الثلاثاء، 31 يناير 2017

البشير نعيم التسوية وجحيم الجيش

بسم الله الرحمن الرحيم
البشير نعيم التسوية وجحيم الجيش
في إجتماع للجيش تنويري عاصف  في سبتمبر العام2013 القيادات الوسيطة والتنظيمية  بالرئيس البشير تقول جهرا وبقوة أنها لاتسمح بقتل المواطنين السودانيين في الشوارع وتزامن ذلك مع موقف الشعبي من الأحداث التي دان فيها سلوك المعارضة العلمانية ووصفه بالخيانة مقرونا مع تأييدها للسيسي وتبسمها من قتل الاسلاميين في رابعة . ليخرج التداول بضرورة الاتفاق مع الشعبي لحل الأزمة السياسية ووقف الحرب. وكان الإجراء الأول وكإبداء لحسن النوايا ابعاد من تولى كبر المفاصلة و أحداث سبتمبر  تبدأ الترتيبات لأنطلاق حوار الوثبة . وهذا ماجعل الشعبي يطمئن الى جديته ويكرر ثقته في البشير خجلا من قوله ثقته في التنظيم العسكري .
سياسة التمكين جعلت غالب القيادات الوسيطة في الجيش عقيدتها سلفية بعد المفاصلة والقطيعة التنظيمية مع المفكر . فكان الاستعاضة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الرادكالي وتقدم قياداته في السودان من السلطة وقربها من الرئيس ( عصام البشير نموزجا )ولكن اتفاقية السلام مع الجنوبيين عززت الغبن الداخلي تجاه الحركة الشعبية حين احتفظت بجيشها موازيا للجيش الوطني  وتمردها بعد انفصال الجنوب ،وتصريحات الإمام الصادق التي يطالب فيها بإعادة هيكلة القوات المسلحة ووصف اليسار لها بقوات النظام أو قوات البشير .وهذا يعني اتفاق كل المعارضة على حل الجيش السوداني عدا حزب المؤتمر الشعبي. وفي زهن صغار الضباط التضحيات التي قدموها ووفاءا لشهدائها وليس ببعيد تفكك الجيش العراقي تحت سياسة اجتثاث البعث وتشتت الجيش الليبي بدعوى أنها قوات القذافي وانهيار الجيش اليمني وانقسامه .فتكونت عندهم عقيدة ترفض القتال تحت راية الامام الصادق والحركة الشعبية  .
بعد توقيع الوثيقة الوطنية المنطق يدعم تكوين حكومة من الموقعين على الوثيقة ولكن ترتيبات انفاذ مخرجات الحوار تأخرت لعدم تكوين آليات التنفيذ مباشرة خصوصا اللجنة التنسيقية العليا .بل ذهب الرئيس في زيارة لخمسة أيام لدولة الإمارات العربية التي تتبنى حكومتها نهجا عدائيا للاسلام السياسي  ،ومطالبتها الرئيس بإرجاء تكوين حكومة الوفاق حتى قدوم الإمام الصادق والاستاذ ياسر عرمان ومشاركتهما فيها .وحملت الرئيس وهو عائد الى الخرطوم مبلغ نصف مليار دولار ووعد بحلحلة أزماته الدولية .
كثير من المعارضين وخصوصا الاسلاميين يظنون ان للبشير مشروع سلطوي فرعوني ولكنهم مخطئون فالبشير يعبر عن مشروع المؤسسة العسكرية . المشروع الذي تخلى عنه الاسلاميين السياسيين فأصبح قادة الحكومة والحزب الحاكم يخجلون من التكبيرات والتهليلات ولايعبرون عن الشعارات الاسلامية بل انزووا في كيانهم الخاص يصلون ويصومون وتركوا الحكومة ترتع في فسادها .أما الإسلاميين المعارضين نكشوا كل ثوابت الحركة الإسلامية حتى خرج فيهم من ينكرونها ويتبرءون منها  وبين هذا وذاك انصرف الغالبية لحال معاشهم . ولكن ظل الشيخ الترابي وحيدا يذكر الناس بالمشروع الاسلامي وضرورة تجديده وعدم القنوط وانبرى بنفسه للقوى المعارضة ورفض التوقيع على وثيقة الدستور الانتقالي  حين رأى ميلا من حزبه بالموافقة على الدولة المدنية وطلب تعريفها حتى لايفسرها العامة انها العلمانية . بالمقابل ظل الرئيس هو الوحيد ثابتا على الصدح بشعارات الإنقاذ الأولى يكبر ويهلل ويبعث في الشعب الحماسة . ولك أن تقارن بينه وأي لقاء جماهيري لمسؤولي الحكومة .خطابات روتينية باهتة تتحدث عن التنمية والعمران والنهضة التي هزمها الفساد .
فأصبح الرئيس هو الوحيد المعبر عن عقيدة الجيش السوداني لذلك يدعموه في كل مشاريعه ويحافظون على سلطته وإن كان بالسكوت على فساد أعوانه أو خروقات قواته الشعبية ( الدعم السريع) .ولكن لأن العسكريين طبيعة عملهم قريبون من المراكز المعلوماتية يعرفون مايجري حولهم داخليا وخارجيا لذلك هم رفضوا المشروع الإماراتي المدعوم من الاتحادين الأوربي والأفريقي والولايات الامريكية . وضغطوا من اجل موافقة المؤتمر الشعبي على المشاركة في الحكومة بإيداع التعديلات الدستورية فقط وليس انتظار إجازتها لقطع الطريق على الإمام الصادق وياسر عرمان .الخيار الذي عجز ناشطو المؤتمر الشعبي من مكافحته ولكن في صبيحة قرار القيادة بالموافقة أصدرت إدارة أوباما قرار فك الحظر الأمريكي الجزئي المشروط عن السودان لتربك المشهد من جديد على البشير وتؤجل اعلان الحكومة الجديدة ، ليطير البشير الى  الرياض مجددا يطلب شفاعة المملكة لدى أبوظبي بالقبول بحكومة خالية من الإمام وعرمان . فالمملكة يهمها تماسك الجيش السوداني واستقرار البلاد السياسي وهي أقرب الى تبني وجهة نظر البشير بتشكيل حكومة الوفاق من الموقعين على الوثيقة الوطنية فقط. وعاجلا ومنح المعارضين استحقاقهم من الحريات العامة وبعض قسمة الثروة من باب التعويضات أو الدمج والتسريح لذلك يعلن ان الرئيس جدول زيارة لأبوظبي بعد عودته من أديس أبابا وانتهاء اجتماعات الاتحاد الأفريقي . لكسب مباركتها وتمويل استحقاق الامام والحركات.
وهذا يتطلب ايضا تسوية مع مبادرة أمبيكي بالضغط على الحركة الشعبية للقبول بالتسوية السلمية وهذا ما اعلنه عرمان حال التوقيع على فتح مسارات الإغاثة والترتيبات الأمنية . 
المشهد الآن البشير في جولات ماكوكية بين الرياض أديس وأبوظبي لاخراج سيناريو مرضي لكل الأطراف يلبي مطالب  السعودية من قوات مقاتلة ويهدئ مخاوف أبوظبي من التيارات الاسلامية ويطمئن الأفارقة على ترتيبات السلام وفي نفس الوقت عدم إثارة الجيش وكسب رضاه في كل مشروع سياسي يتبناه البشير وفي ظني ان كثير من خيوط اللعبة بين أصابع الشعبي فهو يطرح مشروع الحريات وهذا مرضي من المعارضة ويحيز على ثقة صغار الضباط ويطمئنون لتدابيره .فالشعبي يسطيع موازنة المعادلة السياسية بالعمل على تخفيف الضغط الداخلي على البشير الذي تزكيه بعض قيادات الحرس القديم في المؤتمر الوطني والعمل على إدارة حوار مع الإمام وعرمان لضمان مشاركتهما في الحكومة من خلال توقيع تحالف سياسي مع حزب الأمة القومي وتطوير مذكرة التفاهم القديمة مع الحركة الشعبية وإلا إقناعهما بمباركة مخرجات الحوار والاستفادة من مناخ الحريات بعد تشكيل حكومة الوفاق وعدم اثارة الأجهزة الأمنية والعسكرية واستعدائها على الوضع الجديد والمساعدة على ارساء قواعد الفترة الانتقالية للعبور الى 2020 م.
اسماعيل فرج الله
31يناير2017م

عودة الإمام

بسم الله الرحمن الرحيم
دموع الإمام وأحزان وطن
قريبنا مغترب لربع قرن في بلاد الفرنجة . رجع البلد واحتفى به الأهل وذبحوا فرحا به وكرامة لعودته .
بعد أيام تجمع أعمامه وقصدوا بيته في ساعة فطور . فأحضر الفول( سادة) وكيس من الخبز وقدم لكل واحد منهم رغيفة يمسكها بيده ففهموا الرسالة وفهم مقدمهم .
الإمام الصادق يشكو من مهجره سوء المسغبة وقلة الحيلة ويلعن الفقر فقد باع أصوله وجف مصدر رزقه وتوسعت أسرته فهو يريد توفير حياة رغيدة لأبنائه ويشفق على مستقبل أحفاده . وبين يدي مقدمه يزرف الدموع وهو يخاطب الجموع .مبديا رغبته في اعتزال السياسة الرغبة القديمة المتجددة ولكن ليته كان صادقا ، فالرجل قال في خطبته أنه حقق تحالف مع قوى تحمل السلاح بعد أن أقنعها بالعمل السلمي وبشر بثمرته فكيف له أن يعتزل السياسة وقد حمل مشروع التسوية السلمية .و تأكيدا لدوره القادم زم من عيروه بالكبر وقال أن شابين حكما السودان وضيعاه . ولكنه نسي شابا ثالثا عدل له الدستور ليحكم وكان سببا في اول تدخل للجيش في السلطة .
إن الإمام الذي يذرف الدموع لاستمراره في ممارسة السياسة تحت ضغط الجماهير وهتافها ، لهي مسرحية شوهدت فصولها على مسرح الاستبداد وكان آخر عروضها على قناة السعودية الإخبارية وجريدة الشرق الأوسط  الأسبوع الماضي . المسرحية التي ملها الشعب المصري وخرج يملأ الميادين في ثورة يناير . ولكن الشعب السوداني أكثر حظا يشاهد عرضين في ود نوباوي وكافوري . فالإمام الذي  يعتد بخبرته خير له أن يرعى تحولا سلسا في حزبه إن كان صادقا في زعمه وينهي الصراع ما بين الرئاسة والإمامة ويلم اسرة المهدي الكبيرة و يوحد شتات أحزاب الأمة ويرعى تنافسا حرا بين شباب أسرة المهدي عبدالرحمن الصادق ومبارك الفاضل والصادق الهادي وخامستهم مريم . ويتفرغ هو للزعامة والإمامة والكتابة . وما عجز عنه هو في القاهرة نجح فيه مبارك الفاضل في الخرطوم وكمبالا حين حرك جمود المواقف بين الحكومة والحركة الشعبية وفكك معضلة الاغاثة وفتح  بابا  للأمل بوقف الحرب ونجدة المحتاجين . فالأفضل للإمام أن يعتزل السياسة ويسلم الرئاسة لفترة إنتقالية لمبارك الفاضل ويرعى مسارا ديمقراطيا للتنافس داخل الحزب لتولي قيادته . ولكنه لن يفعل لعجزه عن إرث الإمامة. حلحلة المشاكل الاجتماعية ورعاية التوافق السياسي . فالذي يعلن فقره يعجز عن صرف فاتحة (أبوعبدة)  .
وقد حكى شاب أنهم ذهبوا مرة للإمام ليدعم نادي ودنباوي الرياضي فإعتذر لضيق ذات اليد ونصحهم بإقامة حفلة خيرية تحييها الفنانة نانسي عجاج وسيشترى هو تذكرة إكرامية (يالها من فكرة عبقرية ).
حزب الأمة القومي مرهون لخيارات الإمام الصادق في هذه المرحلة فهو لن يستطيع أن يوقع على الوثيقة الوطنية والانضمام للحوار الوطني ليتأهل للمشاركة في الحكومة القادمة رئيسا للوزراء لأنه إن فعل سيفقد رئاسة نادي مدريد وهذه لن يجامل فيها . وان قدم ابنته مريم لن يقبل النظام أن تكون رئيس الوزراء  والإمام الصادق وثقله السياسي لن يقبل بمشاركة هزيلة . فسيكون خياره المريح للنظام المعارضة من الداخل كما فعل في نيفاشا مع وعد للنظام بعد أن يدفع له كم مليار على الحساب القديم بعدم مخاشنته . ولكن الخيار الأفضل للسودان ولن يقوى عليه هو وضع يده في يد مبارك الفاضل الخيار الأفضل وتقديمه باسم حزب الأمة القومي رئيسا للوزراء في الفترة الانتقالية حتى 2020 وينافس حزب الأمة الموحد بقوة على الانتخابات العامة حينها .
إن إصرار الإمام الصادق ورهانه على أبنائه وبناته (أسرته الصغيرة) يضيع فرصا لانتقال الوطن الى رحاب الديمقراطية والسلام . وبدلا من ان يزرف الدموع غير مرة عليه الاستماع لنصيحة الحلفاوي لإمام المسجد أن يكف عن البكاء ويزيد حجم الرغيفة . فليسلم رئاسة الحزب لمبارك ويمسح دموعه.
م. اسماعيل فرج الله
30 يناير 2017م

الاثنين، 23 يناير 2017

الجلد بالدور

بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركة الشعبي… الجلد بالدور.
في كثير من مناقشات الشعبي في اجتماعاتهم ولقاءاتهم الحزبية يتحدثون عن تكوين لجان حزبية لمراقبة من يقع عليهم الاختيار بالمشاركة في حكومة الوفاق الوطني الجديدة استوزارا أو تشريعا أو تنفيذا في مناصب قيادية باسم الحزب .
ورغم دلالة هذا الحديث المشفق على الحزب وصون سمعته وتأكيد مصداقية تعهداته من الحريات والشفاغية والطهارة من التعدي على المال العام .. الا أننا نعرف أن المتقدمين بشر من جلدتنا فيهم حسنات وعيوب المجتمع السوداني . لذلك نقدمهم ببشريتهم يختشون ويجاملون ويطمعون .. قد يستبدون ويفسدون ويظلمون ، لذلك أوجب الواجبات أن لا نعلق آمالا عراضا عليهم فقط نريدهم قدوة في تطبيق القانون وتقديم نموذج في خدمة الشعب بشفافية وحيدة .
وكعادة كل السودانيين سيتوسع العشم في كل من يقدم للوظيفة العامة بوسع  شبكات التواصل الإجتماعي التي مدها الشعبي في أعماق المجتمع السوداني. صلات رحمية ومعارف قبلية وعلاقات جهوية ومعارف سياسية وفوقها أخوة تنظيمية. كل هذا يمثل عنصر ضغط على المسؤول الحكومي للمجاملة والمعاونة والمساعدة في قضاء حوائج الناس ومن هذا الباب يدخل الفساد والظلم والمحسوبية . لابد من منهج جديد وممارسة راشدة والتزام أخلاقي بالحيادية بإعمال العدالة وفرض القانون .
لا نريد ان نرى صفوف المنتظرين في مكاتب الاستقبال ولا تكدس الأقربين في صالون بيت الوزير .
وحتى يقدم الشعبي نموذج للحكم الرشيد عليه أن يبتعد من المعالجات الحزبية لأغلاط منسوبيه فهذه أنتجت فقه السترة وقانون التحلل فقط يكون منسوبيه المستوزرين عرضة للمحاسبة القانونية والمراقبة الشعبية من المواطنين في كل ما يتعلق بالأداء العام ويفتح الحزب قنوات التواصل مع كل المتظلمين ويسهل عليهم إجراءات التقاضي والاحتجاج السياسي على كل قصور وفشل .
نريد أن نرى مواطنين يحتجون على وزير شعبي لخطأه ونريد ان نرى شعبيين يعتصمون في مكتب وزير شعبي لرد مظلمة . نريد عضوية الشعبي تقذف الوزير بالطماطم لمحسوبية انتهجها ونريد قيادة الشعبي ترد عطية وزير أعطاها أخاه في الحزب . نريد أن نرى الشعبي يعقد مؤتمرا صحفيا يفضح فساد وزير أو محسوبية والي أو ظلم معتمد ويعلن إقالته .
من الآن الذين لا يقبلون النقد العلني أو يضعفون أمام إلحاح أقربائهم ومعارفهم  فاليعتذروا
. فمن فسد سندل عليه النيابة ومن ظلم سنقوده الى المحاكم ومن يحابي قريب أو يجامل زميل على حساب آخرين سنقتص لهم .ويقال فورا   فالعهد الذي بيننا وبينهم الحرية والشفافية .

اسماعيل فرج الله.
24يناير2017م

السلطة في خدمة الشعب

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعبي السلطة في خدمة الشعب

لم يستوعب الناس مفاصلة الشعبي للإنقاذ وكان شيئا مستغربا أن يترك سياسيون السلطة التي مكنوها طوعا وحتى المعارضون كان القرار بالنسبة لهم غامضا فوقفوا موقف الشامتين وقالوا (التسوي كريت تلقاه في جلدها ) وتحير الوطنيون من صلابة الموقف وقالوا (الشيخ عنيد ) وكثير من السودانيين ينكرون على الشعبيين إعتزال السلطة وتفويت الفرص لعيش رغيد .

وفي انتخابات 2010 ملأ الشعبي أرجاء السودان يحدث المواطنبن عن الحريات والوفاء بالعهود والمواثيق وأثرها على معاش الناس وأمنهم .ولكنه كان خطابا في وادي الصمت فلا زالت الثقة في المستقبل متأرجحة  فالنظام يربط الخدمات والتنمية بالموالاة . وكانت مبادرة الحوار الوطني سانحة لحل سياسي سوداني داخلي شامل . ولكن غلبت الظنون وتحكمت المخاوف ولكن الشعبي مستجيبا لأمر الله (إن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله ) ورفض البعض مشاركة الشعبي في الحوار منهم قيادات في الأمانة العامة وقطاعات الطلاب والشباب وكانت المرأة والنقابات الأكثر حماسا ولكن بعد صبر ومدافعة من خلال لجان الحوار تم التوقيع على المخرجات التي شهد عليها الإمام الصادق والاستاذ ابراهيم الشيخ والاستاذ /ياسر عرمان أنها تمثل رأي المعارضة والبديل الديمقراطي وقالوا أن الشعبي قام بعمل عظيم . والشعبي كرر كثيرا أن هدفه من الحوار الحريات وذلك لإيمانه أن  عقدة المشكل السوداني الحريات .

فالحريات تأتي بالسلام والحريات تفكك الاستبداد،، ووقف الحرب ومحاربة  الفساد لهما أثر مباشر على  معاش الناس وبسط العدالة .

ولكن الكثير ظل يطالب الشعبي إعتزال السلطة ظنا منه بذلك يبرئ ساحته من خطيئة الانقاذ ولكن غاب عنهم تذكرة الشيخ !! لسنا يهود تقول اقتلوا أنفسكم ولكن نتوب ونستغفر ونبين للناس ونعمل وفق القرآن فإذا فرغت فانصب . وآخرون يغرظونهم  أن عودوا إلينا ونصلح من الداخل وآخرين من دونهم ما انفكوا يعايرونه أنكم منهم وأنكم المجرمون .

ولكن الشعبي سلك طريقا الى ربه لسانه بالحق يصدح ويفرغ وسعه في النصح وللاصلاح يعمل. همه الوطن سلامه وأمنه ومعاشه  يعمر الدنيا و يرجو الآخرة . لا يتبع الهوى ولا تقعده  الأماني. فكما رأي الناس المفاصلة غريبة ثم تبين لهم صدقها .وكما رأوا الحوار غريبا ثم  مدحوا مخرجاته . هاهم الآن يرون غرابة قرار المشاركة ولكن سيتضح لهم أنها من أجل الحريات ولوقف الحرب ومحاربة الفساد وأنها ليس من أجل الشعبي الحزب ولكنها من أجل الشعب . فليس للمشاركة  لتزيح الحزب الحاكم من كرسيه ولكن لتغيير وجهته من حب السلطة والاستبداد إلى تقوى الله ورد حقوق العباد . وهي من أجل الإسلاميين أن يقوموا بواجب النصح وسد الثغرات . إنها من أجل شركاء الوطن يمارسوا حرياتهم و ليصبح السودان وطن يسع الجميع .

الشعبي يشارك من أجل تغيير النظام من نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات ومن فقه التمكين الي سيادة  القانون. مشاركة الشعبي من أجل إرادة وطنية تفرض الأمن وتصنع السلام . مشاركة الشعبي من أجل إعادة الثقة في مؤسسات الدولة وطهارة طاقمها حتى يصبح الموظف عاملا عند الشعب لا الشعب عبيدا للسلطة .

بمشاركة الشعبي نريد أن نصلح النظام لا نحاصص الحكومة لتصبح السلطة في خدمة الشعب.

اسماعيل فرج الله

14يناير 2017

النظام رد قلبي

بسم الله الرحمن الرحيم
النظام ،، رد قلبي
كل الانقلابات العسكرية التي حدثت في السودان كانت بين عسكر من خلفه منظومة سياسية فالفريق عبود قدم له حزب الأمة السلطة في عملية تسليم وتسلم وحركة نميري من صنيعة الشيوعيين والكل يعلم قصة الإنقاذ منذ إذهب الى القصر رئيسا وأذهب الى السجن حبيسا .
وكانت الجبهة الإسلامية القومية ظهير قوى وفر إرادة الإنقاذ وتقدم خطابها السياسي ،بل عندما بان أمرها وإنكشف للعالمين واستعرت حرب الجنوب بتقديم الدعم العسكري بل وصل بالإدارة الأمريكية تبعث وزيرتها أولبرايت ومساعدتها رايز للشئون الأمنية الى نيروبي للمتابعة عن قرب وتلقى التقارير والخبر اليقين بسقوط جوبا بنجاح حملة الأمطار الغزيرة وانهيار نظام الخرطوم . الإ أن القوة المتوفرة للنظام بسنده سياسيا تحولت الى جيوش مقاتلة صدت كل هجمة غازية فصمدت الإنقاذ رغم الحرب ورغم الحصار.
ولكن بالمفاصلة فقد البشير سنده الشعبي وظهيره السياسي وظن معاونوه أنها لن تسحب من رصيدهم كثير بل قالوها صراحة سيجلس الترابي في منزله يؤانسه بعض من ندمائه يتفرغ للعبادة والكتابة . ولكن لم يمكثوا طويلا حتى بان سوء تقديرهم حين إنصرفت عنهن الجموع جلهم تلقاء المنشية وبعضهم آثر السلامة يعافر همومه الخاصة . وبعد أن يئس من الزعيم القوى والشيخ العنيد .وتردد الامام الصادق في استغلال السانحة السياسية رغم بذل النظام نصف السلطة رفض حزب الأمة المشاركة وانقسم على نفسه فأرغ اتفاق نداء الوطن وفشل التراضي الوطني من ترميمه فانصرف عنه النظام  وتوجه الى القائد الجنوبي جون قرانق فأعطاه ثلث السلطة المركزية وكل الجنوب ولم تخيب الحركة الشعبية ظنهم فملأت الشوارع وضجت الميادين  هلالوية  هلالوية . ولكن (يافرحة ماتمتش   ) انخطف الشريك ولكن استفاد النظام خمس سنين زيادة في عمره .وبعد انفصال الجنوب وذهاب الشريك السياسي وتمرد الحلو وعقار وعجز أبو هاشم من ملأ الفراغ الذي خلفته الحركة الشعبية  بتقديم قيادات ضعيفة في القصر والوزارة ونزاع قواعده معها وانضمامها للمعارضة فأصبحت مشاركة الاتحادي الأصل صامته لا خطاب سياسي ولا سند جماهيري .
أما الحزب الحاكم الذراع السياسي للنظام كمثل الختمية أصبحوا ثقل على الإنقاذ ولا يحملون همها بل يحملونها أوزارهم  فأصبحت شركاتهم وتجارتهم أولى باهتماماتهم ووقتهم وجهدهم وأصبحت حوافزهم وترقياتهم موضوعات ونساتهم لا يقاربون أفكارهم ولا يقيمون برامجهم لذلك ينكرون القصور ويرفعون التقارير الكواذب .
فقط يغلقون عليهم مكاتبهم ويرفعون زجاج عرباتهم يأكلون التسيير ويبقصون النثريات ليدخرونها لأولادهم جيوش من الموظفين في قطاعات الحزب الحاكم السياسية والفئوية والطلاببة والشبابية اذا نظمت المعارضة مظاهرة يستدعون الشرطة تفرقهم بالغاز المسيل للدموع واذا أعلنت الأحزاب عن ندوة يرسلون جهاز الأمن ليعتقلهم وإذا أقام طلاب الجامعات ركن نقاش فرقوه بالسيخ والملتوف . عجزوا عن ندوات سياسية ومسيرات سلمية لإنهزامهم أمام فسادهم وشح أنفسهم .ولم تنفعهم جراحاتهم وعزل قياداتهم فالأمر أعقد من ذهاب أسامة ونافع او استبدال على عثمان والجاز فلم يحل الأزمة استقطاب بدرالدين طه والحاج آدم القصة قصة نظام يرفض الإصلاح حتى لو كان من الداخل .
لذلك بعد تعثر كل محاولات الترقيع توكل البشير على ربه وأعلن خطاب الوثبة يشخص الأزمة ويعلن عجز الحل الأحادي ولكن تمنع المعارضة واشتراط حملة السلاح وخروج الأمام لم يبق في الحوار غير الشعبي وفي ظنهم أن الشعبي يعني الترابي وقالوها صراحة لقد خالفنا الشيخ ونحن الآن نحاور الترابي . وقدموا كل تنازل طلبه ووافقوا على كل مقترح قدمه وكانوا على استعداد أن يسلموه السلطة ما دون البشير ولكن الشيخ تزهد وطلب اصلاح النظام وإيقاف الحرب لا تغيير الاشخاص فوافقوا على استحداث رئيس الوزراء واصلاح المنظومة العدلية واستعجال إجراءات تخفيف معاش الناس وتعديل الدستور تمهيدا لتعديل القوانين المقيدة للحريات لوضع البلاد على طريق الحكم الراشد . ولكن القدر كان أسرع من تدابير البشر . ليجد النظام نفسه وقد بذل العطايا للشعبي ولكن الشعبي الذي قدم له التنازلات أمينه العام الترابي فبدأ مرحلة من المماطلة والتراجع قام بحل لجنة ٧+٧ ورفض ايداع التعديلات الدستورية الخاصة بالحريات وأفرغ منصب رئيس الوزراء من صلاحياته وتراجع عن نسبة المشاركة التشريعية من ٣٠٪الى١٥٪  وأعطي حق تشكيل الحكومة للبشير . فالنظام يرى أن الشعبي بعد الترابي لايستحق انفاذ ما اتفق عليه معه في وجود الترابي .
ولكن المؤتمر الشعبي رد بأربعة مناشط يحدث عن نفسه دقة تنظيم مؤتمرات الولايات في اسبوع وروعة تنظيم ليلة الأثر الباقي وقوة ردة الفعل من قواعده على تجاوز الحريات وحنكة قيادته في ادارة  ملف الحوار وحسم قرار المشاركة . ليشهد العالم على ممارسة حزب يبسط الشورى لعضويته  وبدقة ينظم مناشطه وبمسؤولية يناقش خياراته يرتكز على مبادئه يقلب خياراته لتحقيق أهدافه .وأثبت أنه الحزب الضامن لوحدة الوطن لإنتشاره في كل السودان وبوعي شبابه أنه قادر على صنع التغيير . وأنه حزب رشيق قادر على الانتقال بكامل عضويته يوفر الارادة السياسية للفترة الانتقالية لحماية التوافق وحراسة المخرجات
بعد قرار المشاركة على المؤتمر الشعبي أن ينفذه غير متردد ولا متوجس بل متوكل ومتقدم فالتردد أفشل نداء الوطن والقعود أفرغ اتفاق القاهرة .
اسماعيل فرج الله
15يناير2017