الاثنين، 29 أكتوبر 2012

المؤتمر الشعبي الان الثورة ممكنة


بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي : الآن الثورة ممكنة
حملت الأنباء تصريح الاستاذ/ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي بقوله هناك قيادات نافذه من المؤتمر الوطني تريد الانضمام للحزب ولكن طلبنا منها ارجاء الخطوة لمزيد من الترتيب ووصفها بالنظيفة . عند اعلان حزب المؤتمر الشعبي بعد انشقاق الترابي عن الانقاذ حمل خطه السياسي ثلاث خيارات للتعامل مع السلطة . اما ان يتوبوا وحينها يتراصون في الصفوف الخلفية أو يخلوا بين الشعبي والشعب أو يعمل الشعبي على اسقاط النظام .فأصرت الحكومة على مواقفها وضيقت على الشعبي وسجنت قياداته وغلقت دوره وصادرت ممتلكاته وأوقفت صحيفته ليختار الشعبي اسقاط النظام هدفاً والثورة الشعبية مسلكاً ،ويستمر الصراع ثلاثة عشر عاماً لتبين  الحقائق وتنجلي المواقف وينقسم الوطن وتدهور الحالة الاقتصادية ويهدد الثوار مركز الدولة ليجد المطالبين بالاصلاح من الداخل انفسهم بين مطرقة المعارضة التي تنتظر سقوط النظام للاجهاز عليهم ومحاكمتهم ، وسندان مراكز القوى وحماية الفساد في النظام فصاروا يتجمعون ويستقوون ببعضهم ليعلوا صوتهم مسموعاً للدرجة التي يصرح فيها الأمين السياسي  للشعبي أن التغيير من الداخل قد يسبق الثورة الشعبية . ولكن الحصافة السياسية أوجبت على المؤتمر الشعبي مخاطبة هذه الأصوات الاحتجاجية داخل النظام باعلان ان هناك قيادات نافذة تريد الانضمام للشعبي وطلب منها تاجيل الخطوة لمزيد من الترتيب  ،وفي ظني أنه ليس هناك قيادات نافذه وغير نافذه تريد الانضمام للشعبي فبرأيي لم ينسد الباب بعد أمام قيادات التيارات المتصارعة داخل الحركة الاسلامية ومناصريها في المؤتمر الوطني ،فأمامهم المؤتمر العام للحركة الاسلامية يمثل أمل الاصلاح فيه أو الذهاب بعيدً للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني العام القادم بقطع الطريق أمام البشير للرئاسة القادمة والزامه بعهده الذي قطعه على نفسه بعدم الترشح مجدداً .وما لم  تنتهي هذه الصراعات وتحسم لن ينضم أحد من الوطني للشعبي مع الحفاظ بخيار الطريق الثالث . ولكن الخبر الذي نشره الشعبي أراد به فتح الأبواب أمام المنشقين الجدد عن الوطني وترحيبه بهم وختم شهادة براءة لهم بوصفهم بالقيادات النظيفة ،وحتى يهيئ قواعده باستقبال العائدون واستيعابهم في عملية التغيير بعد ان تم شحنها بمشاعر الغضب والكره تجاههم وتعبئتهم بمفاصلتهم وعدم الحوار معهم . ويمثل هذا مخرجاً للذين يريدون القفز من سفينة الانقاذ الغارقة ونيلهم شهادة البراءة من الفساد ،ولعمري هذا مسلك عقلاني من قيادة المؤتمر الشعبي بأخذها العبرة من ثورات الربيع العربي وقبلها ثورتي  أكتوبر وأبريل السودانيتين . فقد نجحت الثورة التونسية واستقر نظامها الجديد بعد أن حصر الثوار معركتهم مع عائلة بن علي وعائلة الطرابلسي بينما استمرت الفوضى في مصر لتوسيع المعركة بين الثوار وأتباع الحزب الوطني والبلطجية هناك .بينما لازالت المعارك تدور في بن وليد الليبية مع كتائب القذافي وقبيلته القذاذفة ولازال النظام السوري يعمل القتل بين شعبه ويستمد قوته من  تماسك أعوانه من الشبيحة والطائفة العلوية .فقيام الثورة السودانية في ظل حشد النظام لأنصاره للدفاع عنه وتضييق المعارضة عليهم وحشرهم في ركن الاستماتة سيجعل التغيير مكلفاً والثمن باهظاً ، ولكن تخلي أشياع النظام عنه واسيعاب بعض قياداته في الثورة الشعبية على الطريقة التونسية واليمنية (قاد الفترة الانتقالية نائب الرئيس ورئيس الوزراء)  أو الطريقة الليبية ( قاد الثوار بعض الوزراء) سيجعل الثورة ممكنة ويعجل بها مع تطمين بعض الخائفين على الوطن وسلامة شعبه .فأي اعلاء لروح الانتقام تجعل التغيير صعباً ويطول انتظاره .وكما قال الامام المهدي ( الفشة غبينتو خرب مدينتو)

الجيش بقج


بسم الله الرحمن  الرحيم
الجيش – بقج
بعد ضرب مصنع اليرموك جنوبي الخرطوم كعادة الحكومة تسودها حاله من الارتباك اللحظي وهذا ناتج عن حالة الخوف التي تنتاب المسئولين حتى لايقول مالايرضي السلطان رغم علمه بالحقيقة كعادة الانظمة الاستبدادية كما وصفها الكواكبي   في كتابه (طبائع الاستبداد) وتمثل هذا في أحداث كثيرة مرت على البلاد في العشرة سنين الأخيرة مثل حريق محطة بري الحرارية وانهيار عمارات الرباط وسقوط الطائرات وتفجير خط أنابيب البترول شمالي شندي  وضرب قافلة بالطيران بشرق السودان وتفجير عربتي بورسودان ،كل هذه الأحداث أظهرت حالة الفوضى التي تدار بها البلاد وغياب المهنية في التعاطي معها مما زرع حالة من التوجس وعدم الاطمئنان لدى المواطنين وتزعزعت الثقة في أجهزة الحكومة ومصداقيتها ولكن حادثتي احتلال هجليج وضرب مصنع اليرموك تخالفان نوعياً كونهما مرتبطتان بالقوات المسلحة الدرع الذي يحمي الوطن والعصا التي يتكل عليها الشعب .فبعد انجلاء الموقف وبانت الحقائق صرح الناطق الرسمي للقوات المسلحة الصوارمي خالد في مؤتمر صحفي في معرض تبريره لعجز النظام عن حماية الوطن وصون حدوده صرح قائلاً ( أن الجيش مخترق ولولا بسالة قواتنا لكانت الضربة أقوى) ودعوني اطلق العنان لخيالي ، فهو حتماً جاء الي هذا المؤتمر الصحفي بعد حضوره اجتماع حضره رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس هيئة الاركان وقائد المخابرات العسكرية والناطق الرسمي للقوات المسلحة ومدير جهاز الامن الوطني ومدير عام الشرطة .وبالنظر لعضوية هذا الاجتماع تجد الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية مناصب سياسية ورئيس هيئة الاركان مهمته تنسيقية بين قادة الوحدات فلايملك اي صلاحية بالمتابعة او المساءلة لاي من قادة الوحدات او ضباط القوات المسلحة لذلك غياب منصب القائد العام من تشكيل القوات المسلحة منذ انقلاب الانقاذ  كان خصماً على مهنية القوات المسلحة وقوميتها (راجع مقال سابق للكاتب تم نشره في 15مايو2010م  بعنوان بين الرئيس والقائد العام) وراح ضحية احتلال هجليج عدد من اللواءات وهم ابعد من المسئولية عن الخطأ فيها بينما لم يتم مساءلة رئيس هيثة الاركان لعدم اختصاصه .أما مديري الأمن والمخابرات حملت تقاريرهما معلومات مفادها أن الدفاعات تمام والاحتياطات جاهزة الا أن هناك خيانة تمت من بعض عناصر الجيش  ليبرءا ساحتهما والقيادات العليا من كل تقصير  .بينما اكتفى مدير الشرطة بوصف الحالة الامنية للعاصمة وحالة الهلع التي اصابت المواطنين ،ليخرج علينا الصوارمي بهذا التصريح الكارثة وهو الذي انتسب للقوات المسلحة من باب الفنيين بعد تخرجه من جامعة امدرمان الاسلامية وفترة الستة شهور التي قضاها في الكلية الحربية غير كافية لتغيير عقيدته المدنية السياسية الي العقيدة العسكرية القومية وبالتالي فهو غير مؤهل ليعبر عنها والا ما قال هكذا تصريح ليضطر بعدها بالتراجع عنه .فهو يقول أن الجيش مخترق وقواتنا يغظة وهذا تضارب ظاهري الا أنه يعني أن الجيش تقاعس عن أداء دوره ولكن قوات جهاز الأمن تداركت الموقف وهذا نفس التصريح الذي أدلى به خريج المعهد الفني عبدالرحيم محمد حسين عند دخول قوات خليل ابراهيم مدينة امدرمان حيث ملأ الدنيا ضجيجاً أن قوات الأمن هي من طردت القوات الغازية في حين لولا بسالة جنود سلاح المهندسين والمساعد مدرع الشهيد :محمد قسم عند جسر الفتيحاب لكان العدل والمساواة نالت مرادها من القصر الجمهوري كما صرح عند زيارة وفد الحركة الشعبية للخرطوم بقيادة باقان اموم حيث قال: (ان القوات المسلحة قد ملت القتال) فكان الرد السريع من حكومة الجنوب باحتلال هجليج. وهذا مسلك اتبعته الانقاذ في التعاطي مع الجيش السوداني بعد ان اصطدمت بمهنيته وعقيدته القومية حيث خضعت قوات الدفاع الشعبي لقانون القوات المسلحة وانضباطها فابتدعوا فرية القوات الخاصة للمجاهدين  التي يقودها ضباط يوالون النظام للهروب من صرامة الجيش وتكتيكاته وهذا لاحقاً ما أنتج كارثة دارفور بسلاح النظام وقوات الجنجويد  . فبعد سلام نيفاشا حاول النظام الهاء الجيش عن دوره في حراسة الحدود وحماية الوطن من كل اعتداء خارجي فسرح الآلاف من الجنود وشغل كبار الضباط بالاستثمار والتجارة  فبينما قوات حركة العدل والمساواة على مشارف أمدرمان كان الحضرات مشغولون بمتابعة ايراد مزارع الأبقار وتسديد اٌقساط القلابات في البنوك كما يتم نقل عدد من الضباط الصغار الي جهاز الأمن الوطني وهم غالباً من ولاءهم للانقاذ أكبر .واذا نظرنا للقوات المسلحة واردنا محاكمتها وفق وظيفتها في حماية الحدود نجد أن الأتفاق الأخير في اديس ابابا مع الجنوب قد افرغ الحدود الجنوبية كلها من القوات المسلحة بتراجعها عشرة كيلومترات شمالاً وخروج بعض الجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق عن السيطرة واحتلال الفشقة وحلايب في الشرق وخلوا الحدود الشمالية مع مصر من اي مظهر عسكري او وجود للجيش هناك كما لم تعد دارفور آمنة الا المدن الكبيرة فيها عليه نجد أن حدود السودان خارج سيطرة الجيش  السوداني لتزيد ضربات الطيران في العمق المشهد اسفاً للدرجة التي تضرب عاصمة البلاد وهي تبعد أكثر من الف كيلومتر عن أي نقطة في الحدود والقوات المسلحة لم تطلق طلقة في الهواء أو صافرة التحذير ليجد المواطنين أنفسهم في حالة رعب مفاجئ فلم يلجأوا الي معسكرات الجيش القريبة التي يفترض ان يكون فيها الملاجئ والخنادق لتحميهم من القصف .ليواجهوا بعدها منسوبي الجيش بالاسئلة الصعبة الساخرة . ليجد من تبقى من الجنود وصغار الضباط أنفسهم يعيشون في حالة من الفراغ فلاهم في السكنات يتدربون ولاهم في الحدود يحرسون ويفشلون في التصدي لقوات أرضية قطت الفين كيلومتر حتى وصلت العاصمة وفوق ذلك لايجدون ما يسد رمقهم في حين قادتهم الكبار قد زادت كروشهم وعلت بيوتهم وينظر الضباط الي نظرائهم في الأجهزة الامنية تبدوا عليهم النعمة ويغرقون في المخصصات والحوافز وهذا انتج حالة من الغبن في الجيش فالكبار يبيعون مهنيتهم مقابل ارضاء الرئيس ووزيرالدفاع وأصحاب الحظوة والولاء تم تنسيبهم الى جهاز الامن على اساس الولاء السياسي. فأيما قوات مسلحة تشعر بالتمييز على اساس سياسي يكون نتيجته التصفية الجسدية كما حدث للرئيس المصري انور السادات وهذا ما اتوقعه ان يتم اغتيال الرئيس البشير من احد منسوبي القوات المسلحة في سابقة اولى في تاريخ السياسة  السودانية الحديث لان حالة الاستقطاب وصلت نقطة حرجة والغبن في اعلى مستوياته .المهم أن القوات المسلحة لم يبقى لها شئ فالرئيس البشير سلبها منصب القائد العام وهو المشير بالمعاش وهذا وضع لن تقبله قوات محترفة تفخر بتاريخها وتؤمن بعقيدتها  وتحترم قانونها وتتمسك بقوميتها .ووزير الدفاع الذي هو مسئول عن تجهيزاتها وتوفير حاجياتها يفخر بقوات الأمن الوطني ويهمش دورها لتصل الدرجة التي يتهمها الناطق باسمها بالاختراق مما يعني وصف ضباطها بالخيانة  ولأن النظام مشغول بتأمين نفسه أفرغ الحدود من القوات المسلحة حنى لاترهقه بالصرف عليها ومركزها داخل المدن وانشغل عنها  بالصرف على أجهزته الأمنية وبرامجه السياسية وكل محتج على سوء الوضع فيها اما تم ارضائه او انضمامه الى صفوف المعاشيين لتجد القوات المسلحة نفسها يتيمة يتم التصرف في أموالها بالوصاية كأنها قاصر فهي لاتقوم بمهامها فترتفع معنوياتها وتعتز بنفسها ولاتوفر مطلوباتها فتعمل على تأهيل قواتها وبناء قدراتها وكعادة القوت المحبطة قد يقوم ضابط مغامر بمحاولة انقلاب على الوضع ولكن هذا المسلك ترفضة كل الاطراف الداخلية والخارجية وهي خطوة قد تكون نتيجتها تفكك الوطن . فلم يبفى لها غير أن تنادي باعادة تسمية قائدها العام والالتزام بمهنيتها أوان تلملم عفشها  وترحل فحراسة المدن تقوم به قوات الأمن أو كما يقولون هم يبقجوا لكن الى اين لست ادري.لكن أظن الملكية أقرب.
م. اسماعيل فرج الله
عطبره 2012-10-28

السبت، 20 أكتوبر 2012

من قصص االجهاد



قصة قصيرة
عندما بلغ الخمسة أعوام ألبسته طاقية وحملته جزء عمى وأوصلته الى باب المسجد وقالت هذا ولدي ياشيخنا وعندما بلغ العاشرة عرف أن هذا الشيخ غير تقلدي ولايشبه شيوخ الخلاوي الذين يسمع حكاويهم من الكبار فسأل أمه لماذا هذا الشيخ لايجلس على سجادة ولايطالب الحوار بتقبيل يده بل يدعوهم بالأخوان ؟ قالت يا وحيدي هذا الشيخ يعلمنا الفقه كما يحقظكم القران وهو متتطوع ويذهب في الصباح الي عمله ليكسب رزقه .وفي الخامسة عشر من عمره وهو في المدرسة المتوسطة كانت تحضه على أن يصاحب هاشم فهو ولد جيد ومهذب وكان فصيح اللسان جهور الصوت يعقب بعد الصلاة بل يعتلى المنبر يصلي بالناس الجمعة على صغر سنه كان يسمع كلام أمه واعجابها بهاشم ويرى نشاطه في المدرسة في جمعية التربية الاسلامية والليالي الأدبية يقترب منه ويصادقه ولكن رفاقه عمر وعلي والنور وأسامة يزجرونه ويسخرون منه كيف تصادق هذا الفاسق فيندهش لوصفهم كيف تكذبون عليه وهو يوعظنا في المدرسة ويصلي بالناس في المسجد وعندما تعبوا من اقناعه بفساد هاشم ذهبوا ماستجلوا دليلهم بل جعلوه يرى بعينه سوءة أخيه فاحتار بين حقيقة رآها بعينه واعجاب والدته بهاشم ولأنه يحبها لم يشأ أن يكسر خاطرها فيخبرها بما علم عنه فبات يتحاشاه في المدرسة ويستقبله في المنزل فتسر أمه بالزيارة . ولكن استاذ حسن كان يستغرب منه لماذا لايشارك في مناشط جمعية التربية الاسلامية وهو حمامة المسجد في الحي فكان رده أن أخبره بما يعلم عن هاشم وهو لايستطيع المشاركة في مناشط الجمعية بالمدرسة وان تنحى هاشم من رئاستها سيشارك هو وثلاثون من أصدقائه بالمدرسة ولكن الاستاذ عاد في الغد يقول لا أستطيع ولكن عليك أن تتعاون معي وتعطيني ماتعرف أول بأول .في المرحلة الثانوية لم يكن هاشم معه في نفس المدرسة لكنه مقبول في مدرسة مجاورة يأتي اليهم ليتابع نشاطات الاتحاد الاسلامي فأغلب أعضاء الجمعية موجودون هنا فيصل وأحمد وحسين والبقية حينها تفتح ذهنه على فكر الاسلاميين وأصبح ملتزماً معهم ولكن فيصل لاحظ عليه عدم حماسته معهم ولمودته الخاصة لفيصل أخبره مايعلم عن هاشم وأنه طالما هو معهم لن يقبلني لأنه يعلم أني لأعرف حقيقته قزاد قؤبه من فيصل وأصبحوا أكثر صداقة . وبعد أن فرغوا من امتحان الشهادة السودانية زاره فيصل بالمنزل يبشره سوف تتحقق أمنيتك فقد تم فتح معسكر للتدريب العسكري وبعدها تسطيع الذهاب للجهاد وقد تتحقق أمنيتك بالشهادة.

بعد صلاة المغرب اعتادا ان يجلسا على أريكة في الفناء يتجازبان الحديث حتى العشاء .فيصل :ماقلته لي بالمدرس نهار اليوم أزهلني وراجعت شريط طويل من ذكريات المتوسطة مع هاشم فكانت ثقتنا فيه كنيرة لكن الآن وجدت تفسيراً لكل ما أوكلته لحسن النية فكم مرة صادفت معه مشبوهات البنات وكم مرة يرافق موسى الصقر فلم يساورنا الشك فيه .حتى أنه مرة قررت زيارته فذهبت للمسجد
مباشرة لأدركة في صلاة الجمعة ولم أكن أعرف أنه يصلي بالناس فكانت خطبة جميلة وتمنيت أن أكون مثلة في الفصاحة والشجاعة أنا لا أقوى على الحديث أمام عشرة حينها ناهيك عن صلاة الجمعة . ياأخي : ماكنت أريد أن أتحدث في هذه الأشياء بالتفصيل لكن هذه الجمعة خاصة وزيارتك له حدثني عنها هاشم بعدما اطمأن الي أني أعرف نزواته ولا أفشيها بين الأخوان ذات مرة خرج من منزله لصلاة الجمعة مبكراً وفي الطريق صادفته علوية فغازلته فرجع بها الي البيت لغياب أهلة لمناسبة فقضى منها وطراً ولكن الصلاة داهمته ولم يبقى من الزمن غير قليل لصعود الامام المنبر ويجب عليه أن يكون في الصف الأول ولكن يا للهول الموية قاطعة فلم يتوانى اتوضى من الابريق وتعطر وهرول تجاه المسجد القريب وجد المؤذن يستشرف الامام تأخر بس فرجت هاشم صلي بالناس .قال لي ارتبكت برهة ولكن وافقت بالصلاة فصعدت المنبر وكانت خطبة مميزة انت تذكرها للحين. ولكن في النهاية أخي فيصل خدعنا ثلاث سنين في المتوسطة وسنتين في الثانوي لكنه في النهاية تساقط وبانت ذنوبه وأصبح أهل الحي يحتقرونه فهاجر بعيداً عن المنطقة .فلا تأسى عليه . فيصل :لكن انت الخلاك تستمر معانا وانتو عارفو شنو : لمن كنت صغير كانت أمي تقول لي هذا الطريق الذي أريدك أن تمشي فيه وهؤلاء الأخوان أريدك أن تمشي معهم وتصبح مثلهم وتحكي لي قصصهم وبطولات قياداتهم في المعارضة والسجون فهم صادقون قدموا التضحيات في سبيل الدعوة والبلد فعلمت سلامة الفكرة ولم يمنعني طيش هاشم ونفاقه من الاستمرار وساعدني في ذلك استاذ حسن وظللنا نعمل سوياً حتى دخولي للثانوي ولأنه جارنا في الحي لم تنقطع صلتي به فاشاغلت معه في الانتخابات وبعدها يدعونا للمظاهرات وفي رمضان أجر لنا عربية لنشارك في ثورة المصاحف .طيب رايك شنو في أحمد.. أحمد ده زول طيب وموهوب لكن عيبو كذاب شديد مره أحرجي مع والده ،بعد الامتحان واستلمنا النتيجة كان ترتيبه الثالث عشر فعدل النتيجة الي الثالث وأنا كنت بذاكر معاعهو في البيت في اليوم التالي أبوه ناداني :انت جيت الكم .. جيت الثاني وصاحبك المرة دي جاء الثالث نتيجة كويسة تاني طوالي تعال ذاكر معاهو . ياحاج انت حقو تقبل الواقع ال13 نتيجة ما بطالة وليه بتضغط علي أحمد عشان يجي في العشرة الأوائل بيعدين ده بي خليهو يكضب عليك وأحسن تشجعه للتقدم من الضغط عليه وأرجوك أنا قلت لك الحقيقة وماداير أكذب عليك فأوعدني أن لاتسأله فوعدني ولكنه واجهه بالحقيقة فخرب علاقتي بأحمد .والله يافيصل الليلة رجعتنا وراء كثير .فيصل :كلمت ناس البيت عشان نعرف ماشي المعسكر ولى لا . لسهة ما كلمت الحاجة أنشاء الله يهديها وتوافق
كان عائداً من اجتماع طويل ومرهق كلفة تركيز شديد حتى يعرف مجريات الأمور ويفهم مايريد سعادتو ان يمرره على المجتمعين ساعده ذكائه في التقاط الاشارة دعم الخط ومرر الأجندة وجد الاشادة ووصف بالصدق والتجرد .ولأن الاتصال عبر الوسائط كان عسيراً جاءه زائر الليل يخبره غداً سيكون وداع الكتيبة المتحركة للعمليات وأنت من يخاطبها . لم ينم ليلته فمنذ أن عاد الي أرض الوطن لم يكن يحلم بغير تذكية تنصبه رئيساً للجنة الشعبية القصة جابت ليها وداع مجاهدين دي دارة ليها قعدة .
بعد ما القى خطبه عصماء شالتو الهاشمية فتفاعل المجاهدين معه أزهله وقال يوصلهم حتى المعسكر هناك وجد استقبال حافل بالمقاتلين بعد حديثة باسم المجاهدين أعلمه القائد أن سكنته هناك بوصفه أمير الكتيبة وخصص له من يقوده الي منيمه .نام ليلته بعد سهر يومين ورهق الاجتماع والسفر .استيغظ على صوت الآذان ومن ينادى المجاهدين الي الصلاة وحتى لايفوته الفجر آثر الذهاب الي المسجد وتلاوة القران وبعد الصلاة تجازب أطراف الحديث مع القائد الذي أعلمهأن هناك زائر كبير اليوم لتفقد المعسكر فكان عليه أن يتحدث باسم المجاهدين جميعاً القدامى والجدد لينبهر الزوار أمير الكتيبة الجدد وتشاوروا فتم تعيينه أميرا للمعسكر ولأن صاحبنا لم يرتم أمره لأكثر من مبيت يوم بالمعسكر والرجوع الي أهله ألزمته المفاجئة الصمت الي أن وجد نفسه بمدينة جوبا يستلم أمارة المجاهدين بالاستوائية يلتقي هيئة قيادة الجيش ويستقبل بمراسم رسمية في القيادة فحدث نفسه الي أين تقوده لأقدار ولكن زجر شيطانه وحدث نفسه (الصقر ان وقع كترة البتابت عيب) والمجاهدون يسعون في خدمته ولا يتناون في تنفيذ تعليماته . فأصبح يحدث المجالس في الخرطوم عن الانتصارات وكرامات المعارك وقصص الشهداء فلم يسمح له بالرجوع الي اقليمه فمثله القيادة تحتاجه وأكثر من ثقرة تنتظره فتم تعيينه وفي طواف له للولاية برفقة وفد اتحادي تهامس الجلساء متى صعد هذا ومن عينه فتقرب منه بعضهم يبتسمون له وآثر الأغلبية الصمت .
Top of Form

مؤتمرات الحركة الاسلامية :الهروب الذكي/اسماعيل فرج الله

مؤتمرات الحركة الاسلامية :الهروب الذكي/اسماعيل فرج الله

طباعة
البريد الإلكتروني

المجموعة: المنبر الحر
تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 19 تشرين1/أكتوير 2012 02:18

حتى تنفرد قيادة الحركة الاسلامية بالرأي وتمسك الاجهزة الخاصة بمقاليد الأمور تم حل أجهزتها وهياكها بعد نجاح انقلاب الانقاذ وتم توزيع المصاحف على الشيوخ والكوادر الحزبية عرفاناً على جهدهم في اثراء الفكر والعمل السياسي في الفترة الماضية ،لتمر عشر سنين هي عمر الدولة الوليدة ليكتشف بعدها مفكر وعراب الحركة الاسلامية الدكتور الترابي انه اسير

كماشة الأمن والجيش فلتفت فلم يجد غير طير مهيض الجناح لايلوي على شئ ينتظر اشارته لفعل أمر وقبل التنفيذ يكون الخبر عند غرفة المتابعة .فاستخدم حنكته وخبرته فحشد الآلاف العشرة وترأس المجلس الوطني ليهرب من الطوق ،لكن الحارس عينه صاحية لا يغفل عن الترابي وتكتيكاته فعاجله بحل المجلس الوطني وتجميد أمانات المؤتمر الوطني . ولكن الكارثة أين تذهب كل تلك الجموع التي من خلفه وكيف تفرغ غضبتها ، فكان فكرة الكيان الخاص تجمد فيه طاقات الاسلاميين وتبريد اشواقهم وتلبية حنينهم للخصوصية والتاريخ لضحض قول الشيخ أنه الحركة الاسلامية المفارقة للسلطان .ولكن بالمقابل كان المستقطبين يتربصون بكل مزاحم على مقاعد توهطوا فيها وان كان الشيخ العابد أو الشاب المجاهد فتم ترفيعهم وتوزيع السلطة والثروة عليهم فهم لايحلمون بالقيادة .ظل هذا العلاج ناجعاً طيلة 13سنة الماضية بعد المفاصلة ،المؤتمر الوطني في يد القيادة تغض الطرف عن كوادره وقواعده الفاسدة مادامت غير مزاحمه بل تمثل ديكوراً لسلطتها تجملها مع قيادات الاحزاب الموالية والحركات المصالحة بينما يتسامر الأخوان في ناديهم يسلقون القيادة بالنقد متى واجهوهم لكنه لايخرج عن الدرب المرسوم مع توفير بعض معينات الصيام والقيام وتسهيل سبل العيش لهم فقنعوا بقسمتهم وانصرفوا لشئونهم الخاصة ينمون ثرواتهم أويرتقون في وظائفهم أوينمون ثرواتهم والقيادة بسلطتها تتنعم وبرأيها تنفرد.

لكن دوام الحال من المحال فقد حاصرت المشكلات الوطن وهددت الحركات الاحتجاجية والمسلحة المركز وتدهور الاقتصاد وفوق ذلك أمر القبض الجنائي مسلط على الرقاب ،فاستشعرت قواعد الاسلاميين الخطر الذي يهدد مصالحهم ويسقط دولتهم التي يحلمون بها وغير ضمير بدأ يصحوا فعلت أصوات الاحتجاجات وتتالت المذكرات التصحيحية وتعددت اللقاءات الاصلاحية فلم يوقفها تهديد ولم يحاصرها ترغيب ،فكان التوجيه أبان الانتخابات الماضية للأخوان باستعادة قيادة المؤتمر الوطني لاصلاح انحرافه فاستمسك المستقطبون بمواقعهم ففشلت وحدة القيادة بالحزب والتنظيم وعجز دعاة حل الحركة الاسلامية مجدداً من تمرير أجندتهم على الجموع الغاضبة فكانت حيلة حاكمية الحركة الاسلامية وتعديل دستورها المفرغ محتواه بقيادة جماعية تحاصر استقلالية شورى وبرامج الكيان الخاص ولكن الجموع المتحمسة للاصلاح والمتشوقة للخصوصية فات عليها أو تناست انها تعيد بناء كيانها بدستور مقترح لم تتم اجازته بعد من المؤتمر العام صاحب السلطة بالتعديل ،فكأن قواعد الاسلاميين الموالون للسلطة يريدون الوصول للمؤتمر العام لقول قولتهم هناك .ولكن هذا مسلك غير حميد اما أن تسير وفق اللوائح المجازة وتعديلها بالطرق القانونية أو الخروج على الأمر برمته. ولكن ليس هذا هو المقصد بل ان الانصراف وراء تأسيس واعادة بناء الحركة الاسلامية بشكل يوازي المؤتمر الوطني يعد هروباً من ميدان المعركة .فالحركة الاسلامية موحدة قبل الانشقاق وحدت عملها السياسي والتنظيمي (انحصر العمل الخاص في المعلومات والامن والعسكر)في المؤتمر الوطني الذي تأسس على ذلك التطور المهم في مسيرها الذي استمسك به المؤتمر الشعبي لاحقاً.فالاصلاح الحقيقي ميدانه مؤسسات الحزب (المؤتمر الوطني)شورى ومؤسسية ،حرية وعدالة فرص ،أما صرف الجهد في حركة دستورها لايعطيها حق العمل السياسي هذا لعمري ارتداد الى عقد الستينات من القرن الماضي وخلق معركة في ميدان مختلف عن الصراع الحقيقي فمن أراد الشورى فمؤسسات حماية الحرية يعينها الحزب ومن أراد محاربة الفساد فالقوي الأمين يرشحه الحزب مع احترامنا لدعاة اعادة بناء الحركة الاسلامية وسلامة نياتهم الا أنهم بلعوا طعم القيادة مجدداً فبعد حلها أول الانقاذ للانفراد بالسلطة الآن القيادة تريد اعادتها للانفراد بالسلطة استمراراً .فالذين ينادون بالتغيير ويشاركون في مؤتمرات الحركة الاسلامية انما يساعدون القيادة الجاثمة أكثر من عشرون عاماً على تمديد رجليها على بساط السلطة والتوهط على كرسيها عشرون أخرى أو يقبضهم الله.