الجمعة، 14 سبتمبر 2012

من هو المسئ (البخاري والمقريزي)



بسم الله الرحمن الرحيم
من هو المسئ
(البخاري والمقريزي)
صفيت ذهني وحشدت أفكاري وجمعت قواي استعدادًا لمشاهدة الفلم المسئ للنبي محمد (ص) بعد أن شوقتني لرؤيته المواقع الاجتماعية والمنتديات الفكرية والدعوية الاسلامية على الشبكة العنكبوتية بما ظلت تعمر به من آراء ومنشورات تلعن الفلم وتسب منتجيه وتحذر من مشاهدته وتتوعد أمريكيا والغرب ليتحقق الوعيد فعلاً بمظاهرات هادرة واحتجاجات عارمة وصلت الي قتل السفير الأمريكي في مدينة بنغازي بليبيا الحرة بعد أن تحولت اليها من طرابلس القذافي الذي سلك الثوار مسلكه ليدينوا أنفسهم بتحميل الأبرياء جريرة الجبناء وينحرفوا عن مبدأ العدالة الذي ثاروا من أجله وقدموا الشهداء ونسوا قول الله تعالى : (ولاتزر وازرة وزر أخرى) في نموزج سئ للديمقراطية وضيق بالحرية والرأي الآخر في العالم الاسلامي .فقبضت أنفاسي وأنا أنقر على رابط الفلم على اليوتيوب وبتركيز شديد حتى لاتمر علي الحبكة الدرامية ولا الخدعة التصويرية فمرت علي ثلاثة عشر دقيقة هي طول المقطع من الفلم ان كان هناك فلم أصلاً حيث السياق لا يدل على ذلك . مرت علي الدقائق كأنها عام لحسابي لها بالثانية . ولهول المفاجئة لم أجد ما كنت أتوقعه من الفلم بعد الدعاية التي عملت له بأنه عمل درامي كبير وراءه الدولة العظمى أمريكيا وترعاه المخابرات الألمانية وتدعمه المنظمات الصهيونية فعمل وراءه كل الخبرة الهوليوودية في المونتاج السينمائي وفلم تنتجه الأموال اليهودية بأمانة لم أجد في الفلم ما يدل على عظمته فهو لايستحق الضجة التي اثيرت حوله ولم أجد ماتوقعته من حبكة في السيناريو ولادقة في التصوير ولاسعة في الخيال فأسفت لحالنا في العالم الاسلامي كيف لمن أراد أن يستفذنا أن لايرهق نفسه لاتقان العمل ولايكلف نفسه نفقات الانتاج الباهظة بل اختار منتجين هواة جمعوا التبرعات لدفع تكاليفه وممثلين مغمورين مبتدئين لايفرقون بين الدين والتاريخ ( حسب تصريح بطلة الفلم بأنها خدعت من المنتج) لتقوم الجماعات الاسلامية بسطحيتها بالدعاية له انابة عنهم . فقصة الفلم من رواية الكتب الاسلامية والضلالات المذهبية فهو تناول سيرة الرسول الكريم معتمداً على أكاذيب المقريزي ودونكم محاكمة الصحفي المرحوم محمد طه محمد أحمد بعد نقله لكتاباته في نسب الرسول الأعظم ثم أورد لحظة نزول الوحي علي النبي (ص) وحكي تفاصيل ذلك في بيت السيدة خديجة حسب ما أورده الامام البخاري في صحيحه ثم عرض بعد تفاصيل زواجه (ص) من السيدة زينب بنت جحش والسيدة صفية بنت حيي حسب ما جاء في كتب التفاسير للقران الكريم وأسباب زول تلك الآيات وكثير من السب والشتم للرسول (ص) وزوجاته والخلفاء الراشدين من بعض غلاة الشيعة فقصة الفلم رواية مشتركة بين الامام البخاري والمقريزي وكاتب السناريو بعض المذهبيين من السلفيين والشيعة لينتج لنا فلم ردئ الشكل والمحتوى .لتعم الاحتجاجات الدول الاسلامية نصرة وحباً للرسول الكريم وما دروا ان كاتب القصة صحيحه مقدس عندهم وأن السينارست مفكر اسلامي وباحث في السيرة النبوية فالمسلمون هم من صنع الفلم وهم في طيات كتبهم التي يتقربون بها الي الله توجد الاساءات الي الرسول (ص) فبدلاً من التظاهر وحرق السفارات الغربية يجب عليهم تنقيح كتبهم وتخليص عقيدتنا من شوائب التاريخ بحرق ماجاء في كتاب البخاري وبدلاً من قتل الابرياء الذين عاهدناهم على الأمن والحماية يجب قتل المذهبية وفضح ضلالات المقريزي وأمثاله من المسلمين ودحض جهالاتهم ويجب على الجماهير أن لاتنجر وراء أهواء علماء السلطان الذين مثلما يسكتون عن ظلم الحكام وفسادهم يدلسون على الناس دينهم ويعلمون أن هذه الأشياء موجودة في الكتب منذ مئات السنين فما الفرق بين نص مكتوب وفلم مصور طالما الجملة واحدة ولتتفرغ الشعوب لاستكمال مشوار التغيير واسقاط بقية الانظمة الشمولية ولن يلهينا من حناجرهم تهتف الله أكبر وقلوبهم تسبح بحمد البشير عن الاستمرار في المشي علي طريق الثورة فهذا هو الحب الحقيقي للرسول (ص) وتعظيمه يكون بان نحكم نهجه فينا عدلاً وحرية ومساواة وتذكروا قول الله تعالى : (انا كفيناك المستهزئين)
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة م2012-09-14