بسم الله الرحمن الرحيم
دعوني أعيش
يعجب كثير من السودانيين بالسينما الهندية وخصوصاً الشباب منهم الذين يجدون فيها سلوى وسعة خيال وحلم بفعل الخوارق أو قل تشابه كثير من قصص السينما الهندية بالواقع السوداني في انسداد الأفق أمام الشباب الحالم بالمستقبل الجميل الذي تمثله تحالف الثروة والسلطة الذي تصورة الأفلام في الشرطة وحمايتها لظلم الطبقة الغنية . وشيوع الافلام الهندية يؤكد وجود تحالف السلطة والثروة في الدولة السودانية بنسب مختلفة في كل الحقب الماضية . ومن أشهر الأفلام الهندية فلم (دعوني أعيش) فأغلب الشباب السوداني شاهد هذا الفلم ويعرف أبطاله ويحفظ أغانيه مع فارق اللغة .
وعند اندلاع ثورة الانقاذ الوطني وبعد الكشف عن هويتها الاسلامية وصار الولاء أحد شروط الحصول علي فرص العيش الكريم وفي هذا يحضرني تصريح للوزيرة الشابة (سناء حمد ) ومقارنتها بأن السودان سيكون بلد الفرص المتساوية في مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية ونسيت أن أمريكيا ما تقدمت الا باتاحتها للحريات واحترامها للدستور ونجحت نخبتها في امتحان الحقوق المدنية بفوز رئيس اسود ومن أب مهاجر وهذا بفضل النضال السياسي السلمي للسود الامريكان من غير أن يحملوا السلاح والتمرد علي الدولة الأمريكية .فنالوا حقوقهم ولم يدمروا وطنهم في هزيمة تاريخية لدعاة العنصرية من البيض والحاقدين من السود .فهل توجد حرية حقيقية في السودان أو عدالة مبسوطة لكل المواطنين ليكون التنافس متساوي في الحصول علي الفرص أم ينطبق علي السيدة الوزيرة قصة القروي الذي دعي الي مناسبة فطفق ينادي أهل المناسبة أن آتوا بالطعام والشراب فالمعازيم لم يكتفوا فأشار حكيمهم أن أطعموا المنادي فلما شبع هو صاح يحمد الله ويشكر أهل المناسبة علي طيب مأكلهم ووفرة طعامهم وكفاية معازيمهم فبنيلها فرصة عظيمة باختيارها وزيرة وهي امرأة وشابة جعلها تعتقد أن السودان بلد الفرص العريضة وغاب عنها قول المستشار السيد نافع علي نافع أن من أراد الوزارة عليه بالمؤتمر الوطني ومن أراد الوظيفة عليه بالمؤتمر الوطني ومادروا أن الوزارة بالتنافس الحر في انتخابات نزيهة والوظيفة حق عام بالمؤهل والكفاءة. هذا ما فهمه السودانيون مبكراً وأجاده المحترفون جيداً فراحوا يطلقون اللحى ويرتادون المساجد يتحدثون بالآيات ويخفظون الحديث فاستوفوا شروط الفرص فعند سؤالهم من أقرانهم أو خلوهم الي شياطينهم يقولون هذا دعوني أعيش فسموا البدلة السفاري والشنطة السمسونايت تمكنا والعمة بالعزبة والملفحة بالشال واطلاق اللحية دعوني أعيش . فتسلق المنافقون اعلي الرتب وتمكن المطبلين وحرقي البخور من أعلى الوظائف وتملكوا الشركات وأعانوا عاطلي المواهب وعديموا القدرات ممن يسمون أنفسهم بالبدريين والأصلاء من احتكار السلطة واشاعة النعرات القبلية والجهوية في خيانة لقيم الاسلام ومنهج الحركة التي من أدبياتها (أخي في الهند أو في المغرب أنت مني أنت بي أنه الاسلام أمي وأبي) وخيانة للوطن الذي قال شاعره( منقو قل لاعاش من يفصلنا) فجعلوا المشروع الاسلامي الذي يحمل قيم الطهر والعفة ومعاني الحرية والعدالة مرتعاً للفساد وقلعة لللصوص فقربوا محاسيبهم وأغنوا أهاليهم .
لقد تركناكم تعيشوا فنهبتم الثروات وقتلتم شعبكم وأخذتم تفرقون بين أفراد الشعب الواحد حتى اصبح عصي علي الدارفوريين التفريق بين البشير والصادق المهدي وبين علي عثمان ومحمد ابراهيم نقد وبين ابراهيم أحمد عمر وحسن الترابي من هول ما وقع عليهم من ظلم حكومة الخرطوم .لقد أهلكتم الحرث والنسل وهذا يكفي وحلوا عنا ودعونا نعيش.
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة