الاثنين، 26 نوفمبر 2012

هل يسلم البشير السلطة للانقلابيين


بسم الله الرحمن الرحيم
هل يسلم البشير الانقلابيين السلطة
ثورة الانقاذ عند استلامها السلطة في ال 30يونيو89 اجتهدت ان تظهر نفسها كتغيير يقوده ضباط لا نتماء لهم  غير عقيدة الجيش . ولكن الأيام كشفت حقيقة الانقلاب الذي دبره ونفذه الجناح العسكري للجبهة الاسلامية القومية الحزب الثالث في الساحة السياسية حينها اثر خلاف مع قائد الجيش في ذلك الوقت حول استمرار الجبهة الاسلامية في الحكم متحالفة مع حزب الأمة القومي ، وما لبث الانقلابيين أظهروا توجهاتهم الاسلامية وطرحوا برنامجهم للحكم الذي اسموه المشروع الحضاري والذي يقوم على تطبيق الشريعة الاسلامية مما جعل امريكيا والدول الغربية تناصب السودان العداء وتسعى لاسقاط النظام الاسلامي الناشئ بمعاونة الدول الاقليمية من حوله وذلك برعاية ودعم حركات التمرد الداخلية والحصار والعقوبات الخارجية ، ولمواجهة ذلك استنفر النظام قواعده وعموم المواطنين بعقيدة دينية تدعو للجهاد ضد الخارج الغازي وخطاب وطني ضد الداخل المتآمر  وخاض طوال عشرة سنين حرب شرسة ضد التمرد الجنوبي المدعوم دولياً وفي بعض الأحايين التدخل المباشر من أمريكا لتوجيه ضربات للنظام لأنهاك قدراته .
وبتطور الاحداث وينشق النظام على نفسه الي شعبي ووطني ليجد البشير نفسه يخوض حرباً جديدة وشرسة مع الحركات المسلحة الدارفورية باتهام دعمها من الشق الآخر من الاسلاميين ليظن النظام أن بقاءه في القضاء على المتمردين الدارفوريين ليضربهم بغير هواده ومن غير تروي حتى يجد البشير نفسه مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية متهماً بجرائم حرب ومعه قياداته المدنية النافذة والعسكرية النشطة ، ليتعرض لضغوط شديدة ينفصل على اثرها الجنوب على أمل وقف الحرب في دارفور ورفع الحصار الخارجي وتكافئه أمريكيا برفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب فيكون مؤهلاً بعدها لاعفاء الديون ومعالجة قضية أمر القبض للرئيس البشير وبهذا الأمل أعلن البشير الجمهورية الثانية يعد فيها الاسلاميين بتطبيق الشريعة الغير مدغمسة والسودانيين بالتنمية والرخاء ولكنه دلق ماءه ليجد السراب ، وتزيد ثورات الربيع العربي الحال سوءاً فتضجر الأعوان من الكبت والفساد واحتج المواطنين على الظلم والغلاء ليضيق الخناق  على النظام حصار خارجي وتفرق وضعف داخلي ويزيد الطين بلة مرض الرئيس المفاجئ ليخلط أوراق اللعبة ويصبح الهم في الرئيس نفسه وسلامته ولكن ليس من تعافيه عن المرض ولكن بعد ثبوت عجزه عن ادارة الدولة وقبل أن يحكم عليه بعدم الأهلية يجب عليه ترتيب الأدوار  من جديد فهو يحتاج لاعبين من طراز معين فهو يحتاج لأصحاب الولاء الصادق فكل من يفكر ويوازن غير مطلوب في هذه المرحلة وأن يكونوا في ذات الوقت أصحاب مقبولية وشعبية مع رضا المؤسسة العسكرية عنهم ، وبنظرة فاحصة وجد أن المدنيين من أهل النظام انعدم فيهم من يملك هكذا مؤهلات للمرحلة ،ولكن سنين الحرب أفرزت قيادات عسكرية ذات بعد شعبي بما كسبته من احتكاك وعمل مع المجاهدين أيام العمليات والذين أصبحوا(أي المجاهدين) يمثلوا قوام العمل التنظيمي والحزبي في النظام والمدني في الدولة ، ولكن كعادة الأنظمة الشمولية تتجه الى الأهل والأقارب ان كان الأمر يتعلق بالحماية والثقة ،فوجدت الضالة في مجموعة الانقلابيين الأخيرة الذين تنطبق فيهم المواصفات السابقة ذائداً كونهم من نهرالنيل مسقط رأس البشير وفي أسوأ الأحوال من الوسط النيلي بل فيهم أكثرمن واحد من قرية واحدة ، ولكن كلهم غلبت عليهم المقبولية الداخلية والرضا العسكري ولأن العملية برمتها مربوطة بالتسويات الخارجية لابد من عنصر يملك البعد الدولي وممتد العلاقات الخارجية ويستطيع أن يقود المفاوضات الخارجية بقية الوصول لتفاهمات حول الجنائية الدولية وعدم ملاحقة الرئيس بعد تنحية أو الضغط على السلطة الجديدة لتسليمه ، فليس أنسب من الفريق صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ورجل أمريكيا القوي في المنطقة خصوصاً بعد مقتل اللواء عمر سليمان رجل مبارك السابق والمخابرات الامريكية تعرف الفريق صلاح قوش ابان تعاونه معها لمكافحة الارهاب في القرن الأفريقي وهو من اشار في جلسة سابقة بالرئيس البشير أن يتنحى لتخفيف الضغط على البلاد مقابل حمايته وعدم تسليمه حين سئل عن الحل والتي دفع ثمناً لها اقالته واقصائه من مؤسسات النظام ولم تشفع له  شورته الاحتفاظ بالورقة. وبهذا تكون التشكيلة مثالية في كل أبعادها خاصة مشاركة القيادات التنظيمية الاسلامية داخل الجيش مما يضمن ايفائها بالتزامها بحماية الرئيس البشير ولكن كحال تعقيدات الشان السوداني غاب عن تشكيلها التمثيل الاقليمي الذي بات عنصراً مهماً في السياسة السودانية اليوم  فلن يتم استقرار بدونه ولعله يتم استدراكه ان كان هناك مشاورات جارية ويبقى السؤال المهم الذي يجب ان يرد عليه الانقلابيين الجدد كيف سيعالجون قضية الهامش والسلام مع الحركات المسلحة التي تتقاطع أجندتها مع الجند الرئيس بحماية البشبر؟ وكيف سيخاطبون القوى السياسية التي لن ترضى بغير عدالة كاملة وحرية حقيقية مع موقفها الرافض للانقلاب العسكري مع يقيني أن هكذا حل سيقبل به القوى التقليدية ويبقى التحدي مع التيارات الحديثة باقناعها بجدوى الخطوة لمصلحة التغيير وخير الوطن ؟ وما بعد المسافة التي ستحفظها بينها والمؤتمر الوطني الذي منتظراً منه التوافق مع الحركة الاسلامية (الكيان الخاص).في ظل الوضع الجديد؟ .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 2012-11-25

الجبهة الثورية للخرطوم تقدم

بسم الله الرحمن الرحيم

الجبهة الثورية للخرطوم تقدم

في الاسبوعين  الماضيين راجت أخبار كثيفة عن محاولات انقلاب على الحكم في السودان مرة متهمة المعارضة ومرة أخرى تلمح الى تيارات داخل النظام تنادي بالاصلاح وفي غمرة الانشغال بمتابعة أخبار الانقلابات والنفي المضاد صرح الفريق :محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقول وهو يخاطب الدفعة 73 من منسوبي الجهاز ( كفاية خمج كفاية فوضى ) وأعلن جاهزية قوات الأمن ووقوفها صفاً واحداً مع القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى ، وجزم بأن يكون العام القادم عاماً للحسم ونهاية للتمرد في جنوب كردفان ودارفور .  ومعلوم أن أي حديث عن العمليات الحربية وخططها من اختصاص القوات المسلحة فكون مدير جهاز الأمن يصرح بمدي زمني للحرب ويؤكد حسمها فماذا بقي للقوات المسلحة أن تقوله، الا اذا كان هناك خطة جديدة للتعامل مع الجبهة الثورية وهذا مفهوم من تصريحات الوالي أحمد هرون المطلوب دولياً وجنائياً في جرائم تتعلق بالحرب في دارفور التي  قال فيها ستكون قريباً معركة فاصلة مع قطاع الشمال والقضاء عليه .ولكن النظام يدرك وعظة من حرب دارفور أنه لابد من أدارة الصراع على السلطة مع الجبهة الثورية تحت غطاء القوات المسلحة حتى ينال النظام عطف المواطنين ويسبق صفة التمرد على معارضيه بقتالهم للقوات المسلحة ،ولكنه منذ انشقاق الاسلاميين في الرابع من رمضان فقد كثير من سنده السياسي وانحسر مد المجاهدين الذين قاتل بهم في الجنوب وكان ذلك واضحاً في تحرير هجليج الأخير حيث لم يستجب للاستنفار غير القليل فاتجه النظام الى تجنيد قوات خاصة بالعمليات بجهاز الأمن الوطني وظهر التقاطع بينها والقوات المسلحة جلياً حين دخول قوات خليل الى أمدرمان ،فهي قوات نظامية وبتشكيلات قيادية وغرفة تحكم بخلاف المجاهدين الذين يخضعون لتعليمات الجيش في الميدان والقيادة  مما أغضب كثير من ضباط الجيش والذين باتوا يظهرون تزمرهم من تغول جهاز الأمن وتمدده على حساب القوات المسلحة ،وبعد النشاط الكثيف للمعارضة وتململ الاصلاحيين داخل النظام أصبح لزاماً على الحكومة حسم كثير من الملفات بصورة عاجلة، فكان التبكير بحسم الجدل الداخلي بعقد مؤتمر الحركة الاسلامية وانتخاب الأمين العام الجديد الموالي للبشير، ثم الالتفات الى الجبهة الثورية وبعدها المعارضة الداخلية ،كتحضير للانتخابات القادمة ،ولأن التجربة أثبتت أن هناك عدد من الضباط الاسلاميين غير راضين عن ضعف وزير الدفاع أمام تغول جهاز الأمن بل طالبوا صراحة بتغييره ،كان لزاماً التخلص من هؤلاء الضباط أولاً قبل البدء في خطة حسم الجبهة الثورية  التي سيديرها جهاز الأمن وليس القيادة العامة للقوات المسلحة ،فكان الفبركة التي أعلن عنها فجر الخميس 22نوفمبر باحباط محاولة انقلابية وصفت كالعادة بالتخريبية وكان أؤلئك الضباط ضحيتها ليسهل التخلص منهم والاستفراد بادارة المعارك وتكون القوات المسلحة معاونة لجهاز الآمن وليس العكس،ولكن لأنهم مقربون من الرئيس البشير ويثق بهم تم الزج بمدير المخابرات السابق الفريق صلاح قوش لاقناع البشير بصحة الزعم ،ولكن ردود الفعل القوية من أعوان النظام والمجاهدين والغضب داخل القوات المسلحة أدى الى التراجع عن اتهام قائد عملية تحرير هجليج،ثم الحديث عن عدم وجود عملية انقلاب وانما اتصالات مبدئية مما يوحي بالتعامل الهين معهم استجابة لتلك الضغوط ، ولكن الحقيقة التي غابت عن معد هذا السيناريو أنه بفعلته هذة نزع أظافر النظام فالمتهمون مهم لاشك سيبعدوا عن الجيش وهم قوة النظام الميدانية المصادمة وهم من يصدون الهجوم ويردون الغزو .وبفقدهم تجمد كثير من قوة النظام المقاتلة ،فالفرصة مواتية لقوات الجبهة الثورية للتقدم والاجهاز على النظام في الخرطوم رغم موقفنا الثابت من عدم جدوي العمل المسلح في التغيير ولكنها الحقيقة العلمية التي لايمكن تجاوزها فالقوات المسلحة في تاريخها الطويل دائماً ماتقف جنب الشعب وبما ان النظام أضعف دورها في التصدي للتمرد بتكتيكاتها التي تراعي حجم الخسائر ،ستكون أبعد مايكون عن ادارة المعارك في المرحلة القادمة ،وسيعمل النظام لحسم المعركة مع الجبهة الثورية  ببداية شرسة بالهجوم على قوات الجبهة الثورية وبكافة الاسلحة والاشكال ولكنها ستكون فورة سريعاً ماتخمد بعد ان يستنفد النظام قوته ولن يبقى له غير فلول يسهل مطاردتها والقضاء عليها ولكن ان اختارت الجبهة الثورية العمل الشعبي ذلك أفضل للبلاد وأحفظ للعباد


م.اسماعيل فرج الله

عطبرة2012-11-23

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

وحدة السودان :فشل المشروع الحضاري فيما فشل فيه الخلفاء الراشدين


بسم الله الرحمن الرحيم
وحدة السودان :فشل المشروع الحضاري فيما فشل فيه الخلافاء الراشدين
الدكتور الترابي كثيراً ما يستشهد بعهد الخلافة الراشدة ويحاول اقامة مشروعه السياسي على هدى سيرتهم في الحكم وكان هذا يتطلب دراسة عميقة لتجربتهم في السياسة بعد انقطاع الوحي بوفاة الرسول (ص) للنظر في نجاحاتهم واتباعها والى اخفاقاتهم وتجنبها ، والدكتور الترابي كثيراً ما يتحدث عن دولة المدينة النموزج المثالي في الحر

يات والعقد الاجتماعي القائم على الرضا واحترام الخصوصية والدفاع المشترك ضد اي عدو معتدي عليها ، ولكن الشيخ جعل جل تركيزه على مركز الدولة في المدينة وأغفل علاقتها بالأطراف اما لشح النصوص الواردة أو فات عليه أهمية هذه الرابطة ،ولكن نستطيع القول أن هذه الأمصار كانت تخضع للنبي (ص) استسلاماً بعاطفة وحباً له أو طاعة لأمر الدين الواجب ،فكانت العلاقة بينهما مبسوطة على الايمان بالدعوة الجديدة والاستسلام لسلطة النبي المرسل فكان يرسل لهم الدعاة ويعين لهم ما يعلمهم الكتاب ويدرسهم الحكمة وظل الحال كما هو عليه في نظامهم الاداري القائم على القبيلة وحدود سيطرتها على ديارها ولم يكن بالمقابل هناك خضوع اداري أو رسوم ضريبي مقابل حركتها أو حمايتها من قبل دولة المدينة سوى بعض السبي الذي أتت به بعض القبائل للنبي بعد غزوة خاضتها بأمر النبي واستمرت هذه العلاقة خضوعاً بحب واستسلاماً برضى . ولكن بعد وفاته (ص) وتولي خليفته الأول أمر المسلمين أرسل في طلب الزكاة من الأمصار فتمردت عليه متحججة انما هي لرسول الله خالصة ولن يدفعوا بعد وفاته لأحد ولكن كعادة التاريخ السياسي فالمدونون يثبتون ما يعزز موقفهم ويتجاهلون ما سواه غير الاشارة لاعتراض الفاروق عمر على قتال الممتنعين عن الزكاة فزجره الصديق فسكت ولم يفصل التاريخ هل هم امتنعوا عن دفع الزكاة الركن الواجب في الاسلام بحيث يمكن جمعها من أغنياء القبيلة وتوزيعها على فقرائها وهذا رأي تدعمه الحجة ولا ينفصه الدليل أم هم رفضوا دفع المال لمركز السلطة وهذا لايخرج من الدين ولايوجب القتال فكان رأي الفاروق عمر اسلم ، وحتى قول الصديق ابوبكر (والله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم فيه) مما يبن أن الأمر المراد هو خضوع تلك الأمصار الى مركز الدولة سياسياً وليس المقصود المال مما أوجب بقاء قادة تلك الجيوش فيها لضمان هيمنة الخليفة عليها وبما أن القران الكريم لم يحدد شكل الدولة الاسلامية وتنظيمها الاداري وان الرسول (ص) ترك هذ الامصار على ما هي علية مع بعض الدعم والحماية كان يجب الحوار معها والاتفاق على عهد جديد يحدد رابطتها مع الخليفة المختار ولكن اصرار الخليفة الجديد على اخضاعها بالقوة وقتالها أوجد حالة من الغبن اثر على سير التاريخ من بعده فأمير المؤمنين عمر سار على منواله يعين الولاة الذين تباروا في ارسال الخراج الي المدينة لنيل رضاه ،ويبعث جيوش الفتح الاسلامي لتتوسع دولته حتى مات مقتولاً من أحد أبناء الأطراف الموجودين بالمركز فكان بداية الصراع الذي اضطر أمير المؤمنين الثاني عثمان بن عفان أن يرسل الولاة من أهله على تلك الأمصار امعاناً لبسط هيبته عليهم ليزحف عليه المحتجون من الأقاليم والضائقون بظلم ولاته بينما التاريخ الاسلامي يحدثنا عن المال المرسل من تلك الامصار وعدالة توزيعه واسهب في ابراز قصص تلك العدالة ولم يحدثنا عن معاناة اهلها وحالهم الا النذر اليسير .ليموت الأمير الثاني مقتولاً بسيف المتمردين ليتطور الأمر بفتنة كبرى يتقاتل فيها الصحابة ويموت فيها الخيرة بما فيهم الخليفة الرابع وزوج بنت رسول الله ويتبعه ابنيه من بعده شهداء لذات الفتنة .خلاصة القول أن الخليفة أبوبكر الصديق أراد أن تخضع له الأمصار كما كانت تخضع للنبي من قبله ، وأراد أن يستمر الحال كما كان وعندما ووجه طلبه بالرفض والتبرير انما ذلك النبي صاحب الوحي وحامل الرسالة خضعنا له طوعاً ولن نفعل لغيره استعمل القوة وفوت فرصه على المسلمين باتفاق حضاري على ميثاق حكم يكون منارة للمسلمين من بعده ولكن استعمل عاطفة الدين وكفر المعارضين وكانت بذرة الفرقة التي لم يجتمع المسلمين بعدها حتى اليوم .فسعي الدكتور الترابي لتطبيق نموزج دولة المدينة باعادة لانتاج ذات الفشل القديم كون ذاك النموزج به سلطتين سلطة النبوة وسلطة الحاكمية ويجب لنا ان نستقصي قيم مبادئ العدالة في القران ونفيد من سيرة الرسول (ص) كيف طبقها وهو القائل (أنتم أعلم بشئون دنياكم ) فاسقاط نموزج دولة المدينة على السودان أو أي دولة حديثة وضع حدودها الاستعمار فيه ظلم للاسلام وللدولة نفسها فاطار دولة المدينة كان موجوداً قبل الرسالة وحكمه الرسول (ص) بعد الهجرة برضى أهلها واتفاقه معهم وخضوع القبائل المجاورة لها طوعاً بعدما آمنت بالدين الجديد .بينما الدولة الحديثة حدها الاستعمار وجمع فيها كيانات كانت مستقله قبله وفق ما تقتضيه مصالحه وتوازنات القوى والحرب فبعد استقلال الشعوب وخصوصاً الاسلامية يجب أن يقوم عقد المواطنة بالرضا ولا يستقيم أن يفرض على جماعة أو اقليم الوحدة الوطنية ان كانت لاترغب مهما صغرت أو بعدت من المركز فان كانت ابيي تريد الانفصال لها ذلك ولا تستكره من أجل البترول وأن كان دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والشرق يريدون الانفصال لهم ما أرادوا وحتى ان أردات الجزيرة أم حلفا الانفصال لها ذلك فليس في الاسلام تصور دولة مركزية قابضة ولا سنة النبي فعلت ذلك ولكن أوهام السلطة من صورة دولة الخلافة الاسلامية هي المطلب الديني فأسسوا الفقه على ذلك ، الامامة الكبرى والامامة الصغرى صاروا يفتون لأي من الاثنين للمراة الحق فيها . فيخطئ دعاة المشروع الحضاري من أهل السلطة ان أرادوا بسط المركزية على دولة السودان بافقار الولايات وتخمة المركز فيجمعون الزكاة من المزارعين والرعاة ويبنوا بها العمارات في الخرطوم ويحرمون المجتمع المحلي من نسبته في البترول لتعيش وتنعم المدن بالكهرباء والمكيفات والشوارع المسفلته ويعيش الرحل يطاردون جغمة ماء لهم ولماشيتهم ويعيش ابناءهم في الجهل والمرض فلكل صاحب أرض أن ينعم بخيراتها منفرداً وان كانت الحوجة للوحدة بغرض التعاون والحماية فبالرضا ودعونا من سيمفونية الوطن التي أنتجت القتل والدمار فدارفور تماثل فرنسا وابيي تساوي الكويت والجزيرة تحاكي هولندا أما نظرية المؤامرة بتقسيم السودان هذا دلالة على غرض صاحبه فان كان الرسول (ص) يخاطب الكعبة بان هدمها مائة مرة أهون عند الله من قتل نفس واحدة أي صنم معبود هذا الذي يستحق أن يموت من أجله ثلاثمائة الف شخص .
ويخطي دعاة المشروع الحضاري المعارضين ان ظنوا أن الدين كل الدين في وحدة السودان فيمكن أن نكون دويلات مستقله متجاورة متناصره متعاونة كما تفعل أوربا اليوم ويخطئوا ان ظنوا أن بقتل الخليفة في الخرطوم ينصلح الحال بل ستكون الفتنة أكبر من تلك التي بين علي ومعاوية فليس الأمر في من يحكم السودان ولاكيف يحكم السودان ولكن هل نحن راضون بالسودان أصلاً وهذه دعوة مني بأن لايقاتل أي من أبناء الأقاليم متمردي أقليم آخر بل يتقاتل أبناء الاقليم الواحد ان انتصر دعاة الوحدة كانت الوحدة وان فاز دعاة الانفصال كان الانفصال ولايقاتل أحد بالوكالة عن أحد ولهم ما أرادوا ولنا في حرب الجنوب عبرة فقد ظل الجيش يقاتل من أجل الوحدة سنين عددا ليصوت الجنوبيين بالنهاية بالأغلبية الساحقة للانفصال فيما يفترض للجيش ان يحمي مطالب شعبه فان كان المطلب الانفصال علاما يقاتل .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 03/11/1

السودان يستطيع الردعلى اسرائيل لكن اخوان مصر لايسمحون

سم الله الرحمن الرحيم
السودان يستطيع الرد
على اسرائيل لكن اخوان مصر لايسمحون
ما تعرض له السودان من ضربات جويه من دولة الكيان الصهيوني وبكثافة في السنوات الأخيرة يشير الي الحجم الكبير لكمية السلاح المهرب الى حركة حماس الفلسطينية .ولكن اللافت للأنظار أن المنفذ الوحيد لعبور هذا السلاح الي غزة يطل على مصر وبشريط حدودي ضيق بمعنى يمكن لدولة اسرائيل مراقبته ،وبسهولة يمكنها ضرب أي متسلل يحمل السلاح ،ولكن

ها اختارت غير ذلك باجهاد نفسها بمد يدها طويلاً الي السودان دولة الممر . فالسلاح غالباً ما يأتي عبر السواحل الأرترية ومنها عبر البر الي السودان فمصر ورغم الاختلاف مع نظام حسني مبارك السابق الا أنه وبحسب امكانيات الأمن المصري لايمكن أن تفوت عليه كل تلك الكميات ودون أن يصطاد منها واحده في حين يتم القبض على كثير من الأفارقة المتسللين الى اسرائيل . ولكن الأمن المصري يغض الطرف عن السلاح المهرب الي غزة حتى تقوم حماس بدور مقدر في زعزعة الأمن الاسرائيلي وبالتالي خدمة الأمن القومي المصري بانشغال اسرائيل بحماس وحزب الله ويكون نظام حسني مبارك أدى استحاق التزامه بدعم القضية الفلسطينية وقيادته للدور العربي في المنطقة ولكن هذا الدور القومي والايفاء بحقوق الرابطة العربية والاسلامية لم يمنعا عن النظام المصري ثورة الشعب عليه . فمطالب الشعب الداخلية لايمكن تأجيلها لصالح أي دور خارجي اقليمي أو دولي ، وان كان الاستحقاق الخارجي يشفع لنظام لكان الشعب السوري تنازل عن ثورته لصالح لعب نظام بشار دوره في محور الممانعة بدعم المقاومة المسلحة اللبنانية والفلسطينية ورفض أي حوار مع اسرائيل . ولكن ملأ الشعب الشوارع السورية وهتف بسقوط بشار . وبما أن اسرائيل قد اختارت السودان ميداناً لحربها مع حماس بقطع الامداد عنها كون السودان المنطقة الرخوة فهو معزول اقليمياً ومحاصر دولياً ،ولن تجد صرخاته من ضرباتها أذن صاغية في مجلس الأمن أو الجامعة العربية ،ليجد النظام في السودان نفسه في معركة لم يحدد ميدانها ولايتوقع ميقاتها في ظل عجز مقدراته الدفاعية وأجهزته الاستشعارية عن حماية أجوائه ولكن بعد ضرب مصنع اليرموك يمكنه العمل علناً على دعم حماس بالسلاح دون أي غطاء دبلوماسي أو محازير أمنية ولكن تواجه هذه العملية السهلة بتحريك السلاح أرضياً التزام الحكومة المصرية الجديدة بمعاهدة السلام مع اسرائيل وخصوصاً بعد الاختبار الذي عملته المخابرات المصرية للرئيس مرسي بمواجهة المتشددين في سيناء وراح ضحيتها عدد من منسوبي الجيش المصري مما سبب احراجاً داخلياً للرئيس الجديد ، فان شدد النظام الاسلامي في مصر على حراسة الحدود وقفل المنافذ على مهربي السلاح يدخل في مواجهة مع الجماعات الاسلامية الفلسطينية والمصرية الجهادية ، وان سمح بمرور السلاح يكون وقع في الفخ الاسرائيلي ويتعرض لضغوط عالمية لايريدها وغير جاهز لتحملها وهذا يجعل الجيش لاعب رئيس في السياسة المصرية ، فتصريح الحكومة السودانية أنها تحتفظ بحق الرد على ضرب اليرموك ويمكنها ذلك بزيادة تمرير السلاح الى غزة وحزب الله ويمكن أن تطور تعاونها في هذا المجال بمرور صواريخ الي حماس تقلق مضجع اسرائيل . ولكن كل هذا مرتبط بالسياسة التي تنتهجها حكومة الأخوان في مصر ،فالجيش المصري يضغط من أجل توسيع دوره السياسي بتحكمه في شكل العلاقة مع الفلسطينيين وبعيداً عن حماس . فان استمر الأمن المصري في تمرير السلاح الى حماس كان هذا في صالح الأخوان في مصر ودورهم الاقليمي وان امتنع كان في صالح اسرائيل وضد استراتيجية الأمن القومي المصري وكان ذلك واضحاً في الهجمة التي شنتها اسرائيل على مهربي السلاح في سيناء مما أعطي مبرر لمرسي بحل المجلس العسكري واحالة سبعين لولاءا للمعاش مما جعل اسرائيل تتراجع عن مهاجمة المهربين داخل الأراضي المصرية للحفاظ على بقية تعاون الجيش المصري معها . ولكن المهم هو أن يعي النظام السوداني أن دعمه للقضية الفلسطينية من منظورها العربي أو سنده لحماس من منظوره الاسلامي لاينجيانه من غضب الشعب السوداني الذي مل الحكومة وكره سياساتها وله أن يتعظ من مصير حسني مبارك ومأزق النظام السوري فكليهما لم يشفع لهما دعم المقاومة الفلسطينية أن يصبر شعبيهما على ظلم وفساد نظاميهما وأن يفهم أن أمن مصر مقدم عند الاخوان على تحرير فلسطين فالتزام الأخوان المسلمين بعدم تصدير الثورة لاجل ضمان استمرار المعونة الأمريكية وبالتالي ان سمحوا ببعض التسرب الفكري والسياسي لن يجاملوا في حسم أي عمل أو سند عسكري لحماس .

See translation
Unlike ·

المؤتمر الشعبي حزب سياسي يؤصل لحملة السلاح


بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي حزب سياسي يؤصل لحملة السلاح
الدكتور امين محمود قيادي بحزب المؤتمر الشعبي وناشط ومهتم بقضية دارفور فكل مايصدر عنه وهو الممسك بملف القضية يجب الاهتمام به وأخذه مأخذ الجدية من جهة تخصص الرجل وحزبه الذي يدور لغط كثير حول علاقته بحركة العدل والمساواة الدارفورية ففي ندوة بالمركز العام للحزب بالخرطوم حسب خبر جريدة آخر لحظة (طرح المؤتمر الشعبي قضية دارفور لأول مرة من منظور إسلامي)وبعض المواقع الالكترونية ، وأفتى بأن الحرب التي تدور بأراضيها بين الحكومة السودانية وحاملي السلاح من الحركات المتمردة بأنها حرب بغي، وصنف الحكومة في حكم الباغي بعد رفضها التعويض الفردي الذي أصل له د.أمين محمود بالسيرة الفعلية في حادثة القتل الخطأ الذي اتركبه سيدنا /خالد بن الوليد في حق خزيمة ، ولكن ليس المهم المخرج الفقهي الذي استدل عليه بالآية .. قال تعالى: «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» صدق الله العظيم رغم ان الأمر الرباني يخاطب الجماعة المؤمنة بالقيام بشأن الاصلاح وقتالها، أي الجماعة المصلحة للجماعة الباغية وليس الطرف الآخر والثابت أن مؤتمر الفاشر لم يصدر قرار قتال الحكومة وهو الذي مثل فيه أهل دارفور بصورة كبيرة ونتفق معه في كون الحكومة أخطأت حين رفضت ذلك الحل ولجأت للسلاح لحسم التمرد . ولكن نختلف معه حين ينطلق من منصة المؤتمر الشعبي حين يقول ».. ان التدابير السياسية تقع في المباحات، وبالتالي فإن طلب قسمة الثروة والسلطة عندما يقع الظلم تصبح حقاً شرعياً-، ونسأله هل كان متمردي الجنوب على حق حين قاتلهم د.أمين محمود عشرة سنين قبل الانفصال وما هو الفقه الذي جيش به الشباب للجهاد في الجنوب أم يريد حزبه أن يقول لأهل الشهداء  أن الترابي كان على خطأ حين استنفر الشباب وقتلوا هناك ولكنه اعتراف لايعيد ابن لأمه ولا زوج لزوجه . أم أنه جلد الذات الذي ما أبقى جلداً للشعبي بعد أن انسلخ عنه كل غطاء .ولكنه التناقض الذي يعيشه الدكتور حين يتحدث بلسان حزب سياسي وينطق بكلام حركة مسلحة فحزب المؤتمر الشعبي له أوراق وبيانات وكل مخطوطاته في قضية دارفور تبين أن الحزب يرفض العمل المسلح ويسعى لحل قضية دارفور في اطار حل قضية الوطن باسقاط النظام بالوسائل السلمية عبر الثورة الشعبية . ولكن  الدكتور محمود أراد أن يبرئ ساحته أمام الأصوات داخل الشعبي التي تنقد موقفه الساكت من الحركات المسلحة نكاية في النظام ورجاء اضعافها له بتأصيل حربها ضد النظام .ولكن يحمد للمهندس علي شمار في ذات الندوة صدحه صراحة بضرر الحرب على شعب دارفور ودعوته منذ مؤتمر الفاشر للحل السلمي وظل على هذا المبدأ التزاماً بخط الشعبي بالتغيير السلمي رغم الظلم الذي تعرض له من النظام باعتقاله الطويل المتكرر فلم يغضب أو يتحامق بحمل السلاح كما فعل الكثيرين فالتحية له وزاده الله صبراً وحكمة ،ووصف الباشمهندس علي شمار لبعض حملة السلاح بالعصابات المسلحة الذين أفقروا الشعب بالايتاوات على الطرق بين المدن الدارفورية وبهذا يحاصر المجرمين الذين ينهبون المواطنين والذين يجب تنظيف الطرقات منهم ويبرئ الحركات المسلحة ذات الأهداف السياسية التي يجب حوارها ، وتحميله للحكومة لمسئولية حفظ الأمن ودعوته لها بالسير في الطريق الصحيح بالحوار مع كل الحركات المسلحة وبالذات التي تملك قوة حقيقية على الأرض في الوقت الذي يطالب فيه الحركات بالانضمام الي وثيقة الدوحة المفتوحة وللانضمام لقوى السلام ولعمري هذا صوت مهم من قيادي شجاع يعمل لمصلحة وطنه وسلامة أهله فالحرب لن تزيد دارفور الا تشرداً وتفاقم مأساتها ، في وقت نحن في أمس الحاجة للأصوات الدارفورية المؤمنة بالحل السلمي والمنادية بالحوار هو الطريق الوحيد لحل القضية وأن العمل السياسي السلمي هو السبيل المستقيم لنيل الحقوق   المدنية وخير لقضية دارفور أن يضع المسلحين سلاحهم والاعتصام في ميادين الفاشر والجنينة ونيالا فسيريحون البلد من كبر ومواسيره والبشير ودلوكته وسيربح السودان ثورة على الطريقة المصرية غيرت أعتى نظام في المنطقة وبأقل كلفة . فترك قضية دارفور رهينة الحكومة والحركات المسلحة لن نجني منه غير الضياع ولنا في الجنوب عبرة فبعد شد وجزب بين الوطني والشعبية انفصل الجنوب ولم نكسب السلام .
م. اسماعيل فرج الله
عطبره 06/11/2012                                                                                                                                                                                                          

من شكى الرئيس لله


بسم الله الرحمن الرحيم
من شكى الرئيس لله
حدثني من أثق في روايته أن الرئيس البشير في احدى جلساته مع خلصائه وهم يعودونه في مرضه ،قال لهم  (أن شيخ حسن يكون دعى علي ) . ولم أكن أظن أن الأمر يشغل بال البشير كثيراً وانما مجرد تعليق عابر ،ولكن أن يقول الرئيس في لقاء مفتوح بالسفارة السودانية بالرياض أن المرض كفارة وهناك من ظلمناهم أثناء حكمنا تعلم مدى الحالة النفسية المحبطة التي يعيشها البشير وهي الحالة التي يجتهد الطبيب المعالج ألا يصل اليها المريض ولن يستطيع الطبالون وحارقي البخور هذه المرة من اخراج الرئيس من حالته اليائسة . لعلم الرئيس بحجم الظلم الذي وقع على شعبه وهو المسئول . فمنذ ال30 يونيو89 والذي هو ظلم في حد ذاته لارادة الناخبين ومصادرة اختياراتهم ولكن سموه فقه الضرورة ،وكان البيان الأول يشير الى تبريرات هذا الانقلاب على الشرعية ، فكل اجراء تم على شرعية الغلبة أو الشرعية الثورية كما يحلو لهم تسميتها يكون ظلماً ان لم يلتزم بأخلاقيات مرجعياته وهذا ظلم لنفسه أولاً قبل أن يظلم ضباطاً قتلهم بغير محاكمة وأفجع أهلهم يوم عيد ،ثم يعدم شاباً في دولارات معدودة بينما اذا التفت يميناً لوجد أهل بيته يكنزون الملايين منها ولو نظر عن شماله لرأى مساعديه ووزرائه يهربون العملة الصعبة الى الخارج فأصبحت خزينة الدولة خاوية على عروشها وينهار الجنيه من صنيعهم . فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فأكثر من عشرون عاماً يدعو عليك المحالون للصالح العام حين يروك في الاعلام تتحدث عن العدل والحرية وعشرون أخرى يدعو عليك أهليهم حين يشاهدون القصور والعمارات يسكنها محاسيبك وقد قتلت عائلهم وأفقرت معاشهم .
المشير البشير في هذا اللقاء كان خفيض الصوت كسير الخاطر وهو يخاطب الجالية السودانية بالمملكة السعودية وهو يقول لن نستطيع رد الضربات الاسرائيلية لقلة المؤونة وضعف الحيلة ويؤكد استعداده لتلقي الضربات الواحدة تلو الأخرى ولن يصالح اسرائيل  ،ولكن سيدي الرئيس أنت لست أشجع من الرئيس أنور السادات ولست أحرص على فلسطين من الملك حسين (ملك الأردن) ولكنهم خاضوا الحرب مع اسرائيل وشاهدوا كيف يروع أزيز الطائرات شعبهم وكيف تقتل القنابل الأطفال والنساء فاختاروا طريق السلام ليوقفوا معاناة مواطنيهم .فلو كانت السيده الأولى وداد تسكن الكلاكلة وهربت ذلك اليوم بملابس نومها تجاه النيل وهي تحضن طفلها أو خرجت السيدة الفضلى فاطمة خالد الشارع في ابو آدم بعكازتها ورجليها لاتقوى على الهرولة لأحسست بالرعب الذي أصاب شعبك ولكن سيدي الرئيس أنت لااحساس لك أصلاً بمعاناة شعبك وهنا لا أذكر المرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج ولا المساكين الذين يكابدون للقمة العيش ولا الرحل يسألون المسافرون كوب الماء ولكن معاناة أقليم بأكمله تحرق قراه ويشرد أهله وأنت تقول بدم بارد أن القتلى في دارفور عشرة الف وليس ثلاثمائة الف كما يقول معارضيك . ولم تستدرك حينها أن عشرة مليون سوداني فجعوا في عزيز عليهم يرفعون ايديهم الى السماء يسألون الجبار المتكبر أن ينتقم لهم . فسيدي الرئيس انت لست أكثر مهنية من هتلر الذي عندما خسر الحرب أطلق النار على نفسه فأراح الألمان من شرور عنصريته.
فالرئيس عندما يقول أن سبب مرضه دعوات شيخ حسن عليه لا يقول هذا الكلام مزاحاً فهو يعلم أنه من اسره بأذهب الى القصر رئيساً وهو أمين عام حركة مكنت لحكمة وحرست سلطته بدماء الشهداء فأتمنته على مشروع صبر الشعب على حصاره وبقص قوته لمقاطعته الخارجية وكل ذلك من أجل وعود قطعها الرئيس على نفسه بالطهر والنزاهة في الحكم ولكن كانت الحسرة حصادهم حينما رأوا المحسوبية تستشري والفساد عم .
سيدي الرئيس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأستكثرت من الخير) فهذا النبي الموحى اليه يقول ذلك وأمير المؤمنين عمر الفاروق يقول أخطأ عمر وأصابت امرأة وأنت بعد 23سنة تعيد ذات الاسطوانه أن المرض ابتلاء والحرب مؤامرة والمعارضين خونة وعملاء وشذاذ آفاق .وفي الأثر أن الله ينصر دولة الكفر العادلة ويهزم دولة الاسلام الظالمة فاستجب سيدي الرئيس لنداء الضمير وانت ترقد على فراش المرض بأن تصحح الوضع وأن تزيل الظلم وترد الحقوق الى أهلها والا فأعلم أن الله لن يفلتك وما كانت بداية نهاية حكم مبارك الا بالحديث عن مرضه وتوريث أبنه فلم يحتاج الثوار غير المكوث يومين لينزل الشعب معهم في الميادين لينهوا حكمه فهل من مدكر.
                                                                                م . اسماعيل فرج الله
                                                                              عطبرة 10/11/2012م

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

من نصدق


بسم الله الرحمن الرحيم
من نصدق
(1)  راجت في الآونة الأخيرة أخبار كثيفة عن علاقة المؤتمر الشعبي وأمينه العام دكتور الترابي .الأخبار التي بدت في مجملها تصف الحراك الذي يدور داخل أروقة حزب المؤتمر الشعبي ، ليزكي كل صاحب مصلحة القلق من زاويته ، فمنهم من صوب نحو أجهزة الحزب وعضويته وآخر صوب نحو الترابي ورمزيته .
(2)  المؤتمر الشعبي تأسس بعد المفاصلة بين الترابي والسلطة الحاكمة في الخرطوم ، ليسعى به الترابي بين جمهور الشعب السوداني وقواعد الاسلاميين في السودان وقيادات الحركة الاسلامية العالمية ليبين القصور والانحراف الذي لزم تطبيق برامج الانقاذ ويطرح عليها ثلاث خيارات :-
أ‌-       التوبة والرجوع الي الصفوف الخلفية .
ب‌-   المعايشة ومنحه الحريات كاملة .
ت‌-   والا سعيه لاسقاط النظام تأكيداً على توبته عن أخطائه
ولان أي من الخيارات الثلاثة يعني عملياً زوال الانقاذ الأولى ،عمل النظام على التضييق على الشعبي وقيادته بشتى الوسائل وحصار قاعدته والضغط عليها ترغيباً وترهيباً . لتمضي السنون عقداً من الزمان ويزيد .
(3) ولأن الحركة الاسلامية في تاريخها ومضي تطورها لم تركن على حال أكثر من عقد من الزمان يتقلب حالها وفق ما يقتضيه الابتلاء ، ولأن كثير من قيادات الشعبي ذات خبرة ودراية أخذت تتساءل ؟ لقد فاصلنا لأجل مصلحة الدعوة وخير الوطن ، وعملنا بداية منفردين نكافح النظام وقدمنا التضحيات ومضى بعضنا شهداء ، ثم حالفنا القوى الوطنية واستبشرنا خيراً بتوقيع اتفاق السلام مع الجنوب وقدوم الحركة الشعبية فلم نحصد غير انفصال الجنوب وتوتر الاطراف واتساع الحرب في دارفور وانتشار الفساد . ورغم التحالف ومواثيقه ماخضنا معركة ضد النظام الا وجدنا أنفسنا في مواجهة منفردة معه وآخرها الانتخابات الماضية التي انسحبت منها الاحزاب لصالح الوطني ، ورغم المواجهات العنيفة مع النظام والتضحيات التي قدمها الشعبي الا أنه مازالت بعض الاحزاب السياسية تنظر للشعبي بعين الريبة .
(4) في أواسط العام الماضي وفي خطوة مفاجئة كما وصفتها الصحف اجتمع أكثر من ألف من الاسلاميين بولاية نهرالنيل يدعون الى انهاء حالة القطيعة بين الغريمين والرجوع الى رشد الحركة الأول في تعاطيها مع الشأن العام بعدالة في الحكم والمساواة بين الناس واتاحة الحريات العامة ومحاربة الفساد وفصل الحزب عن الدولة وأسفوا على انفصال الجنوب واعتذروا عن الحرب في دارفور . لتجد الخطوة سنداً من بعض المجموعات الداعية للاصلاح والحوار مع النظام للوصول لتفاهمات معه في شأن الوطن وانهاء حالة عدم الاستقرار التي يعيشها . وتزامن مع طرح بعض الشباب لقضايا الفكر والمراجعة للمسير والسعي والتطوير لتجديد الحزب فكرته وهياكله وتحسين ادارته . ليظهر للبعض أن هناك أمراً ما يدب في الخفاء باكتمال أركانه لعمل سياسي قادم . فكر يطرح وقيادات تؤيد وقواعد تلتف حولها وشكل اداري يقترح . وتسمى مجموعات أنها وراء كل ذلك . فتتوتر أمانة الحزب في ظل غياب د.الترابي المعتقل فتتوعد وتصدر القرارات بفصل كل متفلت ،ولكن المبادرون يردون بكل صراحة أنهم يعملون وفق ما أتاحه لهم النظام الأساسي للحزب وهم ملتزمون بمؤسساته ويوافقون على قراراته .
(5)  بينما العمل المعارض في أوجه والمؤتمر الشعبي يقوده وصوت أمينه السياسي يعلو باسقاط النظام والساحة الداخلية تستبشر بالربيع العربي وتستلهم التغيير والاسلاميون يطالبون بالاصلاح وقادة الرأي يكتبون عن مستقبل ما بعد النظام الذي يفرج عن د.الترابي الذي يصرح من فوره بعزمه قيادة تيار عريض من الجماعات الاسلامية والوطنية لتتفاجأ أمانة الحزب قبل ولاياته ،من اقترح ؟ومن ناقش؟ ومن قرر هكذا تيار ؟ ليجد الشعبي نفسه يتلفت ، والمعارضة تشكك ، ويجد النظام نفسه أسقط في يده بعد أن استحكم من الشعبي ، لنجد نحن أنفسنا بين حالتين الناشطون غير راضون عن حزبهم وقيادته فهم يظنون أنهم مكبلون والحزب مدجن ليس لفقر الفكره ،ولاشح الكوادر ،ولكن عجز الادارة والتنظيم لطاقاته ومقدراته .والحالة الأخرى د.الترابي نفسه غير راضي عن أداء ولاياته فيصفها بالضعف وكثير من أمناء الولايات يعيشون في الخرطوم ، والترابي لايثق في قياداته فيمسك عنهم استراتيجياته ،فلا مال ينمى لتمويل  مناشط الحزب ولا مكاتب متخصصة للدراسات وقراءة الرأي والمراجعة  ود.الترابي يصف عضويته قيما يصف الشعب السوداني بالمتخلف الذي لايغير قيادته ويستمسك بها .فالترابي يشكو من الحزب والحزب يشكو من الترابي. فالأخبار تتواتر عن مجموعات (سرطانية) داخل الشعبي تسعى لتغيير الترابي والمجموعات تنفي وتؤكد ولاءها للترابي . والخبر يقول : أن الترابي يريد التنحي عن قيادة الشعبي والشعبي يتمسك به والأمين السياسي ينفي . ولكن الثابت أن هناك حراك في قواعد الشعبي يحدث عن عدم رضى ،وأن الترابي يسعى لتأسيس  كيان جديد ، فبتخلي الترابي الترابي عن الشعبي يكون خلع قميص الشعبي في ايدي ناقديه ويبرئ نفسه من شوائب الانقاذ حاكماً ومعارضة .وبتمسك عضوية الشعبي بحزبها وتجديده فكراً وقيادة وهياكل تكون برأت نفسها من تهمة التخلف .
(6) هذه الحالة تعتري الحركة الاسلامية في كل مرحلة تخلق جديد وآخرها الانقاذ نفسها والمفاصلة من بعدها .فبينما تقول قيادات المؤتمر الوطني أن الترابي هو من حل تنظيم الحركة الاسلامية بعيد الانقاذ يؤكد د. الطيب زين العابدين عضو هيئة الشورى الاربعيني أنه كان حضوراً يوم حله واعترض على ذلك ووافق المجلس على القرار بأغلبية ومثل الشاهد الملك الذي برأ الترابي من زعم الوطني ولكن المفاجئة للطيب نفسه كانت في باكستان عندما طلب منه تنفيذ تعليمات التنظيم وهو الشاهد على حله بالخرطوم التي لم تجبه على تساؤلاته حين العودة اليها، فنتساءل نحن اي تنظيم حله الترابي الاول برئ منه والثاني من اعاده حتي يقوم بحله .وعلى هذا قامت المفاصلة فالقيادات تشكو من انفراد د.الترابي بالقرار التنظيمي ولجوئه الي العلن في اجهزة الحزب والدولة وهذا ما اغضبها فهي تستمسك بالخصوصية وطبخ السياسات فناصرت قرارات الرابع من رمضان وكان الاثنين من شارك في تغييب الاجهزة الشورية كل لصالح موقفه فصعب عليهم حتى الآن اعادة صلاحياتها كاملة ومواجهة الاسئلة الصعبة ودخل الجميع متاهة من اتخذ قرار المفاصلة أصلاً فلا الشورى ولا القيادة لها علم بذلك ، ولأن للترابي تاريخ حافل من المغامرات والقفزات السياسية والاجتهادات الفكرية التي تثير الجدل وتحرك ساكن الساحة السياسية ،فهل مايطرحه الترابي من تيار اسلامي عريض ينصب في اطار هذه المبادارات والقفزات الشخصية ام هو تطور محسوب من الحزب وأجهزته.
م. اسماعيل فرج الله
عطبره 31/10/2012

العلاقة مع ايران تجارة السلاح والحرب المقدسة


بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة مع ايران ... تجارة السلاح والحرب المقدسة
بعد أن أغلقت حكومة الجنوب آبار النفط وتدهور الجنيه السوداني وخسر من قيمته الضعف وزاد التضخم بأربعة اضعاف وخرجت الجماهير متظاهرة في الشوارع احتجاجاً على الغلاء . كنت في حوار مع أحد أقطاب المعارضة بعطبرة وهو يستبشر التغيير ويظن أن شح العملة الصعبة سيكون القشة التي ستقصم ظهر الانقاذ ،فسألته سؤالاً : حسب تحليلك اذا استطاعت الحكومة توفير الدولار للسوق ستفلت من اللحظة ؟ أجاب بنعم ولن تستطيع. فأردفته بسؤال آخر : هل اذا عرض للحكومة دولارات حرام سترفضها ؟ سكت برهة ثم أجاب الحكومة ما عندها أخلاق وستقبل . . قلت اذاً الحكومة ما عندها مشكلة فالدولارات الحرام معروضة في سوق غسيل الأموال العالمي وما أسهل على الحكومة من مرادها ان اتجهت اليه لحل ضائقتها ، وأزيد أن للحكومة خيار المتاجرة بالممنوع ولن يمنعها في ذلك شعاراتها الدينية التي ترفعها ولا مشروعها الحضاري الذي تطرحه خصوصاً وهي تظن أنها تخوض حرباً مقدسة ضد اليهود والنصاري الصليبيين وقد سبقها قبلاً اليهود أنفسهم في سلك هذا الدرب فلا تتورع الموساد من ارسال اليهوديات لممارسة الدعارة مع عملائه وهي تظن أنها ترضي اله موسى كما سمحت حكومة طالبان الأفغانية بتصدير المخدرات وجني المال منها لتمويل حربها ضد الامريكان الكفار وكثير من التقارير تشكك في مصادر تمويل تنظيم القاعدة من الكوكايين والهيروويين لتمويل أنشطتها أو في اطار حربها لتدمير شباب الغرب ونسيت أن الاسلام انما يحرم قتل النفس واذهاب العقل وكيف أن الشباب الاسلاميين في الصومال اتخذوا القرصنة البحرية مورداً لتمويل حربهم ضد الشيطان القابع في وطنهم ، وهذا ديدن كل من يدعي الوكالة عن الاله أن يبرر مسلك الشيطان في حربه المقدسة .ولكن من خلال التقارير الكثيفة والأحداث المتوالية وآخرها ضرب اليرموك ، يظهر أن حكومتنا سلكت طريقاً أقل كلفة أخلاقية بتجارة السلاح من خلال شبكات دولية ،منظمات ودول في المنطقة فبعد الثورة الليبية طفح الحديث عن عبور السلاح القطري الاراضي السودانية ليستلمه الثوار الليبيين وهذا ما يفسر زيارات الرئيس المتكرره للدوحة مرة للتفاكر وتطوير العلاقات وأخري بغرض العلاج وكأن الدوحة مركز طبي لعلاج الرؤساء بل قد يكون ذلك غطاء دبلوماسي لاستلام الرئيس لعمولته في  تمرير السلاح الى ليبيا ، أما ضرب القوافل في الشرق وعربتي بورسودان يرشدان الى تمرير السلاح الي حماس وحزب الله ذات التمويل الايراني فتصدير السلاح الى منظمات تحررية ويجمعها مع النظام منظور فكري أفضل ما تكسب به الحكومة الدولار وهي ترجو الثواب من الله وتنور الاتباع بمجاهداتها وعملها على دعم الاسلاميين في المنطقة لحشد هممهم وضمان تاييدهم ، وهذا ظواهره كثيرة في الخرطوم العاصمة بمشاركة الفلسطينيين من حماس في أنشطة حزبية بل تعدى ذلك للأقاليم بتنوير القواعد عن دعم الحكومة لحماس . ولكم أن تحسبوا معي الملايين التي ربحتها الحكومة من هكذا تجارة ان لم يكن المليارات من الدولارات ، ولن ألتفت الي ارتفاع معدلات تجارة الحشيش في السودان وكثافة الأخبار عن الكميات المهولة التي يتم ضبطها والحديث في وسائل الاعلام عن المساحات المزروعة في دارفور والتي تم تقديرها بمساحة البرتقال الدولة الأوربية وهل يخفى ذلك عن الحكومة أم تتغافل عنه ولمصلحة من ؟ هل للتصدير للغرب وتدمير الشباب كما تدعي القاعدة أم لكسب المال كما تفعل طالبان. ولكن تجارة السلاح مع ايران يظهر انها كانت مربحة وتخدم الخط السياسي للنظام مما سال له لعاب الحكومة فجعلها تعرض التصنيع الداخلي بدل مشقة الترحيل والترانسيت مع ارتريا والتي بالقطع ستكون فرحة لضرب اليرموك ان لم تساعد فيه  . ولكن اللهفة لجمع الدولار والحاجة اليه أنسيا النظام مخاطر وكلفة سياسة كهذه ولم يتعظ صانع القرار من تجربة وقوف الانقاذ مع صدام ابان حربه مع الكويت فخسر السودان محيطه الاقليمي مما سهل على القوى الخارجية حصاره وشده من الاطراف واستنزاف دولاراته التي كسبها من برامج النفط مقابل الغذاء للامم المتحدة مع العراق وكيف دعمت مصر ودول الخليج عمليات الحرب في الجنوب لاسقاط نظام البشير، ها هو الآن يكرر نفس المشهد بسنده لايران لاستمرار دولارات السلاح ولم يتحسب لعمليات الاستنزاف التي يمكن أن يتعرض لها والعلاقات الدولية والاقليمية التي يمكن ان يخسرها وخصوصاً أن التسوية  في دارفور اللاعب الرئيس فيها دولة قطر وها هي تمسك دولاراتها التي وعدت بها لتنمية دارفور لسبب حماقات النظام .فالتحالف مع ايران أكثر كلفة من مساندة صدام حسين السابقة فبجانب كلفته الاقليمية بخاسرة دول الخليج ومصر ومحيطهما سيجد التيار السلفي المتنامي في الداخل نفسه في مواجهة مع النظام وبعد انفصال الجنوب ستكون المواجهة وميدان الحرب هذه المرة قلب الخرطوم ودونكم دمشق التي تحترق ، عموما العلاقة مع ايران تحتاج لياقة عالية تسعف النظام عبور الموجة القادمة وخصوصاً هو يسبح بمفرده وعكس التيار .
كسرة : ألا توافقونني أن التجارة الحرام التي يمارسها النظام هي من أفشلت توقعات الخبيرين الاقتصاديين محمد ابراهيم كبج وحسن ساتي أن النظام لن يستمر ثلاثة أشهر بعد وقف تصدير البترول وكم سيستمر النظام باستمراره في الربح من هذه التجارة ؟