بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي : الآن الثورة ممكنة
حملت الأنباء تصريح الاستاذ/ كمال عمر الأمين
السياسي للمؤتمر الشعبي بقوله هناك قيادات نافذه من المؤتمر الوطني تريد الانضمام
للحزب ولكن طلبنا منها ارجاء الخطوة لمزيد من الترتيب ووصفها بالنظيفة . عند اعلان
حزب المؤتمر الشعبي بعد انشقاق الترابي عن الانقاذ حمل خطه السياسي ثلاث خيارات
للتعامل مع السلطة . اما ان يتوبوا وحينها يتراصون في الصفوف الخلفية أو يخلوا بين
الشعبي والشعب أو يعمل الشعبي على اسقاط النظام .فأصرت الحكومة على مواقفها وضيقت
على الشعبي وسجنت قياداته وغلقت دوره وصادرت ممتلكاته وأوقفت صحيفته ليختار الشعبي
اسقاط النظام هدفاً والثورة الشعبية مسلكاً ،ويستمر الصراع ثلاثة عشر عاماً
لتبين الحقائق وتنجلي المواقف وينقسم
الوطن وتدهور الحالة الاقتصادية ويهدد الثوار مركز الدولة ليجد المطالبين بالاصلاح
من الداخل انفسهم بين مطرقة المعارضة التي تنتظر سقوط النظام للاجهاز عليهم
ومحاكمتهم ، وسندان مراكز القوى وحماية الفساد في النظام فصاروا يتجمعون ويستقوون
ببعضهم ليعلوا صوتهم مسموعاً للدرجة التي يصرح فيها الأمين السياسي للشعبي أن التغيير من الداخل قد يسبق الثورة
الشعبية . ولكن الحصافة السياسية أوجبت على المؤتمر الشعبي مخاطبة هذه الأصوات
الاحتجاجية داخل النظام باعلان ان هناك قيادات نافذة تريد الانضمام للشعبي وطلب
منها تاجيل الخطوة لمزيد من الترتيب ،وفي
ظني أنه ليس هناك قيادات نافذه وغير نافذه تريد الانضمام للشعبي فبرأيي لم ينسد
الباب بعد أمام قيادات التيارات المتصارعة داخل الحركة الاسلامية ومناصريها في
المؤتمر الوطني ،فأمامهم المؤتمر العام للحركة الاسلامية يمثل أمل الاصلاح فيه أو
الذهاب بعيدً للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني العام القادم بقطع الطريق أمام البشير
للرئاسة القادمة والزامه بعهده الذي قطعه على نفسه بعدم الترشح مجدداً .وما
لم تنتهي هذه الصراعات وتحسم لن ينضم أحد
من الوطني للشعبي مع الحفاظ بخيار الطريق الثالث . ولكن الخبر الذي نشره الشعبي
أراد به فتح الأبواب أمام المنشقين الجدد عن الوطني وترحيبه بهم وختم شهادة براءة
لهم بوصفهم بالقيادات النظيفة ،وحتى يهيئ قواعده باستقبال العائدون واستيعابهم في
عملية التغيير بعد ان تم شحنها بمشاعر الغضب والكره تجاههم وتعبئتهم بمفاصلتهم
وعدم الحوار معهم . ويمثل هذا مخرجاً للذين يريدون القفز من سفينة الانقاذ الغارقة
ونيلهم شهادة البراءة من الفساد ،ولعمري هذا مسلك عقلاني من قيادة المؤتمر الشعبي
بأخذها العبرة من ثورات الربيع العربي وقبلها ثورتي أكتوبر وأبريل السودانيتين . فقد نجحت الثورة
التونسية واستقر نظامها الجديد بعد أن حصر الثوار معركتهم مع عائلة بن علي وعائلة
الطرابلسي بينما استمرت الفوضى في مصر لتوسيع المعركة بين الثوار وأتباع الحزب
الوطني والبلطجية هناك .بينما لازالت المعارك تدور في بن وليد الليبية مع كتائب
القذافي وقبيلته القذاذفة ولازال النظام السوري يعمل القتل بين شعبه ويستمد قوته
من تماسك أعوانه من الشبيحة والطائفة
العلوية .فقيام الثورة السودانية في ظل حشد النظام لأنصاره للدفاع عنه وتضييق
المعارضة عليهم وحشرهم في ركن الاستماتة سيجعل التغيير مكلفاً والثمن باهظاً ،
ولكن تخلي أشياع النظام عنه واسيعاب بعض قياداته في الثورة الشعبية على الطريقة
التونسية واليمنية (قاد الفترة الانتقالية نائب الرئيس ورئيس الوزراء) أو الطريقة الليبية ( قاد الثوار بعض الوزراء)
سيجعل الثورة ممكنة ويعجل بها مع تطمين بعض الخائفين على الوطن وسلامة شعبه .فأي
اعلاء لروح الانتقام تجعل التغيير صعباً ويطول انتظاره .وكما قال الامام المهدي (
الفشة غبينتو خرب مدينتو)