الأربعاء، 14 أغسطس 2019

ضد علي الحاج

بسم الله الرحمن الرحيم
ضد علي الحاج.
ينشط مجموعة من قيادات الشعبي الوسيطة في ترتيب استقبال حاشد للدكتور علي الحاج محمد مواصلة لحملة تسويقه خليفة الترابي ومنقذ للتيار الاسلامي المعارض من قرار المشاركة في حكومة الوفاق الوطني . ولكن للحقيقة هناك أعضاء أمانة وتيار اسناد الحوار يقفون مع ترشيح د.علي الحاج أمينا عاما للشعبي .ومن باب الجرح والتعديل ومن دون بخس تاريخه وقدراته لم أر للدكتور سهما في تأسيس و تطور المؤتمر الشعبي فالرجل خارج السودان منذ العام 2001م أي أنه توقف عند مرحلة القصر والمنشية وكأنه آثر الإعتزال لإحساسه بذنب المفاصلة فالرجل ماكان يريدها بل هدفه ازاحة ندمائه من السلطة ولكن الأمور فلتت منه وكان المؤتمر الشعبي.
 فالدكتور علي الحاج لايمثل رمز فكري لطلاب وشباب الشعبي فلم نره معتقل من أجل الحريات ولا سجين من أجل العدالة ولا متحدث في الندوات السياسية . ولم نر له موقف مع قضايا الولايات وخصوصا دارفور الا من بعض الطلات التلفزيونية والأحاديث الصحفية .فالرجل يتابع أخبار إعتقال الشيخ وهو يقرأ الصحف في قهاوي بون يخلف رجلا على رجل.
وعندما قرر الدكتور خليل تأسيس حركة العدل والمساواة وتم عقد مؤتمر 2003م في ألمانيا تخازل الدكتور علي الحاج عن الإنضمام اليها بل رفض حتى رئاستها سياسيا كما فعل دريج مع جبهة نهضة دارفور وزاد من خزلانه لحركة العدل والمساواة في مؤتمر ليبيا 2005م .بل عندما يصرح الشيخ الترابي عن الجنائية الدولية ناصحا البشير بتسليم نفسه وقال مقولته الشهيرة clear your name   دفع من عمره سجنا بينما د.علي الحاج لايحفظ له الناس مقولة في شان جرائم النظام .
فكل التاريخ الذي يستدعيه مؤيدوه أنه مؤذن جامعة الخرطوم في الخمسينات القرن الماضي وأنه سياسي ومحاور ذكي ولكنه فشل لعشر سنين في الاتفاق مع جون قرنق بل هو اول من وقع على حق تقرير المصير للجنوب وكان ناشفا فشل فيما نجح فيه على عثمان وان ختلفنا مع نيفاشا ونتائجها الكارثية .
ونذكر الذين يريدون منه آيقونة لرفض المشاركة في الحكومة وعدم التقارب مع النظام أنه كان بوابة علي عثمان في بون لاستعادة ألقه من خلال مبادرة حوار وافق عليها د.علي الحاج في بون 2013م ولكن الشيخ بحدسه رفض ان يكون لعلي عثمان أي دور واشترط استبعاده والجلوس مع الرئيس مباشرة .
وعندما عاد الى الخرطوم لوفاة الشيخ قال نحن نتفق مع الوطني بنسبة 95٪ ووحدة الاسلاميين قادمة .
ولكن لماذا بعض قيادات الشعبي تريد .دكتور علي الحاج.؟
هؤلاء يريدون ان يسجنوا الشعبي في جلباب الحرس القديم ويقوده الشيوخ حتى يعملوا من تحتهم فقد فشل صديق الأحمر فيما فشل فيه الأمين عبدالرازق أن يكونوا ملهمين للشباب وسكت يوسف لبس بعد خروجه من السجن ولم ينشط سياسيا وظل حبيس الإجتماعات . وظل محمد المجذوب نخبويا ينشط في مجال الفكر كما دكتور سليمان حامد متخصص الأدوار التنظيمية واللجان المتخصصة. أما المحبوب عبد السلام أقعدته صراعاته عن أي دور قيادي لسنين خلن .وقنط الناس من ابراهيم عبدالحفيظ لانسحابه في مؤتمر الخرطوم ومزاجيته .أما الناجي عبد الله بعد صمت طال نطق في صراعات شخصية إنصرافية . أما الشيخ الصافي نور الدين والذي هو أحق منهم جميعا بالأمانة العامة إلا أنه ركن الى خيارات النخبة والوصايا على الحزب.
فالقيادات الوسيطة خير لها جيل الشيوخ لعجزها عن انتاج قيادة بديلة لتحفظ مكانها في المستقبل فترشيح أي قيادة شبابية يعني تجاوزها وفقدان فرصها في قيادة الحزب والتاثير فيها لذلك هم يسبحون في جلباب الشيوخ منقسمين بين الشيخين (السنوسي&علي الحاج) .
المؤتمر القادم ليس فيه جديد وماكان بنبقي وهو يعقد بين يدي الانتقال للمنظومة الخالفة فلن يغير أجيال القيادة ولن يجدد فكر السياسة ولن يقرر بشان المشاركة ولكنه مهرجان خطابي لإجترار الزكريات وتأبين الشيخ .
اسماعيل فرج الله
16مارس2017م

نفسنة

بسم الله الرحمن الرحيم
نفسنة

أسبوع فقط وينعقد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي وانه لمن دواعي السخرية أن يكون المؤتمر الاول التأسيسي بعد سبعة عشر عام من البيان التأسيسي للحزب عقب المفاصلة الشهيرة في الرابع من رمضان وتسميته بالمؤتمر العام الإنتقالي في إشارة للاعلان عن المنظومة الخالفة .
كل فرص وراثة الترابي انحصرت في جيله ،الشيخ إبراهيم السنوسي والدكتور علي الحاج والدكتور أحمد ابراهيم الترابي  ويفوت المؤتمر الشعبي على نفسه فرصة تجديد القيادة وتواصل الاجيال وغرق في صراعات المركز ووصاية الشيوخ .وهذا مرض لم ينج منه الحزب الشيوعي بعد وفاة نقد الا بالنظر الى الاقاليم فكان الخطيب قيادة من خارج الصندوق من حلفا الجديدة . فالمؤتمر الشعبي ذاته يعيش نفس الجدل الفكري والتحول السياسي الذي تتصارع حوله تيارات داخل الحزب  بينما يرى تيار الشيوخ وبرعاية المركز انتهاء حزب المفاصلة والانتقال الى المنظومة الخالفة والقفذ فوق الموقف مايعني التقارب مع النظام وحل المؤتمرين الشعبي والوطني والاندماج مع آخرين في حزب ج ديد بل إمعانا في تجاوز المرحلة تأسيس المنظومة الخالفة والإنضمام لها موقف فردي ولا تتخذه مؤسسات الحزب فقط الحزب يحل نفسه .وتذهب مضابطه الى الأرشيف ودار الوثائق السودانية وهذه واحدة من التفويضات التي تحتاجها مجموعة الحكماء والشورى الخاصة من المؤتمر العام .
بينما هناك تيارات واسعة من الشباب ترى ان الحزب يجب ان يمضى في تطوير نفسه والإنفتاح على الآخرين من خلال مراجعات فكرية وتحالفات سياسية مع قوى الحداثة والعلمانية لترسيخ ممارسة الديموقراطية واشاعة الحريات العامة . وبالتالي اي تحالف مع القوى التقليدية او الجماعات السلفية يؤخر مسير الاصلاح المجتمعي لاستيعاب مشروع النهضة . ولكن للاسف الشديد هذا التيار المنفتح عجز عن ابراز قيادة شبابية سياسية تمثله لذلك اصبح خارج حلبة التنافس ويصفق لللعبة الحلوة.وتاجيل طموحة الى مرحلة مقبلة .
اصبحت خيارات التنافس بين الشيخين السنوسي والحاج . وكثير من قوى التجديد تجد نفسها مع الدكتور لظنها قدرته على الحفاظ على قدر من التوازن السياسي ، بينما ترى قوى الانتقال والاستقرار نفسها مع الشيخ وفي ظني اصبح هذا الجدل ترفى يمارسه نخبة المركز بعيدا عن خيارات الولايات وجماهير الحزب في مناطق النزاعات   . فالمؤتمر الشعبي استطاع ان يعبر عن كثير من قضايا الشعب السودان ويقف مع قضايا المناطق المتازمة زائدا على ركوده على تاريخ طويل من النضال السياسي ومن التقصير عدم لملمة هذا الكسب والقذف به من خلال حل الحزب وبناء منظومة جديدة والعملية السياسية في بداية تخلقاتها .
فالحوار انتج تحالفات جديدة في الساحة بانت منها اربعة ،قوى التوافق السياسي برئاسة الشعبي وقوى الوحدة الوطنية  على راسها الحزب الحاكم وقوى المستقبل والقوى  الوطنية .زايدا تحالفات قوى الاجماع الوطني ونداء السودان المعارضة .وهذه اذا وقعت على الوثيقة الوطنية يمكن للشعبي التحالف معها من خلال ماضي مذكرة التفاهم وتحالف جوبا.
الحزب الشيوعي خرج من مأزقه بإنتخاب الخطيب وهو من نوبة الشمال أكبر حاضنة مجتمعية للحزب في السودان والمؤتمر الشعبي ثقله الجماهيري في دارفور  والولايات هي من حسم قرار المشاركة في يناير الماضي وأمناء الولايات أقرب الى نبض الجماهير وتطلعات الشعب وإحتياجاته ولكنهم حتى الآن عرضة للإستقطاب لخيارات المركز بين الشيخين فماذا لو إستلموا زمام المبادرة ورشحوا عبدالله آدم الدومة الأمين الأول لولاية شمال دارفور فالرجل له سهم في المفاصلة وكان احد أركان مبادرة الأمناء وظل يحتفظ بقدرة عالية على المناورة وصبر على الثبات مما اكسبه كاريزما في ولايته واحترام في قيادة الشعبي من خلال جرأته على طرح الخيارات والدفاع عن قناعاته  فرغم الحرب للرجل علاقات مع كل مكونات الفاشر وحكوماتها وقد تم إختياره متحدثا باسم الولايات في ليلة تأبين الشيخ يوم رفع العزاء وكان هو الصوت الرسمي الوحيد المدافع عن قرار المشاركة صبيحة الجمعة والذي كان يرد على الناقدين ويجيب على المتسائلين   في هدوء واحترام .
إختيار قيادي ولائي لقيادة الشعبي وإنتخابه أمينا عاما للشعبي فيه إحترام للحزب ،فكره ومواقفه وعضويته وتقدم عبدالله الدومة حصاد لمواقف الشعبي مع قضية دارفور وصعوده يفتح الأمل هناك ويطمئنوا لاستحقاقاتهم  وعدالة مطالبهم .
هذه خواطر وأحلام يغظة  ولكن الواقع   يفرض نفسه  .
ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام
اسماعيل فرج الله
18مارس2017م

قبل المؤتمر

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل المؤتمر
غدا بمشيئة الله ينعقد المؤتمر العام للشعبي ويظن كثير من الناس أن الرهان على منعقده لحسم كثير من الملفات، تعديلات النظام الأساسي ،والموقف من المشاركة ،وانتخاب أمين عام خلفا للترابي. ولكني أراهن على الأجهزة الدنيا هيئة القيادة ومجلس الشورى اليوم. ففيهما تداول الرأي وتقليب الخيارات وعودتنا هذه الأجهزة الشورية في اتخاذ القرارات وفق المنطقية وبكل عقلانية ومسؤولية بعيدا عن العواطف والتشنجات كما حدث في يناير  الماضي عندما اتخذت القيادة قرار المشاركة بالإيداع ولم تستجب لضغط القواعد والرأي العام .
بذات النهج ستحسم القيادة ملف تعديلات النظام الأساسي وستأكد على قرارها السابق بالمضي قدما في المشاركة وستحسم الشورى من يتولى الأمانة العامة ويبقى المؤتمر العام مباركة المتفق عليه وترجيح أحد مرشحي الشورى ، والذهاب اليوم التالي لإحياء ذكرى الشيخ الترابي على شرف الضيوف . فقط هنا أذكر إخواني في مجلس الشورى أن يتقوا الله في ديننا ويبتعدوا عن كل موقف مسبق ويتحرروا من كل استقطاب حاد وليكن الإنحياز لأفضل الخيارات قناعة فردية تبرئ بها زمتك أمام الله ومن فوضوك لإدارة المرحلة . صحيح السياسة إدارة للواقع  والمشكلات الإقليمية حاضرة  والمواقف من النظام ضاغطة والخلافات الشخصية حاضرة وستحرمنا من قيادات شجاعة وصادقة ومجربة ولكن العشم أن نسموا فوق الجراح وننعتق من قيود الإنحطاط البشري وكوابح النهوض الأممي لنقدم نموزج للأحزاب السودانية والحركات الإسلامية الإقليمية من حولنا.
أيا كان قرار المؤتمر فلن أجد حزبا مثل الشعبي تواليت مع عضويته بالطوع وتواصلت مع قيادته بالنصح وساهمت فيه عاملا بالاستطاعة وأحشد لخياراتي بالإقناع وأجهر بالرأي الناقد فلم أتعرض للكبت او الإقصاء من أجهزته التنظيمية ولم ينقص ذلك من الود والاحترام بيني وقيادة الحزب وشيوخه بل كانت كتاباتي سببا لمزيد من التواصل وتعميق التعارف  بيننا وكانوا يضعونا أمام التحدي بكتابة مانراه ونقدمه لهم لدراسته . حزب قائده الترابي وأمينه السنوسي وينافسه علي الحاج فمن مثله. يدير شوراه بشفافية وتحكم مؤسساته بالأغلبية فلن نخاف عليه من أسباب التفرق والشتات. بل يقيني ستنطلق مرحلة مهمة بعد المؤتمر بعقد العزيمة والتوكل على الله فقد وجد كل منا حقه واستغل فرصه ولم يبق غير الرضا بقرار الشورى والتزامه ومن لم يعجبه او تأخر خياره  فليستغفر الله من نوازع الشيطان فالخير في  الشورى ويد الله مع الجماعة.
فاذا فرغت فانصب.
اسماعيل فرج الله
23مارس2017م

كلنا علي الحاج

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا علي الحاج
أثبت المؤتمر الشعبي بإنعقاد مؤتمره العام يومي 25-26مارس 2017م أنه حزب كبير وجماعة محترمة وفية لعهودها ملتزمة بالشورى تمارس الديموقراطية بكل حرية وشفافية وأن المؤتمر الشعبي حزب وطني سوداني قومي كأبهى تجليات الحركة الاسلامية في ممارستها السياسية وتطورها الفكري وانفتاحها الجماهيري .
المؤتمر الشعبي أمل الشعب السوداني في التسوية السياسية والوفاق الوطني من خلال ضمانه للحوار وثقته في الرئيس البشير وتمسكه بمخرجات الحوار والعمل على انفاذها بما يحقق السلم ووقف الحرب ومعالجات اقتصادية تخفف أعباء المعيشة عاجلا ونهضة اقتصادية آجلا بكل شفافية لإعمال دولة القانون والدستور من خلال تمكين الحريات العامة  .
إن انتخاب الدكتور علي الحاج محمد أمينا عاما للشعبي له في حد ذاته رد عملي من هذه المنظومة الراسخة على كل المشككين في قدرات المؤتمر الشعبي التنظيمية واتاحة الفرص المتساوية وتطمين لكل المشفقين عليه من بعد وفاة الشيخ الترابي عليه رحمة الله ليكون الوفاء العملي لذكراه هذا المؤتمر وهذه الممارسة الراقية للشورى.
ولم يخب ظن المراهنين على الرجل فقد ارتجل كلمة ضافية المعاني واضحة الكلمات دقيقة الألفاظ لم يترك شاردة الا حواها ولم يترك سؤالا حاضرا والا أجاب عليه بعد أن ترحم على الشيخ الترابي ومدح سلفه الشيخ السنوسي.
وقال :(يجب أن نبني على اللبنة  لا ننغض اللبنات وان نمضي للأمام وإذا في كلمة سر بيني وبينكم فهي الوحدة وسنكون أوفياء لوحدة الحركة الاسلامية وسنكون أوفياء لوحدة السودان  وسنكون أوفياء للسلام وسنكون أوفياء ضد الحرب ووقف القتال سنكون أوفياء لعهدكم أنتم الذين كلفتموني هذا الأمر بمنهج الشورى والحرية بيننا نتشاور ونتحاور مع الآخرين . وأكبر قضية عندنا أننا جنحنا الى السام وكنا نحسب الحوار يستمر شهور معدودة معلومة ولكن شاءت إرادة الله أن يستمر سنين عددا وصبرنا على السنين وسنصبر على مخرجات الحوار لتصبح واقعا ونعاهدكم أن نتمسك بها ولا رجوع للوراء ونعلم ان الحوار أتى من الرئيس وهو عهد سياسي بيننا والفئات الأخرى. والحوار يتنزل على الدستور وعلى القانون وعلى السياسات .نعم هناك اشكالات وهناك صعوبات ولكن سنصبر. وللعالم الخارجي أجندته ولكنه لايتدخل في كل شئ وإذا تدخل فالضعف عندنا. ورسالة للعالم الخارجي أننا دعاة سلم وسلام ولن نتنكر للاسلام ولسنا مسئولين عن كل فرد .نحن شعاراتنا واضحة أطروحاتنا واضحة  تجاربنا واضحة ونعاهدكم أن نظل على العهد وعلى الوحدة وليس هناك مجال لمفاصلة جديدة بل وحدة ونمضي للامام. ولسنا طلاب سلطة وكثير من الناس ربطوا قرارات القيادة بالمشاركة وصوروها كأنها مبادلة بين الحرية والسلطة نحن لسنا طلاب سلطةولكن الحريات لابد منها وحتى يطمئن الناس كل زول يكون قاعد في كرسييه ولكن للكرسي ثمنه وثمنه مخرجات الحوار والذي يعمل بالحرية ومخرجات الحوار نحن معه فالكتالوج مخرجات الحوار والشعب السوداني ينتظر منا الكثير ونتمسك بالحريات كلها ونتمسك بالحكم الإتحادي ويجب ان نخاطب القضايا الإقتصادية وقضايا المعيشة ونتمسك بالقضايا الإجتماعية  وبمقدورنا أن نفعل الكثير وعندنا بضاعة كويسة يجب أن يكون البياعين كويسين وستكون الشورى بيننا والأبواب مفتوحة ومن أراد أن يتحدث بكل حرية نحن لانتحفظ واي قرار يتخذ فهو اجتهاد بشري يصيب ويخطئ ولكن يجب أن يكون عندنا نوع من السماحة والكلمات الرفيعة التي نستعملها وكلنا مع بعض وليس هناك زول مع أوضد على الحاج وكلكم ناسنا انتم مني وأنا منكم فجبهتنا الداخلية موحدة والمثل الذي ضربه الأخ السنوسي يجب أن نعيده وفي الختام نسأل الله أن يوفقنا أن نرعى الحقوق والواجبات والمواثيق وحسبنا الله ونعم الوكيل.) انتهى الإقتباس .
بهذه الكلمات الواضحة يبتدر الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.علي الحاج محمد مسئوليته مخاطبا المؤتمر العام متمسكا بالحوار ماضيا في المشاركة ولسان حاله يقول ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .وبذات الوضوح نردد عهدا لله نبايعه جندا لله وانصارا.
اسماعيل فرج الله

27مارس2017م

عمره الكلب ما ينعدل ديله

بسم الله الرحمن الرحيم
 جهاز الأمن .. عمرو الكلب ماينعدل ذيلو 
الصحف الصادرة من الخرطوم حملت نبأ منع السلطات الأمنية قيام ندوة سياسية في جامعة أمدرمان الاسلامية ضمن منشط طلابي نظمه المؤتمر الشعبي قبل يومين كان مأمولا أن يتحدث فيها الاستاذ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الذي يعيش حالة من التماهي مع النظام ويتمسك بعملية الحوار المأزوم . ولم يشفع للأستاذ كمال عمر مواقفه المهادنة للنظام ولاتصريحاته الداعمة للبشير.بل أكثر من ذلك فالمؤتمر الشعبي ولاية نهرالنيل لم تحفظ له سلطات الأمن سابقته في حوار الاسلاميين ودعوته الصريحة لوحدة المؤتمرين حين عرقلة قيام ندوة سياسية في منطقة حجر العسل شمال الخرطوم ومنعته من دخول جامعة وادي النيل لذات الغرض . ولكن الفعل المشين الذي يشبه هذه العقلية المستبدة هو ما قامت به قوات الأمن في عطبرة وهي مدججة بالسلاح من غزو دار الحزب الشيوعي السوداني بعطبرة وشخبطت شعاراته المناهضة للانتخابات والداعية لمقاطعتها المكتوبة على حيطة داره ولم تنس القوات الغازية أن تغشى مكتب حزب البعث العربي وتمزق لافتاته المعلقة على جدرانه الداعية لمقاطعة الانتخابات .واستدعاء الاستاذين عادل الشيخ عن حزب البعث والاستاذ القطي عن الحزب الشيوعي وما جعلني أرفع حاجب الدهشة هو تمادي جهاز الأمن واصراره على تأكيد عدم احترامه للقانون وخصوصاً قانون الانتخابات التي يصر النظام على أنها استحقاق دستوري يوفي به ولم يدر هذا الضابط المستجد أنه بفعله هذا يسئ الى العملية الانتخابية برمتها المشكوك في نزاهتها أصلا والمختلف على قيامها في موعدها . ولعدم خبرة مدير وحدة عطبرة لصغر رتبته وحداثة تخرجه استخدم تكتيك ماقبل الحوار وهو التعدي على الحقوق السياسية والحريات العامة ثم فتح بلاغ في النيابة وتحويل السياسيين الى الشرطة وجرجرتهم في المحاكم ثم الافراج عنهم بشطب البلاغ .,وليقرع رجال المباحث بابي القيادي في الحزب الشيوعي ورفيقه في حزب البعث ويستدعيا الى الشرطة لمواجهة بلاغ الشاكي فيه جهاز الأمن عطبرة وفي ماذا في لافتة معلقة قبل ثلاث شهور تهني الشعب السوداني بالاستقلال وتتمنى العام القادم عاماً للخلاص .
 جهاز الأمن أراد أن يسهم في تهيئة المدينة لزيارة الرئيس الأسبوع المقبل فمثلما تقوم المحلية بنظافة الشوارع وانارتها قرر هو ازالة كل ملصقات المعارضة وشعاراتها حتى يصدق الزائر أن كل الشعب الشوداني يؤيده وأن ناس عطبرة يحبونه. ولكن الملازم بغزوته هذه سمم أجواء الانتخابات وأكد فشلها في اتاحة الحريات أيام الدعاية الانتخابية .وليته شف  عن زملائه في حجرالعسل وأمدرمان كيف يقوم بمهمته بأقل خسائر.
م.اسماعيل فرج الله
28مارس2015

مأزق الهوى والهوية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة الشعبية مأزق الهوى والهوية
طرحت الحركة الشعبية مشروع السودان الجديد وقالها الراحل جون قرنق: الدين لن يوحدنا العروبة لن توحدنا الأفرقانية لن توحدنا .السودانوية هي من توحدنا .ولكن الحركة الشعبية رغم وجود الاستاذ ياسر عرمان في كابينة القيادة الا ان أدبيات المقاتلين كانت تعبئهم ضد المندكورو  واستعمار الشمال وظلم الخرطوم لجوبا . هذا التناقض بين مشروع السودان الجديد وخطاب تجنيد المقاتلين قاد الى انفصال الجنوب وانحسار نفوذ الحركة الشعبية شمال في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وتم تجديد الحرب تحت ستار مطالب التنمية وظلم التهميش لأبناء المنطقتين .
الأحداث العالمية وتوتر أوربا من الهجرة غير الشرعية وزيادة قلق أمريكيا من تنامي الإرهاب وحالة الفوضى الإقليمية من حولنا  جعل استقرار الدولة الوطنية في المنطقة (الشرق الأوسط) استراتيجية الغرب الجديدة حسب تقرير مادلين أولبرايت . وبناء على هذه الاستراتبجية تتم تسوية النزاعات والحروب في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان الذي كان الحوار فرصة مواتية لم يتردد الغرب في دعمه والضغط على المعارضة والحركات المسلحة بالانضمام اليه .وحسب الاستراتيجية يتم التسوية من أعلى لذلك كانت برلين وباريس وأديس أبابا محل اجتماع القادة المعارضين مع الحكومة للتفاوض وانهاء الحرب .
هذا الواقع جعل مساحة المناورة للحركات المسلحة ضيقة وخصوصا الدارفورية  منها وماطلت الحركة الشعبية بملف المساعدات الانسانية ولكن تحت ضغط والحاح الادارة الأمريكية قبلت المبادرة الأمريكية لتوصيل المساعدات للمتاثيرين في مناطقها  .ولم يبق غير الملف الأمني الذي حسب السياسة الأمريكية دمج المتمردين في الجيش النظامي او الدمج والتسريح حيث لامجال لسلاح خارج القانون .
هذا الواقع الجديد يفرض على الحركة الشعبية التحول الى النضال السياسي المدني لتمكين مشروع السودان الجديد مما يفرض عليها التحول الى حزب قومي لاينحصر في المنطقتين وحتى يتسق مع خطابها السياسي. لذلك تم انضمام عدد من القادة الميدانيين  لحركة جيش التحرير عبدالواحد نور في دارفور واعلان انضمامهم للحركة الشعبية حتى يكون للحركة وجود معتبر في دارفور في ظل تبني الخطاب العلماني للحزب الجديد المدعوم من اليسار .
المشروع السياسي القومي للحركة الشعبية تصادم مع الخطاب العسكري  وشعر المقاتلين في كاودا أن ثمرة قتالهم ستوزع على شركاء جدد وأعوان سياسيين مفترضين مما يقلل نسبة كسبهم  فكان موقف عبدالعزيز الحلو الرافض لدمج الجيش الشعبي في القوات المسلحة السودانية  حسب السياسة الأمريكية والتي وقع عليها وفد الحركة الشعبية المفاوض .لذلك تم رفض استقالته وتبنى مجلس التحرير منطقه وحصر أهدافه في جبال النوبة لتحقيق اكبر قدر من المكاسب وماالحديث عن تقرير المصير الا مناورة لتحقيق اهدافهم وفصل قضيتهم عن أي إقليم آخر أو أي تسوية قومية حتى تكون مغانمهم واضحة .
الحركة الشعبية تقوم على تبني قضايا الهامش كحاضنة جماهيرية لتحقيق برنامجها السياسي (السودان الجديد)على فلسفة ثورة الأطراف الشيوعية ولكنها تصطدم بتعنت النوبة في الجيش الشعبي وحرصهم على جني ثمرة قتالهم وهذا يخلق تحدي جديد للحركة الشعبية اذ كيف تستطيع الخروج من هذا المطب سالمة للدخول لمرحلة التحول السياسي أكثر انتشارا في السودان كسابقها بعد عودة جون قرنق وحال فشلها يبقى الخيار الوحيد أمام اليسار السوداني كحزب جماهيري حزب المؤتمر السوداني وهذا ما ستكشف عنه الأيام.
اسماعيل فرج الله
30مارس2017

هل يعي علي الحاج الدرس

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يعي علي الحاج الدرس من قرنق
في لقاء خطابي بالنادي الكاثوليكي مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم سمعنا فيه رأي قادة الدولة والحزب وأمناء القطاعات بالحزب حين استنطقوا بين يدي أزمة الاسلاميين ليصبح القوم على قرارات 6صفر الشهيرة التي بموجبها تم حل المجلس الوطني وتجميد أمانة الحزب وبها خرج د.الترابي من الحكومة وكون  حزب المؤتمر الشعبي فيما عرف بالمفاصلة . في ذلك المساء الشتوي التقينا مجموعة من شباب الاسلاميين بولاية نهرالنيل حضرنا من عطبرة خصيصاً لنشهد ذلك اللقاء ،جلسنا جانباً مع المهندس /محمد سليمان جودابي المسئول بقطاع الطلاب الاتحادي حينها والوزير بولاية النيل الازرق الحالي ،بعد أن تبين لنا حتمية الانشقاق سألناه عن وجهته القادمة نستهدي برأيه وما يعرفه علنا نلتزم الطريق الصحيح فكانت اجابته محبطة للعشم الكان فيه حيث قال :( أعاين بي جاي أجد شيخ علي وأعاين بي جاي ألقى شيخ علي ) في إشارة الي الدكتور على الحاج المناصر للشيخ الترابي والاستاذ علي عثمان المساند للرئيس البشير فإنفض الشباب من حوله دون أن يختم حديثه وهم أكثر قناعة بأن جودابي للسلطة أميل ولم يخب ظنهم فيه ،المهم أن موقف الدكتور علي الحاج نائب الأمين العام والاستاذ علي عثمان نائب الرئيس أشكل على كثير من الاسلاميين وأغلبهم إتخذ موقفه من ثقته في أحدهم .
الدكتور علي الحاج خرج مبكراً بعد الانشقاق وفضل الهجرة على ظلم ذوي القربى ،وعاش حياة هادئة يستمتع بالحرية كما قال ولم يكن ناشطاً بالقدر الكافي رغم اصرار د.الترابي على تسميته نائباً له في الحزب الى أن تم إعفائه من هذه المهمة مؤخراً وكان هذا القرار من الترابي محل تساؤل الكثيرين الي أن استبان الأمر أخيراً بمبادرة العليين .مما يعني أن للدكتور علي الحاج موقف جديد لم يرض قيادة الداخل .
أما الاستاذ على طه ظل لسنوات يلتزم قضاء عطلة سنوية منذ العام 1992م لمدة 45يوماً وغالبها الشهر بين لندن وعمان وأنقرة وأخيراً بون يصحب فيها أسرته للنزهة ويراجع هو بعض أحواله الصحية ففي إحدى هذه الاجازات إلتقى في العام 1992م دكتور قرنق بلندن بصورة شخصية وعرض عليه حكم الجنوب في ظل حكومة اتحادية ولكن قرنق استهان بالعرض بعد أن أغرى به الوشاة ليقبل به بعد عشرة سنين وينفصل الجنوب ويخسر قرنق مشروعه (السودان الجديد) ,أما حوار الحاج وطه في بون رغم تأكيدهما أنه كان في إطار إجتماعي إلا أنه أحدث ضجة سياسية اضطرت طه لعقد مؤتمر صحفي والحاج الى لقاء تلفزيوني ليبينا للناس . فطه أكد على اللقاء وما فيه من إعترافات من الطرفين بالمسئولية عن منتهى الأحداث بالسودان وابداء الاستعداد للعمل سوياً من أجل مخرج يسع الجميع بينما أكد الحاج على نقاشهما للمشكل السوداني العام وليس الدارفوري بالذات وأبدى اطمئنانه لصدق النائب في ايجاد الحل واطمئنانه على وحدة ما تبقى من السودان وأن مثلث حمدي ليس الا مشروع اقتصادي تعتمد عليه الحكومة وليس مشروع سياسي يتبناه المؤتمر الوطني لفصل دارفور .
وبالنظر الى هذه التاكيدات من جانب طه والاطمئنان من جانب الحاج نظن أن هذه المخرجات لا يمكن أن تكون نتاج جلسة اجتماعية لعيادة مريض أو ونسة على فنجان قهوة في بلاد الغربة كعادة السودانيين الذين ينسون خلافاتهم بالخارج . فالكتاب الأسود صدر قبل الانشقاق وكان يمثل نذره وعليه يمكن تصنيف لقاء الاستاذ والدكتور حوار الغرب والبحر بين الاسلاميين وهذا يمثل جند داخل البيت الاسلامي هرب من تأكيده الاثنين ليوهمونا بالايمان بوحدة ماتبقى والحرص على المستقبل فأي حل للأزمة الوطنية يرتكز على معالجة قضية دارفور الحالية وهي نتاج خلافات الاسلاميين ولن تحل الا بتجاوز هذا الخلاف ليتفرغ الجميع لحل المشكل الاقتصادي والاجتماعي اما الحلول السياسية تمر بشرط اطلاق سراح المحبوسين على ذمة الحرب في دارفور ومما عرف عن الرجلين عن خبرتهما في التفاوض من اجل السلام نجدهما قد وضعا المنشار على العقده فحل أزمة دارفور وإزالة حالة عدم الثقة بين المؤتمرين والتعاون المشترك لحل أزمة الوطن هي مفتاح الحل ،وهنا نذكر بعرض علي عثمان للدكتور قرنق بلندن بحكم الجنوب والحفاظ على وحدة السودان ليتلكأ قرنق فينفصل الجنوب ولكن هل الدكتور علي الحاج واعي للحظة التاريخية وهو القادر على انتزاع الحقوق وردها لصاحبها لما يملكه من بعد قومي بناه بجهد السنين وبعد اسلامي يمكنه حل أزمة الفرقاء وهو ليس السهل الذي يستغفله الطامعون  فشهادته بصدق النائب وحرصه على الحل لن تأتي بانطباع من جلسة عابرة ولكن يقيني ان هناك حواراً طويلة جرى بين النائبين مؤخراً  أو كثيفاً جرى في بون تم تتويجه بهذه الوثيقة التي يبشر بها الحاج .
عموماً نحن ننتظر العرض الذي قدمه علي عثمان للدكتور علي الحاج ليمثل الضمانة للحل وهل هو عرض إقليمي خاص بدارفور أم حزبي للمؤتمر الشعبي أم خاص بالدكتور علي الحاج؟
م.اسماعيل فرج الله
31/3/2013م