بسم الله الرحمن الرحيم
أطلق الرئيس البشير مبادرة الحوار الوطني في يناير الماضي ولكن آلمته ركبته اليسرى وزادت أوجاعه مما إضطر معالجيه الى أجراء عمليه مستعجله لتغيير مفصل الركبة . وقل أن يفيق من البنج أصدر تعليمات بإعتقال السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار وهو يهزي في مستشفى رويال كير ولم يطلق سراحه الا بعد شهر بعد أن عاد الريس الى وعيه الكامل وأدرك أنه إعتقل زعيم أكبر حزب سياسي في البلاد معارض وشريك في عمليه الحوار التي بادر بها . ولكن الإمام لم ينسها له فخرج مغاضبا الرئيس ونعى الحوار من باريس .ولم تمض شهور حتى راجعته الأوجاع ولكن هذه المرة في الركبة اليمنى ، وتعلم الإمام من تجربته الأولى فخرج نائبه على وسائل الإعلام العالمية تطمئن النظام في الخرطوم أن إتفاق باريس خطوة في طريق السلام الشامل ولكن الإمام وبنته كانا أكثر تفاؤل ولم يقدرا درجة استعادة وعي الرئيس من البنج الثاني . فكان مصير الحبيبة مريم الإعتقال من على سلم الطائرة قبل دخولها الخرطوم . لتكون هي والأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني أشهر معتقلي الهزيان الثاني .ولكن يظهر أن تأثير السكرة الكبرى منذ الثلاثين من يونيو 89 هي التي تسيطر على تفكير البشير فالرجل مازال ينصب نفسه وصيا على الشعب السوداني وتفرعن عليه فهو من يدعو للحوار ويحدد مساره وهو من يمنح الحرية ويحدد سقفها ، ولكن فات عليه ماصبر الشعب السوداني الا حرصا على الوطن وسلامته من العابثين والمتهورين وليس رجاءا فيه أو خوفا منه فقد اكمل فرصه وإستوفى مدده وإن تساوى عند المواطنين العيش في ذل الإنقاذ أو الموت الرحيم لن يحبسهم من الشارع وازع . فالرئيس ضرب مثلا بالحالة اليمنية ووعد بعدم تكرارها في الخرطوم ، ورغم أن المقارنة في غير محلها لأن الحوثيين دخلوا صنعاء في تعاون الدولة العميقة داخليا والمآمرة الخليجية خارجيا لإجهاض الحوار الوطني اليمني . والرئيس البشير في طشمته هذه وعرضته في مؤتمر حزبه بولاية الخرطوم يحتاج من يهمس في أذنه بمثال ليبيا وكيف دخل الثوار طرابلس والمصير الذي لاقاه القذافي أما إن كان يحلم بسيناريو بشار فعلى مستشاريه مراجعته فالصين أكبر حلفائه لم تنصره يوما وتفنن مجلس الأمن في إصدار القرارات حتى أصبح البشير مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية فلا روسيا حليفه ولن تمده إيران بالسلاح فنظام الخرطوم لا بواكي له إقليما أو عالميا. ألم أقل لكم أن البشير طاشم أو انه بايتة معه لربع قرن أو ربما تأثير بنج الركبتين . فالرجل في نشوته تعجبه كثرة المؤتمرين من حزبه في ولاية الخرطوم عند إجتماعهم العام برر معارضته لإتفاق باريس ظنا منه أنه يحبط الروح المعنوية للجنود على جبهات القتال ، وهو بظنه هذا يسئ اليهم قبل أن يسخر من قوله المراقبون ووسطاء الحوار . فالجنود في قتالهم لحملة السلاح يؤدون واجبا مقدس يقدمون أرواحهم من أجل أمن وسلامة شعبهم وسيفرحون ويستبشرون بكل جهد يوقف الحرب وسيعلمون أن وراءهم شعب عظيم يكره القتال ويحب السلام ويحرص على سلامة جنوده المقاتلين حرصه على أمن الوطن . ولكن الرئيس بظنه هذا يصورهم كأنهم مرتزقة حرب وليسوا جيش وطني محترف يحفظ الحدود ويحمي الأمن القومي للوطن. ولكن البشير غير مؤاخذ في هزيانه فهو لايفرق بين قوى سياسية تهتف في الميادين وحفلات التأبين بالحرية والعدالة وإستعادة الديموقراطية وبين قوى متمردة تحمل السلاح. ولكن ليس العيب فيه وإنما فيمن حوله وأجهزة النظام وأعوانه الذين لم تمنعهم عن فتح بلاغ جنائي ضد الموقعين على إتفاق باريس الا عطلة نهاية الأسبوع . والحكمة الشعبية تقول ( السكران في ذمة الواعي) لكن من الواضح أن القوم لاذمة لهم.
م. إسماعيل فرج الله
28 سبتمبر2014م