الثلاثاء، 15 أبريل 2014

زيارتي للمنشية وعداد اللقم

سم الله الرحمن الرحيم
بالأمس ذهبت للخرطوم لزيارة إجتماعية واجب عزاء وعيادة خالتي التي أصيبت في حادث حركة ولأني طولت من الخرطوم وكعادة الإسلاميين لابد من زيارة المنشية بيت الشيخ للسلام عليه ومعرفة مستجدات الأحداث وما وراء الخبر ولكني هذه المرة رفضت إقتراح الأخ عادل عبداللطيف بالذهاب للمنشية ولكن بالالحاح واستعانته علي بالأخ عثمان العطا رضخت ووافقت . وأنا في الطريق الي المنشية كنت مقبوض النفس وإنتابني إحساس بأني فضولي متطفل لذهابي لزيارة شخص بغير سابق موعد وللأمانة ومنذ العام 1996 أول زيارة لي لبيت الشيخ لم ينتابني هذا الشعور الا هذه المرة بل كنت أتمنى الذهاب للخرطوم لزيارة المنشية وعند عودتي الى عطبرة أشعر بالانتشاء والمزايدة على الأخوان وأستمر لأيام في الحديث عن جلوسي مع الشيخ ومحادثته وأعمل سينير وهاك يا تنوير للجماعة شئ الشيخ قالو واحد زيادة من عندي . وما أدخل علي هذا الشعور تصريح صحفي لنجل الشيخ الأكبر ذكر فيه أن أقل مسئول إنقاذي تناول ألف وجبة في منزل الشيخ في لغة إمتنان لا تليق بنجل زعيم وخصوصا الاستاذ عصام الترابي الذي طرح نفسه ممثلا للبطاحين في الانتخابات الماضية بل تجده مهتما بالفروسية ورقصة الصقاري وللمصادفة وأنا في مدخل البيت وجدته خارجا ً مع السيدة وصال والدته في كامل هيئة شيخ العرب سروال وصديري وسيف وليته علم أن أم من المظهر أن أخلاق وصفات البادية الكرم والاحتفاء بالضيف وعدم المن عليه .بل عله تعلم من والده التواضع وبشاشة الاستقبال وفي مرة أتينا مجموعة كبيرة لواجب عزاء أحد الأخوان وكالعادة أصر البعض على زيارة الشيخ ولأن الأمر كان وقت الغداء تعاهدنا أن نخفف الزيارة ولا ننتظر الوجبة رفقاً بالشيخ المحاصر ولكن الشيخ بفراسته فاجأنا بأنه اليوم لم يزره أحد وهو لن يدعنا نذهب حتى نتناول الغداء ولأن أميرنا ملتزم بالاتفاق بعدم الغداء أصر على الذهاب فكان الشيخ لماحاً حين قال هذا البيت بيت اسلام وقد بنته الحركة الاسلامية وتشاركه إخوانكم في الداخل والخارج أما الطعام فرزق من الله لا أدري مصدره فكثيرة ما يأتي أحدهم بالمواد التموينية والخراف ولا أعرفه وفسر لنا قصة مريم حين قالت هو من عند الله . وعند تطاول الأزمة وتكرار الزيارات كنا نلحظ الضيق الذي يعيشه الشيخ وفي مرة صارحناه وسألناه عن تسيير أموره فقال إن الحكومة وصل بها الحال تضايق كل من يأتي بشئ الي هذا البيت فانقطع البعض خوفا على تجارتهم . ولكن بت الامام تسد الفرقة من إيجارات بعض العقارات في شارع السيد عبدالرحمن .وليت ودالشيخ تعلم من أبيه ورضع من امه صفات الزعامة وودالبلد فليس من أخلاق السودانيين أن تعد على الضيف لقمه بل أن تنظر اليه أثناء تناوله الطعام .
وعند الدخول للمنزل استقبلي الأخوان بالبشاشة والترحاب وهم يقومون بعمل يعتبرونه ثقرة من ثقرات الحركة وهم المتفوقون وخرجوا الجامعات مهندسون وإعلاميون وإقتصاديون وكم أردت أن أفصح لهم أن يتركوا هذا العمل ويجعلوا عصام الترابي ياتي بحرس الشيخ وتيم الضيافة من ودالترابي إن كان الأمر يخصه وليس تكليف حركي حتى لايظهر علينا مجددا ليقول أن فلانا هذا تربى في منزلنا وكم حمدت الله أن الشيخ لم يكن موجودا فقد بلغنا أنه خرج للتو وأفلت أنا من عداد عصام الترابي للوجبات وشربت العصير على عجل حتى لايدركني الحساب وأنا أنظر للجدران لعل جهازاً يراقبي ويعد علي جغماتي .
أعلم أن كثير من الأخوان لايتناول وجبة العشاء في برنامج جلسة الثلاثاء الراتب وعلق أحدهم على الخبر بقوله لمثل هذا اليوم نعمل