السبت، 22 ديسمبر 2012

قوش والبرنس الشطب المجحف والاعتقال المذل


  1. بسم الله الرحمن الرحيم
  2. قوش والبرنس :- الشطب المجحف والاعتقال المذل
لازالت تراجيديا المحاولة الانقلابية الأخيرة مستمرة ولا أعني هنا ما أعلن عنه أخيراً من محاولة انقلابية ثالثة بقيادة عقيد بالقوات الخاصة وهي للعلم الوحدة العسكرية التي ينتمي اليها المشير معاش  البشير قائد انقلاب الانقاذ وهي من هذا الباب محل فخر القوات المسلحة مما يغري قادتها  بتسلق المجد من تشويق حكاويه في كتيبتهم، المحاولة التي أعني تلك التي أعتقل قادتها قوش وود ابراهيم فقد اجتهد معدها في قطع الطريق على دعاوي الاصلاح واقصاء المنادين به من داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية خصوصاً بعد مؤتمر الحركة الاسلامية وما كان يظن سادة النظام ولا مهندسوا المبادرات أن التململ وصل تلك المناطق الحساسة من النظام . والذي زاد الأمر غرابة أن الداعين لمحاربة الفساد واتاحة الحريات هم ضباط بالقوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني وبالقطع ستكون الشرطة أفضل حالاً منهما لكونها أقرب للحس المدني منها للعسكري وغالب ضباطها نالوا دراسات قانونية مما يؤهلهم لاحترام القانون والغضب من عدم احترامه وان كان متجاوز القانون أحد أعوان النظام أو قادته وبنفسي شهدت عدد من الحالات التي اصطدم فيها ضباط الشرطه ببعض محسوبي النظام رغم معرفتهم أن ذلك قد يكلفهم وظيفتهم أو النقل والابعاد . ومصدر الغرابة الذي أربك النظام هو دعوة تلك الأصوات للاصلاح وبصوت عالي والدعوة للتفاكر حول الحلول بجلسات ومنتديات رغم المرجو من منسوبي الأجهزة الأمنية العمل السري ولكن لأن أغلب الضباط في قيادة هذه الأجهزة هم دخلوها من باب التمكين للمشروع الاسلامي والاستجابة للتعليمات التنظيمية وهم بالأساس كوادر سياسية لها قدرة عالية على ادارة العمل التنظيمي والتحليل السياسي لما نالوه من تدريب وتأهيل خلال عملهم بالجبهة الاسلامية فهم يعرفون أن لا فوارق بين الأخوان هنا وهناك وليس هناك أي مساحة لأي عمل سري لتشابك الخطوط ووحدة الفكرة حيث يصعب اكتشاف أي اختراق أمني فأسلم طريقة لحشد التأييد ومعرفة الأنصار هو العمل العلني بحيث لايصبح هناك سر يخافون من افشائه . لذلك كانت دعاويهم واضحة ايجاد مخرج سياسي من الآزمة الطاحنة التي تكاد تعصف بالبلاد مع محاربة الفساد وتحقيق العدالة بالاتفاق مع القوى السياسية المعارضة والحوار مع الحركات المسلحة حيث تم الاعلان عن توقيع 700 ضابط لمذكرة تطالب بالاصلاح واقالة وزير الدفاع ثم أخيراً يجري الحديث عن توقيع 1000 آخرين يطالبون باطلاق زملائهم المعتقلين، فكان الاخراج لها بهذا الشكل بدعاوي الانقلاب والتخريب حتى يعزلوا عن محيطهم الحركي وخاصة ذو الطابع الجهادي بتصويرهم بالانقلابيين الخارجين عن الأطر التنظيمية ومخاطبة عموم المواطنين بأنهم يسعون لتخريب الوطن وزعزعة أمنه ولأن بعض المتشددين لاينكرون الانقلاب كحل أخير تم الاعلان عن تعاون الانقلابيين مع بعض المشعوذين للتشكيك في عقيدتهم وعزلهم من محيطهم الأصولي . ولكن كما ذكرنا سابقاً أن معد هذا السيناريو فات عليه أنه كشف ظهر النظام بفعلته هذه .
هذا ما رمى اليه سادة النظام من مسرحية الانقلاب ولمهم مبرراتهم ، أما بعض القوى المعارضة لم تخفي شماتتها ولم تستر انتهازيتها باستمتاعها بفصول مسرحية نظام البشير فالبعض منهم لم يبخل ببعض المشهيات أو توزيع المكسرات مجاناً على جمهور المشاهدين من شماتة على المعتقلين أو الايعاز أن هذا الفصل المسرحي صحيح للتأكيد على فكرة براغماتية الاسلاميين وأنهم لايجيدون غير استخدام القوة ولايملون صراع السلطة ، بل دبجوا في ذلك المقالات  وأطلقوا لاقلامهم العنان يتوهمونها الفرصة الأخيرة في تكرار ممل قبل أن يفيقوا الى عداد السنين الذي قفز على العشرين وهم لايستفيدون من تجاربهم ولا يتعظون من غيرهم .
الفريق صلاح قوش دافع عن الانقاذ وأمسك بأصعب الملفات منذ مصنع اليرموك وتأمين البترول وادارة العمليات استطاع أن يحمي الانقاذ عشرون عاماً ورغم اختلافنا معه حول وسائله في ذلك لكن الضغط الكثيف الذي تعرض له من المعارضين كان كاف أن يرديه المهالك أو الانزواء الى طي النسيان لكن الرجل استطاع أن يلعب دوراً عالمياً بتعاونه الدولي لمكافحة الارهاب والتطرف حتى شطح البعض باتهامه بالعمالة للأمريكان . ثم دلف الى القوى السياسية يحاورها حتى تندر البعض من أن الحكومة تدير ملفاتها السياسية بعقلية أمنية أي بمعالجات جهاز الأمن الذي على رأسه قوش ، حتى زاحم في ذلك الحزب الحاكم الذي صرعه خارج المؤسسة الأمنية في صراع شهير على شاشات التلفزة ، ولكن الرجل لم ييأس أو يجلس محبطاً في بيته بل استمر في التأسيس لقناعاته بالحوار مع القوى السياسية من منصبه الجديد مستشاراً للأمن وهذا ما اعترف به الامام الصادق بعيد اعتقاله . المراد أن هناك قناعة تولدت لدى قوش بوجوب الحل السياسي وحتى لايقول قائل عنه أنه أتى متأخراً فالمهم سعيه للاصلاح من موقع مسئوليته ودفع استحقاقاً لذلك وظيفته وها هو الآن معتقلاً يدفع ثمن قناعاته والله حده يعلم مستقبل مصيره ،وفي اعتقادي أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه قوش هو اعتقاده أنه يحمي مشروع حركة يتجاوز الأشخاص وحاول العمل من هذا المنطلق ولكن الحقيقة أن الانقاذ أصبحت مشروع سلطة لحماية فرد بل أصبح مدح البشير واغداق الاوصاف عليه واحدة من فروض الولاء للنظام فأصبح مسموحاً بكل نقد داخل النظام الا لشخص الرئيس وما درى قوش أنه دخل المنطقة المحظورة التى اطاحت بالترابي  . فتبارى جنود البشير في التنكيل به حتى يبرئوا أنفسهم ويؤكدون فروض الطاعة . فكانت نهايته مزلة لاتشبه مآلات كثير من الاشباه في الانظمة العربية والاقليمية التى تحجر على المتفلتين والناقدين من قادتها أو تفرض عليهم الاقامة الجبرية أو في بعض الحالات النفي خارج البلاد لكن قوش كان مصيره السجن فيما غير رحمة أو لمسة وفاء لعطائه السابق وهذا لعمري يولد حالة من الاحباط والارباك وسط الأعوان . وهذا ان حدث لشئ غير أنه خرج أبعد من الدائرة المسموح له بها من السلطة وكل من ينازع البشير في حكمه لن يجد شفيع ولا تاريخ يغفر له فهو ليس الا موظف يعمل بمقتضى ارادة الفرعون وكل صاحب ارادة ذاتية غير مرغوب فيه مهما كانت منطلقاته . وهذا بالقطع ما حدث للاعب الهلال هيثم مصطفي الذي عزفت لحبه الأناشيد وتغنت بموهبته الجماهير ولكنه أن كان قائد وكابتن الفريق الا أنه في النهاية لاعب كرة قدم وأي تطاول لأخذ دور اداري خطأ لن تشفعه له سبعة عشر عاماً قضاها لاعباً بالهلال ولم تمنع الجماهير المعتصمة شطبه فكان الطريق الوحيد المفتوح له لرد الاعتبار التسجيل بالمريخ لاغاظة شاطبيه وتاكيد جدارته رغم انقسام المريخاب حول تسجيله فلولا اعتقال قوش هل كان سيعلن انضمامه للمعارضة التي بلا شك ستنقسم حوله وقد فعلت وهو معتقل .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 22/12/2012م

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

الحركة الاسلاميةالبصيرة ام حمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة الاسلامية :البصيرة أم حمد
القصة في الأدب الشعبي أن ثوراً ورد ماءاً من زير فأدخل رأسه ليروي عطشه فشرب ولم يستطع اخراج رأسه من الجرة فتم الاستعانة بالبصيرة التي أفتت بقطع رأس الثور لنزع الزير سالماً وعندما أرادوا اخراج الرأس منه أمرت بكسر الجرة فمات الثور وانكسرت الجرة ، وهذا ما حدث من الاسلاميين في السودان عندما أرادوا أن يشربوا من بحر الدين الذي يؤمنون بشموليته وضرورة عودته للحياة العامة سياسة للحكم وشريعة للمجتمع فما أن أدخلوا جماعتهم في المنافسة السياسية وتحويلها لحزب سياسي ينافس على الحكم حتى وجدوا أنفسهم مضطرين بالانقلاب على الديموقراطية واستلام السلطة بالقوة العسكرية وظنوا  بفعلتهم هذه يروى ظمأهم لتطبيق الشريعة الاسلامية وطرحوا المشروع الحضاري وبعد تمكينه في السودان ودانت لهم السلطة وخضعت لهم الدولة وحتى ينفردوا بالحكم قرروا اخراج الحركة من السلطة ولضيق الماعون قرروا قطع الرأس بخروج الترابي واقصائه ويحنطوا الحركة التي أصبحت ميتة في تابوت الكيان الخاص وظنوا بذلك ستفتح لهم خزائن البنك الدولى ويرضى عنهم النظام العالمي وتنفتح عليهم العلاقات الخارجية مع استخراج البترول واستشراف النهضة ستقبل عليهم الدنيا بزخرفها وأزينت لهم ولكنه السراب فما لالبثوا أن وعوا على حقيقة الحصار المطبق والحروب المتجددة في دارفور وأمر قبض الجنائية التي تطارد الرئيس كلما ركب الطائرة والاحزاب السياسية التي لم تنهكها الانقسامات ولم تقتلها الاعتقالات تزداد حركتها الاحتجاجية وتتململ الجبهة الداخلية فكان القرار بفصل الجنوب حتى تخرج الحركة الاسلامية من القمع الذي دخلت فيه وهي تبشر بالجمهورية الثانية وتطبيق الشريعة الغير مدغمسة بعد ذهاب الجنوب فالشمال جله مسلمين ولكن الحال بقي على ما هو عليه فكان القرار الأخير باعادة احياء الحركة الاسلامية وتجديد هياكلها وبناء مؤسساتها وفور انعقاد المؤتمر العام كان الهم كيف السيطرة على الجموع الغاضبة واسكات الأصوات المرتفعة بالاصلاح فكان عدم التصعيد لبعضها والترغيب للآخر والترغيب للبعض ومن لم تنل منه تلك كان التصويت بهزيمته الحل النهائي الناجع مع التمشدق بالشورى والمؤسسية فكانت النتيجة الكارثية أحبط الصادقون وغضب الاصلاحيون فخسروا قواعد الحركة المساندة للنظام وكان المؤتمر مهرجاناً لمدح السلطة والتغزل فيها وانتخب قيادات تنفيذية تدير الحركة الاسلامية بعد تدجينها بلوائح ونظام اساسي جعلها من روافد السلطة المطيعة فانفض القوم وهم أكثر قناعة أنهم بعدوا عن بحر الدين الذي أرادوا وروده ، وخسروا المؤتمر الحزب الحاكم الذي شعرت بعض قياداته ناهيك عن قواعده أنها بعد أكثر من عشرون عاماً من التكبير والتهليل والدعم لتطبيق الشريعة أنهم خارج تصنيف الحركة الاسلامية وقد ينتابهم شعور باستغلالهم رغم نفعيتهم واستئثارهم بالسلطة واكتنازهم للثروة وأصابهم الغبن بوصفهم المغفل النافع أو سمهم غير أصلاء بلغة الاسلامين فما عادوا يثقون في قيادة تجلس تنافش معهم وتخطط ثم تخلص لأخوة الامس تناجيهم ،وسيفيق القوم على سوء تدبيرهم لكن بعد أن ذبحوا الحركة الاسلامية وشتتوها ودمروا وحدة السودان وقسموه شمال وجنوب وخربوا السياسة بالعنصرية والجهوية والآن يصنفون حزبهم على أساس أيدلوجي حزب مفتوح(المؤتمرالوطني) وكيان خاص مغلق (حركة اسلامية) . فهل أبقت البصيرة أم حمد من السودان شئ فالثور مات والجرة انكسرت.
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة 2012-11-21

في ذكرى المفاصلة من يحمي البشير


بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى المفاصلة ...من يحمي البشير
في حي جبرة الخرطومي اكتملت التجهيزات لحفل افتتاح المسجد الجديد فالزائر ليس تقليدي بل هو الرئيس البشير شخصياً من يقص الشريط فتزاحم القوم مبكراً لحجز موقع بالصفوف الأمامية ليكون شاهداً على الحدث التاريخي ولكن المفاجأة فاقت التوقعات فالبشير يعلن على الملأ ومن على المنبر الجديد أن الدكتور :عبد الحي يوسف امام المسجد المفتتح والذي لاحقاً طمس اسمه الاعتباري وصار معروفاً باسم الامام الدكتور أعلن البشير أن الدكتور عبد الحي يوسف برتبة عميد بالقوات المسلحة ويعمل في فرع التوجيه المعنوي . انتهى حديث البشير ولكن لم تنتهي دهشة الحضور فالمعلوم أن للقوات المسلحة تقليدها في الاتسعانة بالمتخصصين  بمايعرف بالضباط الفنيين بعد خضوعهم للتدريب العسكري بالكلية الحربية ولم ينل الشيخ عبد الحي يوسف مثل هذا التدريب ولم يلتحق بالكلية الحربية حتى ينال مثل هذه الرتبة الرفيعة في الجيش السوداني .ولكن الدهشة ازدادت عندما ضربت القوات الآمريكية أفغانستان في حربها مع حركة طالبان ضد الارهاب خرجت الجموع غاضبة لنصرة اخوانهم المسلمين الأفغان بعد خطب حماسية وتحريض من الشيخ عبد الحي يوسف وانطلاقاً من مسجده ،ومصدر الدهشة في هذا الحدث أنه تم اعتقال الناشطين في تنظيم تلك المظاهرة ولم يعتقل العميد دعوي عبدالحي يوسف أما لتدخل جهات عليا أو للحصانة التي يتمتع بها لانتمائه للقوات المسلحة .
ولم يخيب الرئيس البشير طموح المتابعين لقراراته الارتجالية والغريبة في وقت واحد عندما أعلن في لقاء جماهيري في ولاية شمال دارفور أمام حشد جماهيري رافض لتدخل القوات الدولية في دارفور في عام 2007م حيث أعلن استعداده لترك القصر الجمهوري وقيادة مليشيات متمردة تقاتل القوات الدولية في دارفور وهو بالقطع لن يقود القوات المسلحة بهكذا مسلك فكان التساؤل عن طبيعة هذه القوات المتمردة التي سيقاتل بها البشير المجتمع الدولي فالاسلاميون الليبراليون لن يوافقوه في هكذا قرار وهم من تخلص من زعيم القاعدة أسامة بن لادن عندما أصبح عبئاً على حكمهم والبشير أعلم بهذا ولكن الدهشة هنا لم تستمر طويلاً عندما ورد في يومية التحري عن قتلة قرانفيل الموظف الأمريكي بسفارة بلاده بالخرطوم ليلة رأس السنة الميلادية حيث كشف عن مشاركة اثنين من ضباط القوات المسلحة في عملية الاغتيال ،فالمتابع لنهج البشير في المحافظة على حكمه يجده منذ وقت مبكر رفض الالتزام عهد الحركة الاسلامية التي قادته للقصر رئيساً وتلكأ في تنفيذ جدول اعادة الديموقراطية وانهاء الفترة الانتقالية التي حددتها قيادة الجبهة الاسلامية راعية الانقلاب بثلاث سنوات . لينقلب عليها في نهاية العام 1999م فيما عرف بقرارات الرابع من رمضان مستعيناً ببعض الطامعين بالسلطة والمهووسين بالدولة الاسلامية ثم يفتح الباب على مصرعيه للتيارات السلفية لتملأ الاعلام الرسمي وتعتلي المنابر الدينية في المساجد والميادين وهي تحرم الخروج على الحاكم وتدعو بالعبودية له وان ضرب ظهرك وأخذ مالك ،ولكن كل هذا تم التخطيط له بدقة حيث تم التخلص من كل من تجاوز المسموح به مثل المرحوم الشيخ محمد سيد الذي عالجته المنية أو بفتح الحدود أمام المتحمسين للعمليات الجهادية بالسفر للصومال وأفغانستان حيث أتت أنباء الاستشهاد من هناك لؤلئك الشباب  فالدائرة التي يستعين بها البشير لادارة حكمه تعمل وفق خطة محكمة بالتخلص من قيادات الاسلاميين حيث بدأت بازاحة البعض (بفرية الشيخ قال) حتى تم التخلص من الشيخ نفسه لينكشف ظهر الباقين الذين رضوا من الغنيمة ببعض السلطة وكثير المال ،لتكون مسرحية المحاولة الانقلابية آخر حلقات التخلص من القيادات الاسلامية في القوات المسلحة لتدين بعدها السلطة بالكامل للرئيس البشير دون أدنى كلفة لاعتبار قوة التنظيم الاسلامي فلم يشفع لنائب الرئيس علي عثمان تاريخه وموقعه كنائب للأمين العام للجبهة الاسلامية حين ظن بقرارات رمضان يرث الشيخ الترابي فلبد قانعاً بقسمته من السلطة ولكن الفريق صلاح قوش كان أكثر طموحاً حين خدعته قوته الأمنية وخلفيته التنظيمية وعلاقاته الخارجية وظن أحقيته بالخلافة فكان مصيره المعاش وأخيراً الحبس والاعتقال ولكن الدكتور نافع علي نافع كان أكثر ذكاءاً من سلفه قوش وأكثر شجاعة من أميره علي عثمان حين انحنى لعاصفة اتفاقية اديس أبابا المعروفة باتفاق نافع عقار فلا أدري ماذا يخبئ الرجل مع اشادة الترابي به كثيراً في خاصته وتصريحاته بوسائل الاعلام .ولكن المهم أن البشير ولو مرحلياً سيطر على مفاصل الحكم في السودان التنظيمية بالتمكن من الحركة الاسلامية في مؤتمرها الأخير والسياسية برئاسة حزب المؤتمر الوطني أما مؤسسات الدولة فقد دانت له بالطاعة من زمان . ولكن المشفقين على الدولة الوطنية المسلمة في السودان يقولون بعد ضعف السند السياسي بخلافات الاسلاميين وانشقاقهم وتشتت جمعهم وضعف الجيش بالتخلص من الضباط المميزين والقادة المتمرسين واستشراء الفساد في مفاصل الدولة السودانية يسهل الانقضاض عليها من تمرد داخلي أو عدو خارجي لكن نقول أنكم تخافون على وطن وترجون سلامة توجهه ونهضته والبشير تفكيره غير ، فهو يحمي نفسه بدوائر حسب عقليته العسكرية والأمنية فبعد ضرب الدائرة الأولى بذهاب الاسلاميين ستدافع عنه جيوش الفساد التي بوجوده تحافظ على مصالحها وهي من تستمر في الدفاع عن البشير في هذه اللحظة وبهزيمتها سيحتمي البشير بالحلقة الأخيرة وهي التيار السلفي الجهادي على طريقة الأفلام المصرية في تصويرها للارهابيين بتحالفهم مع عصابات المخدرات وتجار السلاح وهو بذلك يضمن عدم تمكن الدولة السودانية منه لمحاسبته بعد تفتيتها قبل ذهابه ان لم يجد قطاع كبير من السودانيين أنفسهم محشورين في صفه بعد أن تتم الفوضى على أساس عنصري ولن تستغرب حينها ان وجدت أعتى المعارضين لحكم البشير من الشيوعيون واليسار مع غرمائهم الاسلاميين يحتمون بمليشيات البشير من ألة القتل العنصري .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 12/12/12

دكتور الافندي :الجمال ماشة


بسم الله الرحمن الرحيم
دكتور الأفندي : الجمال ماشة
بعد الاستقلال استلمت النخبة السودانية السلطة من المستعمر الانجليزي ولكنها فشلت في ادارة الحكم وسياسة شئون البلاد ومارست اقصى صنوف الاستعلاء والأنانية بغير استثناء لتيار فكري من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ومن الطائفية دعاة الاستقلال ومقابلها من الحركة الاتحادية ومن عباقرة الديموقراطية الى عتاة الشمولية ومن الاحزاب الوطنية الى الحركات القومية العربية منها والاسلامية ومن المستقلين التكنوقراط  الى النقابيين المهنيين من الدكاترة والبروفيسرات الي العمال والمزارعين كل هذه النخبة فشلت في التعاطي مع مشكلات الوطن وتوفير الحياة الكريمة للمواطن البسيط للحد الذي كتب فيه أحدهم (النخبة السودانية وادمان الفشل) ويتساءل أخر ( من أين أتى هؤلاء) ليصل المواطن لمرحلة من اليأس منهم ليتحسر على الاستعمار ويحن للانجليز من هول ما أصابه من جحيم الموظفين والسياسيين الوطنيين .
الدكتور عبد الوهاب الأفندي واحد من النخبة السودانية ومفخرة للبلد ومواطنيها لما قدمه وظل يعمل له بصدق وتجرد صاحب فكرة لم تلهيه السلطة يوم كان أحد سدنتها عن قول الحق ونقد الذات فكتب عن الانقاذ وأخطائها ونقد الحركة الاسلامية وقيادتها لم يمنعه الانتماء اليها من قول وجهة نظره المخالفة لمنهجها في الحكم وعندما أبعد وصنف معارضاً لم تمنعه حظوظ نفسه من رؤية الحق ونكران الباطل في التزام أمين بحق الكلمة وأمانة العلم ، يظهر حباً للوطن وشفقة على أهله ، وهذا ما قاده في الأيام الفائتة لنقد المعارضة السودانية والاستيئاس منها لخشونة المقال وتطرف المسلك منبهاً بضرورة استيعاب التطورات السياسية والتعامل بمسئولية تجاه الوطن ودفع مستحقاته بالعمل لوحدته وأمنه وسلامته لتحقيق العدالة والحرية ليعيش الكل فيه على قدر المساواة واستعادة الديموقراطية . لكن القوم سلقوه بألسنة حداد ليرد عليهم وخيبة الأمل تتملكه ولكن نقول هون عليك يادكتور فان كانوا يكرهون الاسلاميين لانقلابهم على الديموقراطية فقد سلم حزب الأمة القومي السلطة للعسكر نكاية في الأزهري , وشهد عليهم الدكتور عبد الله على ابراهيم أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أقرت انقلاب نميري ورفضت رغبة عبدالخالق محجوب السكرتير العام للحزب باستعادة الديموقراطية بينما رفضت هيئة شورى الحركة الاسلامية فكرة الانقلاب و تفويض الأمين العام بذلك مما عرضها للحل بعد نجاحه , وأن كانوا يزايدون على الاسلاميين نصرة الانقاذ فما بخلوا على مايو بكوادرهم بل بعضهم امتدت مشاركته للانقاذ وحتى الآن , وان كانوا يعيبون على الاسلاميين القتال مع القوات المسلحة ضد التمرد ويسخرون من جهادهم دفاعاً عن الوطن لك أن تنظر الى التاريخ تجدهم أعوان جون قرن يمارسون القتل وتجنيد الأطفال وان تمعنت في حاضرهم لاتجد حرباً أوقدت نارها الا وهم من أججها وتولى كبرها يحلمون بحكم السودان على جمام الضحايا وأحلام البسطاء بينما ينعمون بالمهجر ويساومون بالقضية وهم أعجز عن دفع فاتورتها .لكن سيدي الدكتور لا تأسى عليهم فهم لايملكون خيارات غير بضاعتهم الفاسدة التي يروجون لها بالعنصرية من هولندا واستراليا بينما ينعم شعبنا بالتعايش السلمي ولاتجد لخطرفاتهم أثر الا عندما تدخل المواقع الاسفيرية يبثون الحقد والكراهية فهم سيدي نالوا حق الهجرة بعد توقيعهم على حق اللجوء بدعوى بطولات كاذبة يتطاولون على الشيخ الترابي وهو من سجن سبع سنين على عهد حكمهم أيام نميري وحينما يهربون من استحقاق الثورة وراء البحار ظل وهو الشيخ الثمانيني يواجه سلطة الاستبداد بشجاعته التي اسعفته للاعتراف بخطأ الانقلاب الذي دبره بينما لم يعترف أي سياسي منهم بخطأ واحد في حق الوطن ارتكبوه رغم فداحتها وكثرتها . أخي الأفندي ان الاصلاح هو الطريق الوحيد لخلاص هذه البلد من الفساد والاستبداد وأن التوافق الذي تعيشه معارضة الداخل شعبي وشيوعي هو اقصر الطرق لاسترداد الديموقراطية وانتزاع الحرية واستدامة السلام.
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 2012-12-18

السائحون من انتم وما الشعبي

بسم الله الرحمن الرحيم

السائحون من أنتم وما الشعبي

الحركة الاسلامية يستند فكرها على تحرر الانسان بعميق الايمان بالله والالتزام بشريعته فلخصت فكرها بمقولة ( أتينا لنحرر العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الدنيا لسعة الآخرة) وهذه اشارة بعدم الركون الى الظلم ومدافعته مع اليقين ان نال منا أو قتلنا فالجزاء الجنة الموعودة من العزيز الكريم .

الحركة الاسلامية في تاريخها ناهضت الظلم وناصرت المظلومين في الداخل بمعارضة الأنظمة العسكرية الشمولية نظام عبود ونظام نميري وطرحت معالجات جدية لحل قضية الجنوب وبسطت انشطتها الاجتماعية والتعليمية للمناطق المهمشة وكسرت قيود التبعية للقبيلة والطائفة فكانت تيار عريض يمثل شعب السودان بكل اختلافاته ،بل تعدت الحدود بنصرة القضايا العربية والآفريقية واستبشرت بالثورة الاسلامية في ايران ، فلم تمنعها كل الاختلافات في نصرة المظلوم في فلسطين أو جنوب افريقيا أو أفغانستان ولم تحجبها المذهبية من الفرح بالثورة الشيعية في ايران .

ثورة الانقاذ كانت مشروع للتحرر من التبعية الخارجية والهيمنة الطائفية الداخلية والانحياز للمهمشين في الريف والاطراف مع توازن التنمية واستدامتها فكانت الفرصة متاحة للمتعلمين من ابناء الأقاليم من المنافسة على الوظيفة العامة وانفتح المجال امام المبدعين للتقدم لتبوء القيادة مما الهم الشباب المستنير لحماية المشروع الحضاري والدفاع عنه وان كلفهم ذلك أرواحهم وقدموا النمازج الباهرة في التضحية والفداء . ولكن بعد برهة من الزمن بدأ داء الخلاف يدب بين قيادة الحركة وحكومة الانقاذ فقيادة الحركة تدرك غاياتها وتلتزم مبادئها بينما عدد من الحكام استمرؤوا السلطة وأرادوا فرض رؤيتهم للحكم بقوة السلطة حتى كانت قرارات الرابع من رمضان التى انشقت على اثرها الحركة الاسلامية الى حزبين شعبي ووطني ولكن النظام استغل خلافات شخصية لكثير من الشيوخ مع الأمين العام وسياساته في ادارة الحركة فتجد كثير منهم ناصر المؤتمر الوطني لغضب تاريخي تجاه الشيخ يكتمه رغم علمه بضرورة نصرته كونه الأمين العام للحركة المنتخب ولكنه وجد مبرراً لذلك بالحفاظ على كسب الحركة وحماية مشروعها رغم فساده بمحاولة اصلاحه فركن كثير منهم لهذا المبرر مما أشكل على الكثير من القواعد والشباب فجلسوا يترقبون على الرصيف ، واستمر النظام يدغدغ هذه المشاعر بقوله أنه يعلم بقصور حكمه وفساد بعض أعضائه ولكن ليس هناك أفضل مما بالامكان فخروج الشعبيين أفرغ المؤسسات والمعارضون يتربصون فمنى الكثيرون أنفسهم أن الوقت كافي بحل الاشكال بعملية احلال وابدال تدريجي يصعد بها المخلصون والمؤهلون وتنفتح الفرص أمام القادمون الصادقون ولكن كان الحصاد خيبة الأمل فالمفسدون يتمددون على حساب الأطهار الخلص وغابت قيم العدالة عن الحكم وتفاقمت المشكلات الوطنية وتدهورت الحالة الاقتصادية وتزعزع الأمن وانفرط العقد الاجتماعي  .

لتمثل العملية الانقلابية الاخيرة واعتقال الضباط المتهمين بها مفترق مهم كونهم يمثلون الكرت الأخير لما يسمى المشروع الحضاري لأنهم ظلوا يدافعون عنه وبعدوا عن الخلاف وصراعاته ساعدهم في ذلك خلفيتهم المهنية العسكرية ذات الصبغة القومية فكانت دلالة على ازدياد حالة الغبن والغضب على سلوك الانقاذ في الحكم وانسداد افق الاصلاح الداخلي ولكن استمر النظام يمارس ذات عادته القديمة باللعب على تناقضات الخصوم فمجرد أن وجد السائحون والاسلاميين انفسهم في موقف التزام مبادئهم والنصرة لقادة الانقلاب الفاشل والوفاء لعهد الشهداء بحتمية التغيير الا وخوفهم من المؤتمر الشعبي وتحالفه مع الاحزاب العلمانية ويذكرهم بسقوط الانقاذ تسقط الشريعة، ولكن نذكر نحن أنه في الديموقراطية الثانية بعد سقوط نميري لم يتم الغاء الشريعة رغم الواقع كان غير ،فالمؤتمر الشعبي ظل بعد المفاصلة يتمسك بنهجه الاسلامي وتمكين الدين في الحياة العامة ورغم الاستفزازات والاعتقالات والقتل الذي طال ناشطيه والتضييق على عضويته الا أنه ظل مستمسك بالنهج السلمي للتغيير وفي غباء للحكومة أنها استقطبت كل من خالف نهج الشعبي من الاسلاميين الذين حملوا السلاح من الحركات المسلحة (أبو قردة مثال)أو المتفلتين من القيادات الذين حاولوا قلب الحكم (الحاج آدم مثالاً) مما طهر صف الشعبي من الشموليين والانقلابيين وأصبح الباقي منهم دعاة سلم ومطالبة بالحرية .مما مكنهم من اللالتقاء بكلمة سواء مع القوى الوطنية والأحزاب السياسية المعارضة ومحاورة الحركات المسلحة والتفاهم معها على وحدة الوطن وسلامة أهله ،فان كان السائحون وقواعد الاسلاميين المنتمين للوطني أو الجالسون على الرصيف قد أمنوا بوجود خلل واشكال في طريقة الحكم وادارة البلاد وضرورة اصلاحه فالواجب عليها حوار الشعبي والتحالف معه لاصلاح الوضع واخراج البلاد من محنتها فان كنتم تدعون حماية الدين ونصرة الشريعة فالشعبي فكره وتاريخه الذي انتم أعلم به وحاضره وانتم شاهدون عليه مستمسك بخياره الاسلامي في مشروعه للحكم فالقول بقبول البضع خوفاً من زواله بزوال الانقاذ قول مردود فان تجمعت القوى الاسلامية شعبي واصلاحيين وسائحون ورصيف وتوفرت عندها ارادة الاصلاح فهي الغالبة لا محالة وأعلموا أن حركات الاصلاح الداخلي انفع للمشروع لترسيخ قيمه ومبادئه ( الثورة الفرنسية مثالاً).أما ان كان السائحون يترددون في قول الحق ويخشون أعوان  السلطان ويركنون الى الأمانى فالأمر لن يعدوا أن يكون زوبعة في فنجان وسيستمر الطغيان ويعم الفساد وسنة الله ماضية بزوال دولة الظلم وفتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة بل فوضى لا تبقي ولا تزر .وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا امثالكم .

م. اسماعيل فرج الله

عطبرة 6/12/2012م

ؤ

 

الأحد، 2 ديسمبر 2012

محمد نافع (عودة أمل)

بسم الله الرحمن الرحيم
محمد نافع (عودة أمل)
عندما نادى منادي الجهاد وهتف أن ياخيل الله اركبي كانت دهشة مجاهدي كتيبة الأهوال عظيمة عندما علموا أن شقيق الرئيس البشير يقاتل معهم في حزوة الصف فكانت الفرحة بصحبته والاطمئنان الي قيادة الثورة وخروج أحد أبناء بيت الرئيس يقاتل لتثبيت مشروع الاسلاميين في السودان فكانت القدوة ملهمة كما خرج لاحقاً الوزراء والمدراء والشيوخ يجاهدون في سبيل الله فالتف المواطنون حول ساحات الفداء يجلون أخبارهم وصبر الشعب على مشروعهم حين أتته أخبار استشهاد شقيق الرئيس وشقيق الترابي وأبناء كبار المسئولين فعرف عدالة مشروعهم وصدق توجههم . لتستمر مسيرة الانقاذ عشر سنين لتضربها الخلافات بعدها وخصوصاً ماعرف بالمفاصلة التي كانت أختيار شخصي لكل واحد منهم وكانت أختبار حقيقي لهم عيناً أيقف مع ما يعتقده حقاً أم يركن الي شيخ لايخالفه أبداً أم يطمع في سلطة يبيع لاجلها قيمه ومبادئه التي التزم بها طويلاً ليتفرق الاسلاميين بين تيارين ولهول اللحظة كان كثير من أبناء وعشيرة أهل السلطة وقفوا الي جانب المؤتمر الشعبي والتزموا خط الحركة وتظهر موجة من التبرم منهم والتساؤل كيف لقيادي بالحزب الحاكم يعجز عن اقناع أهله ولان تطور الأحداث قاد الي معايير جديدة للقيادة فأن كل من يريد الصعود الي قمة القيادة في الحكومة أو يثبت أقدامه لابد أن تأتي عشيرته مؤيدة للانقاذ وقبيلته مناصرة لها فتم محاصرة أبناء القيادات وأشقائهم وأقربائهم بأن يكفوا عن نشاطهم في الشعبي ويتخلوا عن تأييدهم للترابي فلزموا الحياد أو ماعرف لاحقاً بالرصيف وكل ناقد منهم تمت محاصرته بالوظيفة أوشغله بالتجاره ومن لم تكبح جماحه هذه وتلك كان نفيه الى الاغتراب في ماليزيا والصين ليبعد عن أجواء السياسة واخوانه في الشعبي . ليغيبوا عن ساحة العمل الحركي فخسرتهم الحركة وفقدتهم الدولة .
وحين انطلاق مبادرة السائحون وجد كثير من أهل القيادات في الدولة وأبنائهم الحنين يجرهم الي أخوة الأمس والشوق يقودهم لتجديد بيعتهم مع أخوتهم الشهداء آملين أن يعود المشروع سيرته الأولى فبعضهم دعمها مباركاً ولكنه ظل ينظر اليها من برج المراقبة وآخرون يشاركون في مناشطها على استحياء لكن منذ الوهلة الأولى اندفع اليافع محمد نافع ناشطاً فيها يطالب بالاصلاح للدولة وينادي بمراجعات للحركة وكعادت السودانيين الذين يتوجسون خيفة من كل جديد شككت في مشاركته واعتقدت أنها نوع من الترف السياسي فليس هناك مايدعوه لهذا وهو ابن الرجل الثاني في الحزب الحاكم ونسيت عبرة ولد نوح وامرأة فرعون في القرآن الا أن ردني اليها هو بحضوره لقاء المجاهدين في شندي ومشاركته بمداخلة عميقة وذكية تحدث عن قيمة الاصلاح وضرورته وكيف أن الحركة الاسلامية دخلت الي الدولة الاسلامية بعللها في ممارسة الشورى أقصاءاً ومؤامرات وكيف أضر ضيقها بالرأي الآخر بالسودان ووحدته وغياب المنهج في المحاسبة والمراقبة للقيادات وضعف الأجهزة واعتماد الحركة للتربية الاسلامية للفرد والثقة فيه معياراً للقيادة مما ورث الفساد والجبروت هذه النقاط الأربعة التي لخص فيها فكرته كانت محور مداخلته .فظني فيه أنه بحماسته وسعة صدره وصبره على تحميله سوءة غيره دلالة على أن السائحون المبادرة كسبت سهماً مهماً يدعم مسيرتها للاصلاح ولكن أهمس في أذنه أن المشاركة التقليدية في مناشط المبادرة غير كاف منك بل لابد أن تجهر بمناداتك للاصلاح حتى يعلم الآخرون أن لاعصبية تقودك وأن تعمل في حقل هو قدرك أن تجمع أبناء القيادات وعشيرتهم وتحشدهم لطريق الاصلاح ودعم المبادرة بل القيادات أنفسهم ولتكن أنت قناة الصلة بين الفرقاء لتعود المياه الي مجاريها ولاتتخذ موقفاً بناه الكبار على التاريخ ومثلك في ذلك يختلف الأشقاء ويكون موقف أبناء العمومة الصلة رغم اختلاف الآباء فأولى مراحل الاصلاح انهاء القطيعة وعودة الصلة فبالتأكيد أنك تذكر شربة ماء قدمتها لزائر لابيك بالمنزل أو لقمة طعام تناولتها في بيت أحدهم بصحبة أبيك فالتساهم بمحاصرة الأزمة وحشرها في اطارها الضيق .وهل أطمع فيك لتقوم بزيارة اجتماعية لمنزل الشيخ الترابي وانت تعلم رأيه الشخصي في دكتور نافع عندما قال هو قلبه طيب ولتعمل أنت والمجاهد صديق الترابي لتوصيل فكرة مبادرة السائحون للصادقين والمخلصين من قيادات الحركة الاسلامية التاريخية والحالية وهذا لايعني غير أن تقوم بدور فعال لانجاح المبادرة وكل مسخر لما خلق له .
م. اسماعيل فرج الله
عطبره
15سبتمبر 2012م
Like ·

السبت، 1 ديسمبر 2012

قوش معتقل فافسحوا له في المعارضة


بسم الله الرحمن الرحيم
قوش معتقل فأفسحوا له في المعارضة
سكتت كثير من القوى الحديثة في الثلاثين من يونيو على انقلاب البشير على حكم المهدي الديموقراطي رجاء أن يكون الانقلاب يساري كما أوهمهم الترابي بعملية أذهب الى السجن حبيساً وتذهب الى القصر رئيساً ، فالمنطق المبدئي يقول برفض الانقلاب على الديموقراطية مهما كان المنقلب عليها ومن هنا بدأ تفكير الانقاذ في اطالة عمرها باللعب على مشاعر المعارضين وكرههم لها الذي يدعوهم بالقبول بأي شئ يقود الاسقاطها .ففي صراعها مع الأحزاب المعارضة ورطتها في العمل المسلح بمشاركتها في التجمع الديموقراطي الذي تشارك فيه قوات جون قرنق بتكوين الاتحادي الديموقراطي لقوات الفتح وسمحت للمهدي بالهروب عبر عملية تهتدون وقيادة قوات جيش الأمة لتتمكن السلطة في صراعها من أجل التمكين من تحييد كثير من القوى المدنية المعارضة بل لم يجد كثير من المحايدين بداً من دعم القوات المسلحة والذي يعني بدرجة ما الوقوف مع قادة الانقاذ .
لتكرر ذات القوى الديموقراطية خطأها عند انشقاق الاسلاميين في الرابع من رمضان الذي قذف بالترابي بعيداً عن السلطة فهي لاتزال واقعة تحت تأثير مسرحية الانقلاب وخوفها أن تلدغ من جحر الترابي مرتين، فأطلقت ظنونها للتشكيك في الحدث مما كلفها ضياع وقت ثمين كان سيقربها من هدفها باسقاط النظام ،وهذا يسطر في سجل فشل القادة السياسيين الذين منوط بهم قراءة الأحداث بصورة صحيحة وعمل اجراءات استباقية لكل خطة تمكن للشمولية ،أما بعد اقتناعها بحقيقة المفاصلة  جلست تحت تأثير مقولة (التسوي كريت تلقاهو في جلدها) لتخسر قوى فاعلة ونوعية كان يمكن أن تعجل باسقاط النظام لو تعاونت  المعارضة معها، ولكن ذات المشاعر (الكره والأنانية) هي من أسرت التيارات المعارضة ومنعتها من التعاون مع حزب الترابي أو التحالف معه، بل قطاع عريض من المعارضة آثر المشاهدة من مدرجات المتفرجين ليتابع اللعبة الحلوة في صراع الاسلاميين ،ليلهيه النظام بتلك اللعبة عن العمل الجاد على الأرض للتغيير بل يستمرئ النظام استمتاع الجمهور بمهاراته فيخرج مسرحياته عن تورط الشعبي في عمليات انقلابية وتخريبية لتعود الذاكرة للقوى الديمقراطية عن عقلية التآمر الانقلابية عند الترابي وحزبه ، ولكن بعد انقضاء وقت غالي تجد المعارضة أنه لابد من التحالف مع الترابي والعمل معاً لازالة البشير . ولكن بعد أن أنهك الشعبي في صراعه مع الوطني منفرداً وتجد المعارضة أنه مضى أكثر من عشرون عاماً والبشير يحكم السودان .
في الاسبوع الماضي أعلن النظام عن محاولة انقلابية سماها تخريبية  وعلى رأس الانقلابيين الفريق صلاح عبدالله (قوش) مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق والذي يحمله كثير من المعارضين الظلم الذي وقع عليهم والتعذيب الذي تعرضوا له بل هو من أعيان النظام المتهمين بالابادة الجماعية في دارفور ، ولكن ما أصبح أكيداً بهذه المحاولة ان كانت صحيحة أو مسرحية من تمثيليات الانقاذ أن الفريق قوش تأكد معارضته للنظام وقد دق مسماراً بينه والبشير وان خرج من محبسه قطعاً ستصبح المعركة بينه والبشير معركة بقاء (والنفس عزيزة) فلن يألوا حينها من سلك كل درب يحفظ له حياته .
وحتى لايضيع وقت ثمين تنفقه المعارضة في الشماته في قوش والتعريض به يجب التفكير في كيفية الافادة من موقفه الجديد والنترك لأصحاب الحق الشخصي والجنائي القصاص منه بعد التغيير وأنها لخطوة موفقة أن يشارك كبار المحامين المعارضين في هيئة الدفاع عن قوش وفيهم من عذبه جهاز الآمن عند ادارة قوش له ، وكم سعدت لدعوة الاستاذ ياسر عرمان لشباب الاسلاميين الاصلاحيين بالانضمام للقوى المعارضة للنظام فهي تنم عن ذكاء سياسي وشجاعة في الطرح عجز عنها الكبار . وأمثال الفريق قوش أفادوا ثوار الربيع العربي وعجلوا بسقوط الطغاة وهم كانوا أخلص أعوانهم وخير مثال لهم مدير استخبارات القذافي (عبد الله السنوسي) الذي ما زال يقدم الكثير من المعلومات التي تفيد الدولة الديموقراطية الناشئة في ليبيا .وليس خافياً أن كثير من قادة الحركات المسلحة كانوا من انصار الانقاذ والدافعين عنها قبل أن يتمردوا ضدها وخليل ابراهيم مؤسس العدل والمساواة كان أمير المجاهدين في جوبا العام 1995م. فمثل قوش يجب نصرته في محنته هذه من قبل المعارضة فهي نصرة لقيم ومبادئ المناضلين الداعين للعدل والحرية وفتح الباب واسعاً أمام كل من أراد الانسلاخ عن المؤتمر الوطني فحضن الديموقراطية يسع صاحب كل مظلمة ويؤمن كل ضعيف ويستوعب كل تائب للعمل على استعادة الحق ونصرته.أقول هذا وأدعو أقطاب المعارضة أن يفسحوا لقوش مجلسه بينهم ويترفعوا على ضغائنهم ويقفزوا فوق مشاعر الكره والحب فالسياسة تدار بالمصالح وليس بالعواطف .والقاعدة الذهبية تقول   ( أصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأحداث وأصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص) فدعونا  نكون من أصاب العقول الكبيرة ونتجاوز الأحداث والأشخاص الي الأفكار والعمل بها .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 29/11/2012م

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

هل يسلم البشير السلطة للانقلابيين


بسم الله الرحمن الرحيم
هل يسلم البشير الانقلابيين السلطة
ثورة الانقاذ عند استلامها السلطة في ال 30يونيو89 اجتهدت ان تظهر نفسها كتغيير يقوده ضباط لا نتماء لهم  غير عقيدة الجيش . ولكن الأيام كشفت حقيقة الانقلاب الذي دبره ونفذه الجناح العسكري للجبهة الاسلامية القومية الحزب الثالث في الساحة السياسية حينها اثر خلاف مع قائد الجيش في ذلك الوقت حول استمرار الجبهة الاسلامية في الحكم متحالفة مع حزب الأمة القومي ، وما لبث الانقلابيين أظهروا توجهاتهم الاسلامية وطرحوا برنامجهم للحكم الذي اسموه المشروع الحضاري والذي يقوم على تطبيق الشريعة الاسلامية مما جعل امريكيا والدول الغربية تناصب السودان العداء وتسعى لاسقاط النظام الاسلامي الناشئ بمعاونة الدول الاقليمية من حوله وذلك برعاية ودعم حركات التمرد الداخلية والحصار والعقوبات الخارجية ، ولمواجهة ذلك استنفر النظام قواعده وعموم المواطنين بعقيدة دينية تدعو للجهاد ضد الخارج الغازي وخطاب وطني ضد الداخل المتآمر  وخاض طوال عشرة سنين حرب شرسة ضد التمرد الجنوبي المدعوم دولياً وفي بعض الأحايين التدخل المباشر من أمريكا لتوجيه ضربات للنظام لأنهاك قدراته .
وبتطور الاحداث وينشق النظام على نفسه الي شعبي ووطني ليجد البشير نفسه يخوض حرباً جديدة وشرسة مع الحركات المسلحة الدارفورية باتهام دعمها من الشق الآخر من الاسلاميين ليظن النظام أن بقاءه في القضاء على المتمردين الدارفوريين ليضربهم بغير هواده ومن غير تروي حتى يجد البشير نفسه مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية متهماً بجرائم حرب ومعه قياداته المدنية النافذة والعسكرية النشطة ، ليتعرض لضغوط شديدة ينفصل على اثرها الجنوب على أمل وقف الحرب في دارفور ورفع الحصار الخارجي وتكافئه أمريكيا برفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب فيكون مؤهلاً بعدها لاعفاء الديون ومعالجة قضية أمر القبض للرئيس البشير وبهذا الأمل أعلن البشير الجمهورية الثانية يعد فيها الاسلاميين بتطبيق الشريعة الغير مدغمسة والسودانيين بالتنمية والرخاء ولكنه دلق ماءه ليجد السراب ، وتزيد ثورات الربيع العربي الحال سوءاً فتضجر الأعوان من الكبت والفساد واحتج المواطنين على الظلم والغلاء ليضيق الخناق  على النظام حصار خارجي وتفرق وضعف داخلي ويزيد الطين بلة مرض الرئيس المفاجئ ليخلط أوراق اللعبة ويصبح الهم في الرئيس نفسه وسلامته ولكن ليس من تعافيه عن المرض ولكن بعد ثبوت عجزه عن ادارة الدولة وقبل أن يحكم عليه بعدم الأهلية يجب عليه ترتيب الأدوار  من جديد فهو يحتاج لاعبين من طراز معين فهو يحتاج لأصحاب الولاء الصادق فكل من يفكر ويوازن غير مطلوب في هذه المرحلة وأن يكونوا في ذات الوقت أصحاب مقبولية وشعبية مع رضا المؤسسة العسكرية عنهم ، وبنظرة فاحصة وجد أن المدنيين من أهل النظام انعدم فيهم من يملك هكذا مؤهلات للمرحلة ،ولكن سنين الحرب أفرزت قيادات عسكرية ذات بعد شعبي بما كسبته من احتكاك وعمل مع المجاهدين أيام العمليات والذين أصبحوا(أي المجاهدين) يمثلوا قوام العمل التنظيمي والحزبي في النظام والمدني في الدولة ، ولكن كعادة الأنظمة الشمولية تتجه الى الأهل والأقارب ان كان الأمر يتعلق بالحماية والثقة ،فوجدت الضالة في مجموعة الانقلابيين الأخيرة الذين تنطبق فيهم المواصفات السابقة ذائداً كونهم من نهرالنيل مسقط رأس البشير وفي أسوأ الأحوال من الوسط النيلي بل فيهم أكثرمن واحد من قرية واحدة ، ولكن كلهم غلبت عليهم المقبولية الداخلية والرضا العسكري ولأن العملية برمتها مربوطة بالتسويات الخارجية لابد من عنصر يملك البعد الدولي وممتد العلاقات الخارجية ويستطيع أن يقود المفاوضات الخارجية بقية الوصول لتفاهمات حول الجنائية الدولية وعدم ملاحقة الرئيس بعد تنحية أو الضغط على السلطة الجديدة لتسليمه ، فليس أنسب من الفريق صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ورجل أمريكيا القوي في المنطقة خصوصاً بعد مقتل اللواء عمر سليمان رجل مبارك السابق والمخابرات الامريكية تعرف الفريق صلاح قوش ابان تعاونه معها لمكافحة الارهاب في القرن الأفريقي وهو من اشار في جلسة سابقة بالرئيس البشير أن يتنحى لتخفيف الضغط على البلاد مقابل حمايته وعدم تسليمه حين سئل عن الحل والتي دفع ثمناً لها اقالته واقصائه من مؤسسات النظام ولم تشفع له  شورته الاحتفاظ بالورقة. وبهذا تكون التشكيلة مثالية في كل أبعادها خاصة مشاركة القيادات التنظيمية الاسلامية داخل الجيش مما يضمن ايفائها بالتزامها بحماية الرئيس البشير ولكن كحال تعقيدات الشان السوداني غاب عن تشكيلها التمثيل الاقليمي الذي بات عنصراً مهماً في السياسة السودانية اليوم  فلن يتم استقرار بدونه ولعله يتم استدراكه ان كان هناك مشاورات جارية ويبقى السؤال المهم الذي يجب ان يرد عليه الانقلابيين الجدد كيف سيعالجون قضية الهامش والسلام مع الحركات المسلحة التي تتقاطع أجندتها مع الجند الرئيس بحماية البشبر؟ وكيف سيخاطبون القوى السياسية التي لن ترضى بغير عدالة كاملة وحرية حقيقية مع موقفها الرافض للانقلاب العسكري مع يقيني أن هكذا حل سيقبل به القوى التقليدية ويبقى التحدي مع التيارات الحديثة باقناعها بجدوى الخطوة لمصلحة التغيير وخير الوطن ؟ وما بعد المسافة التي ستحفظها بينها والمؤتمر الوطني الذي منتظراً منه التوافق مع الحركة الاسلامية (الكيان الخاص).في ظل الوضع الجديد؟ .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 2012-11-25

الجبهة الثورية للخرطوم تقدم

بسم الله الرحمن الرحيم

الجبهة الثورية للخرطوم تقدم

في الاسبوعين  الماضيين راجت أخبار كثيفة عن محاولات انقلاب على الحكم في السودان مرة متهمة المعارضة ومرة أخرى تلمح الى تيارات داخل النظام تنادي بالاصلاح وفي غمرة الانشغال بمتابعة أخبار الانقلابات والنفي المضاد صرح الفريق :محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقول وهو يخاطب الدفعة 73 من منسوبي الجهاز ( كفاية خمج كفاية فوضى ) وأعلن جاهزية قوات الأمن ووقوفها صفاً واحداً مع القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى ، وجزم بأن يكون العام القادم عاماً للحسم ونهاية للتمرد في جنوب كردفان ودارفور .  ومعلوم أن أي حديث عن العمليات الحربية وخططها من اختصاص القوات المسلحة فكون مدير جهاز الأمن يصرح بمدي زمني للحرب ويؤكد حسمها فماذا بقي للقوات المسلحة أن تقوله، الا اذا كان هناك خطة جديدة للتعامل مع الجبهة الثورية وهذا مفهوم من تصريحات الوالي أحمد هرون المطلوب دولياً وجنائياً في جرائم تتعلق بالحرب في دارفور التي  قال فيها ستكون قريباً معركة فاصلة مع قطاع الشمال والقضاء عليه .ولكن النظام يدرك وعظة من حرب دارفور أنه لابد من أدارة الصراع على السلطة مع الجبهة الثورية تحت غطاء القوات المسلحة حتى ينال النظام عطف المواطنين ويسبق صفة التمرد على معارضيه بقتالهم للقوات المسلحة ،ولكنه منذ انشقاق الاسلاميين في الرابع من رمضان فقد كثير من سنده السياسي وانحسر مد المجاهدين الذين قاتل بهم في الجنوب وكان ذلك واضحاً في تحرير هجليج الأخير حيث لم يستجب للاستنفار غير القليل فاتجه النظام الى تجنيد قوات خاصة بالعمليات بجهاز الأمن الوطني وظهر التقاطع بينها والقوات المسلحة جلياً حين دخول قوات خليل الى أمدرمان ،فهي قوات نظامية وبتشكيلات قيادية وغرفة تحكم بخلاف المجاهدين الذين يخضعون لتعليمات الجيش في الميدان والقيادة  مما أغضب كثير من ضباط الجيش والذين باتوا يظهرون تزمرهم من تغول جهاز الأمن وتمدده على حساب القوات المسلحة ،وبعد النشاط الكثيف للمعارضة وتململ الاصلاحيين داخل النظام أصبح لزاماً على الحكومة حسم كثير من الملفات بصورة عاجلة، فكان التبكير بحسم الجدل الداخلي بعقد مؤتمر الحركة الاسلامية وانتخاب الأمين العام الجديد الموالي للبشير، ثم الالتفات الى الجبهة الثورية وبعدها المعارضة الداخلية ،كتحضير للانتخابات القادمة ،ولأن التجربة أثبتت أن هناك عدد من الضباط الاسلاميين غير راضين عن ضعف وزير الدفاع أمام تغول جهاز الأمن بل طالبوا صراحة بتغييره ،كان لزاماً التخلص من هؤلاء الضباط أولاً قبل البدء في خطة حسم الجبهة الثورية  التي سيديرها جهاز الأمن وليس القيادة العامة للقوات المسلحة ،فكان الفبركة التي أعلن عنها فجر الخميس 22نوفمبر باحباط محاولة انقلابية وصفت كالعادة بالتخريبية وكان أؤلئك الضباط ضحيتها ليسهل التخلص منهم والاستفراد بادارة المعارك وتكون القوات المسلحة معاونة لجهاز الآمن وليس العكس،ولكن لأنهم مقربون من الرئيس البشير ويثق بهم تم الزج بمدير المخابرات السابق الفريق صلاح قوش لاقناع البشير بصحة الزعم ،ولكن ردود الفعل القوية من أعوان النظام والمجاهدين والغضب داخل القوات المسلحة أدى الى التراجع عن اتهام قائد عملية تحرير هجليج،ثم الحديث عن عدم وجود عملية انقلاب وانما اتصالات مبدئية مما يوحي بالتعامل الهين معهم استجابة لتلك الضغوط ، ولكن الحقيقة التي غابت عن معد هذا السيناريو أنه بفعلته هذة نزع أظافر النظام فالمتهمون مهم لاشك سيبعدوا عن الجيش وهم قوة النظام الميدانية المصادمة وهم من يصدون الهجوم ويردون الغزو .وبفقدهم تجمد كثير من قوة النظام المقاتلة ،فالفرصة مواتية لقوات الجبهة الثورية للتقدم والاجهاز على النظام في الخرطوم رغم موقفنا الثابت من عدم جدوي العمل المسلح في التغيير ولكنها الحقيقة العلمية التي لايمكن تجاوزها فالقوات المسلحة في تاريخها الطويل دائماً ماتقف جنب الشعب وبما ان النظام أضعف دورها في التصدي للتمرد بتكتيكاتها التي تراعي حجم الخسائر ،ستكون أبعد مايكون عن ادارة المعارك في المرحلة القادمة ،وسيعمل النظام لحسم المعركة مع الجبهة الثورية  ببداية شرسة بالهجوم على قوات الجبهة الثورية وبكافة الاسلحة والاشكال ولكنها ستكون فورة سريعاً ماتخمد بعد ان يستنفد النظام قوته ولن يبقى له غير فلول يسهل مطاردتها والقضاء عليها ولكن ان اختارت الجبهة الثورية العمل الشعبي ذلك أفضل للبلاد وأحفظ للعباد


م.اسماعيل فرج الله

عطبرة2012-11-23

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

وحدة السودان :فشل المشروع الحضاري فيما فشل فيه الخلفاء الراشدين


بسم الله الرحمن الرحيم
وحدة السودان :فشل المشروع الحضاري فيما فشل فيه الخلافاء الراشدين
الدكتور الترابي كثيراً ما يستشهد بعهد الخلافة الراشدة ويحاول اقامة مشروعه السياسي على هدى سيرتهم في الحكم وكان هذا يتطلب دراسة عميقة لتجربتهم في السياسة بعد انقطاع الوحي بوفاة الرسول (ص) للنظر في نجاحاتهم واتباعها والى اخفاقاتهم وتجنبها ، والدكتور الترابي كثيراً ما يتحدث عن دولة المدينة النموزج المثالي في الحر

يات والعقد الاجتماعي القائم على الرضا واحترام الخصوصية والدفاع المشترك ضد اي عدو معتدي عليها ، ولكن الشيخ جعل جل تركيزه على مركز الدولة في المدينة وأغفل علاقتها بالأطراف اما لشح النصوص الواردة أو فات عليه أهمية هذه الرابطة ،ولكن نستطيع القول أن هذه الأمصار كانت تخضع للنبي (ص) استسلاماً بعاطفة وحباً له أو طاعة لأمر الدين الواجب ،فكانت العلاقة بينهما مبسوطة على الايمان بالدعوة الجديدة والاستسلام لسلطة النبي المرسل فكان يرسل لهم الدعاة ويعين لهم ما يعلمهم الكتاب ويدرسهم الحكمة وظل الحال كما هو عليه في نظامهم الاداري القائم على القبيلة وحدود سيطرتها على ديارها ولم يكن بالمقابل هناك خضوع اداري أو رسوم ضريبي مقابل حركتها أو حمايتها من قبل دولة المدينة سوى بعض السبي الذي أتت به بعض القبائل للنبي بعد غزوة خاضتها بأمر النبي واستمرت هذه العلاقة خضوعاً بحب واستسلاماً برضى . ولكن بعد وفاته (ص) وتولي خليفته الأول أمر المسلمين أرسل في طلب الزكاة من الأمصار فتمردت عليه متحججة انما هي لرسول الله خالصة ولن يدفعوا بعد وفاته لأحد ولكن كعادة التاريخ السياسي فالمدونون يثبتون ما يعزز موقفهم ويتجاهلون ما سواه غير الاشارة لاعتراض الفاروق عمر على قتال الممتنعين عن الزكاة فزجره الصديق فسكت ولم يفصل التاريخ هل هم امتنعوا عن دفع الزكاة الركن الواجب في الاسلام بحيث يمكن جمعها من أغنياء القبيلة وتوزيعها على فقرائها وهذا رأي تدعمه الحجة ولا ينفصه الدليل أم هم رفضوا دفع المال لمركز السلطة وهذا لايخرج من الدين ولايوجب القتال فكان رأي الفاروق عمر اسلم ، وحتى قول الصديق ابوبكر (والله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم فيه) مما يبن أن الأمر المراد هو خضوع تلك الأمصار الى مركز الدولة سياسياً وليس المقصود المال مما أوجب بقاء قادة تلك الجيوش فيها لضمان هيمنة الخليفة عليها وبما أن القران الكريم لم يحدد شكل الدولة الاسلامية وتنظيمها الاداري وان الرسول (ص) ترك هذ الامصار على ما هي علية مع بعض الدعم والحماية كان يجب الحوار معها والاتفاق على عهد جديد يحدد رابطتها مع الخليفة المختار ولكن اصرار الخليفة الجديد على اخضاعها بالقوة وقتالها أوجد حالة من الغبن اثر على سير التاريخ من بعده فأمير المؤمنين عمر سار على منواله يعين الولاة الذين تباروا في ارسال الخراج الي المدينة لنيل رضاه ،ويبعث جيوش الفتح الاسلامي لتتوسع دولته حتى مات مقتولاً من أحد أبناء الأطراف الموجودين بالمركز فكان بداية الصراع الذي اضطر أمير المؤمنين الثاني عثمان بن عفان أن يرسل الولاة من أهله على تلك الأمصار امعاناً لبسط هيبته عليهم ليزحف عليه المحتجون من الأقاليم والضائقون بظلم ولاته بينما التاريخ الاسلامي يحدثنا عن المال المرسل من تلك الامصار وعدالة توزيعه واسهب في ابراز قصص تلك العدالة ولم يحدثنا عن معاناة اهلها وحالهم الا النذر اليسير .ليموت الأمير الثاني مقتولاً بسيف المتمردين ليتطور الأمر بفتنة كبرى يتقاتل فيها الصحابة ويموت فيها الخيرة بما فيهم الخليفة الرابع وزوج بنت رسول الله ويتبعه ابنيه من بعده شهداء لذات الفتنة .خلاصة القول أن الخليفة أبوبكر الصديق أراد أن تخضع له الأمصار كما كانت تخضع للنبي من قبله ، وأراد أن يستمر الحال كما كان وعندما ووجه طلبه بالرفض والتبرير انما ذلك النبي صاحب الوحي وحامل الرسالة خضعنا له طوعاً ولن نفعل لغيره استعمل القوة وفوت فرصه على المسلمين باتفاق حضاري على ميثاق حكم يكون منارة للمسلمين من بعده ولكن استعمل عاطفة الدين وكفر المعارضين وكانت بذرة الفرقة التي لم يجتمع المسلمين بعدها حتى اليوم .فسعي الدكتور الترابي لتطبيق نموزج دولة المدينة باعادة لانتاج ذات الفشل القديم كون ذاك النموزج به سلطتين سلطة النبوة وسلطة الحاكمية ويجب لنا ان نستقصي قيم مبادئ العدالة في القران ونفيد من سيرة الرسول (ص) كيف طبقها وهو القائل (أنتم أعلم بشئون دنياكم ) فاسقاط نموزج دولة المدينة على السودان أو أي دولة حديثة وضع حدودها الاستعمار فيه ظلم للاسلام وللدولة نفسها فاطار دولة المدينة كان موجوداً قبل الرسالة وحكمه الرسول (ص) بعد الهجرة برضى أهلها واتفاقه معهم وخضوع القبائل المجاورة لها طوعاً بعدما آمنت بالدين الجديد .بينما الدولة الحديثة حدها الاستعمار وجمع فيها كيانات كانت مستقله قبله وفق ما تقتضيه مصالحه وتوازنات القوى والحرب فبعد استقلال الشعوب وخصوصاً الاسلامية يجب أن يقوم عقد المواطنة بالرضا ولا يستقيم أن يفرض على جماعة أو اقليم الوحدة الوطنية ان كانت لاترغب مهما صغرت أو بعدت من المركز فان كانت ابيي تريد الانفصال لها ذلك ولا تستكره من أجل البترول وأن كان دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والشرق يريدون الانفصال لهم ما أرادوا وحتى ان أردات الجزيرة أم حلفا الانفصال لها ذلك فليس في الاسلام تصور دولة مركزية قابضة ولا سنة النبي فعلت ذلك ولكن أوهام السلطة من صورة دولة الخلافة الاسلامية هي المطلب الديني فأسسوا الفقه على ذلك ، الامامة الكبرى والامامة الصغرى صاروا يفتون لأي من الاثنين للمراة الحق فيها . فيخطئ دعاة المشروع الحضاري من أهل السلطة ان أرادوا بسط المركزية على دولة السودان بافقار الولايات وتخمة المركز فيجمعون الزكاة من المزارعين والرعاة ويبنوا بها العمارات في الخرطوم ويحرمون المجتمع المحلي من نسبته في البترول لتعيش وتنعم المدن بالكهرباء والمكيفات والشوارع المسفلته ويعيش الرحل يطاردون جغمة ماء لهم ولماشيتهم ويعيش ابناءهم في الجهل والمرض فلكل صاحب أرض أن ينعم بخيراتها منفرداً وان كانت الحوجة للوحدة بغرض التعاون والحماية فبالرضا ودعونا من سيمفونية الوطن التي أنتجت القتل والدمار فدارفور تماثل فرنسا وابيي تساوي الكويت والجزيرة تحاكي هولندا أما نظرية المؤامرة بتقسيم السودان هذا دلالة على غرض صاحبه فان كان الرسول (ص) يخاطب الكعبة بان هدمها مائة مرة أهون عند الله من قتل نفس واحدة أي صنم معبود هذا الذي يستحق أن يموت من أجله ثلاثمائة الف شخص .
ويخطي دعاة المشروع الحضاري المعارضين ان ظنوا أن الدين كل الدين في وحدة السودان فيمكن أن نكون دويلات مستقله متجاورة متناصره متعاونة كما تفعل أوربا اليوم ويخطئوا ان ظنوا أن بقتل الخليفة في الخرطوم ينصلح الحال بل ستكون الفتنة أكبر من تلك التي بين علي ومعاوية فليس الأمر في من يحكم السودان ولاكيف يحكم السودان ولكن هل نحن راضون بالسودان أصلاً وهذه دعوة مني بأن لايقاتل أي من أبناء الأقاليم متمردي أقليم آخر بل يتقاتل أبناء الاقليم الواحد ان انتصر دعاة الوحدة كانت الوحدة وان فاز دعاة الانفصال كان الانفصال ولايقاتل أحد بالوكالة عن أحد ولهم ما أرادوا ولنا في حرب الجنوب عبرة فقد ظل الجيش يقاتل من أجل الوحدة سنين عددا ليصوت الجنوبيين بالنهاية بالأغلبية الساحقة للانفصال فيما يفترض للجيش ان يحمي مطالب شعبه فان كان المطلب الانفصال علاما يقاتل .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 03/11/1

السودان يستطيع الردعلى اسرائيل لكن اخوان مصر لايسمحون

سم الله الرحمن الرحيم
السودان يستطيع الرد
على اسرائيل لكن اخوان مصر لايسمحون
ما تعرض له السودان من ضربات جويه من دولة الكيان الصهيوني وبكثافة في السنوات الأخيرة يشير الي الحجم الكبير لكمية السلاح المهرب الى حركة حماس الفلسطينية .ولكن اللافت للأنظار أن المنفذ الوحيد لعبور هذا السلاح الي غزة يطل على مصر وبشريط حدودي ضيق بمعنى يمكن لدولة اسرائيل مراقبته ،وبسهولة يمكنها ضرب أي متسلل يحمل السلاح ،ولكن

ها اختارت غير ذلك باجهاد نفسها بمد يدها طويلاً الي السودان دولة الممر . فالسلاح غالباً ما يأتي عبر السواحل الأرترية ومنها عبر البر الي السودان فمصر ورغم الاختلاف مع نظام حسني مبارك السابق الا أنه وبحسب امكانيات الأمن المصري لايمكن أن تفوت عليه كل تلك الكميات ودون أن يصطاد منها واحده في حين يتم القبض على كثير من الأفارقة المتسللين الى اسرائيل . ولكن الأمن المصري يغض الطرف عن السلاح المهرب الي غزة حتى تقوم حماس بدور مقدر في زعزعة الأمن الاسرائيلي وبالتالي خدمة الأمن القومي المصري بانشغال اسرائيل بحماس وحزب الله ويكون نظام حسني مبارك أدى استحاق التزامه بدعم القضية الفلسطينية وقيادته للدور العربي في المنطقة ولكن هذا الدور القومي والايفاء بحقوق الرابطة العربية والاسلامية لم يمنعا عن النظام المصري ثورة الشعب عليه . فمطالب الشعب الداخلية لايمكن تأجيلها لصالح أي دور خارجي اقليمي أو دولي ، وان كان الاستحقاق الخارجي يشفع لنظام لكان الشعب السوري تنازل عن ثورته لصالح لعب نظام بشار دوره في محور الممانعة بدعم المقاومة المسلحة اللبنانية والفلسطينية ورفض أي حوار مع اسرائيل . ولكن ملأ الشعب الشوارع السورية وهتف بسقوط بشار . وبما أن اسرائيل قد اختارت السودان ميداناً لحربها مع حماس بقطع الامداد عنها كون السودان المنطقة الرخوة فهو معزول اقليمياً ومحاصر دولياً ،ولن تجد صرخاته من ضرباتها أذن صاغية في مجلس الأمن أو الجامعة العربية ،ليجد النظام في السودان نفسه في معركة لم يحدد ميدانها ولايتوقع ميقاتها في ظل عجز مقدراته الدفاعية وأجهزته الاستشعارية عن حماية أجوائه ولكن بعد ضرب مصنع اليرموك يمكنه العمل علناً على دعم حماس بالسلاح دون أي غطاء دبلوماسي أو محازير أمنية ولكن تواجه هذه العملية السهلة بتحريك السلاح أرضياً التزام الحكومة المصرية الجديدة بمعاهدة السلام مع اسرائيل وخصوصاً بعد الاختبار الذي عملته المخابرات المصرية للرئيس مرسي بمواجهة المتشددين في سيناء وراح ضحيتها عدد من منسوبي الجيش المصري مما سبب احراجاً داخلياً للرئيس الجديد ، فان شدد النظام الاسلامي في مصر على حراسة الحدود وقفل المنافذ على مهربي السلاح يدخل في مواجهة مع الجماعات الاسلامية الفلسطينية والمصرية الجهادية ، وان سمح بمرور السلاح يكون وقع في الفخ الاسرائيلي ويتعرض لضغوط عالمية لايريدها وغير جاهز لتحملها وهذا يجعل الجيش لاعب رئيس في السياسة المصرية ، فتصريح الحكومة السودانية أنها تحتفظ بحق الرد على ضرب اليرموك ويمكنها ذلك بزيادة تمرير السلاح الى غزة وحزب الله ويمكن أن تطور تعاونها في هذا المجال بمرور صواريخ الي حماس تقلق مضجع اسرائيل . ولكن كل هذا مرتبط بالسياسة التي تنتهجها حكومة الأخوان في مصر ،فالجيش المصري يضغط من أجل توسيع دوره السياسي بتحكمه في شكل العلاقة مع الفلسطينيين وبعيداً عن حماس . فان استمر الأمن المصري في تمرير السلاح الى حماس كان هذا في صالح الأخوان في مصر ودورهم الاقليمي وان امتنع كان في صالح اسرائيل وضد استراتيجية الأمن القومي المصري وكان ذلك واضحاً في الهجمة التي شنتها اسرائيل على مهربي السلاح في سيناء مما أعطي مبرر لمرسي بحل المجلس العسكري واحالة سبعين لولاءا للمعاش مما جعل اسرائيل تتراجع عن مهاجمة المهربين داخل الأراضي المصرية للحفاظ على بقية تعاون الجيش المصري معها . ولكن المهم هو أن يعي النظام السوداني أن دعمه للقضية الفلسطينية من منظورها العربي أو سنده لحماس من منظوره الاسلامي لاينجيانه من غضب الشعب السوداني الذي مل الحكومة وكره سياساتها وله أن يتعظ من مصير حسني مبارك ومأزق النظام السوري فكليهما لم يشفع لهما دعم المقاومة الفلسطينية أن يصبر شعبيهما على ظلم وفساد نظاميهما وأن يفهم أن أمن مصر مقدم عند الاخوان على تحرير فلسطين فالتزام الأخوان المسلمين بعدم تصدير الثورة لاجل ضمان استمرار المعونة الأمريكية وبالتالي ان سمحوا ببعض التسرب الفكري والسياسي لن يجاملوا في حسم أي عمل أو سند عسكري لحماس .

See translation
Unlike ·

المؤتمر الشعبي حزب سياسي يؤصل لحملة السلاح


بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي حزب سياسي يؤصل لحملة السلاح
الدكتور امين محمود قيادي بحزب المؤتمر الشعبي وناشط ومهتم بقضية دارفور فكل مايصدر عنه وهو الممسك بملف القضية يجب الاهتمام به وأخذه مأخذ الجدية من جهة تخصص الرجل وحزبه الذي يدور لغط كثير حول علاقته بحركة العدل والمساواة الدارفورية ففي ندوة بالمركز العام للحزب بالخرطوم حسب خبر جريدة آخر لحظة (طرح المؤتمر الشعبي قضية دارفور لأول مرة من منظور إسلامي)وبعض المواقع الالكترونية ، وأفتى بأن الحرب التي تدور بأراضيها بين الحكومة السودانية وحاملي السلاح من الحركات المتمردة بأنها حرب بغي، وصنف الحكومة في حكم الباغي بعد رفضها التعويض الفردي الذي أصل له د.أمين محمود بالسيرة الفعلية في حادثة القتل الخطأ الذي اتركبه سيدنا /خالد بن الوليد في حق خزيمة ، ولكن ليس المهم المخرج الفقهي الذي استدل عليه بالآية .. قال تعالى: «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» صدق الله العظيم رغم ان الأمر الرباني يخاطب الجماعة المؤمنة بالقيام بشأن الاصلاح وقتالها، أي الجماعة المصلحة للجماعة الباغية وليس الطرف الآخر والثابت أن مؤتمر الفاشر لم يصدر قرار قتال الحكومة وهو الذي مثل فيه أهل دارفور بصورة كبيرة ونتفق معه في كون الحكومة أخطأت حين رفضت ذلك الحل ولجأت للسلاح لحسم التمرد . ولكن نختلف معه حين ينطلق من منصة المؤتمر الشعبي حين يقول ».. ان التدابير السياسية تقع في المباحات، وبالتالي فإن طلب قسمة الثروة والسلطة عندما يقع الظلم تصبح حقاً شرعياً-، ونسأله هل كان متمردي الجنوب على حق حين قاتلهم د.أمين محمود عشرة سنين قبل الانفصال وما هو الفقه الذي جيش به الشباب للجهاد في الجنوب أم يريد حزبه أن يقول لأهل الشهداء  أن الترابي كان على خطأ حين استنفر الشباب وقتلوا هناك ولكنه اعتراف لايعيد ابن لأمه ولا زوج لزوجه . أم أنه جلد الذات الذي ما أبقى جلداً للشعبي بعد أن انسلخ عنه كل غطاء .ولكنه التناقض الذي يعيشه الدكتور حين يتحدث بلسان حزب سياسي وينطق بكلام حركة مسلحة فحزب المؤتمر الشعبي له أوراق وبيانات وكل مخطوطاته في قضية دارفور تبين أن الحزب يرفض العمل المسلح ويسعى لحل قضية دارفور في اطار حل قضية الوطن باسقاط النظام بالوسائل السلمية عبر الثورة الشعبية . ولكن  الدكتور محمود أراد أن يبرئ ساحته أمام الأصوات داخل الشعبي التي تنقد موقفه الساكت من الحركات المسلحة نكاية في النظام ورجاء اضعافها له بتأصيل حربها ضد النظام .ولكن يحمد للمهندس علي شمار في ذات الندوة صدحه صراحة بضرر الحرب على شعب دارفور ودعوته منذ مؤتمر الفاشر للحل السلمي وظل على هذا المبدأ التزاماً بخط الشعبي بالتغيير السلمي رغم الظلم الذي تعرض له من النظام باعتقاله الطويل المتكرر فلم يغضب أو يتحامق بحمل السلاح كما فعل الكثيرين فالتحية له وزاده الله صبراً وحكمة ،ووصف الباشمهندس علي شمار لبعض حملة السلاح بالعصابات المسلحة الذين أفقروا الشعب بالايتاوات على الطرق بين المدن الدارفورية وبهذا يحاصر المجرمين الذين ينهبون المواطنين والذين يجب تنظيف الطرقات منهم ويبرئ الحركات المسلحة ذات الأهداف السياسية التي يجب حوارها ، وتحميله للحكومة لمسئولية حفظ الأمن ودعوته لها بالسير في الطريق الصحيح بالحوار مع كل الحركات المسلحة وبالذات التي تملك قوة حقيقية على الأرض في الوقت الذي يطالب فيه الحركات بالانضمام الي وثيقة الدوحة المفتوحة وللانضمام لقوى السلام ولعمري هذا صوت مهم من قيادي شجاع يعمل لمصلحة وطنه وسلامة أهله فالحرب لن تزيد دارفور الا تشرداً وتفاقم مأساتها ، في وقت نحن في أمس الحاجة للأصوات الدارفورية المؤمنة بالحل السلمي والمنادية بالحوار هو الطريق الوحيد لحل القضية وأن العمل السياسي السلمي هو السبيل المستقيم لنيل الحقوق   المدنية وخير لقضية دارفور أن يضع المسلحين سلاحهم والاعتصام في ميادين الفاشر والجنينة ونيالا فسيريحون البلد من كبر ومواسيره والبشير ودلوكته وسيربح السودان ثورة على الطريقة المصرية غيرت أعتى نظام في المنطقة وبأقل كلفة . فترك قضية دارفور رهينة الحكومة والحركات المسلحة لن نجني منه غير الضياع ولنا في الجنوب عبرة فبعد شد وجزب بين الوطني والشعبية انفصل الجنوب ولم نكسب السلام .
م. اسماعيل فرج الله
عطبره 06/11/2012                                                                                                                                                                                                          

من شكى الرئيس لله


بسم الله الرحمن الرحيم
من شكى الرئيس لله
حدثني من أثق في روايته أن الرئيس البشير في احدى جلساته مع خلصائه وهم يعودونه في مرضه ،قال لهم  (أن شيخ حسن يكون دعى علي ) . ولم أكن أظن أن الأمر يشغل بال البشير كثيراً وانما مجرد تعليق عابر ،ولكن أن يقول الرئيس في لقاء مفتوح بالسفارة السودانية بالرياض أن المرض كفارة وهناك من ظلمناهم أثناء حكمنا تعلم مدى الحالة النفسية المحبطة التي يعيشها البشير وهي الحالة التي يجتهد الطبيب المعالج ألا يصل اليها المريض ولن يستطيع الطبالون وحارقي البخور هذه المرة من اخراج الرئيس من حالته اليائسة . لعلم الرئيس بحجم الظلم الذي وقع على شعبه وهو المسئول . فمنذ ال30 يونيو89 والذي هو ظلم في حد ذاته لارادة الناخبين ومصادرة اختياراتهم ولكن سموه فقه الضرورة ،وكان البيان الأول يشير الى تبريرات هذا الانقلاب على الشرعية ، فكل اجراء تم على شرعية الغلبة أو الشرعية الثورية كما يحلو لهم تسميتها يكون ظلماً ان لم يلتزم بأخلاقيات مرجعياته وهذا ظلم لنفسه أولاً قبل أن يظلم ضباطاً قتلهم بغير محاكمة وأفجع أهلهم يوم عيد ،ثم يعدم شاباً في دولارات معدودة بينما اذا التفت يميناً لوجد أهل بيته يكنزون الملايين منها ولو نظر عن شماله لرأى مساعديه ووزرائه يهربون العملة الصعبة الى الخارج فأصبحت خزينة الدولة خاوية على عروشها وينهار الجنيه من صنيعهم . فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فأكثر من عشرون عاماً يدعو عليك المحالون للصالح العام حين يروك في الاعلام تتحدث عن العدل والحرية وعشرون أخرى يدعو عليك أهليهم حين يشاهدون القصور والعمارات يسكنها محاسيبك وقد قتلت عائلهم وأفقرت معاشهم .
المشير البشير في هذا اللقاء كان خفيض الصوت كسير الخاطر وهو يخاطب الجالية السودانية بالمملكة السعودية وهو يقول لن نستطيع رد الضربات الاسرائيلية لقلة المؤونة وضعف الحيلة ويؤكد استعداده لتلقي الضربات الواحدة تلو الأخرى ولن يصالح اسرائيل  ،ولكن سيدي الرئيس أنت لست أشجع من الرئيس أنور السادات ولست أحرص على فلسطين من الملك حسين (ملك الأردن) ولكنهم خاضوا الحرب مع اسرائيل وشاهدوا كيف يروع أزيز الطائرات شعبهم وكيف تقتل القنابل الأطفال والنساء فاختاروا طريق السلام ليوقفوا معاناة مواطنيهم .فلو كانت السيده الأولى وداد تسكن الكلاكلة وهربت ذلك اليوم بملابس نومها تجاه النيل وهي تحضن طفلها أو خرجت السيدة الفضلى فاطمة خالد الشارع في ابو آدم بعكازتها ورجليها لاتقوى على الهرولة لأحسست بالرعب الذي أصاب شعبك ولكن سيدي الرئيس أنت لااحساس لك أصلاً بمعاناة شعبك وهنا لا أذكر المرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج ولا المساكين الذين يكابدون للقمة العيش ولا الرحل يسألون المسافرون كوب الماء ولكن معاناة أقليم بأكمله تحرق قراه ويشرد أهله وأنت تقول بدم بارد أن القتلى في دارفور عشرة الف وليس ثلاثمائة الف كما يقول معارضيك . ولم تستدرك حينها أن عشرة مليون سوداني فجعوا في عزيز عليهم يرفعون ايديهم الى السماء يسألون الجبار المتكبر أن ينتقم لهم . فسيدي الرئيس انت لست أكثر مهنية من هتلر الذي عندما خسر الحرب أطلق النار على نفسه فأراح الألمان من شرور عنصريته.
فالرئيس عندما يقول أن سبب مرضه دعوات شيخ حسن عليه لا يقول هذا الكلام مزاحاً فهو يعلم أنه من اسره بأذهب الى القصر رئيساً وهو أمين عام حركة مكنت لحكمة وحرست سلطته بدماء الشهداء فأتمنته على مشروع صبر الشعب على حصاره وبقص قوته لمقاطعته الخارجية وكل ذلك من أجل وعود قطعها الرئيس على نفسه بالطهر والنزاهة في الحكم ولكن كانت الحسرة حصادهم حينما رأوا المحسوبية تستشري والفساد عم .
سيدي الرئيس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأستكثرت من الخير) فهذا النبي الموحى اليه يقول ذلك وأمير المؤمنين عمر الفاروق يقول أخطأ عمر وأصابت امرأة وأنت بعد 23سنة تعيد ذات الاسطوانه أن المرض ابتلاء والحرب مؤامرة والمعارضين خونة وعملاء وشذاذ آفاق .وفي الأثر أن الله ينصر دولة الكفر العادلة ويهزم دولة الاسلام الظالمة فاستجب سيدي الرئيس لنداء الضمير وانت ترقد على فراش المرض بأن تصحح الوضع وأن تزيل الظلم وترد الحقوق الى أهلها والا فأعلم أن الله لن يفلتك وما كانت بداية نهاية حكم مبارك الا بالحديث عن مرضه وتوريث أبنه فلم يحتاج الثوار غير المكوث يومين لينزل الشعب معهم في الميادين لينهوا حكمه فهل من مدكر.
                                                                                م . اسماعيل فرج الله
                                                                              عطبرة 10/11/2012م

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

من نصدق


بسم الله الرحمن الرحيم
من نصدق
(1)  راجت في الآونة الأخيرة أخبار كثيفة عن علاقة المؤتمر الشعبي وأمينه العام دكتور الترابي .الأخبار التي بدت في مجملها تصف الحراك الذي يدور داخل أروقة حزب المؤتمر الشعبي ، ليزكي كل صاحب مصلحة القلق من زاويته ، فمنهم من صوب نحو أجهزة الحزب وعضويته وآخر صوب نحو الترابي ورمزيته .
(2)  المؤتمر الشعبي تأسس بعد المفاصلة بين الترابي والسلطة الحاكمة في الخرطوم ، ليسعى به الترابي بين جمهور الشعب السوداني وقواعد الاسلاميين في السودان وقيادات الحركة الاسلامية العالمية ليبين القصور والانحراف الذي لزم تطبيق برامج الانقاذ ويطرح عليها ثلاث خيارات :-
أ‌-       التوبة والرجوع الي الصفوف الخلفية .
ب‌-   المعايشة ومنحه الحريات كاملة .
ت‌-   والا سعيه لاسقاط النظام تأكيداً على توبته عن أخطائه
ولان أي من الخيارات الثلاثة يعني عملياً زوال الانقاذ الأولى ،عمل النظام على التضييق على الشعبي وقيادته بشتى الوسائل وحصار قاعدته والضغط عليها ترغيباً وترهيباً . لتمضي السنون عقداً من الزمان ويزيد .
(3) ولأن الحركة الاسلامية في تاريخها ومضي تطورها لم تركن على حال أكثر من عقد من الزمان يتقلب حالها وفق ما يقتضيه الابتلاء ، ولأن كثير من قيادات الشعبي ذات خبرة ودراية أخذت تتساءل ؟ لقد فاصلنا لأجل مصلحة الدعوة وخير الوطن ، وعملنا بداية منفردين نكافح النظام وقدمنا التضحيات ومضى بعضنا شهداء ، ثم حالفنا القوى الوطنية واستبشرنا خيراً بتوقيع اتفاق السلام مع الجنوب وقدوم الحركة الشعبية فلم نحصد غير انفصال الجنوب وتوتر الاطراف واتساع الحرب في دارفور وانتشار الفساد . ورغم التحالف ومواثيقه ماخضنا معركة ضد النظام الا وجدنا أنفسنا في مواجهة منفردة معه وآخرها الانتخابات الماضية التي انسحبت منها الاحزاب لصالح الوطني ، ورغم المواجهات العنيفة مع النظام والتضحيات التي قدمها الشعبي الا أنه مازالت بعض الاحزاب السياسية تنظر للشعبي بعين الريبة .
(4) في أواسط العام الماضي وفي خطوة مفاجئة كما وصفتها الصحف اجتمع أكثر من ألف من الاسلاميين بولاية نهرالنيل يدعون الى انهاء حالة القطيعة بين الغريمين والرجوع الى رشد الحركة الأول في تعاطيها مع الشأن العام بعدالة في الحكم والمساواة بين الناس واتاحة الحريات العامة ومحاربة الفساد وفصل الحزب عن الدولة وأسفوا على انفصال الجنوب واعتذروا عن الحرب في دارفور . لتجد الخطوة سنداً من بعض المجموعات الداعية للاصلاح والحوار مع النظام للوصول لتفاهمات معه في شأن الوطن وانهاء حالة عدم الاستقرار التي يعيشها . وتزامن مع طرح بعض الشباب لقضايا الفكر والمراجعة للمسير والسعي والتطوير لتجديد الحزب فكرته وهياكله وتحسين ادارته . ليظهر للبعض أن هناك أمراً ما يدب في الخفاء باكتمال أركانه لعمل سياسي قادم . فكر يطرح وقيادات تؤيد وقواعد تلتف حولها وشكل اداري يقترح . وتسمى مجموعات أنها وراء كل ذلك . فتتوتر أمانة الحزب في ظل غياب د.الترابي المعتقل فتتوعد وتصدر القرارات بفصل كل متفلت ،ولكن المبادرون يردون بكل صراحة أنهم يعملون وفق ما أتاحه لهم النظام الأساسي للحزب وهم ملتزمون بمؤسساته ويوافقون على قراراته .
(5)  بينما العمل المعارض في أوجه والمؤتمر الشعبي يقوده وصوت أمينه السياسي يعلو باسقاط النظام والساحة الداخلية تستبشر بالربيع العربي وتستلهم التغيير والاسلاميون يطالبون بالاصلاح وقادة الرأي يكتبون عن مستقبل ما بعد النظام الذي يفرج عن د.الترابي الذي يصرح من فوره بعزمه قيادة تيار عريض من الجماعات الاسلامية والوطنية لتتفاجأ أمانة الحزب قبل ولاياته ،من اقترح ؟ومن ناقش؟ ومن قرر هكذا تيار ؟ ليجد الشعبي نفسه يتلفت ، والمعارضة تشكك ، ويجد النظام نفسه أسقط في يده بعد أن استحكم من الشعبي ، لنجد نحن أنفسنا بين حالتين الناشطون غير راضون عن حزبهم وقيادته فهم يظنون أنهم مكبلون والحزب مدجن ليس لفقر الفكره ،ولاشح الكوادر ،ولكن عجز الادارة والتنظيم لطاقاته ومقدراته .والحالة الأخرى د.الترابي نفسه غير راضي عن أداء ولاياته فيصفها بالضعف وكثير من أمناء الولايات يعيشون في الخرطوم ، والترابي لايثق في قياداته فيمسك عنهم استراتيجياته ،فلا مال ينمى لتمويل  مناشط الحزب ولا مكاتب متخصصة للدراسات وقراءة الرأي والمراجعة  ود.الترابي يصف عضويته قيما يصف الشعب السوداني بالمتخلف الذي لايغير قيادته ويستمسك بها .فالترابي يشكو من الحزب والحزب يشكو من الترابي. فالأخبار تتواتر عن مجموعات (سرطانية) داخل الشعبي تسعى لتغيير الترابي والمجموعات تنفي وتؤكد ولاءها للترابي . والخبر يقول : أن الترابي يريد التنحي عن قيادة الشعبي والشعبي يتمسك به والأمين السياسي ينفي . ولكن الثابت أن هناك حراك في قواعد الشعبي يحدث عن عدم رضى ،وأن الترابي يسعى لتأسيس  كيان جديد ، فبتخلي الترابي الترابي عن الشعبي يكون خلع قميص الشعبي في ايدي ناقديه ويبرئ نفسه من شوائب الانقاذ حاكماً ومعارضة .وبتمسك عضوية الشعبي بحزبها وتجديده فكراً وقيادة وهياكل تكون برأت نفسها من تهمة التخلف .
(6) هذه الحالة تعتري الحركة الاسلامية في كل مرحلة تخلق جديد وآخرها الانقاذ نفسها والمفاصلة من بعدها .فبينما تقول قيادات المؤتمر الوطني أن الترابي هو من حل تنظيم الحركة الاسلامية بعيد الانقاذ يؤكد د. الطيب زين العابدين عضو هيئة الشورى الاربعيني أنه كان حضوراً يوم حله واعترض على ذلك ووافق المجلس على القرار بأغلبية ومثل الشاهد الملك الذي برأ الترابي من زعم الوطني ولكن المفاجئة للطيب نفسه كانت في باكستان عندما طلب منه تنفيذ تعليمات التنظيم وهو الشاهد على حله بالخرطوم التي لم تجبه على تساؤلاته حين العودة اليها، فنتساءل نحن اي تنظيم حله الترابي الاول برئ منه والثاني من اعاده حتي يقوم بحله .وعلى هذا قامت المفاصلة فالقيادات تشكو من انفراد د.الترابي بالقرار التنظيمي ولجوئه الي العلن في اجهزة الحزب والدولة وهذا ما اغضبها فهي تستمسك بالخصوصية وطبخ السياسات فناصرت قرارات الرابع من رمضان وكان الاثنين من شارك في تغييب الاجهزة الشورية كل لصالح موقفه فصعب عليهم حتى الآن اعادة صلاحياتها كاملة ومواجهة الاسئلة الصعبة ودخل الجميع متاهة من اتخذ قرار المفاصلة أصلاً فلا الشورى ولا القيادة لها علم بذلك ، ولأن للترابي تاريخ حافل من المغامرات والقفزات السياسية والاجتهادات الفكرية التي تثير الجدل وتحرك ساكن الساحة السياسية ،فهل مايطرحه الترابي من تيار اسلامي عريض ينصب في اطار هذه المبادارات والقفزات الشخصية ام هو تطور محسوب من الحزب وأجهزته.
م. اسماعيل فرج الله
عطبره 31/10/2012