الثلاثاء، 17 يوليو 2012

مبادرة السائحون :(1/2)

بسم الله الرحمن الرحيم

مبادرة السائحون :المفهوم والتحدي(1/2)

بعد تواصل على صفحات الفيس بوك موقع التواصل الاجتماعي الشهير تبادل رفقاء الأمس الأشواق وتلاقحوا بالأفكار بعد طول انقطاع بين أخوان المساجد وصحبة الخنادق ممن يتعارفون وتعارف مجدداً من يجهلون سيرة بعضهم .وبعد أن اطمئنوا الي مجموعتهم وكثرة عشيرتهم تداعوا الي لقاء بعضهم يتسالمون ويتطايبون في حضرة اسر الشهداء فكان اللقاء مفعماً بالمشاعر محفوفاً بالذكريات .

اللقاء رغم طابعه الاجتماعي الا ان الحاضرين لم يملوا من استعراض هموم الواقع المأزوم واستشراف آمال المستقبل لهذا الوطن الذي  مثله هذا اللقاء حيث حضر البعض يمتطي العربات الفارهة اليابانية منها والكورية وتسارع البعض مجموعات تستأجر الحافلات الصغيرة بينما آثر آخرون المواصلات العامة مركباً للوصول للمكان وبنظرة سريعة في وجوه الحضور لن يغيب عنك الألوان المتنوعة ولا السحنات القبلية المختلفة ومن الصيحات التي تتقاطع مع المتحدثين تعرف أن منسوبي المؤتمر الوطني كانوا حضوراً ولم يتخلف الشعبيون عن الهتاف خلف الناجي عبدالله وبينهما تعرف أن أتباع العدالة بلايل والعدالة بناني يترقبون، كل هذا الاختلاف الطبقي والقبلي والسياسي كان موجوداً تمثل في السائحون ،الحضور المهيب والهدوء الحاضر والاستماع الجيد .

السائحون هم من خف الي ميادين التدريب وتسارع الي ساحات الفداء يحمون الضعفاء ويعلمون الجهلاء ويطعمون الجوعى ويكسون العراة ويداوون المرضى من أبناء الجنوب بجانب دورهم القتالي هناك هذا الدور المركب أكسبهم خبرة في معرفتهم بين فواصل المهام ، ينشغلون بهمومهم اليومية حين يعودون لحياتهم المدنية ولا يتذكرون البندقية الا حين الفزع ونداءات الاستنفار .

لذلك عندما حلت الفتنة برأسها بين الاسلاميين تنادى بعضاً منهم بين يدي معرك همشكوريب واجتمع آخرون في عطبرة وعقد لقاء في قاعة الشهيد الزبير يستجلون الأمر ولأن الساسة كانوا يتوجسون خيفة منهم وحتى لا يستخدم السلاح لحسم الخلاف قالوا لهم كونوا بعيدين ان لقوهم وحذروهم من القتل أو تهربوا من لقائهم وانسحبوا خلسة يتوارون منهم حينها علم المجاهدون أن الأمر لابد واقع فسلموا السلاح وخلعوا الكاكي وتفرقوا بين شعبي معارض أو وطني يحافظ على الدولة أو من اعتزل العمل العام محبطاً من خيبات القيادة المختلفة فأزهلوا العالم الخارجي قبل المعارضة الداخلية وظل السؤال حاضراً أين ذهب المجاهدين ولم يستوعبوا أن يختلف الاسلاميين على السلطة ولا يتقاتلون حتى سرت بينهم شائعة الاسلاميون يمثلون . ولكن بمثلما عجز الخارج المتربص والداخل المعارض عن بلع خلاف بلا قتال فات على الحكومة الايفاء بما يطلبه المجاهدون فحاولوا تدجينهم يتوليتهم مواقع في السلطة لضمان ولائهم أو توظيفهم  لتأكيد سكوتهم .ولكنها عجزت عن اخضاعهم فتم عزل جلهم من مناصبهم السياسية أو تجريدهم من صلاحياتهم الوظيفية فكانت النتيجة تهميشهم فآثر جلهم الانصراف لمعايشهم وهمومهم الخاصة وتزايد صف المعتزلين أما الباقين من المعارضين المنتسبين للمؤتمر الشعبي ظلوا يكابدون ويصبرون على أذى اخوانهم يخونوهم ويجرموهم وظلوا يأملون أن يتغيير الحال الى الأحسن ولكن خابت آمالهم فساءت حال البلاد وتقسمت وتعثر حزبهم وتشتت .

السائحون لهم ميزان دقيق ومنظار بعيد حينما يتردد الآخرون يتقدمون وحينما يتباطأ الآخرون يسرعون وحينما يلقف الآخرون يصومون ظلوا يراقبون وحينما استشعروا الخطر على بلادهم تجمعوا وحينما اشفقوا على شعبهم تنادوا وحينما خافوا على حركتهم تراصوا .

هؤلاء هم السائحون اخوان الشهداء ورفقاء الدرب وشركاء الفكر لله دركم

ونواصل

م.اسماعيل فرج الله

عطبرة

17/يوليو2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق