الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الجبهة الثورية وقوات البشير ومأزق أبكرشولا

بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الثورية وقوات البشير ومأزق أبكرشولا
كتبنا في المقال السابق عن استراتيجية الجبهة الثورية الحربية وخياراتها في التغيير وكيف أن الخيار الأفضل لها نقل الحرب الى كردفان وهنا نريد أن نفصل كيف لعب عبدالعزيز الحلو اللعبة الذكية للحركات المسلحة الدارفورية والتي إن هي أحسنت التوظيف تستطيع ان تصل الى مرمى الخصم (الخرطوم) وتهزمه بالضربة القاضية . ولكن لايعني ذلك أن حقيقة الإسقاط...
للأنظمة الشمولية تغيب عنا حيث المعرفة والتاريخ يقولان أن العاصمة دائماً ما تكون الحصن الأخير للدكتاتور وإن سقطت هي أنتهى حكم البشير .فغالباً ما يبدأ الثوار الزحف والتحرير من الأطراف ويحتلون الأسهل ويحررون مناطق ثقلهم ثم تكون المعركة الفاصلة العاصمة حيث يجلس الرئيس على كرسي الحكم .ومثل هذا فعل الثوار في ليبيا وسوريا ومالم تستقر أوضاع المناطق المحرر في أيدي الثوار لن تسقط العاصمة وهذا ما يحدث الآن في سوريا.
ولكن الغريب هنا في السودان هو توجه الجبهة الثورية الى الخرطوم مباشرة متجاوزة بذلك تحرير كادقلي واحتلال دارفور وهذا لعمري الخيار الصعب وإن نجحت فيه الجبهة الثورية تكون فعلاً لعبت على الضربة القاضية دون هزيمة النظام بالنقاط .
فإحتلال أبكرشولا يجعل قوات الجبهة الثورية تقبض على خاصرة النظام ولكن هكذا وضع إن لم تمسك الجبهة الثورية عليها بقوة تشل حركة الجيش السوداني ستكون في وضع محرج وقد يكلفها كثيراً ،فإحتفاظ عبدالعزيز الحلو بأبكرشولا محررة حتى وصول المدد من حركات دارفور المسلحة يضع النظام في أحرج أيامه وهذا ما تؤكده المعلومات والشائعات اليومية التي تتحدث عن أحتلال قوات الجبهة الثورية لبعض المدن في جنوب كردفان أو دارفور وما هو الا تأكيد على حركة القوات المتمردة في إتجاه أبكرشولا وما يؤكد ذلك الحديث عن دخول الجيش التشادي في شمال دارفور يطارد الحركات المسلحة المتجهة شرقاً .وهذا إن تم يحتاج الى ثلاث شهور على الأقل لتجميع الحركات المسلحة والزحف تجاه الخرطوم .كما أن وجود قوات الحلو في هذه المنطقة يمكنه من الزراعة لتأمين غذاء قواته .ولكن يبدوا أن غباء العقل السياسي الاستراتيجي والعسكري للنظام يحجب عنه البديهيات في هذا المجال وهذا ما يؤكده تصريحات معتمد محلية الخرطوم الذي أعلن تكوين كتيبة استراتيجية لحماية الخرطوم وأتبع ذلك بإشاعات عن تسرب سلاح الى داخل الخرطوم ليصيب المواطنين الهلع والخوف على حياتهم ،ليخرج الوالي يريد تهدئة المواطنين وتطمينهم وليته ما فعل حين قال ( الخرطوم آمنة وعلى المواطنين النوم قفا) ثم يأتي بليل يقول لأنصاره هذا الكلام لايعنيكم بل عليكم باليغظة والحذر وما درى بالذكاء الشعبي الذي تناقل الخبر .ليصبح المواطنون على خبر شهيد ويمسون على عيادة مصاب .
فصمود عبدالعزيز الحلو ووصول السند المقاتل له يجعل النظام في ورطة فإن حاول تعزيز قواته من إحتياطي الخرطوم يكون كشف ظهره للقوات المتسربة من دارفور وإن سحب قواته من دارفور لحماية كردفان يكون أعطى الحركات الدارفورية هدية من ذهب .أما قواته الموجوده في شمال كردفان لن يستطيع الإستعانة بها خوفاً على الأبيض ومناطق البترول في الفولة وهجليج .ولهذا السبب أعلن النظام عن إعادة تجنيد للمسرحين العسكريين حيث لا وقت للتدريب من جديد .في ظل عزوف المجاهدين عن تلبية الاستنفار بل ذهب السائحون بقوافل الإغاثة الى الرهد بدلاً من حمل السلاح لتحرير أبكرشولا .
هذا الوضع سيجعل من أبكرشولا معركة كسر العظم بالنسبة للنظام إن عجز متحركه الأخير من تحريرها وبعدها ما على البشير الا التفكير في طريقة الرحيل هل على طريقة زين العابدين بن علي والهروب الى الأراضي المقدسة .أم المقاومة والموت على طريقة القذافي لأنه أفلت التنحي على الطريقة اليمنية إن هو إنهزم في أبكرشولا .فسقوطه يصبح مسألة وقت وصول الجبهة الثورية للخرطوم بعد إنضمام القوات المسلحة لها في دارفور وكردفان وإنشقاق الجيش في الخرطوم.
ولو كنت في محل النظام لتركت لهذه القوات بالوصول الى أبكرشولا وما سعيت الى تحريرها للخروج من هذا المأزق ولكن بالمقابل لن أدعها تستقر وتزرع .فتجمع قوات الجبهة الثورية في أبكرشولا يمكن من محاصرتها وقفل المنافذ عليها فلن تجد بد من الاستسلام أو الموت جوعاً .وبهذا يكون شرك الجبهة الثورية هو احتلالها لابكرشولا ومأزق النظام هو محاولته تحريرها إن عجز عن ذلك.
م. إسماعيل فرج الله
25مايو2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق