الاثنين، 8 سبتمبر 2014

عندما تكون وزيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة
عندما تكون وزيرا

كان نابغا. دخل الجامعة وكان شاطرا أكاديميا ونشط سياسيا . تخرج فتم تعيينه مسئولا بالحزب . تحرك جماهيريا فتوسعت علاقاته الإجتماعية .يحبه الجميع ويحترموه . تم تنصيبه وزيرا دخل عليه عمه فخورا بإبن أخيه الوزير قدم له طلب تخصيص قطعه أرض إسثمارية رفض الطلب وعلل هذه محسوبية .في المساء زاره أعيان قبيلته يتقدمهم العمدة في منزله ،بعد المجاملة والضيافه طلب العمدة 
منه تعيين أبناء القبيلة في وزارته فشكرهم ورد طلبهم معتذرا أنه تحيز جهوي يضر بالبلد . وبعد أسبوع دخل عليه أبناء منطقته يطلبون دعم لصيانة المدرسة وبناء مستوصف فقال لهم أن الموارد شحيحة وسيأتيهم نصيبهم ضمن القسمة العامة .وفي نهاية الأسبوع دعاه دفعته في الجامعة لحفل تكريم بمناسبة تعيينه وزيرا،وقبل ختام الحفل طلبوا منه دعم صندوق الزمالة لعلاج رفيقهم بالخارج فإعتذر لهم ، الميزانية محدودة ولاتسمح بالتبرعات .وبينما هو منهمك في مسئولياته جاءه هاتف يخبره بمرض والده . دخل عليه ،قبله على جبينة وقبل يد والدته ، إلتفت الى عمه الذي رفض مصافحته وعايره بالملابس والمصاريف التي كان يرسلها له أيام الجامعة .أما العمدة خرج يطنطن كيف لمن دعمناه وساندناه أن يتنكر لأهله وعشيرته . وفي المساء صاح زميله ورفيق طفولته في النادي لن نعيره إهتماما فقد تعالى علينا.ورئيس اللجنة الشعبية تثاقل عن زيارته يبرر بأنه لم يخدم المنطقة .
في الظهيرة جلس يؤانس والده وأمه تقلي في البن وأخته تعد الطعام في المطبخ .سأل والده عن زعل عمه وغضب العمدة وعدم حضور أقاربه للسلام عليه .فأجابه والده ومالزمت السرير الا لحديث الناس عنك وأنا اعلم أنك على حق .
قدم إستقالته وهاجر خارج البلد . بعد سنتين عاد في إجازة فوجد في الميدان الكبير أهل القرية محشودون .فسأل عن الحاصل؟ أجابوه أن صديقه وزميل دراسته وابن قريته تم تعيينه قبل سنة وهو اليوم في زيارة للقرية بمناسبة زواج شقيقته والناس ينتظرون في استقباله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق