السبت، 6 ديسمبر 2014

بالصوت والصورة الحوار طلع ماسورة


  بسم الله الرحمن الرحيم
بالصوت والصورة الحوار طلع ماسورة
انفض جمع أديس أبابا الذي كان غير مسبوق وفي ظني لن يكرر قريبا. حيث هرع الى العاصمة اﻷثيوبية كل فصائل العمل السياسي والحركات المسلحة في مقابل ممثلي النظام لمناقشة اﻷزمة السودانية ولكن النهاية كانت مأساوية حيث اصطف الفرقاء الى فصيلين على خلفية آيدلوجية . اسﻻميون يقودهم النظام وعلمانيون يحركهم اليسار .حيث فرحت الجبهة الثورية بتوقيع اتفاق نداء السودان مع اﻹمام الصادق المهدي وقوى اﻹجماع الوطني وهذا صيد ثمين لن تفلته.
وعاد اﻹسﻻميون من حكومة وسائحون وآلية الحوار (7+7) واسناد الحوار وحزب المؤتمر الشعبي يجرجرون أزيال الخيبة ولم يصدمهم غير إعﻻن الرئاسة حالة التعبئة واﻹستنفار ولسان حال الحزب الحاكم يقول (ﻻصوت يعلو فوق صوت المعركة) حيث كانوا يمنون أنفسهم أن يعودوا بصحبة عرمان وجبريل ولكن بات أكثر المتفائلين منهم يقول (فاليمضي الحوار بمن حضر. ( .
والحوار الماسورة الذي أعنيه هنا إثنان .اﻷول بكسر الحاء وبالقطع ليس المعنى المطلق .ولكن المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية أو ما يعرف بحوار الوثبة .وأصبحت تمثله آلية (7+7) فهذا الحوار بعد عشرة شهور انتهى الى إعﻻن حالة اﻹستنفار وتجييش الجنود وعادت أخبار العمليات الحربية الى الواجهة وكان مأموﻻ من الحوار الوطني أن يناقش جذور المشكلة ويسكت البندقية .
وظل المشاركون في الحوار يمنون الشعب السوداني أن حل اﻷزمة السودانية لن يستغرق أكثر من ثﻻتة شهور.
ولكن المماطلة والتسويف جعلهم ينكرون بداية العد التنازلي للتسعين يوماً.
وعليه يكون الحوار الوطني بعد فشل محفل أديس أبابا في التوصل لصيغة توافقية طلع ماسورة. لأنه يقف عاماً انتظاراً للمعارضة والحركات المسلحة .
أما الحوار الثاني الذي أعنيه فهو بضم الحاء وأقصد به حُوار الشيخ ولن أظلم المؤتمر الشعبي كله ولكني أخص قيادته التي ظلت تؤكد منذ المفاصلة أن الحل عندها لن يستغرق وقتاً وها هو المؤتمر الشعبي يدخل عملية سياسية لن أقول ماراثونية لأنها إلى السلحفائية أقرب لمدة سنة ولم ينجح أحد. ولكني أشير هنا الى ممثل المؤتمر الشعبي في مفاوضات أديس أبابا أمين العلاقات الخارجية وهذه دلالة على التخبط الذي يعيشه الشعبي .فمن عنوان الأمانة يفهم أنها مختصة في التواصل مع الأحزاب الأجنبية والمنظمات الدولية .ولكن المناسبة التي هاجر إليها كل المدعووين
سودانيين فمع من ينسق سيادته علماً أن القضية سودانية والمسار داخلي.ولو كنت مسئولاً في الشعبي لاخترت أمانة الأقاليم المتأزمة أو الأمانة السياسية وكلفت نائب أمينها المهندس يوسف لبس كونه أحد أبناء دارفور ورمز الصمود الشعبي ضد صلف النظام وهذا ما جعلني أتساءل لماذا لم يشمل وفدي السائحون وإسناد الحوار أياً من أبناء الهامش أم أن المشهد برمته في الداخل بيد الجلابة وهل يفسر سكوت الآخر تفويض للحركات المسلحة؟ وهل لذلك انصب اهتمام السائحون في فك الأسرى؟. أفما كان فك أسر البلد أولى ووقف القتل أحق .وعجز إسناد الحوار عن خلخلة موقف الحكومة
المتصلب وتحقيق مكسب يفضي الى حوار الداخل .
بالمجمل كل الإسلاميين(حُوار الشيخ) كانوا حضوراٌ في أديس أبابا حكومة وأحزاب ومجموعات ناشطين يريدون إنقاذ الوثبة من الفشل ولكن لم تزعفهم الحجة ولم يمهلهم الوقت وليس بيدهم التفويض . فلم يعد بيدهم غير المضي بسفينة الحوار بمن حضر ومناقشة القضايا في غياب أصحاب المصلحة ودفع استحقاق الإجماع الوطني . أو لملمة الصفوف والاستجابة لاستنفار الرئاسة . وحينها لن يعدم الحوار الوطني شامت يسخر منه بالقول ( الحوار طلع ماسورة)
م. اسماعيل فرج الله
6ديسمبر2014م

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

أمٌك !!! أفي الشعبي كارلوس ؟ (1- 3)

بسم الله الرحمن الرحيم
أمٌك !!! أفي الشعبي كارلوس ؟ (1- 3)
عندما تأسس حزب المؤتمر الشعبي بعد مفاصلة الاسلاميين ظننا أن كثير من الامحرافات أصلحت والأمراض عولجت على مستوى المنهج والتطبيق عبر مسير الحركة الاسلامية وفترة حكمها خاصة . خصوصاً فيما يتعلق بالشفافية والشورى والفدرالية . ونحن موعودون بإنتقال جديد أو مايعرف بالنظام الخالف وماضينا لم نعتبر منه ونراجعه وحاضرنا مأزوم نقلق بشأنه ويريدونا أن نرحل منه ولكني تابعت في الأسابيع الماضية مقالات راتبة منشورة على صفحات المواقع الالكترونية وحوائط التواصل الاجتماعي .
قرأت المقال الأول على جريدة سودانايل بعنوان (رجال حول الترابي) لكاتب لم أعرفه ولم يعرفه كل من استفسرته وهو مجزأ من 1-10 ولكن بعد فترة قرأت آخر على الراكوبة لكاتبه علي الجرماك وهو كصاحبه نكرة لاوجود له في الواقع مما يدل إنها أسماء مستعارة وهذا الظن جعلني أعتقد أن مقال الراكوبة إمتداد لسلسلة أبوبكر الصديق في سودانايل ، فظننت أن الإثنين شخص واحد أو مجموعة تريد أن تقول ليس المهم الإسم ولكن الموضوع أولى بالمتابعة . ولكن خاب ظني رغم أني لم أعثر حتى اللحظة على المقال رقم (1) للجرماك فقد استمر الصديق في اصدار سلسلته واستمر الجرماك بمسار موازي مما أثار فضول نفسي لمتابعة المقالات وهي حتى الآن ثمانية أربعة لكل مع اعتبار الأول المفقود للجرماك فالمنشورة سبعة.
مالفت نظري أن كل المواضيع التي تناولتها المقالات بالعرض والتحليل هي معلومات منشورة وتناولتها صحف الخرطوم في أزمان سابقة أو تناقلتها مجالس الشعبيين وكانت حاضرة في خلافاتهم واستخدموها في صراعاتهم . ولكن ما حيرني لماذا الآن وبهذا التسلسل الدرامي؟ وفي مسارين مختلفين ؟ وهل هناك علاقة بين الاثنين أم هو تصادف لحظي؟ وهل أبوبكر الصديق وعلي الجرماك يريدان خدمة هدف واحد أم لكل أجندته؟.
عموما المقالات مستمرة وأنا أتابع بشغف للأني شاهد على بعض ماذكر فيها خصوصاً المجموعات السرطانية التي ذكرت في جريدة آخر لحظة في مقال منشور عام2012م أن مجموعة نهرالنيل واحدة منها ، وسأكتب شهادتي في هذا الخصوص واحتكاكي بالأمانة العامة ومكتب الشيخ حول مبادرة نهرالنيل للوحدة والإصلاح في العام 2011م كما لمح في المقال الى صديقي د.عمار السجاد فلي معه ذكريات منذ المفاصلة ومروراً بالانتخابات وأخيراً السائحون.......ونواصل
م.اسماعيل فرج الله
5نوفمبر2014م

الخميس، 23 أكتوبر 2014

نعم لترشيح البشير

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم لترشيح البشير
تواترت بيانات الحزب الشيوعي السوداني ترفض المشروع الامريكي في السودان الداعي الى الانزال السلس للنظام ويؤكد الحزب العجوز دعوته للثورة على الانقاذ واقتلاعها من جذورها . ولكن الكثيرين لايعلمون ماهية المشروع الامريكي الا بعد ان دفعت الادارة الامريكية بورقتها لحل الازمة السودانية تدعو فيها الحكومة لتاجيل الانتخابات لسنتين يكون فيها البشير رئيسا لجكومة انتقالية . الولايات المتحدة الامريكية تدير سياستها بعلمانية دهرية . البحث العلمي والتجربة الانسانية اساس اي قرار سياسي هناك. لذلك عندما قررت مشروع الشرق الاوسط الجديد بذلت الدعم قبل سنوات لمنظمات المجتمع المدني في المنطقة .لتدريب الشباب والكوادر السياسية على ادارة المرحلة والانتقال الديموقراطي . فنجحت منظمات المجتمع المدني في تونس من تجاوز مطبات الانتقال وفشل المصريون وعاد العسكر كأسوأ مايكون بينما عمت الفوضى المسلحة ليبيا واليمن ولم اتجح الثورة السورية في اسقاط بشار الأسد . فكان خيرا لأمريكيا سند السيسي واعادة حفتر والتآمر مع علي عبدالله صالح فهذه أنظمة تعرفها ولا ديموقراطية مجهولة المصير. لذلك قررت أمريكيا التخلي عن المالكي في العراق وتجاهلت اسقاط بشار في سوريا وكان أفضل لها بقاء البشير في الخرطوم حتى لو لفترة قصيرة لتستبين البديل المقبول لديها .
هذا المنطق لم يعجب الحزب العجوز وتجمع المعارضة والحركات المسلحة فهي بمتطق سوداني تريد اسقاط الانقاذ وان كان البديل الشيطان . وشيطان الاسلاميين ماتخشاه أمريكيا فقد قتلته في مصر ورجمته في سوريا والعراق .ولن تسمح بشيطان جديد لاتعرفه وخير لها الصبر على البشير الذي تعرفه حتى حين.
قوى المعارضة التي قبلت الحوار مع النظام أجابت الرئيس البشير عندما سئلت عن ضمان نجاح الحوار وتنفيذ مقرراته . وان تراجع تفشل مبادرة الحوار الوطني. وكذلك قالت الخبهة الثورية أنها تريد اختبار جدية النظام في وقف الحرب واستعادة الديموقراطية . وعليه يكون رهان القوى المعارضة والحركات المسلحة على ارادة الاصلاح داخل النظام.
أما المجموعة التي تدعم مبادرة الرئيس البشير للحوار الوطني تستند الى جنوح البشير الى الحوار واطلاق المبادرة بينما يدعو الرافضين للحوار في الحزب الحاكم الى التزام الدستور والنظام الأساسي للحزب والذي بمقتضاه لن يستطيع البشير الترشح مجددا ويا لسخرية ،القدر الذين يريدون التغيير في الحزب الحاكم ضد التراضي الوطني .وهم يتمنون وسعون أن لايترشح الرئيس مجددا ولكني لاأستهين بهم ان فشل مسعاهم الأخلاقي والقانوني أن ينافسوا بقوة الرئيس البشير على المنصب في المؤتمر العام للحزب .وان فازوا ينفضون يدهم من كل التزام بتأجيل الاشنتخابات وعملية الحوار برمتها.
لذلك بمنطق الادارة الامريكية القائم على الواقعية والعالم المشهود خير للسودان بقاء الشير في الحكم فترة اضافية وتجمع اليه كل السلطات حتى رئاسة الحزب حتى تنضج عملية تغيير آمن .وبعدها يمكن الضغط عليه بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية .
أما بمنطق القوى المعارضة والحركات المسلحة فخير لها أن ينتخب المؤتمر العام للمؤتمر الوطني البشير رئيسا للحزب وتضمن بذلك خضوع الحزب الحاكم لارادة الاصلاح والالتزام بمخرجات الحوار والحل الوطني.
وبعيدا عن حسابات السياسة ودراساتها ترشيح البشير يدعمة منطق سوداني يقول الله كريم وبعد سنتين يحلها الف حلال !..
أماأنا وجدتني محاصرا بين المنطق الواقعي والرهان على ارادة الاصلاح داخل النظام فلم أجد بدا من القول ... نعم لترشيح البشير رئيسا للمؤتمر الوطني.
م. اسماعيل فرج الله
17أكتوبر

الاثنين، 6 أكتوبر 2014

تأملات في موقف المؤتمر الشعبي من الحوار (تعثر الخطي وأمكانية التوازن)



بسم الله الرحمن الرحيم
        تأملات في موقف المؤتمر الشعبي من الحوار              (تعثر الخطي وأمكانية التوازن)


مقدمة:
لاشك أن ما إتخذه المؤتمر الشعبي من قرار بالدخول في عملية الحوار الوطني وإنهاء حالة الرفض والقطيعة التي دامت بينه والنظام الي نحو أربعة عشر عاماً كان ومايزال قراراً صائباً ومسؤلاً ومسنوداً بالواقع والذي برزت فيه أوضاع لايختلف علي قتامتها وحرجها إثنان ،حيث إنبتر عن الوطن جزء عزيز ونقص بذلك السكان وقلت الموارد وتضاعفت حدة الفقر وأزدادت نسبته وتردت فيه الخدمات وضيقتت فيه الحرية وأنتقصت العدالة وشوهت القوانيين الحافظة للحقوق والكرامة اﻷنسانية وأصبح الكبت والقمع يرسمان شكل العلاقة بين الشعب والسلطة وتصاعدت لهجة التوتر بين المركز واﻷطراف وأشتعلت الحرب ووهنت عري العلاقات بين مكونات المجتمع وفشي الفساد والتعدي علي المال العام وتخبطت السلطة في سياساتها وزاد عليها الحصار واﻷستحقار الدولي وألغي الكثيرين اللوم علي الحركة الإسلامية والتي أرادت أن تصلح لكنها تعثرت وإضطربت أحوالها فزادت السودان ضعفا علي ضعفه فأصبح اليوم علي كاهلها من ثقل الإصلاح ما يزيد عن كاهل الجميع .

كما يدرك المؤتمر الشعبي أن اﻷحزاب السياسية من أقصي اليمين الي أقصي اليسار ليس لها موقف مبدئي وجاد من الدخول مع نظام الإنقاذ في حوار ومشاركة أو إتفاق و مناورة حتي وقد حفل تاريخها بذلك منذ (نداء الوطن/أتفاق القاهرة /ونيفاشا التي وضعت الجميع تحت قبة البرلمان وماتلاها من مفاوضات ) .وقد حدث ذلك في ظروف بالغة التعقيد ،لكن ماظهر من موقف اليوم رافض للحوار سببه دخول حزب المؤتمر الشعبي علي الخط والذي يعني الكثير لهذه القوي مبدأً من أنه مسار مغاير لم تألفه اﻷحزاب مع النظام حيث كانت تقضي وطرها منه بعيداً عن الشعب وقضاياه، لكن الشعبي طرح منذ اليوم اﻷول أن كل إستحقاق لحزب أو حركة أو جماعة يجب أن يعرض بحرية علي الشعب وأن يحدد مؤقفه منه بأصوات إقتراعة عبر أنتخابات أو إستفتاء عام .ومن هنا كان تأسيس الرفض من قبل اﻷحزاب والتي إنقطع وصلها زمنا برصيدها الجماهيري بعامل الغياب ومواقفها غير المرضية لاسيما في قضايا اﻷطراف والتي عبر عنها بحمل السلاح . وكذلك الحوار يعني إعادة ترتيب اﻷوراق مما يسقط مشروع المعارضة وحلمهم التاريخي في رؤية الصورة الكارثية لسقوط نظام الإسلاميين بما يجتث شأفتهم ويقصيهم عن المشهد السياسي تماما أو يصبحوا بغير روح ولا أثر يذكر . ولذلك فإن الحوار المفضي الي الشعب ليس سبيلهم إنما سبيلهم يكمن في تسوية مرضية مع النظام أو فرض أجندتهم عبر آليه الضغط الدولي . بكل هذا الوعي يدخل المؤتمر الشعبي في مشروع الحوار الوطني
ولكن ظهرت صورة الحزب متضاربة في اﻷراء متباينة في المواقف من قيادة الحزب فهناك من جعل المؤتمر الوطني سكنا له ومنها من حرم لقاءهم والحديث معهم حتي في الشأن العام وهنالك بين بين ، كل ذلك لأن المشروع وأبعاده لم تكن واضحة في أزهان القيادة وخرج الخطاب أبتر فقد فرح البعض بأسترداد الأمين العام للرئيس المختطف في عشية الرابع من رمضان وشفي أنفسهم ما لحق ذلك من إبعاد لقيادات نافذة في النظام عن المشهد السياسي ومنهم من عد مبادرة الرئيس إنكسار وصدق نبوءة مضي عليها أربعة عشر عام وهي تتحقق اﻷن . وبفعل الخطاب المنتقص تجمدت الطاقة المرجوة لحمل المشروع والتبشير به والدفاع عنه وفقدنا بذلك العنصر اﻷساسي لتحصين المشروع من الإختطاف وهو الشعب . وزادت مخاوف الحكومة والتي دخلت مشروع الإصلاح السياسي علي رجاء أن تحشد قوة الإسلاميين في إنجاز مطلوبات الإنتقال اﻵمن ،لكنها حين رأت مسلك الأمين العام قد حصر الصلاحيات وحبس اﻷمر في القيادة وعدم تركه ينفذ الي القواعد وضنين الخطاب الذي يقدمه الشعبي في تسويق اﻷمر للشارع العام واﻷحتفاظ بذات العلاقات القديمة والمناورة عليها وإحتفاظه بمسافة واضحة بين الشعبي والنظام الحاكم، فكثرت الهواجس وبدأت الحكومة وحزبها يحتاطون لانفسهم وذلك عبر طرح الإنتخابات وإجراءاتها والإلتزام بمواقيتها بقوة وإنعاش الحوار المجتمعي منفردين . وخاف من ذلك المعارضة والتي برغم مخالفتها وعدم إشتراكها في الحوار لكن حفظت المسافة بينها والشعبي وأمهلته في إنجاز المطلوبات الواجبة لإنجاح الحوار ،لكن حين رات تباطؤاً وعدم ظهور أي نتيجة ملموسة مع إستعار الوضع الإقتصادي أضعاف ماكان ومواصلة النظام في تقييد الحياة العامة وزيادة الإعتقالات وعودة الخطاب القديم في رسم العلاقات وتحديد منفستو الدخول للبلد بالإغتسال والبراءة من التعهدات مع حاملي السلاح. وفي الإتجاه اﻷخرة يش الشعبي عليهم الهجوم ويطالبهم بالإنضمام للحوار غير المشروط مما عزز الشك بفرضية الإتفاق السري بين الشعبي والوطني أو أن الأمر برمته سيناريو جديد لإعادة تدوير نظام الإسلاميين في السودان. وذلك راجع لأن اﻷمين العام بالغ في المخاوف من أن تفهم مبادرة الرئيس البشير حوار إسلاميين وأثر وسواس الحزب وهواجسه في الإبتعاد عن النظام والقرب من المعارضة وقد صرف وقتاً ثميناً وجهداً كبيرا في اﻷجابة علي سؤال من معنا دون اﻷجابة علي ماذا أنجزنا. ولقد تعثرت الحركة الإسلامية كثيراً في بلوغ مقاصدها حين خاطبت قضايا الشعب عبر الوكلاء وبعيدا عن أصحاب المصلحة الحقيقيين.

الموقف ومناخ الحوار:-                                                                                                          
كان قرار المؤتمر الشعبي بفتح مسار للتفاهم مع النظام سابق لإعلان مبادرة الحوار الوطني عبر خطاب الرئيس في 27يناير2014م  وكان ذلك في اجتماع هيئة قيادته في 20يوليو 2013م والتي طرحت فيها أوراق لتدبر الحال وما وصل اليه حال البلاد من ترد الأوضاع وقصور المشاريع المطروحة وإضطرابها حيث لم تعد كافية للخروج من اﻷزمة ولذلك طلب اﻷمين العام تفويضا لأمانته لفتح علاقات سياسية جديدة مما يعني أن المؤتمر الشعبي سوف يتوجة تلقاء النظام و فتح مسار جديد معه عبر توفير إرادة شعبية لصنع مشروع سياسي للخروج من اﻷزمة الوطنية وتجنب الصراع الإقليمي ومواجهة الأجندة الدولية ولن يكون ذلك الا بإستعادة المسار الديموقراطي وإنهاء الحرب والأقتتال الداخلي عبر إشاعة الحريات وبسط العدالة وفترة إنتقالية يطمئن فيها الناس الى مساواة الفرص وتستعد القوى السياسية للإستحقاقات الإنتخابية وتعرض برامجها على الشعب ليقول كلمته.  هذا المشروع نتاج إستقراء للمشهد السياسي الداخلي والإقليمي من حولنا بعد ثورات الربيع العربي وتزايد مخاطر الثورة الشعبية على وحدة الوطن وسلامة المواطن وإستقراره. فكانت مبادرة الرئيس البشير للحوار الوطني الداخلي الشامل سانحة إقتنمها المؤتمر الشعبي للإنتقال من مشروع إسقاط النظام الى حوار المؤتمر الوطني والتفاهم معه على مستقبل البلاد بالوثوب الآمن الى البديل الديموقراطي.
مشروع الحوار الوطني الجامع في الداخل حول قضايا الوطن ومعاش الناس خاص بالمؤتمر الشعبي دعا له الرئيس البشير في خطاب الوثبة وقبلت الأمانة العامة الدعوة وفق التفويض الممنوح لها من القيادة فشهده الأمين العام بصحبة مساعده والأمين السياسي للحزب.

التفويض وتعثر الخطي:-                                                            
التفويض كلمة معروفة في قاموس الإسلاميين حيث أنجزوا بها مشروع اﻷنقاذ وما إن ترد حتي تعني أدارة شأن العامة عبر تدابير خاصة وذلك لانجاز مشروع يتطلب المرونة والسرعة والسرية في أضيق نطاق وهذه تتطلب أحد أمرين تنظيم متماسك وشخصية قيادية ذات كارزمة وبعد روحي لكن الواضح منذ اللحظة اﻷولي للحوار أن هذه الطريقة لن تفلح في إنجاز مشروع الحوار حيث الواقع مختلف فليس هنالك تنظيم ضابط في الشعبي وذلك لان الحزب منذ الميلاد لم يعمل أو يراهن علي العمل الجماعي والمؤسسي ولكن بدأ يناور يشخص اﻷمين العام وأمانته مع توالي عام رخو ولم يحدث أن إتخذ الحزب قراراً ذا بال أو خاض مرحلة جديدة مستندا الي الأجهزة الشورية الكبري بل إن الشوى لم تنعقد منذ عقد مضى أما المؤتمر العام لم ينعقد حتى الآن وإنما كان يكتفي بالقيادة وتفويضاتها وقد نتج عن ذلك هذا الشكل من التنظيم الحامل للأسم والمدافع عن القيم. واليوم يتواصل ذات النهج بدواعي أخري حيث بدأ الحديث عن الإنتقال الي كيان جديد يتسع لآخرين فأوقف البناء حيث يتيسر الإنتقال من دون أجهزة تمانع أو تدافع عن وجود الكيان القديم أو تسأل عن دواعي الرحيل. وكذلك ضعفت روح اﻷمين العام والتي كانت طاغية ومسيطرة وجدانيا ، وزيادة علي ذلك إن الحزب أقبلت عليه عضوية لاتعرف له من سابقة يحترم بها فضلا عن المشاكل والصراعات التي مست الجميع وحالة الوعي العام الناتجة عن التطور وصعوبة المشروع المطروح مع نظام ماتزال أخطاءه مستمرة وعوراتة بائنة ولذلك لم يعد كافيا موافقة الأمانة على مبادرة الرئيس لتبصم العضوية، وبرزت بعض التيارات المعارضة للحوار مع النظام وتمثلت  معارضة الصف القيادي حين أراد اﻷمين العام العمل بمقتضى التفويض حيث رفض نافذين الذهاب معه الي أم جرس ولم تقبل قيادات أخرى لقاء الكيانات الإجتماعية في المجلس الوطني وأستهجنت قطاعات واسعة ظهوره في لقاء الوثبة لسماع خطاب الرئيس وكان اﻷفضل بعد ذلك أن يمضي اﻷمين العام في تعزيز التفويض عبر أحد الخيارين أما أن يصعد الي أعلي اﻷجهزة الحزبية التي مهمتها إقرار التحالفات وإجازتها لكي تتسع الشوري ويسري اﻷمر في شريان الحزب بسلاسة . وهذا غير ممكن خوفاً من الرفض أو الإنشقاق وإما أن يتنزل  الي القواعد المنتشرة في السودان بحشدها وسماع رأيها وكان هذا الأسلم .ولكن الأستمتاع بتفويض اﻷجهزة القيادية والإستئثار بالقرار عند الأمين العام جعل القوى المعارضة تسعى لإستقطاب قواعد الحزب خاصة في المناطق المتأزمة وتأكيدها علي أن هذا الحوار لم يكن يوما لمصلحة الوطن وإنما أغراضه تخص الإسلاميين وحركتهم ،ومقابل ذلك بدأوا بسحب قيادات من حلف الحوار (الإمام الصادق المهدي) وأفلحوا في تسويق هذا الموقف للعالم وتمكنوا من نزع أعتراف للكيانات الجديدة ودعمها وإحتضانها وأستطاعوا جر الحوار الي خانة المجتمع الدولي والذي دخل علي الخط بقوة وبناء علي ذلك تم نقل مهمة المجتمع الدولي من شاهد وداعم الي وسيط وراعي وذلك بترفيع مهمة أمبيكي في اﻷلية اﻷفريقية ومجلس اﻷمن وأثمر ذلك موقف جديد هو توقيع اﻷطراف علي الشروط والمطلوبات الجديدة لبدء الحوار بالداخل (وثيقة أديس أبابا بين 7+7 واتفاق باريس)وهذا سوف يعيد سيناريو نيفاشا ووسطاءها وشركاءها وبرتكولاتها التي أدرجت في الإتفاقية وحيث المجتمع الدولي نجح في فرض أجندته عبر المفاوضات وبدون حرب .فأنه سوف يفرض علي الجميع عدم الخروج من الحوار حيث يرضي الموتمر الوطني بالدخول في مفاوضات  مع الحركات المسلحة عبر برتكولات توقع مع الجبهة الثورية والأحزاب المعارضة ( معلن لقاء أديس أبابا لتوحيد الأجندة) وإتفاقات السلام الموقعة مع الحركات الدارفورية في الدوحة  والحركة الشعبية شمال في أديس أبابا.
المشروع من الحوار الي التفاوض:-                                                 
أستطاعت القوي السياسية المعارضة تحويل الحوار الي الخارج بحثاً عن ضمنانات حقيقية لتنفيذ مخرجاته وقوى فاعلة ترعى مساراته وتحدد مواقيته ولكن كان الإجماع شبه الكامل أن الحوار لابد أن يكون سوداني سوداني وبالداخل حتى لاتختلط القضايا الوطنية بالأجندة الدولية . ولكن السيد الإمام بعد أن قطع شوطا من الحوار الذي تاكد أنه سيعقد بالخرطوم وأن الشعب السوداني هو الضامن الوحيد وصاحب الكلمة الفصل ، إلتفت الإمام غرباً بإتجاه دارفور وكردفان حيث قواعده التقليدية فوجدها إصطفت حركات مسلحة تقاتل من أجل قضايا خدمية محلية وقبائل عربية تناهض من أجل حقوقها وحواكيرها فوجدت النظام خير نصير لها أما الوسط فقد نقاسمه معه فرقاء أحزاب الأمة الموالية للنظام والمعارضة له أما الإدارات الأهلية رضيت بنصيبها من السلطة المحلية وإرتبطت مصالحها بالنظام فعاهدته على ولائها فلم يبق له غير تاريخ يجتره ولن يغامر بالمراهنة عليه فكان تكوين تحالف جديد يجمع به الحركات الشبابية الصغيرة والأحزاب الإتحادية الرافضة للحوار يوازي به تحالف قوى الإجماع الوطني ويعاهد به الجيهة الثورية ويفاوض به النظام وقد نجح حزب الأمة القومي في هذا التكتيك فبعد معاهدة باريس وقع بجانب الجبهة الثورية على وثيقة مبادئ مع لجنة 7+7 بأديس أبابا بضمان أمبيكي وبذلك ضمن لنفسه رعاية أفريقية بضمان دولي لأي إتفاق مع النظام يحقق له بعض مطالبه.
أما تحالف قوى الإجماع لم تتأخر في تأييد إتفاق باريس أو وثيقة أديس أبابا وتعلن ترحيبها بتدخل مجلس الأمن الدولي في الشأن السوداني بموافقته على الحوار الداخلي برعاية الآلية الأفريقية الرفيعة فهي بذلك تضمن توفير إستحقاق تهيئة المناخ للحوار الوطني بالداخل ومشاركة الحركات المسلحة التي تحمل عن كاهلها بعض مطالبها خصوصاً في تفكيك دولة الإنقاذ وفصل السلطات وهيكلة الأجهزة العسكرية والشرطية والخدمة المدنية ولكن لن يصل حد الإندماج في تحالف واحد وسيقتصر الأمر على التنسيق والعمل المشترك لتضمن نصيباً خاصاً في قسمة السلطة المتوقعة.
أما الجبهة الثورية بموافقتها على الحوار المرعي دولياً تضمن به دخول قياداتها للمشاركة في مؤتمر الحوار والخروج الآمن في حال فشل التوصل لسوية مرضية لها . فالحركات المسلحة ستفيد من تجربة الحركة الشعبية في نيفاشا وخصوصاً قطاع الشمال ، ففي الفترة الإنتقالية قبل إستفتاء الجنوب إحتفظ الجيش الشعبي بسلاحه وأعطي الجنوب وضغاً خاصاً لأن الترتيب يجري على أساس الإنفصال ولكن في الوضع الراهن يبدو أن إنفصال الأقاليم المتأزمة غير وارد الآن والمطلوب إعادة توازن للقوات المسلحة السودانية والشرطة وجهاز الأمن الوطني ولن تسمح الحكومة بنفكيكها إذن البديل المتاح هو إدخال عناصر جديدة وبرتب عالية عبر عملية الحوار تحمي به القوى المعارضة حقها في العمل السياسي ومخاطبة جماهيرها والمنافسة على السلطة بقوة لذلك أعلنت الجبهة الثورية مبكراً نيتها في التحول الى حركة سياسية شعبية سلمية ويخطئ النظام إن ظن أنها ستحتفظ بسلاحها كقوة مستقلة.

أما الحكومة وهي من دعت أمبيكي لرعاية الحوار ومهدت له السبل فهي تريد تحويل مبادرة الحوار الوطني الى عملية تفاوضية مع حاملي السلاح وسندهم السياسي وفي سبيل وقف الحرب وتحقيق السلام النظام لايتوانى عن التنازل من 50% من السلطة وهي الجذرة التي مدتها للإمام في إتفاق التراضي الوطني فهي تكسب بذلك الإستمرار في السلطة سنين عددا وتحقق قدراً من التنمية وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين ولن تتمسك بحكم الهامش فهي مستعدة بالتنازل عن دارفور لعبد الواحد نور وكردفان لعبد العزيز الحلو والنيل الأزرق لمالك عقار ولن يضيرها إن كان ياسر عرمان وزيراً للخارجية ما دام دفة الحكم بيد الرئيس البشير ويحيل عنه الإلتزام الدستوري بعدم الترشح مجدداً فالجبهة الثورية فشلت في تكوين حاضنة شعبية لحمل السلاح بل أصحاب المصلحة ملو الحرب وسئموا الإقتتال بينما فشلت قوى الإجماع الوطني في تحريك الشارع ثائراً على النظام ليسقطه ليكون الضغط الدولي على النظام لتحقق بعض مكتسباتها السياسية بعيداً عن خيارات الشعب الذي خالف منهجهم .
أما المجتمع الدولي لم يفوت الفرصة التي سنحت له برعاية المفاوضات بين الفرقاء السودانيين وهو إن ضمن حقوق معقولة ومكتسبات سريعة للحركات المسلحة والأحزاب المعارضة لن يطول الفترة الإنتقالية رغم أن أمريكيا رمت بورقة تقترح فيها حلاً من وجهة نظرها بفترة إنتقالية لمدة عامين برئاسة البشير الا أن قصر الفترة الإنتقالية مهم للذهاب مباشرة للإنتخابات لإعطاء الإتفاق شرعية إنتخابية وإن أنتجت الإنتخابات نتيجة مريحة للمعارضة تستكمل مشروعها في التغيير عبر التفويض الشعبي مثل إتفاقية نيفاشا التي سلمت الجنوب للحركة الشعبية عبر الإنتخابات وفصلته عبر الإستفتاء وإن عجزت عن مكاسب مرضية يتم التمرد هذه المرة على الدولة المركزية بقيادات منتخبة من الأقاليم المتأزمة مثل الحالة الليبية الراهنة .ويكون بذلك الحوار مهم جداً للمجتمع الدولي كخيار عملي يمكن تطبيقه ويحقق به بعض أجندته.ومنذ الآن بدأ يلعب مع النظام لعبة العصا والجزرة.

أما المؤتمر الشعبي سيكون الخاسر الوحيد من هذا المسار الجديد للحوار فلا هو حقق سبقاً في توسيع الحريات بفك الرقابة عن الصحف وإطلاق سراح المعتقلين والمحبوسين وحرية العمل السياسي يؤكد به أخلاقية موقفه من الحوار بل النظام ذاد من احراجه بإعتقال الإمام الصادق وبنته مريم ورئيس حزب المؤتمر السوداني في وقت كان هو شريك في عملية الحوار ويبشر بها ولم يتأخر النظام عن إعتقال كل ناشط ظن أن الحريات أصبحت متاحة ويمكنه معارضة النظام علناً فصودرت الصحف وملئت السجون بالناشطين في الوقت الذي يتحدث فيه الشعبي عن الحوار غير المشروط . هذا في الماضي أما في المستقبل لن يتوانى النظام من نفض يده عن أي إتفاق مع المؤتمر الشعبي لكلفة مشروع الحوار الذي يتبناه من حرية مطلقة وعدالة ناجزة وفترة إنتقالية دون قاعدة صلبة تسنده أو ضامن وطني موثوق به في حين  فقد تأثيره على القوى المعارضة بتجميد نشاطه في التحالف المعارض وتجاوزته المعارضة عن كل تنسيق معها وفي نفس الوقت لم يفيد النظام شعبيا أو سياسياً من حواره مع الشعبي بل زادت حدة الإستقطاب الآيدلوجي الشئ الذي يخشاه النظام إقليمياً  .

التوازن وتصحيح المسار:-

لم يعد في مقدور القوى السياسية المعارضة والحركات المسلحة والنظام المتمكن من السلطة في الخرطوم التنصل من عملية الحوار المعلن عنها تحت رعاية أمبيكي وعلى طريقة نيفاشا سيتم مناقشة بعض الملفات منفصلة وفي الخارج ليتم تضمينها في الإ تفاق العام كبرتوكولات متفق غليها .وبهذه الطريقة تتمكن الحركات المسلحة من تحقيق مطالبها والقوى المعارضة من نيل شروطها والمجتمع الدولي من تحقيق مصالحه . ويكون الحوار الداخلي حشد للموافقة على الإتفاق النهائي ليجد المؤتمر الشعبي يسير في إتجاه واحد مشاركاً وموافقاً على مخرجات الحوار التي تحقق مكاسب للوطن من وقف للحرب وإعفاء للديون الخارجية أو الدعم الخليجي وسبرر موافقته كما فعل مع نيفاشا أننا نوافق على إتفاق يوقف الحرب ولكن يرفض آثاره الكارثية على الوطن وحدة وتوجهاً وكما تبرأ من إنفصال الجنوب وحمله الأطراف الموقعة على نيفاشا سيجد نفسه هذه المرة ماهراً للإتفاق النهائي وإن لم يفعل يعيش عزلة إجتماعية وإقصاءاً سياسياً . وللخروج من هذا المأزق التاريخي على المؤتمر الشعبي العمل على إعادة مشروع الحوار الى نقطة البداية بجعله حوار حول قضايا الوطن وليس مفاوضات بين معارضة وحكومة يقتسمون السلطة . وهذا بالرجوع الى الشعب السوداني صاحب المصلحة الوطنية والإرادة السياسية للإصلاح والمدخل الوحيد الى هذا الهدف هو قواعد الإسلاميين بمخاطبتهم وحشدهم وتوجيه طاقتهم تلقاء السلام والحرية والمسار الديموقراطي ولم ينهك المؤتمر الشعبي الا نتيجة هروبه من إستحقاق حوار  الإسلاميين . فالخطوة الأولى بالأساس أن يتنازل المؤتمر الشعبي عن حظوظ نفسه وكره النظام ورغبة الإنتقام من أعوانه العقبة التي لم تتجاوزها قيادات الحزب ناهيك عن قواعده وصنع متاريس من المواقف المسبقة تجاه المؤتمر الوطني الذي لن يتقدم بتنازلات حقيقية الا بعد ضمانات كافية بمشاركته في مستقبل الحكم وهذا ما يستطيعه الضامن الدولي وداخليا ليس هناك ضمان للمؤتمر الوطني غير وحدة الاسلاميين . والخطوة الثانية توجيه قواعد المؤتمر الشعبي وناشطيه تجاه مشروع الحوار الوطني وإتصالهم بمكونات الشعب مباشرة ومخاطبة المجتمعات المحلية وحاملي السلاح في الميدان وإعلاء الشأن القومي على الشأن المحلي ونبذ العصبية والعنصرية وفق هوية سودانية تجوع مكونات الوطن على قيم عقيدتها الاسلامية . وقيادة مشروع إجتماعي لمحاربة الفقر وتوفير وسائل الانتاج وإتاحة الفرص المتساوية لكل صاحب موهبة وكفاءة وتمييز إيجابي للشرائح الضعيفة في المجتمع.

أما الإجتماع السياسي يستطيعه المؤتمر الشعبي عبر تحالف عريض مع كيانات إجتماعية وجماعات دينية وأحزاب سياسية وحركات شبابية تتفق معه حول القضايا الوطنية وإستعادة المسار الديموقراطي .

خاتمة:-

المؤتمر الشعبي أفلح في تشخيص الحالة السودانية ووصف لها الحل في الحوار الوطني السوداني بالداخل ولن يفلح المؤتمر الشعبي إن فلتت عنه هذه السانحة المتمثلة في مبادرة الرئيس البشير للحوار الوطني وهو القادر على إنجاز هذا الاستحقاق ان قهر مخاوفه وحزم أمره وأنهى تردده وتوكل على الله.

وكل سنة والسودان بخير وأهله الطيبون في أتم صحة وعافية

5إكتوبر2014م


إعداد:
اسماعيل فرج الله
ياسر الفاضلابي




الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

الرئيس تحت تأثير المخدر


بسم الله الرحمن الرحيم


أطلق الرئيس البشير مبادرة الحوار الوطني في يناير الماضي ولكن آلمته ركبته اليسرى وزادت أوجاعه مما إضطر معالجيه الى أجراء عمليه مستعجله لتغيير مفصل الركبة . وقل أن يفيق من البنج أصدر تعليمات بإعتقال السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار وهو يهزي في مستشفى رويال كير ولم يطلق سراحه الا بعد شهر بعد أن عاد الريس الى وعيه الكامل وأدرك أنه إعتقل زعيم أكبر حزب سياسي في البلاد معارض وشريك في عمليه الحوار التي بادر بها . ولكن الإمام لم ينسها له فخرج مغاضبا الرئيس ونعى الحوار من باريس .ولم تمض شهور حتى راجعته الأوجاع ولكن هذه المرة في الركبة اليمنى ، وتعلم الإمام من تجربته الأولى فخرج نائبه على وسائل الإعلام العالمية تطمئن النظام في الخرطوم أن إتفاق باريس خطوة في طريق السلام الشامل ولكن الإمام وبنته كانا أكثر تفاؤل ولم يقدرا درجة استعادة وعي الرئيس من البنج الثاني . فكان مصير الحبيبة مريم الإعتقال من على سلم الطائرة قبل دخولها الخرطوم . لتكون هي والأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني أشهر معتقلي الهزيان الثاني .ولكن يظهر أن تأثير السكرة الكبرى منذ الثلاثين من يونيو 89 هي التي تسيطر على تفكير البشير فالرجل مازال ينصب نفسه وصيا على الشعب السوداني وتفرعن عليه فهو من يدعو للحوار ويحدد مساره وهو من يمنح الحرية ويحدد سقفها ، ولكن فات عليه ماصبر الشعب السوداني الا حرصا على الوطن وسلامته من العابثين والمتهورين وليس رجاءا فيه أو خوفا منه فقد اكمل فرصه وإستوفى مدده وإن تساوى عند المواطنين العيش في ذل الإنقاذ أو الموت الرحيم لن يحبسهم من الشارع وازع . فالرئيس ضرب مثلا بالحالة اليمنية ووعد بعدم تكرارها في الخرطوم ، ورغم أن المقارنة في غير محلها لأن الحوثيين دخلوا صنعاء في تعاون الدولة العميقة داخليا والمآمرة الخليجية خارجيا لإجهاض الحوار الوطني اليمني . والرئيس البشير في طشمته هذه وعرضته في مؤتمر حزبه بولاية الخرطوم يحتاج من يهمس في أذنه بمثال ليبيا وكيف دخل الثوار طرابلس والمصير الذي لاقاه القذافي أما إن كان يحلم بسيناريو بشار فعلى مستشاريه مراجعته فالصين أكبر حلفائه لم تنصره يوما وتفنن مجلس الأمن في إصدار القرارات حتى أصبح البشير مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية فلا روسيا حليفه ولن تمده إيران بالسلاح فنظام الخرطوم لا بواكي له إقليما أو عالميا. ألم أقل لكم أن البشير طاشم أو انه بايتة معه لربع قرن أو ربما تأثير بنج الركبتين . فالرجل في نشوته تعجبه كثرة المؤتمرين من حزبه في ولاية الخرطوم عند إجتماعهم العام برر معارضته لإتفاق باريس ظنا منه أنه يحبط الروح المعنوية للجنود على جبهات القتال ، وهو بظنه هذا يسئ اليهم قبل أن يسخر من قوله المراقبون ووسطاء الحوار . فالجنود في قتالهم لحملة السلاح يؤدون واجبا مقدس يقدمون أرواحهم من أجل أمن وسلامة شعبهم وسيفرحون ويستبشرون بكل جهد يوقف الحرب وسيعلمون أن وراءهم شعب عظيم يكره القتال ويحب السلام ويحرص على سلامة جنوده المقاتلين حرصه على أمن الوطن . ولكن الرئيس بظنه هذا يصورهم كأنهم مرتزقة حرب وليسوا جيش وطني محترف يحفظ الحدود ويحمي الأمن القومي للوطن. ولكن البشير غير مؤاخذ في هزيانه فهو لايفرق بين قوى سياسية تهتف في الميادين وحفلات التأبين بالحرية والعدالة وإستعادة الديموقراطية وبين قوى متمردة تحمل السلاح. ولكن ليس العيب فيه وإنما فيمن حوله وأجهزة النظام وأعوانه الذين لم تمنعهم عن فتح بلاغ جنائي ضد الموقعين على إتفاق باريس الا عطلة نهاية الأسبوع . والحكمة الشعبية تقول ( السكران في ذمة الواعي) لكن من الواضح أن القوم لاذمة لهم.
م. إسماعيل فرج الله
28 سبتمبر2014م

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

الهروب من المؤتمر الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم
الهروب من المؤتمر الوطني
درج الحزب الحاكم على تمكين منسوبيه من الوظائف القيادية في الدولة أو تجنيد كبار الموظفين وإعلان إنضمامهم للحزب كما الأحزاب الطائفية . كأن تجد مدير جامعة عضو الأمانة العامة أو مدير عام يرأس قطاع تخصصه ، ولكني لاحظت في ورشة عن الحوار الوطني بجامعة وادي النيل أن كبار الموظفين ورؤساء الأقسام بالجامعة وعمداء الكليات بل وبعض رؤساء الإتحادات المهنية عندما يخاطب الحضور معرفا نفسه أنه مستقل ولاينتمي لحزب سياسي تفاجأت لأن ذلك كان على مشهد الأمين السياسي للمؤتمر الوطني ونائب أمين الحركة الإسلامية على مدى ثلاث أيام . ومصدر الدهشة أن المؤتمر الوطني يسيطر على السلطة ويحتكرها لربع قرن من خلال سياسة التمكين . ويحدث هذا والبلد بين يدي الحوار الوطني الذي من مطلوباتهم إعادة هيكلة المؤسسات ودورها القومي بعيدا عن قبضة المؤتمر الوطني ، فهل هذا الإنكار الجماعي لأي إنتماء سياسي سيكون منهج رؤساء المؤسسات والشركات الكبرى والجامعات أو مديري الإدارات حتى يضمنوا سلامة وظائفهم في المرحلة القادمة ولا يستغرب الحزب الحاكم إن إجتاحته موجة تمرد على تعليماته بحجة المهنية والإنضباط اللائحي فهؤلاء لن يضروه شيئا وإنما موقفهم هذا لدواعي إعادة التدوير، موجة الإعلان هذه عن الموقف المستقل وعدم الإنتماء للمؤتمر الوطني لغير الإسلاميين أو إدعاء الوقوف على الرصيف للإسلاميين إن لم يكن موقفا فرديا وإنما منهج يسلكه الحزب الحاكم للحد من الهجوم المعارض المكثف على أجهزة الدولة وإعادة الثقة فيها . وإن نجح هذا الأسلوب فيما يخطط له ولكنه يضر بهيبة الحزب الحاكم ويضعفه سياسيا ويحاكمه أخلاقيا وكأنه يقول أن العدل وإلتزام المهنية لن يكون إلا بخلع عباءة المؤتمر الوطني . ويخطئ الأفراد إن ظنوا إنا سنصدق بياناتهم هذه فكيف لي أصدق من كان شيوعيا أو حزب أمة أو إتحادي ديموقراطي ثم إنضم للمؤتمر الوطني وأقسم اليمين على ذلك وتقلب في المناصب التنفيذية والدستورية والسياسية ثم بعد ربع قرن يقول أنه مستقل سياسيا وغير منتمي لحزب . وكيف لي أن أصدق من كان إسلاميا وساند الإنقاذ وجاهد فيها وبعد المفاصلة إستمر في وظيفته يمرر كل سياسات الحزب الحاكم أو يسمح لها بالمرور الصالح منها والفاسد ثم بعد خمسة عشر عاما ينادي في الناس أني على الرصيف أجلس .وكيف لي أن أصدق حيادية مدير جامعة ليس بها إتحاد طلاب وكيف لي أن أؤمن بمهنية عميد كلية يفصل طالب لنشاطه السياسي وكيف لي أن أثق في مدير يدفع من المال العام لنشاط حزبي وكيف أصبر على من يستخدم القانون للقمع والإقصاء كل هؤلاء طوعوا أقلامهم بخط الحزب الحاكم أنتم مؤتمر وطني ولستم محايدون. عموما واضح للعيان أن هناك هروبا جماعيا من الحزب الحاكم يجري إن كان شتاتا أو منظم ,وهذا ليس في مصلحة المؤتمر الوطني كحزب ولا في مصلحة السودان كوطن فهو يثير غبارا يعمي على الحوار ومستقبل البلد.

م.إسماعيل فرج الله
5سبتمبر2014

عندما تكون وزيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة
عندما تكون وزيرا

كان نابغا. دخل الجامعة وكان شاطرا أكاديميا ونشط سياسيا . تخرج فتم تعيينه مسئولا بالحزب . تحرك جماهيريا فتوسعت علاقاته الإجتماعية .يحبه الجميع ويحترموه . تم تنصيبه وزيرا دخل عليه عمه فخورا بإبن أخيه الوزير قدم له طلب تخصيص قطعه أرض إسثمارية رفض الطلب وعلل هذه محسوبية .في المساء زاره أعيان قبيلته يتقدمهم العمدة في منزله ،بعد المجاملة والضيافه طلب العمدة 
منه تعيين أبناء القبيلة في وزارته فشكرهم ورد طلبهم معتذرا أنه تحيز جهوي يضر بالبلد . وبعد أسبوع دخل عليه أبناء منطقته يطلبون دعم لصيانة المدرسة وبناء مستوصف فقال لهم أن الموارد شحيحة وسيأتيهم نصيبهم ضمن القسمة العامة .وفي نهاية الأسبوع دعاه دفعته في الجامعة لحفل تكريم بمناسبة تعيينه وزيرا،وقبل ختام الحفل طلبوا منه دعم صندوق الزمالة لعلاج رفيقهم بالخارج فإعتذر لهم ، الميزانية محدودة ولاتسمح بالتبرعات .وبينما هو منهمك في مسئولياته جاءه هاتف يخبره بمرض والده . دخل عليه ،قبله على جبينة وقبل يد والدته ، إلتفت الى عمه الذي رفض مصافحته وعايره بالملابس والمصاريف التي كان يرسلها له أيام الجامعة .أما العمدة خرج يطنطن كيف لمن دعمناه وساندناه أن يتنكر لأهله وعشيرته . وفي المساء صاح زميله ورفيق طفولته في النادي لن نعيره إهتماما فقد تعالى علينا.ورئيس اللجنة الشعبية تثاقل عن زيارته يبرر بأنه لم يخدم المنطقة .
في الظهيرة جلس يؤانس والده وأمه تقلي في البن وأخته تعد الطعام في المطبخ .سأل والده عن زعل عمه وغضب العمدة وعدم حضور أقاربه للسلام عليه .فأجابه والده ومالزمت السرير الا لحديث الناس عنك وأنا اعلم أنك على حق .
قدم إستقالته وهاجر خارج البلد . بعد سنتين عاد في إجازة فوجد في الميدان الكبير أهل القرية محشودون .فسأل عن الحاصل؟ أجابوه أن صديقه وزميل دراسته وابن قريته تم تعيينه قبل سنة وهو اليوم في زيارة للقرية بمناسبة زواج شقيقته والناس ينتظرون في استقباله.

الجمعة، 8 أغسطس 2014

ماشفت عوض يا ساري الليل


  1.                                  بسم الله الرحمن الرحيم
                                  ماشفت عوض يا ساري الليل
    في ماليزيا لا يتم قطع خدمات الكهرباء والماء والغاز عن المنازل لأنها حق لكل مواطن ومسئولية الدولة توفيرها للفقراء وعندما يتأخر المشترك عن سداد الفاتورة لا تقوم الشركات بقطع الخدمة عن المواطنين وما عليها الا التوجه الى البلدية أو المجلس المحلي لإستلام مستحقاتها وعلى الفور يقوم موظفو البلدية بالذهاب للعنوان وعمل دراسة إجتماعية عن الحالة .إن إحتاجت لمهلة وقت أمهلتها وإن كان ذات عسر نظرته لميسرة وإن كانت ذات حاجة أسقطت عنها الدين وتحملت المدينة عجز الفقير .أما إن ثبت مطله وإهماله أجبر على الدفع وزائداً غرامة.
    هذا في ماليزيا أما في وطني السودان لا نطمع في مثل هذا التعامل الراقي من المحليات ولا الحكم الراشد من السلطات ولكن أبسط المعاملات والمساعدة لذوي الحاجات وهؤلاء يصعب الوصول اليهم الا بالمعارف والوساطة حتى يدفع لهم ديوان الزكاة أو صناديق الضمان الاجتماعي . وهنا تكمن مصيبتي فقد إستعان بي رفيقي في المعتقل وأخي في الله والوطن أن أخفف كربته . ففقرت فاه لعل النوبة القلبية غالبته ؟ وأنا أسمع حشرجة صوته في التلفون . فصديقي هذا مات في الزنزانة لمدة خمس دقائق حيث مددناه وألهمنا الله إجراء بعض الإسعافات له واستدعاء العسكري المناوب ولحسن الحظ قرب المعتقل من المستشفى ساعد في استدراك الحالة ونجاته من تلك الذبحة .ولكنه قال لي الأمر غير فبنته تلميذة ممتحنة هذا العام للشهادة السودانية ولم أستطع توصيل الكهرباء لبيتي الجديد الذي سكنته قبل أن يكتمل هرباً من جحيم الإيجار وجاري العزيز وصل لي الكهرباء من بيته ولكن .(ناس الكهرباء هددوه بقطع الخدمة ودفع غرامه .هكذا نصحه موظف الهيئة الذي سامحه هذه المرة وتوعده إن عاد) فأضطر لقطع النور عنا . وبنتي المسكينة تذاكر بالفانوس . وكما تعلم فأنا تركت الشغل بعد نصيحة الطبيب بعدم بذل الجهد خوفاً من فشل عضلة القلب فأعمل الآن سمساراً بسوق الأراضي رزق اليوم باليوم وكثيراً ما أغادر السوق وأجلس بالمنزل عندما أشعر بالتعب . صديقي يطلب مني استخدام علاقاتي لتوصيل الكهرباء لمنزله بعدما طلب منه مبلغ خمس الف جنيه (بالجديد) أو بناء غرفة حتى يتم التوصيل له من العمود الخارجي . صاحبي حسبها الخمسة الف جنيه لا يملكها والغرفة لا يستطيع بنائها وبنته تحتاج للكهرباء سريعاً فطلب مني فك هذا اللغز. كنت متفائلاً وكان ذلك شهر نوفمبر الماضي . بنته المجتهدة نجحت في الشهادة السودانية وهي تدرس في الجامعة الآن . وانا وصاحبي نساسق حتى الان لم نستطع أن ندخل لمبة نور لصغاره . ولم نقصر فقد استعنا بعدد من المهندسين في الكهرباء وتعذروا بشروط الأيزو ودخلنا على المدير بالواسطة ولم يجد مخرج . صدفة وجدنا عمود مهمل عند أحد المزارعين الذي إستغنى عنه ولكن قانون الهيئة يقول هو ملك الكهرباء وعليك أن تدفع تحسين الشبكة حتى يستخرج إذن ترحيله . يعني الحال في حالو . سبعة شهور ويعيش رفيقي في ظلام دامس ليس في الريف ولا في الهامش بل في قلب المدينة وعلى ضفاف النيل في مدينة عطيرة حي المطار وأطفال عوض يعيشون في ظلام دامس . لا الحكومة أدركت حاجته ولا الكهرباء تجاوزت عن فقره ولا السياسة خدمته ففي الإنتخابات السابقة تم توصيل الكهرباء مجاناً للقرى طمعاً في الأصوات ولا الجيران أقالوا عثرته وحتى أنا عجزت عن مساعدته فلم تنفعه معارفي ولم لا أملك مالاً أدفع عنه ولكن سورة الماعون لم تترك لي باباً أتغاضى عن مشكلته ولكي أخرج عن صفة المكذبين بالدين لا أملك غير الحض على حل مشكلة عوض . فيا معتمد عطبرة في زمتك مواطن يحتاج عونك ويا ديوان الزكاة في عهدتك فقير يحتاج رعايتك ويا أهل الخير مفتوح باب للخير فأدخلوه.( خمسة الف لله يا محسنين) يضيئ بها عوض بيته ويحفظ بها بقي ملاحه في الثلاجة . لك الله أخي عوض فالله يمتحن عباده الأتقياء.
    م. إسماعيل فرج الله
    2014-مايو-26

لفريق الهادي في الميزان

                                       بسم الله الرحمن الرحيم
                                         لفريق الهادي في الميزان
بحسب تجربتي تجدني ابحث وراء كل انتقادات يوجهها قيادات المؤتمرالوطني لحكوماتهم وخصوصا الولاة . وهنا في نهرالنيل اطلقوا كثير من الانتقادات لهم وبعد ان نجحت الوفود السياسية في الوشاية بالاستاذ غلام الدين عثمان ادم بكت عليه كل قرى نهرالنيل فللرجل بصمات على التنمية في الولاية فعبد الطرق ومدها الى ابوحمد شمالا وسيدون شرقا والعوتيب جنوبا وكان صارما في اجراءاته المحاسبية وعظم من دور المراجعة الداخلية ولصيقا باللجان الشعبية وفي مكتبه متسع لفقراء والمساكين وذوي الحاجات الذين يكفيهم شئ من الحظ ليقضي لهم اغراض على جانبي الطريق او يحملهم في عربته او يلتقونه في صلاة الفجر لكن وشايات الوطني قطعت رجاء كل لبيب . اما الدكتور احمد مجذوب يكفيه فخرا ان المؤتمر الوطني سماه بالزير الخمارة أي لايبرد الماء ولا بنقع كناية عن
قبضته الماليه ولكم ان تتصوروا حجم المال المهدر الذي حفظه منهم والفساد الذي منعه عنهم . وفي كلتا الحالتين تجد المؤتمر الوطني منقسم حولهم الا أني لم أجد طوال الأربعه سنوات الماضية من حكم الفريق الهادي الوالي الحاليلولاية نهرالنيل أحدا في المؤتمر الوطني يذكر الرجل بخير وكأنهم أجمعوا على فشله وبالقطع هنا ليس الفشل اداريا فالرجل أدار أصعب الملفات في الانقاذ في اصعب الأوقات . إلى أن وصل مدير عام جهاز الأمن الوطني وهو من أدار انشقاق الحزب الحاكم وجنب الاسلامين الإقتتال ومن ناحية تأهيل أكاديمي
فالرجل نال رتبة الفريق في الجيش السوداني ورئيس مجلس إدارة أكبر الجامعات السودانية ولكن لماذا يكرهه القوم ويسبونه هذا ماجعلني استقصى عنه لدرجة سؤالي لقيادات المؤتمر الوطني لماذا تنقمون على الفريق؟ فلم أجد جوابا شافيا .ولكن بالقطع ليس الأمر مالا فقط ولكان أصحاب العطايا يمجدونه . ومن هنا أحسب أن تغييره للطاقم الحاكم واستعانته بالشباب والقادمين من الشعبي هي
اللعنة التي صبت عليه غضب الحزب الحاكم فالرجل استعان بوزراء شباب في كل قسمة المؤتمر الوطني في الحكومة في المالية والزراعة واعلى من شان المرأة وجعلها وزيرة للصحة أما المعتمدين فلم يجعل لمن تجاوز الأربعين نصيب وها أنا ذا أفخر بدفعتي معتمد بربر ونديدي معتمد الدامر وأحدث أطفالي عن ذكرياتي معهم في الجامعة والعمل العام حتى أصبحوا يتندرون علي (إنت يابوي
قاعد هنا ودفعتك معتمدين ووزراء) فأصبحشيوخ الحزب الحاكم يتنافسون على أمانات الحزب ولأن كل واحد يستند على السلطة إلتفتوا فلم يجدوا الوالي يدعم طرفا على آخر وأخذ يتفرج عليهم ولأول مرة تختلط الأمور على المراقبين فتجد المتنافسون على قطاعات الحزب واماناته يتحالفون في الإتحادات والنقابات حسب مقتدى الحال والمصلحة فأجبروا على الإبتسام في وجوه بعضهم وهم يتباغضون. الى ان وصل الحال بأحد القيادات بالإنسلاخ عن المؤتمر الوطني بين يدي هيئة الشورى وبناء الحزب وما زاد الطين بلة على السيد الوالي انفتاحه على القوى السياسية المعارضة فأول برنامج نفذه بعد توليه المنصب كان زيارة الأحزاب في دورها بعد أن دعاها لسماع خطابه الأول الذي كان بسلاح المدفعية بعطبرة دلالة على قوميته من قومية المكان وبالرقم من تمنع المعارضة الا أن الرجل بصبره ومثابرته ظل يتحايل عليها ويدعوها بالدرجة التي دعا فيها الإمام الصادق للولاية ثلاث أيام في سابقة يدعو فيها والي رئيس حزب قومي معارض وزاد عليه بإستضافة عبدالمحمود ابو أمين هيئة شئون الأنصار .أما في الولاية فأحزاب المعارضة تشكوا من كثرة مبادراته ودعواته لها بالمشاركة بل اتخذ الوالي خطوة أكثر جرأة بتعيين معارضين في المجالس المحلية أما صبره على قضايا المواطنين فليس أدل على إعتصام المناصير فالرجل أكرمهم وهاهو يوفي وعوده معهم فعمل معالجات بفتح الطرق وتسويتها والعمل جاري ويتقدم لتوصيل كهرباء الخيار المحلي أما في مجال العمل الإسلامي فهو يفيض حبا للمجاهدين فيكرم وفادتهم ويحسن إستقبالهم ويسمع لقولهم وهذا يعيظ ديناصورات الحزب الحاكم ويكفي الفريق فخرا سماحه ورعايته لمبادرة حوار الإسلامين في عطبرة في زمن كان سوط الجلاد مسلطا على كل من يخرج عن النص فكان الرجل شجاعا وذكايا فتح بابا للأمل نفذ منه أهل التقوى العاملين للإصلاح وما الحوار الوطني الا ثمرة غرسه ذاك .وما دعاني لهذا دعوته الأخيرة للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لتقييم فترة حكمه وتقويمها في ظل غياب تام للمؤتمرالوطني عن هذه اللقاءات وانا أقول للسيد الوالي ماتبقى من حكمه أنذره للفقراء والمحتاجين فإن خصصت نصف مال الزكاة كدعم مباشر لهم واستنهضت همم الخيرين ففي عام لن تجد فقير وصاحب حاجة وسيذكرك التاريخ ولك في عمر بن عبدالعزيز عبرة
م. اسماعيل فرج الله
17يوليو2014م

عتل بعد ذلك زنيم

قبل يومين تصديت على صفحة السائجون لمن تعود على سب كل كبير شيخا كان أو رئيس أمينا كان أو وزير وظل يشتم بغير تمييز ويتبرأ من الحركة الإسلامية والغريب يطرب لبذاءاته ويدعمه بعض المجاهدين. المهم هو شتمني فعرضت به زاد بشتم كل من هو من عطبرة وشعبي فرددت له سبابه وأنا مستمر معه في هذا المسار الى يقضي الله أمرا كان مفعولا ولكن بعض المعلقين جعلوا من البوست حائط مبكى يندبون حال الحركة الإسلامية وخطابها ويبكون تاريخها وماوصلت اليه وبؤس حالها ووصفوني بأغذر الأوصاف وقليل منهم جهلوا فوق جهل رفيقهم لرحم كان او منطقة ولكن السائحون نسوا أنهم يصلون او يقيمون الليل بآيات رد فيها القرآن على فاحش قول الوليد بن المغيرة (عتل بعد ذلك زنيم) أي أنه إبن زنا وفي أخرى وصف بأنه مقطوع النسب ( إن شانئك هو الأبتر ) وكيف أن نبي الله لوط قومه بالشذوذ وفيها قال الفاروق ماكنت أعرف الرجل يأتي الرجل الا بعد سماعي لهذه الآية وهذه القصص للعبرة وبين بذيئ قول وفاحش فعل قوم لوط يكون رد الفجور واجب ولو كان بالسوء (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم) وحق
لي أن أسأل الذين وصفوا فعلي بسوء الأخلاق .هل كان سيدنا أبوبكر سيئا حين هتف في مشركي مكة (أمصص بظر اللات) أم أن له مبرره الأخلاقي . ولكن العبرة التي استفدتها من قصة الوليد بن المغيرة أنه لابد من تعرية كل من يؤذي الآخرين وأن كان على طريقة الصديق . وأقول لرهط السائحون المساند لذلك الدعي إن كنتم تشفقون على العمل الاسلامي فالحركة الاسلامية بخير قوية بفكرها وبرامجها وقياداتها وقواعداها وإن كنتم تساندون زولكم حمية فحسبي الله ونعم الوكيل فيكم. وسأظل أواجه كل لعان مشاء بنميم وفق مايرضاهو ضميري

قصة قصيرة عندما تكون وزيرا

                                       بسم الله الرحمن الرحيم
                                             قصة قصيرة
                                        عندما تكون وزيرا
كان نابغا. دخل الجامعة وكان شاطرا أكاديميا ونشط سياسيا . تخرج فتم تعيينه مسئولا بالحزب . تحرك جماهيريا فتوسعت علاقاته الإجتماعية .يحبه الجميع ويحترموه . تم تنصيبه وزيرا دخل عليه عمه فخورا بإبن أخيه الوزير قدم له طلب تخصيص قطعه أرض إسثمارية رفض الطلب وعلل هذه محسوبية .في المساء زاره أعيان قبيلته يتقدمهم العمدة في منزله ،بعد المجاملة والضيافه طلب العمدة
منه تعيين أبناء القبيلة في وزارته فشكرهم ورد طلبهم معتذرا أنه تحيز جهوي يضر بالبلد . وبعد أسبوع دخل عليه أبناء منطقته يطلبون دعم لصيانة المدرسة وبناء مستوصف فقال لهم أن الموارد شحيحة وسيأتيهم نصيبهم ضمن القسمة العامة .وفي نهاية الأسبوع دعاه دفعته في الجامعة لحفل تكريم بمناسبة تعيينه وزيرا،وقبل ختام الحفل طلبوا منه دعم صندوق الزمالة لعلاج رفيقهم بالخارج
فإعتذر لهم ، الميزانية محدودة ولاتسمح بالتبرعات .وبينما هو منهمك في مسئولياته جاءه هاتف يخبره بمرض والده . دخل عليه ،قبله على جبينة وقبل يد والدته ، إلتفت الى عمه الذي رفض مصافحته وعايره بالملابس والمصاريف التي كان يرسلها له أيام الجامعة .أما العمدة خرج يطنطن كيف لمن دعمناه وساندناه أن يتنكر لأهله وعشيرته . وفي المساء صاح زميله ورفيق طفولته في النادي لن نعيره إهتماما فقد تعالى علينا.ورئيس اللجنة الشعبية تثاقل عن زيارته يبرر بأنه لم يخدم المنطقة .
في الظهيرة جلس يؤانس والده وأمه تقلي في البن وأخته تعد الطعام في المطبخ .سأل والده عن زعل عمه وغضب العمدة وعدم حضور أقاربه للسلام عليه .فأجابه والده ومالزمت السرير الا لحديث الناس عنك وأنا اعلم أنك على حق .
قدم إستقالته وهاجر خارج البلد . بعد سنتين عاد في إجازة فوجد في الميدان الكبير أهل القرية محشودون .فسأل عن الحاصل؟ أجابوه أن صديقه وزميل دراسته وابن قريته تم تعيينه قبل سنة وهو اليوم في زيارة للقرية بمناسبة زواج شقيقته والناس ينتظرون في استقباله.

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

زيارتي للمنشية وعداد اللقم

سم الله الرحمن الرحيم
بالأمس ذهبت للخرطوم لزيارة إجتماعية واجب عزاء وعيادة خالتي التي أصيبت في حادث حركة ولأني طولت من الخرطوم وكعادة الإسلاميين لابد من زيارة المنشية بيت الشيخ للسلام عليه ومعرفة مستجدات الأحداث وما وراء الخبر ولكني هذه المرة رفضت إقتراح الأخ عادل عبداللطيف بالذهاب للمنشية ولكن بالالحاح واستعانته علي بالأخ عثمان العطا رضخت ووافقت . وأنا في الطريق الي المنشية كنت مقبوض النفس وإنتابني إحساس بأني فضولي متطفل لذهابي لزيارة شخص بغير سابق موعد وللأمانة ومنذ العام 1996 أول زيارة لي لبيت الشيخ لم ينتابني هذا الشعور الا هذه المرة بل كنت أتمنى الذهاب للخرطوم لزيارة المنشية وعند عودتي الى عطبرة أشعر بالانتشاء والمزايدة على الأخوان وأستمر لأيام في الحديث عن جلوسي مع الشيخ ومحادثته وأعمل سينير وهاك يا تنوير للجماعة شئ الشيخ قالو واحد زيادة من عندي . وما أدخل علي هذا الشعور تصريح صحفي لنجل الشيخ الأكبر ذكر فيه أن أقل مسئول إنقاذي تناول ألف وجبة في منزل الشيخ في لغة إمتنان لا تليق بنجل زعيم وخصوصا الاستاذ عصام الترابي الذي طرح نفسه ممثلا للبطاحين في الانتخابات الماضية بل تجده مهتما بالفروسية ورقصة الصقاري وللمصادفة وأنا في مدخل البيت وجدته خارجا ً مع السيدة وصال والدته في كامل هيئة شيخ العرب سروال وصديري وسيف وليته علم أن أم من المظهر أن أخلاق وصفات البادية الكرم والاحتفاء بالضيف وعدم المن عليه .بل عله تعلم من والده التواضع وبشاشة الاستقبال وفي مرة أتينا مجموعة كبيرة لواجب عزاء أحد الأخوان وكالعادة أصر البعض على زيارة الشيخ ولأن الأمر كان وقت الغداء تعاهدنا أن نخفف الزيارة ولا ننتظر الوجبة رفقاً بالشيخ المحاصر ولكن الشيخ بفراسته فاجأنا بأنه اليوم لم يزره أحد وهو لن يدعنا نذهب حتى نتناول الغداء ولأن أميرنا ملتزم بالاتفاق بعدم الغداء أصر على الذهاب فكان الشيخ لماحاً حين قال هذا البيت بيت اسلام وقد بنته الحركة الاسلامية وتشاركه إخوانكم في الداخل والخارج أما الطعام فرزق من الله لا أدري مصدره فكثيرة ما يأتي أحدهم بالمواد التموينية والخراف ولا أعرفه وفسر لنا قصة مريم حين قالت هو من عند الله . وعند تطاول الأزمة وتكرار الزيارات كنا نلحظ الضيق الذي يعيشه الشيخ وفي مرة صارحناه وسألناه عن تسيير أموره فقال إن الحكومة وصل بها الحال تضايق كل من يأتي بشئ الي هذا البيت فانقطع البعض خوفا على تجارتهم . ولكن بت الامام تسد الفرقة من إيجارات بعض العقارات في شارع السيد عبدالرحمن .وليت ودالشيخ تعلم من أبيه ورضع من امه صفات الزعامة وودالبلد فليس من أخلاق السودانيين أن تعد على الضيف لقمه بل أن تنظر اليه أثناء تناوله الطعام .
وعند الدخول للمنزل استقبلي الأخوان بالبشاشة والترحاب وهم يقومون بعمل يعتبرونه ثقرة من ثقرات الحركة وهم المتفوقون وخرجوا الجامعات مهندسون وإعلاميون وإقتصاديون وكم أردت أن أفصح لهم أن يتركوا هذا العمل ويجعلوا عصام الترابي ياتي بحرس الشيخ وتيم الضيافة من ودالترابي إن كان الأمر يخصه وليس تكليف حركي حتى لايظهر علينا مجددا ليقول أن فلانا هذا تربى في منزلنا وكم حمدت الله أن الشيخ لم يكن موجودا فقد بلغنا أنه خرج للتو وأفلت أنا من عداد عصام الترابي للوجبات وشربت العصير على عجل حتى لايدركني الحساب وأنا أنظر للجدران لعل جهازاً يراقبي ويعد علي جغماتي .
أعلم أن كثير من الأخوان لايتناول وجبة العشاء في برنامج جلسة الثلاثاء الراتب وعلق أحدهم على الخبر بقوله لمثل هذا اليوم نعمل

الأحد، 16 مارس 2014

المؤتمر الشعبي –نصف الثورة مشانق الثوار

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الشعبي –نصف الثورة مشانق الثوار

بعد مفاصلة رمضان أسس دكتور الترابي حزب المؤتمرالشعبي ومثل المواقف المتشددة المعارضة للنظام . منذ مذكرة التفاهم مع دكتور جون قرنق ومروراً بنصيحة الرئيس البشير بتسليم نفسه للجنائية الدولية حيث قالها الترابي بوضوح (clear your name) من خلال موقف ثابت بعدم ادانة الحركات المسلحة الدارفورية وصولا الى قرار اسقاط النظام بعد انتخابات 2010م . ليبني المؤتمرالشعبي قاعدة شعبية ويكون محل احترام كثير من معارضي الانقاذ .لكن المفاجأة كانت حضور د.الترابي حفل خطاب الرئيس البشير الذي حوى عموميات وأحبط المراقبين ، وكأنه يعني أن الجديد حضور الأمين العام للمؤتمرالشعبي بمعية الأربعة الكبار في حزبه .لأنه رفض كل دعاوي الحوار مع الحكومة والتقاء الاسلاميين على أشواق الوحدة وحنين الماضي .
ولم يكتف المؤتمرالشعبي بهكذا تغير في موقفه من النظام بل سارع الى التأكيد على قبوله للحوار غير المشروط لما استنشقه د.النرابي من نسائم الحرية في خطاب البشير ومالمسه من صدق المؤتمرالوطني في دفع استحقاقات التوافق .الشئ الذي جعل الكثيرين يفقرون فاه . فسرح البعض في تبرير موقف الشعبي الجديد مرة اتكالاً على مسببات اقليمية وموقف المعارضة من الثورة السورية والانقلاب المصري وأخرى باختلافات داخلية حول وثيقة الدستور الانتقالي وهيكلة تحالف قوى الاجماع الوطني . وأياً كان التحليلين صحيح فقد حرق المؤتمرالشعبي مراكب اسقاط النظام ،وقطع نصف صحراء الحوار ،ولكن عندما التفت وراءه لم يجد من رفقاء التحالف أحد غير الحبيب الامام وأبوهاشم أعلى تلة القصر يشاور عليهم ،،،وبدا أن السيد:الامام الصادق مجهداً يجر بيده اليمنى المؤتمر الشعبي ويدفع بيسراه كوادر وشباب حزبه الرافضين للحوار .
ولكن استدراكات المؤتمرالشعبي ماكان لها ان تكون من حزب عريض في جعبته تجربة تعدت عمر النبوة .فان كان المؤتمرالشعبي توهم أن قواعده ستهلل وتكبر لأمانته الموافقة على الحوار فقد بان انقسامها بين الرافضين الممسكين بمفاصل الحزب وأجهزته واخرين يسعون باهمية الخطوة وتوقيتها خوفاً على الوطن واشفاقاً على التيار الاسلامي .لتجد الامانة العامة نفسها مشدودة بين حماس قواعدها للحوار وتلكؤ أجهزتها وقياداتها الوسيطة الذين هرع اليهم التحالف يستفسرهم فوجدهم أشد كرهاً للوطني وحكومته فأصبح يبشر بانقسام الشعبي ورشح لقيادته الامين السياسي ولكن مسئول الاعلام بتحالف المعارضة خزلهم حين عدل طريق الحوار عند أول دوار أدركه .
لكن المؤتمرالشعبي نصب نفسه وصياً على مواقف القوى المعارضة فظل يصرح لأنه ضد الحوار الثنائي ويؤكد دعوته للحوار الجامع وكأنه يقول لأحزاب التحالف ما أريدكم سبيل الرشاد .ناسياً حساباتها التكتيكية وأهدافها الاستراتيجية فاليكف الشعبي عن نهجه الاستعلائي ويمضي حيث حسم خياراته بقوة وليوحد صفوفه وليولي أماناته المؤمنين بالحوار أو أن يلزم الرافضين بتبديل رقصتهم مع ايقاع وثبة البشير كما فعل الامين السياسي للمؤتمرالشعبي الذي اصبح يعزف سيمفونية وحدة الاسلاميين الممكنة.وعلى المؤتمرالشعبي أن يقود تعبئة شعبية تدعو للسلام ووقف الحرب وتبشر بالحرية والعدالة الاجتماعية وتنبذ العصبية وتعلي راية السودانوية ، تحارب الفساد وتطلب العيش الكريم لشعب السودان.
مركب الحوار الذي يقوده دكتور الترابي لا يقبل المساومة ولا شد الحبال فليس للشعبي سلاح يحمي مطلبه وليس له ثوار في الشارع ينادون بسقفه فلا يملك حيلة غير التعبئة والوعي الجماهيري . وله أن يأخذ بنصيحة أحزاب الاجماع الوطني التي اكدت ثقتها فيه فان نجح لحقت به وان فشل عاد قواعد اسقاط النظام .ولكني أخاف على الشعبي خطوته المبهمة أن تكون خاصة بالأمين العام (معذرة الى الله) كما فعل بالمفاصلة فلا أحد يملك استراتيجية يعمل لها ولا فكرة يدعو بها . فالكل ينتظر الامين العام يحدث عن الاسرار . فلا المؤتمر الوطني ينور قواعده ولا المؤتمر الشعبي تعمل أجهزته . وليعلم المؤتمر الشعبي أنه سلك طريقاً الى الحوار سربا .اما ان يأتي بالحرية والسلام فنصف الحوار انتحار أو ان يلاقي الرفاق على خط النار فنصف الثورة مشانق مشانق الثوار.
م.اسماعيل فرج الله
2مارس2014م

الحوار بين الوسيط المحايد والضامن الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحوار بين الوسيط المحايد والضامن الوطني

قدم الرئيس البشير الدعوة للقوى السياسية للحوار حول أربعة قضايا السلام والحرية والعيش الكريم والهوية السودانية .وتباينت ردود الأفعال بين مرحب بالوثبة ومتوجس منها ورافض لها .ولكن غالب الأحزاب السياسية قبلت الحوار منها من قبله بغير شروط كحزبي الأمة والمؤتمر الشعبي من المعارضة وحزب الإتحادي الديموقراطي المشارك في الحكومة وأخرى قبلت مع بعض الإشتراطات تمثلت في وقف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين والمحبوسين السياسيين والموافقة على حكومة قومية وفترة إنتقالية وهذه بقية أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني ممايعني أن الحوار أصبح شعار المرحلة وفي لقاء السيد الإمام مع رئيس الجمهورية طالب بوضع آلية للحوار وتحديد مدى زمني له .ولكن كيف ينجح هذا الحوار في حل أزمة الوطن والوضول الى نقطة التوافق والرضى الوطني ووقف الحرب في ظل وضع كهذا .. الحكومة تدعو للحوار والمعارضة توافق .وما إذا إختلف الطرفان على إحدي القضايا من يوفق بينهما ومن يضمن إستمرار الحوار وإستكمال مسيره ليصل مبتغاه؟ .
منذ مجيئ الإنقاذ ظلت تبحث عن السلام ووقف الحرب في الجنوب عبر التنقل بين العواصم الإفريقية مرة تحت مظلة الإيقاد وأخرى برعاية الإتحاد الإفريقي الى ان تم التوقيع على إتفاقية نيفاشا تحت الضغوط الدولية ولا زال الحوار مع الحركات المسلحة في دارفور وقطاع الشمال يتنقل بين اديس أبابا والدوحة .لتظهر علامة إستفهام كبيرة حول آلية الحوار وطبيعة الضامن في ظل التأكيد أنه سيكون داخليا في الخرطوم . هل سنعيد تجربة حوار أهل السودان بكنانة بحيث تستأثر الحكومة بكل شئ ويخرج الحوار بلا شئ .ام نجتر مؤتمر المائدة المستديرة في الستينات أم تصر القوى السياسية على المؤتمر القومي الدستوري؟
وهل هناك وسيط وطني مؤهل ومحايد ؟.ام تكون الآلية لجنة مناصفة بين الحكومة والمعارضة ؟. ام أن منظمات المجتمع المدني لها الفدرة على لعب هذا الدور ؟وهل ينجح إتحاد الغرف التجارية السودانية في وقف الحرب كما فعل تجار نيجيريا في انهاء تمرد إقليم بيافرا ؟ام يفعل سعود البرير ما فعله فتح الرحمن البشير في المصالحة الوطنية مع نظام مايو .أم علينا ان نستلهم التجربة التونسية بقيام إتحاد الشغل بدور الوسيط الناجح لحل أزمة الدستور التونسية وإستكمال المسار الديموقراطي .ولكن بالنظر لواقعنا السوداني نجد المثال بعيد في ظل ضعف منظمات المجتمع المدني وتدجينها وعليه يكون الرهان على قادة الأحزاب السياسية والرئيس البشير وحكمتهم بالعبور بالبلاد الى بر الأمان وإقتنام الفرصة واللحظة التاريخية وتحقيق تطلعات شعبهم .فهل يربحون الرهان ؟ ام هناك مسار آخر وهذا سنعرض له لاحقا.
م.إسماعيل فرج الله
15فبرائر2014م

السائحون والاصلاح خارج الصندوق

بسم الله الرحمن الرحيم

السائحون والاصلاح خارج الصندوق

السائحون مجموعة ذات خلفية عسكرية لذلك الصندوق يعني عندهم الصندوق القتالي ولكني هنا بصدد الحديث عن الصندوق الاسود المستعار سياسيا بوصف الدكتور سيف الدين عبدالفتاح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة تعليقا على ثورة 25يناير المصرية وارجع نجاحها الى انها فعل ثوري خارج الصندوق الاسود السياسي لنظام مبارك ونصح الثوار الرافضين للانقلاب بعدم انتاج ثورة يناير مرة اخرى لأن النظام العسكري أصبح أكثر خبرة في التعامل مع المظاهرات والاعتصامات .هذا القول جعلني اسقطه على مبادرة السائحون التي دعت للاصلاح بحشد المجاهدين لتوفير إرادة تدعوا للاصلاح ونجحت المنصة في جمعون قاعة البترول وبعض لقاءات المجاهدين في الولايات وفشلت الحكومة في منعها ومحاصرتها وعجز الشعبي عن منع عضويته من المشاركة فيها وكلا الحزبين الشعبي والوطني يريدان اصلاح وفق عقليتهما السياسية وقنواتهما التنظيمية .ومن هنا تم إحتواء المبادرة بإدخالها في متاهة الاوراق التفصيلية والمناشط النخبوية للدرجة التي يشتكي منها بعض أعضاء المنصة من التهميش وبعض تكتيكات الإقصاء وذلك راجع الى إختراق النظام لعقلية المبادرة القيادية بدعوى الإصلاح من الداخل او الاصلاح المؤسسي وتم استيعاب عدد منهم في الإجهزة القيادية للحزب الحاكم والحركة الإسلامية بدعوى الإصلاح ومشاركة الشباب وأمس شاهدت بعضهم في مؤتمر هيئة شورى المؤتمر الوطني .
وبعد خطاب الرئيس البشير ودعوته الاحزاب السياسية للحوار تكون زبدة مبادرتهم الداعية للجمع بين الفرقاء وهذا يمثل تحدي جديد السائحون في تطوير مبادرتهم وتجديد منهجهم ليواكبوا المرحلة .فالذين يسعون ان تكون للسائحون مقعد في مؤتمر الحوار نقول لهم اخطأتم فالمبادرة ليس بديل للقوى السياسية والسائحون ليس طرفا في الصراع وأفضل لها ان تكون وسيطا محايدا وضامنا وطنيا للحوار والضغط على الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة بالجلوس على مائدة الحوار وإنجاز التوافق الوطني وإحلال السلام .ولن تقوم المبادرة بهذه المهمة ولن تنجز هذا الهدف الا بالعودة الى حشد المجاهدين وهنا أذكرهم بعدم تكرار وسيلتهم الاولى باللقاءات المفتوحة فبالقطع يسهل التعامل معها من قبل معارضي الاصلاح او دعات الإصلاح المؤسسي ويمكن عرقلتها بفاول تكتيكي .ويجب على المنصة من إبداع جديد خارج الصندوق الاسود للاصلاح المؤسسي وقطع الطريق على الحكومة والمعارضة من النكوص عن الحوار وضمان نجاحه في حل شامل للازمة الوطنية .
م.اسماعيل فرج الله
9فبرائر2014م

العائدون من الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

العائدون من الجنة

بعد انشقاق المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم الى شعبي بزعامة الترابي ووطني برئاسة البشير لم يستوعب كثير من شباب الاسلاميين الصدمة فقعد جلهم على الرصيف قنعوا من قسمة الثروة بوظيفة محترمة او تجارة رابحة ورضي من إنحاز الى الحكومة من قسمة السلطة بنصيب الابن المدلل كلما طفق يصرخ يعطى حلوى يتلذد بها او لعبة ينشغل عنها الى ان إحتج احدهم قائلا":(تخرجنا من الجامعة وقلتم علينا مازلتم صغار وتزوجنا وقلتو علينا صغار والان نحن تجاوزنا الاربعين ومازلتم مصرون اننا صغار وانتم عندما استلمتم السلطة في 89 لم تتجاوزوا الاربعين .) اما الشعبيون ظنوها استراحة يخلوا لهم بعدها القصر ويزيحون المتسلقين والمستقطبين . ومرت السنين ودار الزمان دورته ،فالمتسلطون لا يريدون رقيبا عليهم او قادما يزاحمهم خصوصا بعد استرجاع عدد من شباب الشعبي فتم استيعابهم حسب دفعتهم على الطريقة العسكرية فتزمر الخريجون الجدد في الوطني فاصبحوا يصوبون نحو الحركة الاسلامية ليسدوا الباب امام كل طارق. ودار الصراع بين حلها او تركها للتربية والاجتماع فاصبحوا يتنكرون لها ولفكرها واصبح منبوذا كل من يدعو لشروى او شفافية او إصلاح للحكم بل يقصى بدعوى انه شعبي او خارج على التنظيم فلم يعد هناك شقي بعد ان رأى كل السعداء مصير إخوانهم الناقدين وحتى يجدوا مبررا صارت الحركة عتدهم تاريخ والمشروع الحضاري مصلحة شخصية والدولة الاسلامية وظيفة وشركة وغلقوا الابواب عليهم فهم لايوادون العلمانيين لانهم كفار ملحدون ولايقبلون الطائفية فهم جهلة متخلفون ولايريدون قطاع الشمال فهم عملاء مأجورون ولكي يجدوا وصفا للشعبيون إختاروا لهم عنصريون حاقدون ولن نقبل بهم وقد تخلصنا من شيخهم وفكره الضال فللمرحلة مقتضياتها ولن نرجع للوراء للخطاب الديني فحكومتنا عريضة وحزبنا منفتح لاهل السودان وما الحركة الاسلامية الا علاقات اجتماعية وما الجهاد الا ذكريات جميلة .اما الشعبيون تطاول عليهم الامد. وبعد ان وصفوا اقرانهم بالخيانة والعمالة والفساد .وجدوا انفسهم لكي يكون لهم موقع قدم في المستقبل لابد من دفع إستحقاقاته لقوى ترى الخطر على الديمقراطية في الترابي وليس البشير والخطر على الحرية في الاسلاموية وليس المؤتمر الوطني فجعلوا يتنكرون لتاريخهم ويتبرأون من فكرهم بل ذهب بعضهم بالتوبة من جهادهم والاستغفار من ماضيهم الاسلامي واصبحوا يهاجمون الشريعة ويرفضون مرجعيتها ويسبون الاسلاميين وينكرون قدوتهم وكأنك تقرأ لشيوعي ملحد او علماني منكر عندما تطالع كتاباتهم .فهم يحملون اخطاء البشر للمنهج الرباني ويرتدون من توحيدهم لله الى التجربة الانسانية الضالة .وبين أنانية الاولين المتبعين الشهوات ويأس الآخرين الهائمين على وجوههم انبثقت دعوة الاصلاح إفشاء للشورى وإتاحة للحريات ومحاربة للفساد وإقامة للعدل وإرساء للسلام ونبذا للحرب ولكن كانت دعوة غريبة رفضها المتسلطون وتأبى عليها المعارضون .فإصطبروا عليها الى ان قوي عودها وعتي تيارها .ليتوجها خطاب الرئيس دعوة الناس كل الناس للحوار ولكن اصحاب النفوس الصغيرة مازالوا يتوجسون وأصحاب الصدور الضيقة مازالوا يشككون .فشباب الاسلاميين العائدون من جنة الدعوة ونعيم الجهاد لاينشغلون بالاصلاح ويحسبون كل خطوة بميزان المصالح وتملكهم الخوف اولم يعلموا ان دكتور الترابي ليؤسس للمشروع الاسلامي تخلى عن وظيفته وان الاستاذ على عثمان أغلق مكتبه وان العميد البشير جازف بحياته .
م.اسماعيل فرج الله
4فبرائر2014م

مكافحة التهريب بين فلسفة الحماية وانجازات الجباية.

بسم الله الرحمن الرحيم

مكافحة التهريب بين فلسفة الحماية وانجازات الجباية.

قبل أعوام دخل علي فجأة عدد من أفراد الشرطة في محل تجاري للاجهزة الكهربائية كنت شريك فيه واديره وعند استفساري عن سبب هجومهم المباغت قالوا انهم شرطة مكافحة التهريب يريدون تفتيش المحل بحثا عن بضائع مهربة .فرفضت التفتيش وقلت لهم مكانكم الحدود ومداخل البلاد وليس التهجم علينا فهذا محل محترم ومرخص رسمي. وإذا كان هناك بضائع مهربة كما تدعون فهذا ليس إختصاصكم وانما تهرب ضريبي شأن الضرائب التي تتحصل مني اموال وتعمل تفتيش للمحل دوريا .وتحت إصراري وإستعدادي للمقاضاة إذا رغبوا في فتح بلاغ فإنصرفوا ،واعتقدت الامر انتهى على ذلك. لكن بعد ساعتين اتصل على هاتف من المنزل يخبرني ان البوليس حضر وفتش المنزل بحثا عن سلاح بشهادة بعض الجيران الذين طلب منهم ذلك . وتأكدت بعدها انهم شرطة مكافحة التهريب. عندما فشلوا معي في السوق غرروا بزوجتي المسكينة ووالدتي المسنة وروعوا اطفالي وانزعج معارفي لخطورة التهمة وطالبوني بقفل المحل خوفا من تهمة تلبسني بسببه .
تذكرت هذه الحادثة عندما تم تجميد العمل في محطة جمارك الحاويات بعطبرة لمدة ثلاث ايام وكان السبب المذكور ان احد المستوردين خلص حاوية بمبلغ 320000 جنيه وبينما هو يهم بتنزيلها من على ظهر الشاحنة امام محله بامدرمان داهمته شرطة مكافحة التهريب فعرض عليهم شهادة الجمارك الصادرة من عطبرة ولكنهم اصروا على إعادة تفتيشها .وبعد التفتيش والحصر تبين ان هناك فرق في الحصر قيمتها 80000جنيه ومن هنا بدأت الطامة. وبمقارنة الارقام إذا كان الجمارك بهذا المبلغ يعني ذلك ان قيمة البضائع في الحاوية لا تقل عن مليون خمسمائة الف جنيه أي ان فرق الحصر اقل من 5% ولكن المفاجأة ان صاحبنا تعرض لتسوية بمبلغ 312000جنيه ليفرج له عن حاويته او يسلك طريق القضاء وحينها لن يأمن على بضائعة من التلف والنهب زائدا التأخير الذي قد يعرضه لخسائر .فدفع المسكين وافرج عن حاويته .. وهنا اوجه رسالة للدكتور لواء سيف الدين عمر مدير عام شرطة الجمارك وهو الخلوق المؤهل والعالم الذي أدخل نظام الحوسبة والمتابعة الالكترونية للحاويات عن عدم احترام محطاته لاجراءات بعضها البعض فكيف لاجراء تم في عطبرة يراجع في الخرطوم من عساكر وضباط صغار وهذه ظاهرة منتشرة، حيث على طول الطريق يتم اعتراضك رغم اوراقك الرسمية من مكافحة التهريب وتجبر على دفع تكاليف التفريغ والشحن من جديد وهذا يفتح بابا واسعا للابتزاز والرشوة وبأي قانون يحق لمكافحة التهريب مراجعة اجراء رسمي من نفس المؤسسة ؟وبدون إجراء قضائي .وثم ثانيا بعد اكثر من عشرين عاما لماذا يتعامل افراد مكافحة التهريب بنفسية لجنة المكافحة في بداية التسعينات حيث كانت مشكلة من اﻷمن والاستخبارات والجمارك وليس ادارة من إداراتكم ؟ولماذا يجوب افراد المكافحة بالاسواق ومكانهم الحدود والمداخل ؟ وما قانونية إعادة تفتيش حاوية وهي دخلت منطقة جمركية ودفعت رسومها وخرجت ولماذا يتم إعتراضها في في الطريق وتعامل بقانون مكافحة التهريب ؟ وهي سلكت الطريق الصحيح. والحمد لله أثبتت هذه الحالة نزاهة ضباط محطة عطبرة الذين يعرفهم مجتمع عطبرة بمشاركتهم في ملماته ودعمهم لشرائحه الضعيفة ويجاملون في عملهم وفق ماهو مسموح به ووفق صلاحياتهم الممنوحة لهم ،وهذا ثمن العلاقات الاجتماعية والمجتمع المترابط . ونسبة 5%ليست تجاوزا يذكر حتى يعاقب عليه التاجر بغرامة 100% .اما كان الاجدى ان تكون التسوية في ال5% او مصادرتها بلا من هذا الاجراء التعسفي وخراب تجارته وما فائدة الرسوم التي دفعها ان لم تشفع له.
والرسالة الثانية لوالي نهرالنيل اين انت مما يحدث من ظلم في ولايتك تمارسه شرطة مكافحة التهريب التي سحلت سائق ركشة قبل ايام .ولماذا يتم تعليق العمل بالمحطة التي اصبحت مصدر رزق لكثير من الاسر من مخلصين و شغيلة وكافتريات ونقل وغيرهم واين دوركم في تحفيز التجار للتخليص في عطبرة من تخفيض للرسوم الولائية وتوفير الخدمات الضرورية حتى توفر لمواطنيك العيش الكريم .وختاما أقول لحكومة السودان اذا كان مكافحة التهريب حماية للإقتصاد الوطني فإفقار التجار وإفلاسهم تدمير للمجتمع السوداني .أما نصيحتي للتجار اسلكوا طريق التهريب إذا كان الاجراء الرسمي لايمثل حماية قانونية لك ولمالك و احسن تجازف وإذا تم القبض عليك ستدفع تسوية مرة واحدة بدلا من مرتين كما دفع صاحبنا أكثر من ستمأئة الف جنيه وأسأل الله ان يخفف عليه مصيبته والجاتك في مالك سامحتك
م.اسماعيل فرج الله
24يناير2014مة

يوميات شعبي مزنوق

سم الله الرحمن الرحيم

يوميات شعبي مزنوق

في الاسبوع الماضي كتبت بوست على الفيس بوك قلت فيهو لاصحاب جمعني بهم العمل (كتر خيركم ما قصرتو) على طريقة عتاب أهلي الطيبين . واتصل علي بعض الإخوان يطمئنون موقفي المالي وعلق آخرون يدعون لي بيسر الحال .وطمئنت الجميع (مستورة والحمدلله) .
لكن الاتصال المهم كان من أحد الاخوان يطلب خدماتي في تجارة بين دبي والخرطوم إشتغلت عليها سنين عددا بعد المفاصلة . فأخوكم خريج هندسة ميكانيكية قدم لليرموك سنة الفين وكان الرد اللطيف (ياخي انت تبعت الشيخ والناس ديل مابقبلوك؛ رغم صاحب العبارة ساهمت في تعيينه في هذا المصنع يوم كان التعيين عبر المكاتب الخاصة ولحظتها كان مديرا كبيرا الا انه تقاعس عن الشفاعة لي . ثم اتجهت الى التجارة عامين ولكن اشواقي للعمل في تخصصي جعلتني احاول ثانية في مصنع جياد ولكن بعد الوعد بالتعيين اتصل علي احدهم يستفسر عن دفعتي الذي يريد التعيين في الوظيفة فقلت نعم اعرفه جيدا فهو جبهة ديموقراطية نشط فكان ثمن صدقي ان طرت من الوظيفة ولا ادري لماذا؟ واستمرت محاولاتي مع النيل الكبرى للبترول وشركة بترودار وسودان لاينز وباءت كلها بالفشل وكان الرد واحد (انت شعبي) وفي احدى المناسبات الاجتماعية التقيت باحد اﻷخوان فبادرني سائلا"( يازول انت مش مهندس حايم ساكت مالك خلي السياسة وشوف معايشك ) رديت انا (ناسكم ديل ابو يشغلونا) فأرغى وأزبد وتعهد بتشغيلي في شركته ان انا وافقت وسلمته اواراقي .وقد كان واتصل علي بعد فترة فذهبت الى شركته وانا حلم بالوظيفة وبعد ان سرد علي مخصصاتها من مرتب وعربة ومنزل وان العمل سيكون في مدينة اخرى غير عطبرة حتى تكون نقلة لحياتك الجديدة .وتنفست الصعداء .. أخيرا لقيت فرقة مع الجماعة ديل .. ثم اردف قائلا لقد اجتهدت في نزع هذه الموافقة ولأنه كان مديرا للشركة وقبل تحدي تعييني رغم العوائق التصنيفية فقال ولكن هناك شرط !! ان تقطع صلتك بالشعبي والسياسة ولا أطالبك بالانضمام للوطني .بس الجماعة خايفين تستغل العربية وامكانات الشركة في شغل الشعبي .. فطاف علي طيف الأهوال وإخواني الشهداء ابودجانة والعيدروس والمعزعبادي وعلي الفريق وشرف الدين وعبدالمنعم وكل الذين قدموا ارواحهم في هذا الطريق .. فنظرت اليه فوجدته يحدق بي ينتظر ردي !! فقلت اتعهد بان لا استغل وقت العمل ولا امكانات الشركة في غير ما كلفت به . اما انقطاعي عن العمل العام فهذا حقي فلا .! فقال لي إذن اعذرني فهذا شرط تعيينك . فتبسمت فيه وقلت الآن وقد علمت لماذا انا مهندس وقاعد ساكت. فشكرته وخرجت وتحضرني الآية () فلن أعيش للطعام والشراب ولن اكون كالانعام وغيري باع نفسه لله. لكني خسرت صداقة الرجل فاصبح يتحاشاني في الملمات او يشيح بوجهه في الطرقات وتعهدت بنفسي ان لا احرج احدا حتى لا اخسره مهما كان الا ان صديقي بعد عودته من الاغتراب سالني عن احوالي وماذا اشتغل فقلت له في السوق فسكت ثم اردف وليه ما إشتغلت بي شهادتك .. قلت ليهو كان ارجيتك شغال في السكة حديد تقول علي شنو ..!! فرد اقول انت زول ماعندك موضوع وفاشل .. فضحكت . تصدق قدمت للسكة حديد ورفضوا تعييني ولاتنقصني الواسطة كما تعلم .. وافترقنا . وكان المبرر هذه المرة كيف نعينو في السكة حديد المافيها شغل عشان يتفرغ من الساعة عشرة للسياسة .فإتصل علي يوما يطلب صور شهاداتي عاجلا فقد حكى قصتي مع الوظيفة لدفعته في شركة بتروانرجي .فإتصل بعد فترة قال لي انت يازول شغال شنو في الشعبي صاحبي في بتروانرجي قالي تجيب لي زول هواء زي ده ،ده اعينو يرفتني ويرفتك فقهقت واكدت له لا عمل لي غير نشاطي الواضح وكثير من قيادات الشعبي لم يسمعوا بي ناهيك عن معرفتي .وحمدت له سعيه .وقصصت له قصتي مع سودان اير سنة 2005م حيث قدمت بواسطة احد الاخوان الذي طلب شهاداتي الاصلية وإعتذر لي لانه ملأ لي استمارة عضوية الحزب الحاكم ولكن كذبته لم تنطلي على الامن الشعبي فلم يتم تعييني وضاعت شهاداتي الاصلية الامر الذي كلفني رحلة استخراج شهادات بديلة .وكان لظهور الذهب اثر في حياتي فقد اشتغلت في التعدين العشوائي وتجارة الأجهزة الكاشفة وصيانتها وبرمجتها فقد رزقت منها رزقا حسنا ملكت منها بيت وبعض العقارات الاخرى وهي زخيرتي للحياة وقرشي الابيض .عفوا لهذا الاسترسال ولن اذكر حكايتي مع اسمنت بربر !! واعود لاتصال صاحبي الذي عرض علي العودة للتجارة التي كرهتها فاما ان تكون جلفا وتخسر الاهل و الاصحاب واما ان تكون راشيا فتكسب فواتير الحكومة وتنال لعنة الله . يريدني صديقي ان أشاركه بخبرتي ويدفع هو رأس مال مأتي الف درهم (200000) ويطلب مني العودة للتهريب الذي إشتغلت به قبل سنوات وتبت عنه واصبحت اليوم بين خيارين اما العودة للتهريب و التجارة التي اكرها برأس مال كبير شريكا لصديقي او ان اسيل بعض اصولي واعمل في مجال سمسرة الاراضي بعد فشلي في تمويل مصنع الطوب الطفلي الذي انتظرت عاما كاملا في حل مشكلة ضمانات التمويل البنكي (وللذين يرغبون في هذا المشروع انا على استعداد لتقديم الدراسة والعلومات التي املكها في هذا المجال مجانا بعد زهدي فيه ويستفيد غيري منه فهو يكلف (50000دولار) فلكم اخوتي الشورة فما خاب من استشار واطلب دعواتكم حتى يلهمني الله الصواب فاخوكم مزنوق في هذا الاختيار

من دفتر طبيب امتياز

من دفتر طبيب امتياز

للوهلة اﻷولى لا يثق الناس في طبيب الامتياز لحداثة لتجربته والصحة كنز لا يجب المجازفة بها ولكن صاحبي غير عركته الحياة وصغلته السياسة .فبعد تخرجه كان نصيبه منطقة نائية وفي ظهر يوم سمع ضجة خارج المشفى البائس فدخل عليه زوجان يصطحبان فتاة يافعة يبدو عليها التعب . فطلبوا منه كشف الحمل عليها . فاستغرب فلا يبدو عليها هيئة الزواج وهي صغيرة . فسأل اﻷب ولم الحمل وهي غير متزوجة فطأطأ رأسه فقالت اﻷم مرغت سمعتنا في القرية الا ترى بطنها المنتفخة ؟ فعرف الطبيب ان المطلوب كشف العذرية .فالقوم يخشون العار . فنظر الطبيب الى المسكينة ففكر فيما تعانى . وبعد الفحص والكشف تأكد له انها تعاني من تراكم الطمث فلم يجد مخرجا له .نتيجة للختان الفرعوني . .وبعد مراجعة تأكد له صحة التشخيص .فخرج ينظر الضجة فوجد أحدهم يشهر سكينة يتوعد بذبحها أمام الناس ان ثبت حمبها فهذا ما تستحقه الزانية لتغسل القبيلة عارها .فرجع الطبيب لوالدة البنت يسألها عن أكثر النساء الموجدات ثرثرة وشماتة وأن تحضرها له ..فرجعت تسطحب زوجة عم الفتاة الشاهر سكينه .فأدخل الطبيب والدة الفتاة وزوج عمها غرفة الكشف وتأكدن من عذرية الفتاة .فخرجن على القوم يزغردن فرحا بعد أن شرح لهن الطبيب سبب اﻹنتفاخ وكيف أجرمن في حق الفتاة وهي طفلة وسببن لها عاهة مستديمة ثم يردن قتلها وهي الشريفة فتاة .فقد أنقذ الطبيب حياة البنت بحكمته بفراسة لاتدرس ولكن خبرة مكتسبة من العمل العام .وبينما الناس في فرحتهم يوزعون الحلوى .سقط اﻷب مغشيا عليه وبعد إسعافه وفاق من غيبوبته أخرج الطبيب مرافقيه وسأله عن قصته قال الرجل ودموعه على خديه ..لقد قتلت شقيقتها وبنتي الكبرى قبلها عندما بلغت الرابعة عشر وانتفخت بطنها وهي تتوسل الي وتحلف بشرفها وانا أذبحها خوف العار .وعندما فاجأني أخي وقال لي صغيرتي الثانية حامل ويجب مداراة العار وقتلها خوف الفضيحة .سألت زوجتي عن اﻷمر أجابت تبدو عليها آثار الحمل وبطنها منتفخة ولكن تحلف أن لم يمسها بشر .فطلبت من شقيقي أن يمهلني حتى نصل المستشفي ونتأكد من الطبيب وحينها لك ان تذبحها ان كانت حامل أمام القرية كلها فقد عز علي اﻷمر وقد قتلت أختها قبلا .وحضرنا الى هنا وانت تعلم بيقية القصة وحينها أدركت اني قتلت بنتي ويهي تتوسل الي بغير ذنب

التشكيل الوزاري -- التغيير ممكن

التشكيل الوزاري -- التغيير ممكن

م.اسماعيل فرج الله
م.اسماعيل فرج الله

  12-12-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

تجاذبت القوى المعارضة لنظام اﻹنقاذ ثﻻث تيارات أوﻻها الحركات المسلحة التي قبلت تحدى قائد اﻹنقاذ بأنها لن تذهب اﻻ بالبندقية التي أتت بها ومن يحلم بذلك فاليلحس كوعه .فدارت رحى الحرب كر و فر . ولكن كلا الطرفين جوبهوا برغبة شعبية جارفة في إنهاء الحرب وكره القتال .ففشلت الحركات المسلحة في حشد السند الشعبي وهي تتبنى قضايا الهامش وفشل النظام في إستنفار أعوانه للجهاد في دارفور وكردفان. والتيار الثاني تمثله قوى اﻹجماع الوطني الذي يضم اﻹحزاب الداعية ﻹسقاط النظام بثورة شعبية .لكن هذا الخيار السلمي صدم بكثافة السلاح المنتشر بالبلاد ممازاد المخاوف من الفوضى .تقسيم البلاد .ومن هذا التيار برز التيار الثالث الداعي الى التغيير الناعم بمضاغطة النظام بالعمل المدني لتوسيع هامش الحرية ومنافسة الحزب الحاكم في انتخابات بها قدر من النزاهة على الطريقة البرازيلية وهذا الطرق يتقدمه الامام الصادق المهدي رئيس حزب اﻷمة القومي .وما كان هذا التيار يحلم بهكذا خطوة تزيح أركان النظام دفعة واحدة وهو يغازل اﻹصلاحيين في في المؤتمر الوطني .لكن اﻷقدار قذفت بالخمسة الكبار خارج التشكيل الوزاري .
والناظر الى مسير الانقاذ يجد أن مجلس قيادة الثورة قد حل مع بقاء بعض رموزه حتى يستمر الاحتفاظ بإسم الثورة وخطابها العسكري .وعندما أراد الدكتور الترابي إستكمال الخطوة تم الانقلاب على عهد الحركة الاسلامية وقذف به خارج السلطة فيما عرف بمفاصلة رمضان.
ولكن هذه المفاصلة لم تمس عصب الحركة الاسلامية في تنظيمها العسكري وظل انقساما سياسيا في اﻷجهزة المدنية .وهذا الوضع أوهم الكثير أن اﻷجهزة الخاصة إنضمت للسلطان .والشاهد أن كل من علا صوته بالنقد والمخالفة للنظام تمت إحالته الى المعاش ولا بواكي له ،وإن كان بدرجة الفريق قوش أو العميد ودإبراهيم .ﻷن هذه اﻷجهزة كان يشرف عليها مدنيين فهم يستطيعون أن يمرروا قرارات الرابع من رمضان أمر تنظيمي .بينما اﻷمين العام له القدرة الى حشد المؤيدين من العسكر الملتزم حركيا لمساندته .ولكن دكتور الترابي بذكائه علم أن انقسام العسكر يعني اقتتال اﻹسﻻميين وهو ما لا يريده .فكان الخيار اﻷفضل له سياسة النفس الطويل بسحب المسئوليات التنظيمية من المدنيين ويقوم العسكر بإدارة شأنهم التنظيمي مع مخاطبتهم علنا بواجباتهم الوطنية وتمكينهم من سلطاتهم اﻷمنية .وكان من اﻵثار السالبة لانتقال السلطات حدوث بعض التجاذبات بين جهاز اﻷمن الوطني والقوات المسلحة على أحقية اﻹمارة فقادة اﻷمن الوطني يرون هم ؤﻷقدر بإدارة التنظيم العسكري والموازنة بين العمل السياسي والواجبات اﻷمنية وظهر ذلك في انفراد صلاح قوش في كثير من اﻷحيان في تعامله مع المعارضة وسبب حرجا للحزب الحاكم الذي يهرب غالبا الى اجابة هذه تقديرات أمنية لا الم لنا بها عند سؤاله عن الاعتقالات السياسية . وكذلك في غزوة أمدرمان من قبل حركة العدل والمساواة في عملية الذراع الطويل .وتأسيس قوات قتالية تابعة لجهاز اﻷمن الوطني يديرون بها بعض العمليات الحربية. بينما يرى قادة الجيش أنهم اﻷحق باﻷمر التنظيمي من واقع أقدمية الجيش على كل اﻷجهزة العسكرية وتأكيدهم أن عناصرهم الحركية لا تنقصها الخبرة اﻷمنية ولا الدراية السياسية من خلال مواصلة أعداد كبيرة من الضباط الاسلاميين لدراستهم اﻷكاديمية ونيلهم درجات عليا .وهذا يفسر حرب اغتيال القيادات المتبادل بوصف قوش بالعميل وعبدالرحيم حسين بالفاسد. الوضع الذي استفاد منه الرجل الثاني في الجيش بعد وزير الدفاع الفريق بكري حسن صالح الذي تولى منصب نائب اﻷمين للحركة الاسلامية جناح المؤتمر الوطني بعد أن عدلت نظامها اﻷساسي وأماناتها التنفيذية في مؤتمرها اﻷخير .في خطوة عدها الكثيرين مفاجئة ومثار للدهشة لطبيعة المنصب ومزايا الرجل الذي لا يشبه استايله الموقع الجديد فهو عسكري في الخدمة لايسمح قانون الجيش له بالانتماء التنظيمي الصريح بل هو أقرب للسودانوية يلعب الكوتشينة ويتعاطى التمباك بينما السمات المطلوبة في نائب اﻷمين لتنظيم اسلامي حفظ القرآن ومعرفة بعلومه ولكن مقتضيات المرحلة فرضت حسم صراع إمارة المكتب العسكري فكانت الضالة في الفريق بكري الذي أجازته شورى الحركة الاسلامية ويصبح مسئولا عن الننظيم الخاص ليكون بذلك مؤهلا لتولي منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية ويمسك بالملف الأمني للبلادوبهذا تكون الحركة الاسلامية أحدثت نقلة مهمة في إدارة شأنها التنظيمي ليصبح العسكر قطاع قائم بذاته يدبر امره دون وصاية من المدنيين. ويرعون قيم الحركة العليا ويحمون مشروع الاسلام السياسي ويكون اكتمل بنيان الدولة العميقة في السودان. ليبيت الدكتور عوض الجاز والاستاذ على عثمان طه وكل مسئولي العمل الخاص السابقين والسواقين بدون مسئوليات تنظيمية وينتهي بذلك دورهم عند هذا الحد من تطور الحركة الاسلامية .وتكون إقالتهم من الحكومة أمرا منطقيا ليسيحوا في فضاء السياسة العام كما صرح بذلك الدكتور نافع علي نافع.
هذا الشكل الجديد من الحكومة يفسح المجال أمام حوار سياسي حقيقي يوقف الحرب وينزع فتيل اﻷزمة ويضمن للرئيس البشير عدم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية مهما كانت نتيجة اﻹنتخابات القادمة .ويجعل دكتور الترابي يغادر العمل السياسي التنفيذي وهو مرتاح البال بعد أن إطمئن على مستقبل الحركة الاسلامية وتمام عماد الدولة الاسلامية ويختم الامام الصادق حياته العامة دون تحمل إراقة الدماء ويعتزل السياسة دون المشاركة في حكم عسكري كإنجاز شخصي غير مسبوق . وبعدها فلتستعد الأحزاب السياسية للانتخابات القادمة فالتغيير أصبح ممكنا ومعقود بالصناديق فالبشير لن يترشح .ولكن السؤال المهم موجه للدكتور نافع علي نافع الذي صرح قبل سنوات أنه لو كان يعلم إن مذكرة العشرة ستقود للمفاصلة وإنفصال الجنوب لما شارك فيها ولم يسمح بتمريرها وﻷنه لا يأمن عواقب مفاصلة جديدة سيحافظ على الوضع بهذه الصورة حتى مخرج آمن للحركة والوطن .ودكتور الترابي قد شهد له بأن قلبه أبيض .فالسؤال هل خرج دكتور نافع علي نافع من الوزارة بعد أمن انشقاق جديد على الحركة الاسلامية وإطمئن على سلامة الوطن .؟ أم أن الطوفان كان أقوى من إرادته؟؟؟.
م.اسماعيل فرج الله
12ديسمبر2013م

مع حسين خوجلي . المهدية واﻻنقاذ العيب في الشاسيه.

بسم الله الرحمن الرحيم

مع حسين خوجلي . المهدية واﻻنقاذ العيب في الشاسيه.

بعد غضبته لتوقف برنامج قناة أمدرمان الناجح صالة تحريرالذي يقدمه الصحفي الناجح عبدالباقي الظافر والذي بدأ يدر عليه دخﻻمن بعض اﻹعلانات يسد بها حسين خوجلي بعض مطالبات الدائنين بأستقطاب البرامج لجمهور المشاهدين .
ما إنفك حسين خوجلي يطلق لسانه يستعيد لغة مقالات الوان الثمانينات من القرن الماضي زاعما; أن الحزب اﻻتحادي ذاب وانزوى وأن حزب اﻷمة تشتت وإنطوى وأن الحزب الشيوعي عدو الدين شرقي الهوى .وقد استقى الحكمة من أخيه دكتور الجميعابي حينما تغزل في الرئيس البشير ويبرئه من سوءات اﻻنقاذ ويصف مادونه من قيادات النظام الحاكم بالفساد والتبلد والعوار. بل يريدنا أن نعقد آمالنا على مطلوب الجنائية الدولية وحامي الفساد ليغير حالنا من بؤس تسبب فيه الى مستقبل زاهي معقود بذهابه . و العبرة مدركة ؛؛؛
واﻷستاذ/ حسين خوجلي بخلفيته اﻷنصارية يمجد صراحة وضمنا; في دولة المهدية وهذا من حقه . ولكن ليس مساغا; ما يريدنا هضمه أن من عارض دولة التعايشي ذات الفاشية الدينية خائنا لوطنه . رغم ما عاناه قادة المهدية من مشايخ الطرق الصوفية علي يديه من تنكيل وقتل حتى إضطر سادة الختمية بالقدوم مع حملة كتشنر ﻹزالة ظلم التعايشي . وهذا ما يفهم حديثا من اﻻستعانه بالمجتمع الدولي ﻻستعادة العدالة ضد ظلم النظام الوطني .لذلك أنزل ذات الوصف على حركات دارفور المسلحة واصفا إيها بالعمالة واﻻرتزاق .ولوﻻ مشاهدتي لقناة أمدرمان ورؤيتي لعمامته الترباسية وجلبابه الرمادي لقلت أن المتحدث دكتور نافع علي نافع..
سيدي حسين خوجلي ليس الختمية بالخونة للوطن وليس اﻻتحاديين حزب الحركة الوطنية من يوصفون بذلك .
اﻻستاذ حسين خوجلي بانتمائه للحركة اﻻسﻻميىة يمجد في اﻻنقاذ ويعلي شأنها ولكنه يائس من المؤتمر الوطني وقانط من متعلمي بﻻدي ويشكك في قدراتهم ويسخر من أحزاب المعارضة ويخون حركات التمرد ليزرع اليأس في نفوس الشعب السوداني الفضل .ثم يدعو لحزب السودانيين .السودانية سيدي خوجلي هوية شعب والسودان وطن يسع الجميع باختﻻف أديانهم وقبائلهم وثقافاتهم . ولكن هذا يدل على شمولية توجهك ومازلت لم تتجاوز فكرة الحزب الواحد الجامع التي كفر بها دعاتها في بداية اﻻنقاذ وقبروها بقانون التوالي .فوصفك للحزب الحاكم بالعجز والشلل يحبط دعاة اﻻصﻻح ويشل حراكهم. وسخريتك من المعارضة يحبط الشعب ويهز الثقة في قدرتها على التغيير وصناعة البديل الديموقراطي وتخوينك للحركات المسلحة يقتل روح الثورة في الشعب والفداء من أجل العدالة والحرية . ولكن وأنت تعلم كلمازادت روح اليأس في الشعب كلما دنت لحظة الثورة والتي هي الخروج على كل المألوف من قوانين ونظم .
سيدي حسين خوجلي بإجترارك لخطاب سالف كأنك تريد إنقسام الشعب السوداني أيدلوجيا وتريد استنساخ الصراع اﻻسﻻمي العلماني والشيوعي من ستينات القرن الماضي أو تكرار تجرب العسكر في مصر الفاشلة ولكن الشعب السوداني أكثر خبرة من أخوة شمال الوادي في صناعة الثورات وأكثر ذكاءا من الشعب التونسي الذي فاز اﻻسلاميين بالانتخابات وتولى المرزوقي رئاسة الجمهورية وفشلت كل دعاوي اﻻنقﻻب على الثورة التونسية .
سيدي خوجلي العصر هذا الصراع فيه بين دعاة الحرية وأعوان الدكتاتورية والاستبداد فإصطف أنت جيث تريد ولكن بالقطع لن تجد البشير بين الثوار اﻷحرار .
و اﻹنقاذ لن ينصلح حالها اﻻ بذهاب البشير والديموقراطية لن تعود اﻻ بسقوط اﻻنقاذ والسودان لن ينهض اﻻ بوقف الحرب ومحاربة الفساد ولن تجدي عمليات التجميل والقفز فوق الحقيقة .وختاما أهديك نصيحة ميكانيكي قالهﻷحد ضحايا الصالح العام نصب عليه بعض من سماسرة العربات حين قرر أن يخوض التجربة بمال إنهاء الخدمة فباعوه عربة معطوبة أراد صيانتها ليزيد سعرها فيربح فيها ولكن المعلم العجوز نصحه أن ﻻ يخسر فيها فدهش المعاشي واستفسره لماذا ؟ فأجابه الميكانيكي ﻷن العيب في الشاسيه ومهما صنتها لن يزيد سعرها.
م. إسماعيل فرج الله
28نوفمبر2013ما