الثلاثاء، 30 يونيو 2015

احترامي للحزب الشيوعي

بسم الله الرحمن الرحيم
احترامي للحزب الشيوعي
أنا لست من جيل الخمسينيات ولا من مواليد الستينيات فقد بدأ وعيي في الثمانينات وتشكل في التسعينات ولكن منذ teenager  قرأت بعض كتب الإشتراكية ورسائل مؤتمرات العمال التي تقع تحت يدي في مكتبة فخيمة لجدي الشيوعي والقيادي العمالي الذي انتهى به الحال إلى شيخ صوفي يكتب البخرة  ويعزم المحاية  . وكنت أبحث بين السطور عن الكفر والإلحاد في الفكر الشيوعي وأنا حيران بين مأاسمعه من مقال في المسجد او نقد في الأسرة التنظيمية التي نتدارس فيها المنهج الاسلامي وبين تدين جدي والتزامه الصلاة والصيام طوعا وكم تأخرت ليلا فأجده جالسا على كرسيه والسبحة في يده وكثيرا ما نصحني أن أجعل لنفسي وردا فالجري وراء السياسة لاينجي يوم القيامة . جدي دوما يفخر بشبابه ويحكي لي تاريخه الحزبي والنضالي ولم ألاحظ مرة أنه نادم او تائب عن معصية ولم يحكي لي يوما خناقة في انداية  حضرها او خمرة شربها رغم كثافة القصص والنكات عن أقرانه أعرفها .وهذا سر احترام الحلة له وتقديره ( رحمك الله رحمة واسعة جدي ) .فكنت أسأل نفسي أين سر الإلحاد عند جدي فقد اقترن في عقلي الباطن بين الشيوعية والإلحاد نتيجة لثقافة المساجد الضحلة.
فقفذ السؤال إلى زهني وأنا أرقب د.الخطيب الشقيق الأصغر للسكرتير  العام للحزب الشيوعي السوداني أخصائي الباطنية بمستشفى عطبرة .وممثل الحزب في تحالف المعارضة فالرجل دقيق ملتزم بالوقت والتكاليف صبور دؤوب ان أردت أن تشقق على الإنقاذ عليك ان تسأله يخفف عنها . فالرجل فيه صفات جدي تدين صوفي يبدأ الاجتماع بالقرآن ويرفعه للصلاة ويختمه بالعصر كما يفعل الكيزان .
ولكن كانت دهشتي يوم قدم الدكتور عبدالمحمود أبو أمين هيئة شؤون الانصار ورقة عن الدولة المدنية وأنها فكرة إسلامية .وعندما أعطي فرصة المداخلة أي د.الخطيب أخرج كراسة صغيرة كالموجودة في البقالة ويحملها طلاب المدارس وقال ما أقوله رأي الحزب الشيوعي المجاز في عطبرة تعليقا على الورقة وليس رأيي الشخصي وكانت هيئة شؤون الانصار وزعت الورقة على دور الأحزاب قبل المناقشة بأيام .وملخص رأيهم أنهم لايمناعون ان تكون الشريعة الاسلامية من مصادر التشريع للدستور ويكتب ذلك في ديباجته وأنهم يقرون أن الإسلام مكون أصيل لثقافة المجتمع السوداني وهم جزء منه وأنهم يؤمنون بالتعددية والديمقراطية وسيلة لتداول السلطة سلميا  . فلم أرد كثيرا في مداخلتي على ما جاء في الورقة بل وجهت حديثي لدكتور الخطيب فأنا أعرف التزامه الشخصي بالصلاة وأشهد له بالإيمان ويشهد ناس عطبرة على إنسانيته ومساعدته للمرضى والفقراء .قلت له أن كان ماقلته سياسة الحزب الشيوعي فليس عندي مشكلة أن انضم له وأصبح زميلا لكم ولكن مطلوب منكم سودنة الحزب الشيوعي تفرزه عن الشيوعية العالمية فكما فعلت الصين وكوبا على الشيوعيين السودانيين ان يفعلوا . بعد انتهاء الندوة حكيت لصديقي قصة الخطيب والكراس فقال لي وفيما العجب فللحزب الشيوعي تقليد عريق يسمى كراس العضو .كلما طرح الحزب برنامج او فكرة إلا وقدمت في ورقة ووزعت للأعضاء وعلى كل عضو كتابة رأيه الشخصي ثم تجمع الكراسات عند السكرتير الذي يكون لجنة تفريغها وتخليصها ويطرح الملخص لإجازته من أجهزة الحزب . أنا غير متأكد من مقالة صديقي ولكن أن صدق فهذا حزب يستحق الاحترام ورفع القبعة فالحزب الذي تشكله ذاكرة الجماعة وتديرة عقول الجماعة لهو حزب عصري ديموقراطي وليت الاسلاميين أفادوا من هذا النهج بدل العيش في جبة الشيخ وبدلة الرئيس وتركوا المباهاة بدقة التنظيم والشمولية التي تركها أهلها.
م.إسماعيل فرج الله
27يونيو2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق