور تنظيمية أو خلافات فكرية بعيدة عن هموم الوطن واستقراره هذا الخلاف أنتج مجموعة من الشباب اليائسون من أي دور مستقبلي للحركة الاسلامية في الحياة السياسية السودانية ويقولون بفشل مشروعها في الحكم وخطأ انقلابها أصلاً ولا يحق لها أن تسعى للحكم ثانية بل ينكرون حتى تاريخها الطويل في المجاهدة والعمل السياسي وغض النظر عن موقفنا من قولهم الا أنهم وجدوا ضالتهم في انتقادات سابقة ساقها اسلاميون مفكرون واعلاميون أمثال د.التجاني عبد القادروالدكتور عبدالوهاب الأفندي ولأن الأثنين لم يتعدوا مرحلة النقد والنظر زائداً بعدهم في دول المهجر شرقاً وغرباً لم يكن هناك رابط غير كتب يقرأونها أو مقالات يتابعونها فلم تلبي هذه حاجة حماستهم الشابة فاتجهوا صوب البروفسير الطيب زين العابدين عسى أن يكون رائدهم لكنه صدهم بعذر عدم رغبته في القيام بأي دور تنفيذي سياسي والاكتفاء بدوره الأكاديمي والاعلامي فانصرفوا عنه ولكن الخطأ الذي وقع فيه ثلاثتهم بدلاً من تعزيزهم لقضايا المفاصلة والأفكار التي طرحتها وهي عين ما ينادون له ونصرة التيار الداعي للحريات والشفافية في ادارة الحكم آثروا تصفية حساباتهم مع الدكتور الترابي والشماتة فيه مما أضعف كثيراً تيار الحريات بل استقوى تيار الشمولية بالسلطة وتحت غطاء نقد الثلاثي للترابي وادارته للسلطة واستطاع السلطان أن يمرر أجندته بدعوى أن القرارات المقصود بها الترابي الساعي الي السلطة حسب زعمهم ولن يتبعه غير قليل من الاسلاميين .بعدها اشرأبت اعناق الشباب صوب الاستاذ المحبوب عبدالسلام المعارض الجسور عله تسعفه شجاعته في قيادة تيار بعيداً عن الشعبي والوطني حسب ما ظل الثلاثي يدعوا الاسلاميين له وتقاعسوا عنه عكس الشيخ الترابي الذي ما آمن بفكرة الا وسعى لتطبيقها لا يبالي داخلياً ولايهاجر خارجياً ولكن الاستاذ المحبوب وكما طائر البطريق يحج موسمياً الي الخرطوم ولم يقوى علي شئ غير التصريح بان ما يطرحه من فكر لا يخرج من حوش الترابي فكانت الصدمة أشد مما جعل اولئك الشباب يهيمون بين التجارب الانسانية ويعلنون كفرهم بالفكر الاسلامي ويعلقون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي صور جيفارا وتروتسكي وغاندي ولينين وغيرهم من الفلاسفة والمفكرين العالميين حتى صاروا لالون ولاطعم لهم بل يتوجسون من كل دعوة لتلاقي الاسلاميين مجدداً.بل يسلقونهم بلألسنة حداد.
نرجع لقضية المفاصلة التي قلنا أنها تمت بين يدي قضايا وطنية مما يدحض القول أن خلاف الاسلاميين شأناً خاصاً بهم ويعزز زعمنا هذا أن الانهار الذي تم على كل الاصعدة الأقتصادية والسياسية والاجتماعية في الوقت الذي كان مرجواً فيه نهضة شاملة تعم البلاد وقفذة نوعية بعد استخراج وتصدير البترول ولكن الحروب واحتدام الخلافات انتج الواقع المأزوم الحالي الذي دعا عدداً من الجهات الاسلامية القيادية والقاعدية لطرح المبادرات لوحدة الاسلاميين مجدداً هذه الدعوة ستعيد مجدداً طرح ذات قضايا المفاصلة ليصبح من نافلة القول أن وحدة الاسلاميين لن تحل قضايا ومشكلات تواجهها البلاد بل أعتقد جازماً أن المدخل الصحيح لحل المشكل الوطني هو توافق الاسلاميين على حل خلافاتهم في قضاياهم السياسية والخروج من المأزق الذي هم فيه وأدخلوا على اثره البلاد كافة في أزمة طاحنة تكاد تذهب بسلامة الوطن وأمن شعبه ولكن المنظراتية من خلف الحدود والبحار يدفعون بأن لاجدوى من وحدة الاسلاميين متناسين المخاوف الحقيقية من استمرار هكذا صراع .بينما يحلمون هم بمدينة أفلاطون الفاضلة على أثر زوال الانقاذ .  
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة
24يوليو2012م

السائحون والقيادة


بسم الله الرحمن الرحيم
السائحون والقيادة
(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون {سورة التوبة آية رقم    122 ورد في بعض التفاسير أن النفر: الانزعاج عن الشيء وإلى الشيء، كالفزع إلى الشيء وبما أنا بصدد نفرة السائحون الاصلاحية دعونا ننظر الي هذا الاقتباس سوياً الذي كتبه الاستشاري التربوي حميد الهنائي يتحدث فيه عن القيادة في قصة نبي الله سليمان والهدهد:(نحن الآن واقفون على مقربة من جيش عظيم، جيش يتكون من إنس وجن ووحوش وطيور، إنه جيش سليمان عليه السلام، أعظم ملوك الأرض، حيث استجاب له رب العزة جل جلاله حين سأله: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي) فسخر الله له أمورا لم يسخرها لأحد من قبله ولا من بعده. فصار سليمان بن داود عليهما السلام نبيا لبني إسرائيل وملكا عليهم، ليكون عهده العصر الذهبي لبني إسرائيل.
نرى سليمان عليه السلام يتفقد الجيش بعيون القائد العارف بكل صغيرة وكبيرة في جيشه. وفجأة، يغضب سليمان عليه السلام. غَضِبَ غَضَباً شديدا، لقد أحس باختفاء “الهدهد”، أحس باختفاء هذا الطير الصغير من بين هذه الآلاف من الأصناف المختلفة من المخلوقات.
أحس باختفائه، لأنه القائد الحكيم الذي يعرف كيف ينظم جيشه، ويعرف كيف يوجههم ويراقبهم. أما غضبه، فكان لخروج هذا الجندي من غير إذن، ولا تهزم الجيوش إلا عند مخالفتهم أوامر قائدهم، أو عندما يتصرفون انطلاقا من أهوائهم. وعزم سليمان عليه السلام على معاقبة هذا الجندي العاصي عقابا شديدا قد يصل إلى الإعدام ليكون عبرة لغيره، فيلتزم الجنود بأوامر قائدهم، ويظل الجيش متماسكا. أو أن يأتي هذا الجندي بعذر قوي ينجيه من هذه العقوبة
لنتوقف هنا قليلا.. ما الذي دفع الهدهد للسفر من بلاد الشام لليمن؟! ما الأمر المميز في مملكة سبأ والذي جعل الهدهد يخرج من غير إذن سليمان مع أن عقوبة فعلته هذه هي الموت؟! ما الذي جعل الهدهد يتكلم بكل ثقة مع سليمان عن مملكة سبأ؟!
أما ما دفع الهدهد لقطع هذه المسافة الطويلة جدا من فلسطين لليمن فهو: روح المبادرة وإيجاد الدور المناسب له. لم يكتف الهدهد بأن يكون جنديا عاديا في جيش سليمان، خصوصا وأن الجيش يضم الجن والشياطين والإنس والوحوش، فما هو الهدهد بجانب هذه المخلوقات!! إن قوته لا تساوي جزء من مئة جزء من قوة أحدهم. لذا، دفعته روح “المبادرة” للبحث عن “دور” مهم يناسبه ويكون قادرا على تنفيذه على أتم وجه.
وهذا الوضوح في الهدف هو أيضا ما جعل الهدهد يتكلم بثقة مع سليمان غير مكترث لعقاب أو قتل، فهو يعلم أن ما قام به سيساعد سليمان على تحقيق هدفه وبالتالي فلن يعاقبه.
وتستمر أحداث القصة، التي انتهت بإسلام ملكة سبأ من غير قتال، وتبعها قومها في ذلك
أحب الإشارة هنا إلى عدة أمور،تتعلق بالهدهد.
1.    روح المبادرة. ويتضح ذلك من قيام الهدهد من نفسه بالبحث عن أناس لا يؤمنون بالله، دون أن يطلب منه أحد ذلك.
2.    البحث عن دور. ويتضح ذلك من اختيار الهدهد لنفسه دور الدليل والمستكشف لأنه أنسب له من أن يكون مقاتلا في جيش سليمان عليه السلام.
انتهى الاقتباس من مقال طويل لهذا الكاتب الفذ يتحدث فيه عن القيادة في قضة سيدنا سليمان والهدهد . وما أردت الاشارة اليه من هذه المقدمة الطويلة أن السائحون وهم يطرحون مبادرتهم قد يواجهون بنقد كثيف على شاكلة من أنتم وماهي مقدراتكم وهل ما تقومون به عجز عنه الآخرون ؟ ولأن الله عز وجل قص علينا القصص للعبرة وليس للتسلية نقول السائحون بمثابة الهدهد طائر ضعيف ولكن بمبادرة منه استطاع النبي أن يفتح مملكة سبأ بغير حرب نتيجة لمجهود الهدهد الصغير .
ولأنا مأمورون بالنفرة عند الفزع كما صدرت هذا المقال بالآية 122سورة التوبة أجد الظرف الذي تعيشة البلاد والتحدي الذي تواجهه الحركة الاسلامية السودانية دقيق يحتاج فعلاً لمبادرون يعلمون أن ثمن مبادرتهم قد يكون الموت ولأن المجاهدون خاضوا لهيب المعارك فهم أقدر على مواجهة الصعاب وتزعفهم في ذلك ثقتهم بأنفسهم ويقينهم بعون الله لهم وليس هناك مبادرون يقومون بهذا الدور التاريخى الا السائحون أخوان الشهداء الذين يخفون عند الفزع .ولأنا بصدد دفع هذه المبادرة بارادة لا تفتر ايضاً محتاجون لادارة واعية للتحديات وتكون بشكل يحقق الأهداف ويناسب المرحلة وبما أن المجاهدين في مرحلة تجميع ورص لصفوفهم لا نحتاجون لقيادة مركزية ولا يجب أن يفكروا في اختيار أمير أو قائد أوحد بل يجب أن تدار هذه المرحلة بالقيادة الجماعية أو المجموعات المتناصرة فدرالياً بتوزيع جغرافي على نسق الولايات أو بشكل الكتائب الخاصة السابقة في العمليات مثل البرق الخاطف والسائحون  أو المتحركات القتالية الريس ومحمود الزين أو بتشكيلات سياسية مثل الشعبيين والوطنيين ومذكرة الألف أخ وتساعد هذه التشكيلاات في ادارة حوار فيما بينها وتتفق علي رؤاها لتجاوز الأزمة الماثلة لتلتقي هذه المجموعات على الكلمة السواء التي تمثل مشروع السائحون للحل ويكون الجسم المركزي بمثابة سكرتارية تجمع هذه الجهود لتصب في الهدف المنشود دون ان يكون لها أي نوع من التفويض حتى لايختلف حولها في هذه المرحلة فتفشل المبادرة . على العموم الفكرة قائمة على عدم التفكير في اللقاء القادم للمجاهدين في اختيار أمير للمجاهدين لأعتقادي أن هذا ليس وقته وليهم الجميع في السعي للهدف دون التركيز علي الأمير للمجموعة أقلاها في هذه المرحلة. والله الموفق.
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة
23يوليو2012م