الثلاثاء، 30 يونيو 2015

عذرا نادي الجلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
ﻋﺬﺭﺍ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﻼﺀ
ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺍﻧﺘﻘﺪﻧﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻗﻴﺎﻡ ﺣﻔﻠﺔ ﺑﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺧﺖ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻨﻮﺭ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﻛﻨﻮﺭ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻔﺨﺮ ﺑﺘﺮﺍﺑﻄﻬﺎ ﻭﺗﺮﺍﺣﻤﻬﺎ ﻭﺗﻜﺎﺗﻔﻬﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻳﺠﺐ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻪ ﻭﺑﺘﺮﻩ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺛﺒﺖ ﻟﻲ ﺃﻧﻲ ﻏﻠﻄﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻦ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻭﺣﺒﻮﺑﺔ ﺣﻨﻮﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻀﻠﻠﻴﺎﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﻨﺎﺭﺓ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﻟﺴﺔ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﺃﺧﻀﺮ ﻭﻳﻌﻠﻮ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻐﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻠﺔ ﻻ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﺤﺮﻣﺔ ﻣﻴﺖ ﻭﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻻ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﺠﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻢ ﻓﺎﺧﻮﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﻧﻠﺘﻘﻴﻬﻢ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻧﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﺃﻣﺎ ﺃﺣﻔﺎﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺭ ﻧﺠﺪﻫﻢ . ﻫﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﻞ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺗﻬﻢ ﺛﻢ ﻧﻨﺼﺮﻑ ﻟﻨﺮﻗﺺ ﻭﻧﻐﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ . ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﻜﺘﺸﻴﻨﺔ ﺍﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﻳﻄﺮﺑﻦ ﻭﻳﺮﻗﺼﻦ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻐﻠﻖ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻭﺍﻟﺤﻔﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻣﻰ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ . ﻋﺬﺭﺍ ﺣﺎﺩﻭﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺵ ﻧﻘﺎﺑﻠﻚ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻋﺬﺭﺍ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻧﺎ ﺧﺠﻼﻥ ﻣﻦ ﻣﻼﻗﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻋﺬﺭﺍ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻣﺴﺤﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺷﻲ ﻓﻜﻨﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻛﻨﻮﺭ .
ﺃﻣﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭﺣﺎﺝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺣﺎﺝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺩﻭﺭﻛﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺒﻠﺪ
ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻭﻳﻤﺴﺢ ﺍﻟﻠﻮﻡ.
م.إسماعيل فرج الله
3 ﻳﻮﻧﻴﻮ، 2015م

احترامي للحزب الشيوعي

بسم الله الرحمن الرحيم
احترامي للحزب الشيوعي
أنا لست من جيل الخمسينيات ولا من مواليد الستينيات فقد بدأ وعيي في الثمانينات وتشكل في التسعينات ولكن منذ teenager  قرأت بعض كتب الإشتراكية ورسائل مؤتمرات العمال التي تقع تحت يدي في مكتبة فخيمة لجدي الشيوعي والقيادي العمالي الذي انتهى به الحال إلى شيخ صوفي يكتب البخرة  ويعزم المحاية  . وكنت أبحث بين السطور عن الكفر والإلحاد في الفكر الشيوعي وأنا حيران بين مأاسمعه من مقال في المسجد او نقد في الأسرة التنظيمية التي نتدارس فيها المنهج الاسلامي وبين تدين جدي والتزامه الصلاة والصيام طوعا وكم تأخرت ليلا فأجده جالسا على كرسيه والسبحة في يده وكثيرا ما نصحني أن أجعل لنفسي وردا فالجري وراء السياسة لاينجي يوم القيامة . جدي دوما يفخر بشبابه ويحكي لي تاريخه الحزبي والنضالي ولم ألاحظ مرة أنه نادم او تائب عن معصية ولم يحكي لي يوما خناقة في انداية  حضرها او خمرة شربها رغم كثافة القصص والنكات عن أقرانه أعرفها .وهذا سر احترام الحلة له وتقديره ( رحمك الله رحمة واسعة جدي ) .فكنت أسأل نفسي أين سر الإلحاد عند جدي فقد اقترن في عقلي الباطن بين الشيوعية والإلحاد نتيجة لثقافة المساجد الضحلة.
فقفذ السؤال إلى زهني وأنا أرقب د.الخطيب الشقيق الأصغر للسكرتير  العام للحزب الشيوعي السوداني أخصائي الباطنية بمستشفى عطبرة .وممثل الحزب في تحالف المعارضة فالرجل دقيق ملتزم بالوقت والتكاليف صبور دؤوب ان أردت أن تشقق على الإنقاذ عليك ان تسأله يخفف عنها . فالرجل فيه صفات جدي تدين صوفي يبدأ الاجتماع بالقرآن ويرفعه للصلاة ويختمه بالعصر كما يفعل الكيزان .
ولكن كانت دهشتي يوم قدم الدكتور عبدالمحمود أبو أمين هيئة شؤون الانصار ورقة عن الدولة المدنية وأنها فكرة إسلامية .وعندما أعطي فرصة المداخلة أي د.الخطيب أخرج كراسة صغيرة كالموجودة في البقالة ويحملها طلاب المدارس وقال ما أقوله رأي الحزب الشيوعي المجاز في عطبرة تعليقا على الورقة وليس رأيي الشخصي وكانت هيئة شؤون الانصار وزعت الورقة على دور الأحزاب قبل المناقشة بأيام .وملخص رأيهم أنهم لايمناعون ان تكون الشريعة الاسلامية من مصادر التشريع للدستور ويكتب ذلك في ديباجته وأنهم يقرون أن الإسلام مكون أصيل لثقافة المجتمع السوداني وهم جزء منه وأنهم يؤمنون بالتعددية والديمقراطية وسيلة لتداول السلطة سلميا  . فلم أرد كثيرا في مداخلتي على ما جاء في الورقة بل وجهت حديثي لدكتور الخطيب فأنا أعرف التزامه الشخصي بالصلاة وأشهد له بالإيمان ويشهد ناس عطبرة على إنسانيته ومساعدته للمرضى والفقراء .قلت له أن كان ماقلته سياسة الحزب الشيوعي فليس عندي مشكلة أن انضم له وأصبح زميلا لكم ولكن مطلوب منكم سودنة الحزب الشيوعي تفرزه عن الشيوعية العالمية فكما فعلت الصين وكوبا على الشيوعيين السودانيين ان يفعلوا . بعد انتهاء الندوة حكيت لصديقي قصة الخطيب والكراس فقال لي وفيما العجب فللحزب الشيوعي تقليد عريق يسمى كراس العضو .كلما طرح الحزب برنامج او فكرة إلا وقدمت في ورقة ووزعت للأعضاء وعلى كل عضو كتابة رأيه الشخصي ثم تجمع الكراسات عند السكرتير الذي يكون لجنة تفريغها وتخليصها ويطرح الملخص لإجازته من أجهزة الحزب . أنا غير متأكد من مقالة صديقي ولكن أن صدق فهذا حزب يستحق الاحترام ورفع القبعة فالحزب الذي تشكله ذاكرة الجماعة وتديرة عقول الجماعة لهو حزب عصري ديموقراطي وليت الاسلاميين أفادوا من هذا النهج بدل العيش في جبة الشيخ وبدلة الرئيس وتركوا المباهاة بدقة التنظيم والشمولية التي تركها أهلها.
م.إسماعيل فرج الله
27يونيو2015م

ثورة الإسلاميين القادمة

بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة الإسلاميين القادمة
في أبريل من العام 2010 فاز الحزب الحاكم بجل مقاعد البرلمان ومجالس الولايات إلا من بعض عطية من بها على أحزاب موالية  وشخصيات مستقلة وأردف عليها برئيس الجمهورية وولاة الأقاليم وكان الشاذ وجود رمزي لحزب المؤتمر الشعبي في البرلمان المنتخب  بأربع مقاعد عن إقليم دارفور المأزوم  . ولكن بعد مرور عام بالعد أي في أبريل 2011م ظهرت مذكرة تدعوا للإصلاح يقودها شباب من اسلاميي ولاية نهر النيل المحسوبة على النظام كونها مسقط رأس البشير وكثير من وزراء النظام وأعوانه وفي ذات العام تبعتها مذكرة الالف اخ من شباب حزب المؤتمر الوطني الحاكم واستمرت حمى المذكرات حتى ظهرت مبادرة الساءحون التي احدثت نقلة نوعية في العدد والخطاب حيث امها أعداد غفيرة من الشباب في الخرطوم والولايات  وجراة في الخطاب وصلت حد الوقوف في الشارع نصرة لبعض القضايا والمحبوسين وتواصلت مع المعارضة وكانت على استعداد للانضمام للثاءرين في سبتمبر 2013م لولا موقف المؤتمر الشعبي السلبي منها .وقام نفس النظام حتى سيطر علي مبادرة الساءحون وحد من نشاطها .
بدأ موقف الإسلاميين الواضح من خلال المفاصلة وتأسيس حزب المؤتمر الشعبي ولكن المعارضة السياسية وخاصة العلمانية منها أخطأت استراتيجيا حين ظنت بالمؤتمرالشعبي الظنون بل أغمضت  من نشاطها وأخفت كوادرها لصالح تناطح الإسلاميين واقتتالهم ثم الانقضاض عليهم معا منهكين. ولكن الصراع بين الشعبي والنظام انحصر في المعارضة السياسية السلمية ولم ينجرف الإسلاميين إلى ميادين الحرب والاقتتال  فأطال الخلاف أمد النظام ليجد الشعبي نفسه يقارع النظام وحده والمعارضة تنتظر فرصة الانقضاض  وكان العام 2005 منجي لكل الأطراف بتوقيع اتفاقية نيفاشا ليعيد المعارضة والشعبي تقييم موقفها  بإعلان تحالف جوبا المعارض الذي ضم الشعبي واليسار في جبهة واحدة تعارض الإنقاذ . وفي هذه الحقبة عجز الشعبي ان يكون خيار كل مخالف للنظام او مغاضب  له من الإسلاميين فتم تأسيس حزب العدالة ومنير السلام العادل وفي المقابل كان الانضمام للمؤتمر الوطني خيار كل يائس من نهج المؤتمر الشعبي والأكثر احباطا يخرج حاملا السلاح أما الغالب من الإسلاميين انصرف يدبر حياته المعيشية يستغل علاقة قديمة واسطة في وظيفة او علاقة ممتدة في تجارة رابحة وتركوا الدعوة والدولة يصطرع عليها المؤتمرين .
الداعي لمذكرات الإصلاح بعد انتخابات 2010م بسنة هو الشعور بالخطر الذي لايصيب الذين ظلموا خاصة وإحراج ثورات الربيع العربي من حولهم في حين انسداد الأفق وسيطرة الحزب على الدولة وأحكام قبضته على مؤسساتها بأنتخابات مشكوك في نزاهتها. المذكرات الإصلاحية نقلت الإسلاميين من مربع التأييد المطلق إلى التثبت والمراجعة ورفع الصوت بالنقد ولكن لازال المؤتمر الشعبي لايلبي أشواق الإسلاميين في التغيير فهم لن يستجيروا ببابوية دينية وأبوية فكرية من فرعونية سلطوية فكان خيارهم الاصلاح خارج المؤسسات أو تأسيس حزب جديد (الاصلاح الآن) يضاف الى الأحزاب والحركات المنشقة على الحزب الحاكم .
الإسلاميون يءسوا من الاصلاح من الداخل ورفضوا الانضمام للمؤتمر الشعبي الذي انصرف أنصاره عنه وتفرقوا شيعا وأصبح عبارة عن نخبة تجتر تاريخها وتحكي بطولاتها تناور بمواقفها بعيدا عن قواعدها . فكانت النتيجة تيار عريض خارج سيطرة النظام والشعبي بل هو رصيد لكل داع للتغيير يلبي أشواقهم ويحترم فكرهم وقد بدأ اليأس يدب في نفوسهم من الحوار الوطني الذي اصطفوا لاسناده ولكن تطاول أمده وان فشل الحوار المطروح من ايجاد مخرج من الازمة وحل سياسي توافقي يقبل الآخر ويتيح الحريات ويحارب الفساد ويحاسب المجرمين لن يجد الاسلاميين بد في أقل من عام من انتخابات 2015 من الثورة على النظام وإصلاحه على طريقة الثورة الفرنسية وحينها يجب على اليسار تفهم دواعي ثورة الإسلاميين والاستفادة من معاملته السابقة الشعبي وتعامله مع المفاصلة فان أنضم لثورة الاسلاميين يكون التغيير اقل كلفة وان اختار أن يكون طرفا ثالث سيطول أمد الثورة وتكون مكلفة ويستفيد النظام منها وتكون بابا للتطرف والارهاب وعشمي في ثورة سلمية شاملة كبير بعد تحييد القوى العقدية الضاربة للنظام وانخزال كثير من الإسلاميين عنه . وعلى كل ثورة الإسلاميين لن يقودها الشعبي ولن يكون بديلا للوطني عند الإسلاميين فهي ثورة تغيير شاملة على كل قديم وأن كانت المنظومة الخالفة الفكرة المجترة من الجبهة الاسلامية القومية فلن يعودوا ثانية الى الكذب والسرية .
م.إسماعيل فرج الله 22يونيو2015م

معارضون ضلو الطريق

بسم الله الرحمن الرحيم
معارضون ضلوا الطريق
انشغل الناس بزيارة الرئيس البشير لجنوب أفريقيا مشاركا في قمة الإتحاد الأفريقي لدورته العادية (22) في مدينة جوهانسبيرج بعد قرار محكمة محلية بمنعه من مغادرة البلاد الا بعد فتوى المحكمة الجنائية الدولية والزام حكومة بريتوريا بذلك .وفي الأساس الأمر يتعلق بصراع سياسي داخلي في جنوب أفريقيا البلد الصاعد على سلم الديموقراطية والحريات وكأحد مراكز النفوذ في القارة السوداء  .فالمعارضة هي من حركت إجراءات البلاغ بمنع البشير من المغادرة حتى وصل المحكمة العليا .وفي هذا مكسب لها بإحراج الحكومة مع التزاماتها الدولية ووفائها لميثاق روما وبين دورها الإقليمي الرائد في  في فض النزاعات وهي أكبر شريك في عملية السلام السودانية  .
وكوم ثالث قياس مدى التزامها  بنظامها الديموقراطي الذي يلزمها باحترام قرارات القضاء وانفاذها كاستحقاق لفصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية . ولكن في الواقع حكومة جاكوث كوبا رجحت دورها الإقليمي على التزامها الدولي .وستستكمل شوط الحراك الداخلي بجدل قانوني وسياسي مع المعارضة من أحزاب سياسية أوجماعات الضغط الحقوقية .
  لندع هذا جانبا وننصرف الى تناول الأوساط السياسية السودانية المواليه والمعارضة . فالموالين لم يبن موقف واضح لامن الحزب الحاكم  ولا من أحزاب الحكومة ولا قطاعاتها المجتمعية  الا من بعض الكتابات  النشاذ والتصريحات الهلامية التي تمجد البشير في شخصه أو تهدد متوعدة إن تم القبض على البشير. لكن حزب المؤتمرالوطني لم يتخذ موقفا سياسيا خلال ال48ساعة مدة محنة البشير  ولم يعلن التعبئة العامة  ولم ينشر بيانات داعمة للبشير . أما الحكومة عبر خارجيتها اكتفت بتطمينات على صحة موقف البشير في المشاركة ولم تنشر معلومات عن حقيقة الموقف  كأنما الحكومة وحزبها الحاكم يدخران موقفا حال القبض على البشير.او ليظهر النظام تماسكا ويبدو مؤسسيا لاينهار لمجرد القبض على البشير . وقد تكون تبلورت عدة سيناريوهات  في أزهان قادته ينتظرون الوقت المناسب لطرحها للنقاش .
أما المعارضة السياسية فقد بدت أكثر نضجا وتعلمت من تجربتها أن مثل هذه المنعطفات قد تكون لعبة العصا والجذرة حاضرة بين الانقاذ والمجتمع الدولي وستنقضي كسابقاتها من رحلة أديس أبابا والرياض وبكين . فلم تكلف نفسها اظهار الشماته في البشير ووفرت على نفسها جهدا في تبرير موقفها وردة فعل النظام الباطشة على قياداتها .وهي تعلم أن البشير لن يسترخص شيئا في سبيل نجاته وان كان الثلث الآخر (دارفور) بعد فصل الجنوب .ولكن أخص هنا بالإشارة حزب المؤتمر الشعبي الذي كان له قول واضح من الجنائية الدولية نصح فيه البشير بتسليم نفسه وان تم شنقه فهو شهيد يجنب البلاد ويلات الحرب والدمار حال مواجهة المجتمع الدولي . وشرعن لذلك بقوله إن أنتقصت العدالة الوطنية لاضير من الإستعانة بالعدالة الدولية وأنه لايمانع من الاستنصار بالفريب ليكف يد القريب العادي على مواطنيه العزل في دارفور .
ولكن موافقة الشعبي على مبادرة الرئيس ومشاركته في الحوار الوطني ألجم لسانه ودجن موقفه فلا هو يستطيع تجديد موقفه القديم بالقبض على البشير فيرجع الى المربع الأول ولا هو يستطيع دعم البشير في محنته ليخسر كسبه النضالي إن تم القبض على البشير فكان الصمت منجاته من مزالق الكلم .
عموما الأحزاب السودانية كانت أكثر نضجا ولم تحشر نفسها مع البشير في جحر الجنائية .فلم تراهن على القبض على البشير فتدلق نفسها على إجراءات مساومة سياسية هي ليس طرفا فيها . وصدت عن نفسها هجمة أعوان النظام الذين في سابقات حتى يغطون على موقفهم المتخازل يهجمون على المعارضة شتما وإعتقلا لقياداتها . فماذا يصنعون وقد بان خورهم وظهرت عوراتهم.
أما المحير في الأمر موقف بعض النشطاء المعارضون وتعاطيهم مع الحدث فقد أظهروا شماتتهم في البشير وفرحوا لورطته دون أن يحركوا ساكنا أوينزلوا الشارع للضغط على جنوب أفريقيا بالقبض على البشير .وأنا هنا لا أخفي موافقتي على قبض البشير حتى نعلم ماذا يصنع النظام بدونه وأين يتجه الحوار بعده وكيف تتصرف المعارضة حينها . فالكل صنع من البشير فرعونا . سدنة النظام لايرون خيرا الا في وجوده والمحاورون لايرون ضامنا غير البشير والمعارضون لايرون خلاصا الا في اسقاطه . فالكل يصرخ البشير ..البشير .. البشير .
ولكني أدهش ممن يدعون معارضة البشير ويرفضون القبض عليه بدعوى الوطنية فالوطنيه تلزمني أن أكف ظلمه وأحارب فساده إن كنت موالي للنظام . والوطنية تكلفني مدافعة نظام البشير ومواجهته ان كنت معارضا أما أن أرفض القبض على البشير وأركن الى ظلمه وأنا أعارضه فهذا موقف غريب فذهاب البشير رأس الرمح في التغيير . وإن عجزت المعارضة عن إسقاطه ربع قرن لماذا ترفض إزاحته بالمحكمة الجنائية وقبلها وافقت على تدخل القوات الدولية والإغاثة العالمية .
وهل عجزنا يعني إستمرار  الظلم والفساد واشاعة الحرب في أطراف البلاد .    فالذي يعيش تحت نيران المدافع وقنابل الطائرات لايهمه كيف ذهب البشير بقدر عيشه في أمن وسلام . أما دعاوي التفريق بين الوطن والوطني في كل حادثة تنوب الإنقاذ يجب أن يلزم بها الحزب الحاكم نفسه أولا وينفصل عن الدولة والوضع الشمولي القائم لايفرز بين الحزب والدولة وبالتالي المطالبة لرفع الحس الوطني في مثل هذه المنعطفات لايجدي فالبشير لايساوي بين مواطنيه ولايحكم بالعدل حتى ينصروه في محنته .بل مبلغ حلم المهمشين الخلاص من البشير ونظامه مهما كان الثمن وبأي طريقة كانت . فطالما بقي الاستبداد لن يتم الفصل بين الوطن  والوطني وكل من يقول ذلك فهو معارض ضل الطريق للوطني.
م. إسماعيل فرج الله
17يونيو 2015م

المؤتمر الشعبي الرؤية بعين واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي ..الرؤية بعين واحدة
في كثير من نقاشي مع أصدقائي في اليسار يقرظوني بمرونة حركة النهضة التونسية ويسألوني أليس فيكم الشيخ راشد الغنوشي? فأرد عليهم سيظهر فينا عندما نرى فيكم المرزوقي . ولكن من الواضح أن المؤتمر الشعبي يحتاج النظر بعمق واستعادة ذكاء الجماعة بدل الاستبداد بالسلطة والانفراد بالرأي الذي أصبح سمة الحركة الاسلامية السودانية شعبي ووطني.
حيث لم يسمع للأصوات المنادية بالحكمة في ادارة الخلاف ومن العيب أن تكون القواعد أبعد نظرا من القيادة .فكان الانشقاق الذي أشعل الحروب وأنهك البلاد .
ولكن إن كان هناك خيرا في مفاصلة الإسلاميين فهي المقاربات الفكرية والمراجعات المنهجية ولحظة الوعي التي يعيشها شباب الاسلاميين تجاه الآخر والتيارات الفكرية والقوى اليسارية ..فرصيد 15سنة من العمل السياسي المعارض المشترك بين المؤتمر الشعبي والأحزاب العلمانية لظلم الإنقاذ ومحاربة فسادها .كان منتظرا منه تحالف على قيم الحرية والمساواة والعدالة والعيش الكريم لشعبنا يخرج السودان من أزمته ويجنبه الاصطفاف الآيدولوجي والمذهبي .وكان الحوار الوطني بارقة أمل مثلها موقف المؤتمر الشعبي الذي حمل تلك القيم الانسانية يجادل بها إخوة الأمس بمنطق الدين والعقيدة وكان المرتجى أن يعود الشعبي بإصلاح النظام يطمئن به المعارضين ويؤمن به المقاتلين لتبدأ من الحوار فترة إنتقالية ومرحلة جديدة من تاريخ السودان. ولكن بذات العين الواحدة والرؤية القاصرة يدير المؤتمر الشعبي الحوار .يعيد نفس الأخطاء حين رأى الاصلاح في اسقاط النظام وذهاب الحكومة بعد المفاصلة متجاوزا كل المخاوف على الوطن والحركة ليرجع لذات الأراء بعد عقد ونصف من السنين .هاهو اليوم يعلن على لسان أمينه السياسي وممثله في مسيرة جماهيرية تندد بأحكام الإعدام على جماعة الإخوان المسلمين المصرية والرئيس السابق محمد مرسي في موقف يملك أخلاقيته التي تنعدم لكثير من شركاه في المسيرة خصوصا أتباع المؤتمر الوطني الذين سكتت حناجرهم عن هتاف المسيرة (يسقط يسقط حكم العسكر).وجاملهم اخوانهم في المؤتمر الشعبي بخفض الأصوات في هتاف (لن ترتاح ياسفاح) وهم يستذكرون اعتراف البشير أن ضحايا الحرب في دارفور عشرة الف فرد. كمال عمر أعلن في المسيرة أن الاسلاميين في السودان سيتوحدون ضد العلمانيين الذين أيدوا إنقلاب السيسي وسكتوا عن الحكم بإعدام مرسي الرئيس المنتخب . الخيبة في تصريح الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي أنه جاء من حزب منوط به بناء الثقة بين الفرقاء السياسيين وأن يستغل علاقاته وتاريخه في تقريب وجهات النظر أما أن يعلن اصطفاف اسلامي علماني في سكوت متحدث ممثل الحكومة عنه لهو مسلك عمل على تجنبه كثير من الناس وسقطة يجب تداركها .
المؤتمر الشعبي ظل يؤكد في تصريحاته تمسكه بالحوار وسكت عن نقد النظام ومهاجمته رجاء نجاحه ولكنه بالمقابل يعلي من نقده لتحالف الأحزاب المعارضة التي كان بالأمس واحدا منها أقلها فاليختشي الاحزاب الاسلامية التي يتظاهر معها اليوم حين ذكرته بالأمس أن تحالفه مع اليسار تحفه المخاطر . ولكن المؤتمر الشعبي مطالب بالحفاظ على رصيده من ثقة اليسار فيه ويمسك بهم بيده اليسرى ويمد اليمنى للنظام ليجمع بينهما على تسوية مرضية للطرفين ويفرح بها الشعب السوداني .والا فإنه سيجد نفسه غدا يعتذر عما يقوله اليوم .وأذكره بمقولة الشيخ الغنوشي :(خسرنا حكومة وكسبنا وطننا ). ومقولة المرزوقي:( لن نتحالف أيدولوجيا مع أحد فنظام بن علي دعمه اسلاميون وعلمانيون ويساريون وقام بالثورة عليه اسلاميون وعلمانيون ويساريون ولكن نحالف كل آمن بالحرية والديموقراطية . ) وعلى الأستاذ كمال عمر أن يفتح عينه الأخرى.
م.اسماعيل فرج الله
25مايو2015م