الثلاثاء، 28 يوليو 2015

هل بلغ الطيب مصطفى كلمة؟

' الأخ رئيس جريدة رأي الشعب .
السلام عليكم ورحمة الله
نهنئكم بصدور جريدتنا التي انتظرنا في حسن المظهر وصدق الكلمة وجرأة التحقيق والنصيحة ولو للأقربين إن ظلموا . فكانت كما أردنا ونسأل الله التوفيق. وأتعشم أن تنشروا هذا الرد على مقال الأستاذ الطيب مصطفى في جريدة الراي العام. ولكم شكري ودعواتي.
هل بلغ الطيب مصطفى كلمة؟
من منا لا يعرف المهندس الطيب مصطفى وسيرته ويكفينا رفقة إبنه الشهيد ويقيننا شفاعته في والده فهي بشارة للمهندس وجيله الذين صدقوا على الدرب وصبروا وهم في رباط . وعندما بدأت الفتنة ( الخصام ) كما أسماها هو في مقاله (هل يقرأ الشيخ الترابي هذا الكلام؟  ) في عمود حديث المدينة بجريدة الرأي العام العدد (1252) بتاريخ 10فبراير 2001م وفي أطوارهاالأولى اشرأبت الأعناق لترى ماذا هم فاعلون . ( الطيب وصحبه ) إزاء هذه المعضلة .التي جعلت العاقل حيران . وبقراءة المؤمن التي ماخذلت الشيخ يوما في كل محنة ومرحلة تمر بها الحركة الاسلامية وبما شهد به الطيب نفسه في ذات المقال بما كتبه عام 1991م ولكن من يقرأ ومن يأخذ العظة.  والشيخ يتبصر الداء ويصف العلاج في الشورى والحرية والمؤسسية .
وبدلا من أخذ زمام المبادرة بفرض الحل ولم الشمل من داخل الهيئات والمؤسسات الشورية والتنظيمية يخرج إلينا قوم براب الصدع ويرأسهم رئيس الشورى نفسه ليختاروا حل الاجاويد الذي مارد حقا عوضا عن الشورى وفرض الحلول برأي الأغلبية المؤسسة .وتجاوزا لتلك المرحلة ومعايشة لواقع اليوم اسأل الاخ/مدير التلفزيون (ليس من شاكلة الاخ:الرئيس.... برد الخال الطيب.) ألم تسخر هذا الجهاز لازاكاء الفتنة نصرة لجناح على الآخر ؟.
ألم يحظر ظهور شيخك فيه لتسمع إجابته على مناشدتك ورجاءتك ! بدلا من طلبها على صفحات الصحف؟.
لتطلب منه عبقري الحل وانت أقرب لإبن الأخت لتبلغه النصيحة وتهمس في أذنه بقول الحق  الذي قد يكبر على عبرك .
ولعلك تعني أن يسكت الشيخ عن قول الحق ومخاطبة الجماهير الصابرة المجاهدة صاحبة الحق العين .
في إدارة أمرها العام وحراسة دولة الإيمان أصالة لا وكالة وان كان في هذا الانشقاق من خير الذي تنهيه عنه هو هذا التلاحم بين الشيخ وقواعده التي مازالت ترنو للمثال ولن تكل مهما يئس الحاكمون من تمكين دين الله في الأرض ولكنه عهد وميثاق وبيعة مع قيادة وشهداء آن ان يعد للدين مجده او ترق منا الدماء
إسماعيل فرج الله
عطبرة
15 /2/2001م

السبت، 11 يوليو 2015

فتر الترابي ولن نيأس

بسم الله الرحمن الرحيم
فتر الترابي ولن نيأس
(والله أكلمكم الحقيقة نحن غير متحمسين لحاجة إسمها المؤتمر الشعبي) الكلام أعلاه ليس للرئيس  البشير يريد أن يتملص من مبادرة الحوار التي يتمسك بها الشعبي ويماطل فيها النظام ولا هذا التصريح الصحفي لفاروق أبو عيسى رئيس تحالف الأحزاب المعارضة او الأستاذ الخطيب سكرتير عام الحزب الشيوعي الذين اختلفوا على الموقف من حوار النظام وإصلاحه أو إسقاطه مع الشعبي .ولكنه بلسان الأمين العام د.الترابي في مناسبة إجتماعية ذات طابع سياسي.
وهنا تحضرني صورة الشيخ أحمد يس مؤسس حركة حماس الفلسطينية الذي رغما عن سنه وصحته ظل يستمسك بمبادئه ويصبر على خيارات الشباب في المقاومة فلم يركن هو لخيارات الاستسلام بدواعي التعقل وعدم التهلكة للفوارق في القوة والعتاد بين حماس والكيان الصهيوني .ولم يمله شباب المجاهدين او يتجاوزونه بل كان ملهم صبرهم وقائد عزمهم . فكانت المقاومة الفلسطينية تتقدم من نجاح إلى نجاح لتكامل حكمة الشيوخ مع حماس وقوة الشباب .
تصريح د.الترابي أعلاه واحد من عنواوين ملأت الصحف على لسانه في اليومين الماضيين تتحدث عن وحدة الاسلاميين التي ندعو لها والنظام الخالف الذي في إعتقادي فكرة خلاقة لكنها مبهمة حتى الآن وساواصل تسجيل ملاحظاتي عليها لاحقا. وأكبر معايب التأسيس للمنظومة الخالفة هو محاولة القفز على المؤتمر الشعبي دون استكمال مرحلته واستنفاد غرضه من التأسيس لا من حيث الفكرة ولا من حيث الموقف . فالمؤتمر الشعبي تأسس بين يدي المفاصلة وخلاف الاسلاميين على إدارة السلطة من حيث الشورى والشفافية والوفاء بالعهود والمواثيق وطهارة اليد من أكل المال العام . وتم مخاطبة الاسلاميين بخطاب تأصيلي لتلك القيم لترسيخ للالتزام بالنظام الأساسي في الحزب الواحد والحركة الدينية وسيادة الدستور وحكم القانون بين أبناء الوطن . لذلك كان الإيمان بتلك الفكرة والالتزام تلك القيم دونه تضحيات جسام أزهقت فيه أرواح وشرددت فيه أسر وضويقت فيه قيادات في معاشها وفقدت وظائفها .
أما من حيث الموقف فقد كان الارتداد على الحريات والنكوص عن الفدرالية واستبداد الحكام بالسلطة أنتج حركات احتجاجية في دارفور وتجدد التمرد في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق . وهذا بالقطع أورث ظلامات وقتل جماعي ونزوح وتشريد .زائدا الفساد الذي استشرى والتعدي على حقوق الناس وظلمهم فكان الموت برصاص النظام تم في بورتسودان وأمري ونيالا  وفي قلب الخرطوم عند أحداث سبتمبر 2013 م بل مئات الآلاف قتلوا في دارفور .فأصبح هناك غبن عام تجاه النظام عند قطاع عريض من المواطنين لا يمكن تجاوزه .
عليه الحديث عن تجاوز المؤتمر الشعبي دون مراجعات فكرية ومعرفة موقف المؤتمر الوطني من تلك القضايا لن تطمئن قواعد الشعبي  لأي وعد بوحدة الاسلاميين والعمل المشترك فأزمة الثقة عميقة بين المؤتمرين الشعبي والوطني  والفاجعة كبيرة في قيادات تاريخية وشيوخ قدوة انخزل فيهم الناس فليس من السهل لملمة شتات الاسلاميين بكلمات معسولة او الاستجابة لاشواق مكبوتة او الشعور بالمسئولية الأخلاقية والمساءلة التاريخية للدكتور الترابي ذات نفسه الذي ظل يكرر في لقاءاته دنو الأجل واقتراب القبر ويريد أن يوحد الاسلاميين قبل موته ويذهب مطمئنا على الوطن .فلن نتحرك تجاه المؤتمر الوطني مالم يبين موقفه من الحريات والشفافية والوفاء بالعهود والمواثيق والزامية الشورى .
أما أصحاب الموقف من النظام الذين رأوا في المؤتمر الشعبي نصيرا لقضاياهم وظهيرا لأهلهم لن يتقدموا خطوة تجاه النظام إلا بعد وقف الحرب ومحاسبة المجرمين ورد الأموال المنهوبة وإشاعة الحريات وبسط العدالة وسيادة حكم القانون حينها فقط يمكن مخاطبتهم واقناهم بالاقتراب من النظام والتحالف معه .
عموما الأمر سيظل على ماهو عليه أن أصر النظام على سياساته الخرقاء وان كان لقيادة الشعبي وعد من رأس النظام بعمل إصلاحات جدية فعليهم تأجيل الحديث عن المنظومة الخالفة والتبشير بوحدة الاسلاميين لحين استكمال مبادرة الحوار الوطني حتى لايربكوا المشهد السياسي والا عليهم الدخول في حوار إسلاميين مباشر مع النظام علني وشفاف تشهد عليه القوى السياسية الأخرى للإطمئنان إلى المستقبل الوطني المشترك وردم هوة الثقة بين الاسلاميين ومعارضيهم. والا ان أصر الشيخ الترابي على طريقته الحالية سيخسر كسب سنين معارضة الإنقاذ ويتساقط عنه كثير من قواعده وحينها سيذهب خفيفا للمنظومة الخالفة وسيخلفة في المؤتمر الشعبي قيادات جديدة ترث رصيد الفكرة والموقف وسيبقى المؤتمر الشعبي حزب كبير وقومي يؤمه أهل الشمال ودارفور ويبقى فيه ناس الشرق والوسط .
م/إسماعيل فرج الله
11يوليو2015م