السبت، 22 ديسمبر 2012

قوش والبرنس الشطب المجحف والاعتقال المذل


  1. بسم الله الرحمن الرحيم
  2. قوش والبرنس :- الشطب المجحف والاعتقال المذل
لازالت تراجيديا المحاولة الانقلابية الأخيرة مستمرة ولا أعني هنا ما أعلن عنه أخيراً من محاولة انقلابية ثالثة بقيادة عقيد بالقوات الخاصة وهي للعلم الوحدة العسكرية التي ينتمي اليها المشير معاش  البشير قائد انقلاب الانقاذ وهي من هذا الباب محل فخر القوات المسلحة مما يغري قادتها  بتسلق المجد من تشويق حكاويه في كتيبتهم، المحاولة التي أعني تلك التي أعتقل قادتها قوش وود ابراهيم فقد اجتهد معدها في قطع الطريق على دعاوي الاصلاح واقصاء المنادين به من داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية خصوصاً بعد مؤتمر الحركة الاسلامية وما كان يظن سادة النظام ولا مهندسوا المبادرات أن التململ وصل تلك المناطق الحساسة من النظام . والذي زاد الأمر غرابة أن الداعين لمحاربة الفساد واتاحة الحريات هم ضباط بالقوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني وبالقطع ستكون الشرطة أفضل حالاً منهما لكونها أقرب للحس المدني منها للعسكري وغالب ضباطها نالوا دراسات قانونية مما يؤهلهم لاحترام القانون والغضب من عدم احترامه وان كان متجاوز القانون أحد أعوان النظام أو قادته وبنفسي شهدت عدد من الحالات التي اصطدم فيها ضباط الشرطه ببعض محسوبي النظام رغم معرفتهم أن ذلك قد يكلفهم وظيفتهم أو النقل والابعاد . ومصدر الغرابة الذي أربك النظام هو دعوة تلك الأصوات للاصلاح وبصوت عالي والدعوة للتفاكر حول الحلول بجلسات ومنتديات رغم المرجو من منسوبي الأجهزة الأمنية العمل السري ولكن لأن أغلب الضباط في قيادة هذه الأجهزة هم دخلوها من باب التمكين للمشروع الاسلامي والاستجابة للتعليمات التنظيمية وهم بالأساس كوادر سياسية لها قدرة عالية على ادارة العمل التنظيمي والتحليل السياسي لما نالوه من تدريب وتأهيل خلال عملهم بالجبهة الاسلامية فهم يعرفون أن لا فوارق بين الأخوان هنا وهناك وليس هناك أي مساحة لأي عمل سري لتشابك الخطوط ووحدة الفكرة حيث يصعب اكتشاف أي اختراق أمني فأسلم طريقة لحشد التأييد ومعرفة الأنصار هو العمل العلني بحيث لايصبح هناك سر يخافون من افشائه . لذلك كانت دعاويهم واضحة ايجاد مخرج سياسي من الآزمة الطاحنة التي تكاد تعصف بالبلاد مع محاربة الفساد وتحقيق العدالة بالاتفاق مع القوى السياسية المعارضة والحوار مع الحركات المسلحة حيث تم الاعلان عن توقيع 700 ضابط لمذكرة تطالب بالاصلاح واقالة وزير الدفاع ثم أخيراً يجري الحديث عن توقيع 1000 آخرين يطالبون باطلاق زملائهم المعتقلين، فكان الاخراج لها بهذا الشكل بدعاوي الانقلاب والتخريب حتى يعزلوا عن محيطهم الحركي وخاصة ذو الطابع الجهادي بتصويرهم بالانقلابيين الخارجين عن الأطر التنظيمية ومخاطبة عموم المواطنين بأنهم يسعون لتخريب الوطن وزعزعة أمنه ولأن بعض المتشددين لاينكرون الانقلاب كحل أخير تم الاعلان عن تعاون الانقلابيين مع بعض المشعوذين للتشكيك في عقيدتهم وعزلهم من محيطهم الأصولي . ولكن كما ذكرنا سابقاً أن معد هذا السيناريو فات عليه أنه كشف ظهر النظام بفعلته هذه .
هذا ما رمى اليه سادة النظام من مسرحية الانقلاب ولمهم مبرراتهم ، أما بعض القوى المعارضة لم تخفي شماتتها ولم تستر انتهازيتها باستمتاعها بفصول مسرحية نظام البشير فالبعض منهم لم يبخل ببعض المشهيات أو توزيع المكسرات مجاناً على جمهور المشاهدين من شماتة على المعتقلين أو الايعاز أن هذا الفصل المسرحي صحيح للتأكيد على فكرة براغماتية الاسلاميين وأنهم لايجيدون غير استخدام القوة ولايملون صراع السلطة ، بل دبجوا في ذلك المقالات  وأطلقوا لاقلامهم العنان يتوهمونها الفرصة الأخيرة في تكرار ممل قبل أن يفيقوا الى عداد السنين الذي قفز على العشرين وهم لايستفيدون من تجاربهم ولا يتعظون من غيرهم .
الفريق صلاح قوش دافع عن الانقاذ وأمسك بأصعب الملفات منذ مصنع اليرموك وتأمين البترول وادارة العمليات استطاع أن يحمي الانقاذ عشرون عاماً ورغم اختلافنا معه حول وسائله في ذلك لكن الضغط الكثيف الذي تعرض له من المعارضين كان كاف أن يرديه المهالك أو الانزواء الى طي النسيان لكن الرجل استطاع أن يلعب دوراً عالمياً بتعاونه الدولي لمكافحة الارهاب والتطرف حتى شطح البعض باتهامه بالعمالة للأمريكان . ثم دلف الى القوى السياسية يحاورها حتى تندر البعض من أن الحكومة تدير ملفاتها السياسية بعقلية أمنية أي بمعالجات جهاز الأمن الذي على رأسه قوش ، حتى زاحم في ذلك الحزب الحاكم الذي صرعه خارج المؤسسة الأمنية في صراع شهير على شاشات التلفزة ، ولكن الرجل لم ييأس أو يجلس محبطاً في بيته بل استمر في التأسيس لقناعاته بالحوار مع القوى السياسية من منصبه الجديد مستشاراً للأمن وهذا ما اعترف به الامام الصادق بعيد اعتقاله . المراد أن هناك قناعة تولدت لدى قوش بوجوب الحل السياسي وحتى لايقول قائل عنه أنه أتى متأخراً فالمهم سعيه للاصلاح من موقع مسئوليته ودفع استحقاقاً لذلك وظيفته وها هو الآن معتقلاً يدفع ثمن قناعاته والله حده يعلم مستقبل مصيره ،وفي اعتقادي أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه قوش هو اعتقاده أنه يحمي مشروع حركة يتجاوز الأشخاص وحاول العمل من هذا المنطلق ولكن الحقيقة أن الانقاذ أصبحت مشروع سلطة لحماية فرد بل أصبح مدح البشير واغداق الاوصاف عليه واحدة من فروض الولاء للنظام فأصبح مسموحاً بكل نقد داخل النظام الا لشخص الرئيس وما درى قوش أنه دخل المنطقة المحظورة التى اطاحت بالترابي  . فتبارى جنود البشير في التنكيل به حتى يبرئوا أنفسهم ويؤكدون فروض الطاعة . فكانت نهايته مزلة لاتشبه مآلات كثير من الاشباه في الانظمة العربية والاقليمية التى تحجر على المتفلتين والناقدين من قادتها أو تفرض عليهم الاقامة الجبرية أو في بعض الحالات النفي خارج البلاد لكن قوش كان مصيره السجن فيما غير رحمة أو لمسة وفاء لعطائه السابق وهذا لعمري يولد حالة من الاحباط والارباك وسط الأعوان . وهذا ان حدث لشئ غير أنه خرج أبعد من الدائرة المسموح له بها من السلطة وكل من ينازع البشير في حكمه لن يجد شفيع ولا تاريخ يغفر له فهو ليس الا موظف يعمل بمقتضى ارادة الفرعون وكل صاحب ارادة ذاتية غير مرغوب فيه مهما كانت منطلقاته . وهذا بالقطع ما حدث للاعب الهلال هيثم مصطفي الذي عزفت لحبه الأناشيد وتغنت بموهبته الجماهير ولكنه أن كان قائد وكابتن الفريق الا أنه في النهاية لاعب كرة قدم وأي تطاول لأخذ دور اداري خطأ لن تشفعه له سبعة عشر عاماً قضاها لاعباً بالهلال ولم تمنع الجماهير المعتصمة شطبه فكان الطريق الوحيد المفتوح له لرد الاعتبار التسجيل بالمريخ لاغاظة شاطبيه وتاكيد جدارته رغم انقسام المريخاب حول تسجيله فلولا اعتقال قوش هل كان سيعلن انضمامه للمعارضة التي بلا شك ستنقسم حوله وقد فعلت وهو معتقل .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 22/12/2012م

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

الحركة الاسلاميةالبصيرة ام حمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة الاسلامية :البصيرة أم حمد
القصة في الأدب الشعبي أن ثوراً ورد ماءاً من زير فأدخل رأسه ليروي عطشه فشرب ولم يستطع اخراج رأسه من الجرة فتم الاستعانة بالبصيرة التي أفتت بقطع رأس الثور لنزع الزير سالماً وعندما أرادوا اخراج الرأس منه أمرت بكسر الجرة فمات الثور وانكسرت الجرة ، وهذا ما حدث من الاسلاميين في السودان عندما أرادوا أن يشربوا من بحر الدين الذي يؤمنون بشموليته وضرورة عودته للحياة العامة سياسة للحكم وشريعة للمجتمع فما أن أدخلوا جماعتهم في المنافسة السياسية وتحويلها لحزب سياسي ينافس على الحكم حتى وجدوا أنفسهم مضطرين بالانقلاب على الديموقراطية واستلام السلطة بالقوة العسكرية وظنوا  بفعلتهم هذه يروى ظمأهم لتطبيق الشريعة الاسلامية وطرحوا المشروع الحضاري وبعد تمكينه في السودان ودانت لهم السلطة وخضعت لهم الدولة وحتى ينفردوا بالحكم قرروا اخراج الحركة من السلطة ولضيق الماعون قرروا قطع الرأس بخروج الترابي واقصائه ويحنطوا الحركة التي أصبحت ميتة في تابوت الكيان الخاص وظنوا بذلك ستفتح لهم خزائن البنك الدولى ويرضى عنهم النظام العالمي وتنفتح عليهم العلاقات الخارجية مع استخراج البترول واستشراف النهضة ستقبل عليهم الدنيا بزخرفها وأزينت لهم ولكنه السراب فما لالبثوا أن وعوا على حقيقة الحصار المطبق والحروب المتجددة في دارفور وأمر قبض الجنائية التي تطارد الرئيس كلما ركب الطائرة والاحزاب السياسية التي لم تنهكها الانقسامات ولم تقتلها الاعتقالات تزداد حركتها الاحتجاجية وتتململ الجبهة الداخلية فكان القرار بفصل الجنوب حتى تخرج الحركة الاسلامية من القمع الذي دخلت فيه وهي تبشر بالجمهورية الثانية وتطبيق الشريعة الغير مدغمسة بعد ذهاب الجنوب فالشمال جله مسلمين ولكن الحال بقي على ما هو عليه فكان القرار الأخير باعادة احياء الحركة الاسلامية وتجديد هياكلها وبناء مؤسساتها وفور انعقاد المؤتمر العام كان الهم كيف السيطرة على الجموع الغاضبة واسكات الأصوات المرتفعة بالاصلاح فكان عدم التصعيد لبعضها والترغيب للآخر والترغيب للبعض ومن لم تنل منه تلك كان التصويت بهزيمته الحل النهائي الناجع مع التمشدق بالشورى والمؤسسية فكانت النتيجة الكارثية أحبط الصادقون وغضب الاصلاحيون فخسروا قواعد الحركة المساندة للنظام وكان المؤتمر مهرجاناً لمدح السلطة والتغزل فيها وانتخب قيادات تنفيذية تدير الحركة الاسلامية بعد تدجينها بلوائح ونظام اساسي جعلها من روافد السلطة المطيعة فانفض القوم وهم أكثر قناعة أنهم بعدوا عن بحر الدين الذي أرادوا وروده ، وخسروا المؤتمر الحزب الحاكم الذي شعرت بعض قياداته ناهيك عن قواعده أنها بعد أكثر من عشرون عاماً من التكبير والتهليل والدعم لتطبيق الشريعة أنهم خارج تصنيف الحركة الاسلامية وقد ينتابهم شعور باستغلالهم رغم نفعيتهم واستئثارهم بالسلطة واكتنازهم للثروة وأصابهم الغبن بوصفهم المغفل النافع أو سمهم غير أصلاء بلغة الاسلامين فما عادوا يثقون في قيادة تجلس تنافش معهم وتخطط ثم تخلص لأخوة الامس تناجيهم ،وسيفيق القوم على سوء تدبيرهم لكن بعد أن ذبحوا الحركة الاسلامية وشتتوها ودمروا وحدة السودان وقسموه شمال وجنوب وخربوا السياسة بالعنصرية والجهوية والآن يصنفون حزبهم على أساس أيدلوجي حزب مفتوح(المؤتمرالوطني) وكيان خاص مغلق (حركة اسلامية) . فهل أبقت البصيرة أم حمد من السودان شئ فالثور مات والجرة انكسرت.
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة 2012-11-21

في ذكرى المفاصلة من يحمي البشير


بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى المفاصلة ...من يحمي البشير
في حي جبرة الخرطومي اكتملت التجهيزات لحفل افتتاح المسجد الجديد فالزائر ليس تقليدي بل هو الرئيس البشير شخصياً من يقص الشريط فتزاحم القوم مبكراً لحجز موقع بالصفوف الأمامية ليكون شاهداً على الحدث التاريخي ولكن المفاجأة فاقت التوقعات فالبشير يعلن على الملأ ومن على المنبر الجديد أن الدكتور :عبد الحي يوسف امام المسجد المفتتح والذي لاحقاً طمس اسمه الاعتباري وصار معروفاً باسم الامام الدكتور أعلن البشير أن الدكتور عبد الحي يوسف برتبة عميد بالقوات المسلحة ويعمل في فرع التوجيه المعنوي . انتهى حديث البشير ولكن لم تنتهي دهشة الحضور فالمعلوم أن للقوات المسلحة تقليدها في الاتسعانة بالمتخصصين  بمايعرف بالضباط الفنيين بعد خضوعهم للتدريب العسكري بالكلية الحربية ولم ينل الشيخ عبد الحي يوسف مثل هذا التدريب ولم يلتحق بالكلية الحربية حتى ينال مثل هذه الرتبة الرفيعة في الجيش السوداني .ولكن الدهشة ازدادت عندما ضربت القوات الآمريكية أفغانستان في حربها مع حركة طالبان ضد الارهاب خرجت الجموع غاضبة لنصرة اخوانهم المسلمين الأفغان بعد خطب حماسية وتحريض من الشيخ عبد الحي يوسف وانطلاقاً من مسجده ،ومصدر الدهشة في هذا الحدث أنه تم اعتقال الناشطين في تنظيم تلك المظاهرة ولم يعتقل العميد دعوي عبدالحي يوسف أما لتدخل جهات عليا أو للحصانة التي يتمتع بها لانتمائه للقوات المسلحة .
ولم يخيب الرئيس البشير طموح المتابعين لقراراته الارتجالية والغريبة في وقت واحد عندما أعلن في لقاء جماهيري في ولاية شمال دارفور أمام حشد جماهيري رافض لتدخل القوات الدولية في دارفور في عام 2007م حيث أعلن استعداده لترك القصر الجمهوري وقيادة مليشيات متمردة تقاتل القوات الدولية في دارفور وهو بالقطع لن يقود القوات المسلحة بهكذا مسلك فكان التساؤل عن طبيعة هذه القوات المتمردة التي سيقاتل بها البشير المجتمع الدولي فالاسلاميون الليبراليون لن يوافقوه في هكذا قرار وهم من تخلص من زعيم القاعدة أسامة بن لادن عندما أصبح عبئاً على حكمهم والبشير أعلم بهذا ولكن الدهشة هنا لم تستمر طويلاً عندما ورد في يومية التحري عن قتلة قرانفيل الموظف الأمريكي بسفارة بلاده بالخرطوم ليلة رأس السنة الميلادية حيث كشف عن مشاركة اثنين من ضباط القوات المسلحة في عملية الاغتيال ،فالمتابع لنهج البشير في المحافظة على حكمه يجده منذ وقت مبكر رفض الالتزام عهد الحركة الاسلامية التي قادته للقصر رئيساً وتلكأ في تنفيذ جدول اعادة الديموقراطية وانهاء الفترة الانتقالية التي حددتها قيادة الجبهة الاسلامية راعية الانقلاب بثلاث سنوات . لينقلب عليها في نهاية العام 1999م فيما عرف بقرارات الرابع من رمضان مستعيناً ببعض الطامعين بالسلطة والمهووسين بالدولة الاسلامية ثم يفتح الباب على مصرعيه للتيارات السلفية لتملأ الاعلام الرسمي وتعتلي المنابر الدينية في المساجد والميادين وهي تحرم الخروج على الحاكم وتدعو بالعبودية له وان ضرب ظهرك وأخذ مالك ،ولكن كل هذا تم التخطيط له بدقة حيث تم التخلص من كل من تجاوز المسموح به مثل المرحوم الشيخ محمد سيد الذي عالجته المنية أو بفتح الحدود أمام المتحمسين للعمليات الجهادية بالسفر للصومال وأفغانستان حيث أتت أنباء الاستشهاد من هناك لؤلئك الشباب  فالدائرة التي يستعين بها البشير لادارة حكمه تعمل وفق خطة محكمة بالتخلص من قيادات الاسلاميين حيث بدأت بازاحة البعض (بفرية الشيخ قال) حتى تم التخلص من الشيخ نفسه لينكشف ظهر الباقين الذين رضوا من الغنيمة ببعض السلطة وكثير المال ،لتكون مسرحية المحاولة الانقلابية آخر حلقات التخلص من القيادات الاسلامية في القوات المسلحة لتدين بعدها السلطة بالكامل للرئيس البشير دون أدنى كلفة لاعتبار قوة التنظيم الاسلامي فلم يشفع لنائب الرئيس علي عثمان تاريخه وموقعه كنائب للأمين العام للجبهة الاسلامية حين ظن بقرارات رمضان يرث الشيخ الترابي فلبد قانعاً بقسمته من السلطة ولكن الفريق صلاح قوش كان أكثر طموحاً حين خدعته قوته الأمنية وخلفيته التنظيمية وعلاقاته الخارجية وظن أحقيته بالخلافة فكان مصيره المعاش وأخيراً الحبس والاعتقال ولكن الدكتور نافع علي نافع كان أكثر ذكاءاً من سلفه قوش وأكثر شجاعة من أميره علي عثمان حين انحنى لعاصفة اتفاقية اديس أبابا المعروفة باتفاق نافع عقار فلا أدري ماذا يخبئ الرجل مع اشادة الترابي به كثيراً في خاصته وتصريحاته بوسائل الاعلام .ولكن المهم أن البشير ولو مرحلياً سيطر على مفاصل الحكم في السودان التنظيمية بالتمكن من الحركة الاسلامية في مؤتمرها الأخير والسياسية برئاسة حزب المؤتمر الوطني أما مؤسسات الدولة فقد دانت له بالطاعة من زمان . ولكن المشفقين على الدولة الوطنية المسلمة في السودان يقولون بعد ضعف السند السياسي بخلافات الاسلاميين وانشقاقهم وتشتت جمعهم وضعف الجيش بالتخلص من الضباط المميزين والقادة المتمرسين واستشراء الفساد في مفاصل الدولة السودانية يسهل الانقضاض عليها من تمرد داخلي أو عدو خارجي لكن نقول أنكم تخافون على وطن وترجون سلامة توجهه ونهضته والبشير تفكيره غير ، فهو يحمي نفسه بدوائر حسب عقليته العسكرية والأمنية فبعد ضرب الدائرة الأولى بذهاب الاسلاميين ستدافع عنه جيوش الفساد التي بوجوده تحافظ على مصالحها وهي من تستمر في الدفاع عن البشير في هذه اللحظة وبهزيمتها سيحتمي البشير بالحلقة الأخيرة وهي التيار السلفي الجهادي على طريقة الأفلام المصرية في تصويرها للارهابيين بتحالفهم مع عصابات المخدرات وتجار السلاح وهو بذلك يضمن عدم تمكن الدولة السودانية منه لمحاسبته بعد تفتيتها قبل ذهابه ان لم يجد قطاع كبير من السودانيين أنفسهم محشورين في صفه بعد أن تتم الفوضى على أساس عنصري ولن تستغرب حينها ان وجدت أعتى المعارضين لحكم البشير من الشيوعيون واليسار مع غرمائهم الاسلاميين يحتمون بمليشيات البشير من ألة القتل العنصري .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 12/12/12

دكتور الافندي :الجمال ماشة


بسم الله الرحمن الرحيم
دكتور الأفندي : الجمال ماشة
بعد الاستقلال استلمت النخبة السودانية السلطة من المستعمر الانجليزي ولكنها فشلت في ادارة الحكم وسياسة شئون البلاد ومارست اقصى صنوف الاستعلاء والأنانية بغير استثناء لتيار فكري من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ومن الطائفية دعاة الاستقلال ومقابلها من الحركة الاتحادية ومن عباقرة الديموقراطية الى عتاة الشمولية ومن الاحزاب الوطنية الى الحركات القومية العربية منها والاسلامية ومن المستقلين التكنوقراط  الى النقابيين المهنيين من الدكاترة والبروفيسرات الي العمال والمزارعين كل هذه النخبة فشلت في التعاطي مع مشكلات الوطن وتوفير الحياة الكريمة للمواطن البسيط للحد الذي كتب فيه أحدهم (النخبة السودانية وادمان الفشل) ويتساءل أخر ( من أين أتى هؤلاء) ليصل المواطن لمرحلة من اليأس منهم ليتحسر على الاستعمار ويحن للانجليز من هول ما أصابه من جحيم الموظفين والسياسيين الوطنيين .
الدكتور عبد الوهاب الأفندي واحد من النخبة السودانية ومفخرة للبلد ومواطنيها لما قدمه وظل يعمل له بصدق وتجرد صاحب فكرة لم تلهيه السلطة يوم كان أحد سدنتها عن قول الحق ونقد الذات فكتب عن الانقاذ وأخطائها ونقد الحركة الاسلامية وقيادتها لم يمنعه الانتماء اليها من قول وجهة نظره المخالفة لمنهجها في الحكم وعندما أبعد وصنف معارضاً لم تمنعه حظوظ نفسه من رؤية الحق ونكران الباطل في التزام أمين بحق الكلمة وأمانة العلم ، يظهر حباً للوطن وشفقة على أهله ، وهذا ما قاده في الأيام الفائتة لنقد المعارضة السودانية والاستيئاس منها لخشونة المقال وتطرف المسلك منبهاً بضرورة استيعاب التطورات السياسية والتعامل بمسئولية تجاه الوطن ودفع مستحقاته بالعمل لوحدته وأمنه وسلامته لتحقيق العدالة والحرية ليعيش الكل فيه على قدر المساواة واستعادة الديموقراطية . لكن القوم سلقوه بألسنة حداد ليرد عليهم وخيبة الأمل تتملكه ولكن نقول هون عليك يادكتور فان كانوا يكرهون الاسلاميين لانقلابهم على الديموقراطية فقد سلم حزب الأمة القومي السلطة للعسكر نكاية في الأزهري , وشهد عليهم الدكتور عبد الله على ابراهيم أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أقرت انقلاب نميري ورفضت رغبة عبدالخالق محجوب السكرتير العام للحزب باستعادة الديموقراطية بينما رفضت هيئة شورى الحركة الاسلامية فكرة الانقلاب و تفويض الأمين العام بذلك مما عرضها للحل بعد نجاحه , وأن كانوا يزايدون على الاسلاميين نصرة الانقاذ فما بخلوا على مايو بكوادرهم بل بعضهم امتدت مشاركته للانقاذ وحتى الآن , وان كانوا يعيبون على الاسلاميين القتال مع القوات المسلحة ضد التمرد ويسخرون من جهادهم دفاعاً عن الوطن لك أن تنظر الى التاريخ تجدهم أعوان جون قرن يمارسون القتل وتجنيد الأطفال وان تمعنت في حاضرهم لاتجد حرباً أوقدت نارها الا وهم من أججها وتولى كبرها يحلمون بحكم السودان على جمام الضحايا وأحلام البسطاء بينما ينعمون بالمهجر ويساومون بالقضية وهم أعجز عن دفع فاتورتها .لكن سيدي الدكتور لا تأسى عليهم فهم لايملكون خيارات غير بضاعتهم الفاسدة التي يروجون لها بالعنصرية من هولندا واستراليا بينما ينعم شعبنا بالتعايش السلمي ولاتجد لخطرفاتهم أثر الا عندما تدخل المواقع الاسفيرية يبثون الحقد والكراهية فهم سيدي نالوا حق الهجرة بعد توقيعهم على حق اللجوء بدعوى بطولات كاذبة يتطاولون على الشيخ الترابي وهو من سجن سبع سنين على عهد حكمهم أيام نميري وحينما يهربون من استحقاق الثورة وراء البحار ظل وهو الشيخ الثمانيني يواجه سلطة الاستبداد بشجاعته التي اسعفته للاعتراف بخطأ الانقلاب الذي دبره بينما لم يعترف أي سياسي منهم بخطأ واحد في حق الوطن ارتكبوه رغم فداحتها وكثرتها . أخي الأفندي ان الاصلاح هو الطريق الوحيد لخلاص هذه البلد من الفساد والاستبداد وأن التوافق الذي تعيشه معارضة الداخل شعبي وشيوعي هو اقصر الطرق لاسترداد الديموقراطية وانتزاع الحرية واستدامة السلام.
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 2012-12-18

السائحون من انتم وما الشعبي

بسم الله الرحمن الرحيم

السائحون من أنتم وما الشعبي

الحركة الاسلامية يستند فكرها على تحرر الانسان بعميق الايمان بالله والالتزام بشريعته فلخصت فكرها بمقولة ( أتينا لنحرر العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الدنيا لسعة الآخرة) وهذه اشارة بعدم الركون الى الظلم ومدافعته مع اليقين ان نال منا أو قتلنا فالجزاء الجنة الموعودة من العزيز الكريم .

الحركة الاسلامية في تاريخها ناهضت الظلم وناصرت المظلومين في الداخل بمعارضة الأنظمة العسكرية الشمولية نظام عبود ونظام نميري وطرحت معالجات جدية لحل قضية الجنوب وبسطت انشطتها الاجتماعية والتعليمية للمناطق المهمشة وكسرت قيود التبعية للقبيلة والطائفة فكانت تيار عريض يمثل شعب السودان بكل اختلافاته ،بل تعدت الحدود بنصرة القضايا العربية والآفريقية واستبشرت بالثورة الاسلامية في ايران ، فلم تمنعها كل الاختلافات في نصرة المظلوم في فلسطين أو جنوب افريقيا أو أفغانستان ولم تحجبها المذهبية من الفرح بالثورة الشيعية في ايران .

ثورة الانقاذ كانت مشروع للتحرر من التبعية الخارجية والهيمنة الطائفية الداخلية والانحياز للمهمشين في الريف والاطراف مع توازن التنمية واستدامتها فكانت الفرصة متاحة للمتعلمين من ابناء الأقاليم من المنافسة على الوظيفة العامة وانفتح المجال امام المبدعين للتقدم لتبوء القيادة مما الهم الشباب المستنير لحماية المشروع الحضاري والدفاع عنه وان كلفهم ذلك أرواحهم وقدموا النمازج الباهرة في التضحية والفداء . ولكن بعد برهة من الزمن بدأ داء الخلاف يدب بين قيادة الحركة وحكومة الانقاذ فقيادة الحركة تدرك غاياتها وتلتزم مبادئها بينما عدد من الحكام استمرؤوا السلطة وأرادوا فرض رؤيتهم للحكم بقوة السلطة حتى كانت قرارات الرابع من رمضان التى انشقت على اثرها الحركة الاسلامية الى حزبين شعبي ووطني ولكن النظام استغل خلافات شخصية لكثير من الشيوخ مع الأمين العام وسياساته في ادارة الحركة فتجد كثير منهم ناصر المؤتمر الوطني لغضب تاريخي تجاه الشيخ يكتمه رغم علمه بضرورة نصرته كونه الأمين العام للحركة المنتخب ولكنه وجد مبرراً لذلك بالحفاظ على كسب الحركة وحماية مشروعها رغم فساده بمحاولة اصلاحه فركن كثير منهم لهذا المبرر مما أشكل على الكثير من القواعد والشباب فجلسوا يترقبون على الرصيف ، واستمر النظام يدغدغ هذه المشاعر بقوله أنه يعلم بقصور حكمه وفساد بعض أعضائه ولكن ليس هناك أفضل مما بالامكان فخروج الشعبيين أفرغ المؤسسات والمعارضون يتربصون فمنى الكثيرون أنفسهم أن الوقت كافي بحل الاشكال بعملية احلال وابدال تدريجي يصعد بها المخلصون والمؤهلون وتنفتح الفرص أمام القادمون الصادقون ولكن كان الحصاد خيبة الأمل فالمفسدون يتمددون على حساب الأطهار الخلص وغابت قيم العدالة عن الحكم وتفاقمت المشكلات الوطنية وتدهورت الحالة الاقتصادية وتزعزع الأمن وانفرط العقد الاجتماعي  .

لتمثل العملية الانقلابية الاخيرة واعتقال الضباط المتهمين بها مفترق مهم كونهم يمثلون الكرت الأخير لما يسمى المشروع الحضاري لأنهم ظلوا يدافعون عنه وبعدوا عن الخلاف وصراعاته ساعدهم في ذلك خلفيتهم المهنية العسكرية ذات الصبغة القومية فكانت دلالة على ازدياد حالة الغبن والغضب على سلوك الانقاذ في الحكم وانسداد افق الاصلاح الداخلي ولكن استمر النظام يمارس ذات عادته القديمة باللعب على تناقضات الخصوم فمجرد أن وجد السائحون والاسلاميين انفسهم في موقف التزام مبادئهم والنصرة لقادة الانقلاب الفاشل والوفاء لعهد الشهداء بحتمية التغيير الا وخوفهم من المؤتمر الشعبي وتحالفه مع الاحزاب العلمانية ويذكرهم بسقوط الانقاذ تسقط الشريعة، ولكن نذكر نحن أنه في الديموقراطية الثانية بعد سقوط نميري لم يتم الغاء الشريعة رغم الواقع كان غير ،فالمؤتمر الشعبي ظل بعد المفاصلة يتمسك بنهجه الاسلامي وتمكين الدين في الحياة العامة ورغم الاستفزازات والاعتقالات والقتل الذي طال ناشطيه والتضييق على عضويته الا أنه ظل مستمسك بالنهج السلمي للتغيير وفي غباء للحكومة أنها استقطبت كل من خالف نهج الشعبي من الاسلاميين الذين حملوا السلاح من الحركات المسلحة (أبو قردة مثال)أو المتفلتين من القيادات الذين حاولوا قلب الحكم (الحاج آدم مثالاً) مما طهر صف الشعبي من الشموليين والانقلابيين وأصبح الباقي منهم دعاة سلم ومطالبة بالحرية .مما مكنهم من اللالتقاء بكلمة سواء مع القوى الوطنية والأحزاب السياسية المعارضة ومحاورة الحركات المسلحة والتفاهم معها على وحدة الوطن وسلامة أهله ،فان كان السائحون وقواعد الاسلاميين المنتمين للوطني أو الجالسون على الرصيف قد أمنوا بوجود خلل واشكال في طريقة الحكم وادارة البلاد وضرورة اصلاحه فالواجب عليها حوار الشعبي والتحالف معه لاصلاح الوضع واخراج البلاد من محنتها فان كنتم تدعون حماية الدين ونصرة الشريعة فالشعبي فكره وتاريخه الذي انتم أعلم به وحاضره وانتم شاهدون عليه مستمسك بخياره الاسلامي في مشروعه للحكم فالقول بقبول البضع خوفاً من زواله بزوال الانقاذ قول مردود فان تجمعت القوى الاسلامية شعبي واصلاحيين وسائحون ورصيف وتوفرت عندها ارادة الاصلاح فهي الغالبة لا محالة وأعلموا أن حركات الاصلاح الداخلي انفع للمشروع لترسيخ قيمه ومبادئه ( الثورة الفرنسية مثالاً).أما ان كان السائحون يترددون في قول الحق ويخشون أعوان  السلطان ويركنون الى الأمانى فالأمر لن يعدوا أن يكون زوبعة في فنجان وسيستمر الطغيان ويعم الفساد وسنة الله ماضية بزوال دولة الظلم وفتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة بل فوضى لا تبقي ولا تزر .وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا امثالكم .

م. اسماعيل فرج الله

عطبرة 6/12/2012م

ؤ

 

الأحد، 2 ديسمبر 2012

محمد نافع (عودة أمل)

بسم الله الرحمن الرحيم
محمد نافع (عودة أمل)
عندما نادى منادي الجهاد وهتف أن ياخيل الله اركبي كانت دهشة مجاهدي كتيبة الأهوال عظيمة عندما علموا أن شقيق الرئيس البشير يقاتل معهم في حزوة الصف فكانت الفرحة بصحبته والاطمئنان الي قيادة الثورة وخروج أحد أبناء بيت الرئيس يقاتل لتثبيت مشروع الاسلاميين في السودان فكانت القدوة ملهمة كما خرج لاحقاً الوزراء والمدراء والشيوخ يجاهدون في سبيل الله فالتف المواطنون حول ساحات الفداء يجلون أخبارهم وصبر الشعب على مشروعهم حين أتته أخبار استشهاد شقيق الرئيس وشقيق الترابي وأبناء كبار المسئولين فعرف عدالة مشروعهم وصدق توجههم . لتستمر مسيرة الانقاذ عشر سنين لتضربها الخلافات بعدها وخصوصاً ماعرف بالمفاصلة التي كانت أختيار شخصي لكل واحد منهم وكانت أختبار حقيقي لهم عيناً أيقف مع ما يعتقده حقاً أم يركن الي شيخ لايخالفه أبداً أم يطمع في سلطة يبيع لاجلها قيمه ومبادئه التي التزم بها طويلاً ليتفرق الاسلاميين بين تيارين ولهول اللحظة كان كثير من أبناء وعشيرة أهل السلطة وقفوا الي جانب المؤتمر الشعبي والتزموا خط الحركة وتظهر موجة من التبرم منهم والتساؤل كيف لقيادي بالحزب الحاكم يعجز عن اقناع أهله ولان تطور الأحداث قاد الي معايير جديدة للقيادة فأن كل من يريد الصعود الي قمة القيادة في الحكومة أو يثبت أقدامه لابد أن تأتي عشيرته مؤيدة للانقاذ وقبيلته مناصرة لها فتم محاصرة أبناء القيادات وأشقائهم وأقربائهم بأن يكفوا عن نشاطهم في الشعبي ويتخلوا عن تأييدهم للترابي فلزموا الحياد أو ماعرف لاحقاً بالرصيف وكل ناقد منهم تمت محاصرته بالوظيفة أوشغله بالتجاره ومن لم تكبح جماحه هذه وتلك كان نفيه الى الاغتراب في ماليزيا والصين ليبعد عن أجواء السياسة واخوانه في الشعبي . ليغيبوا عن ساحة العمل الحركي فخسرتهم الحركة وفقدتهم الدولة .
وحين انطلاق مبادرة السائحون وجد كثير من أهل القيادات في الدولة وأبنائهم الحنين يجرهم الي أخوة الأمس والشوق يقودهم لتجديد بيعتهم مع أخوتهم الشهداء آملين أن يعود المشروع سيرته الأولى فبعضهم دعمها مباركاً ولكنه ظل ينظر اليها من برج المراقبة وآخرون يشاركون في مناشطها على استحياء لكن منذ الوهلة الأولى اندفع اليافع محمد نافع ناشطاً فيها يطالب بالاصلاح للدولة وينادي بمراجعات للحركة وكعادت السودانيين الذين يتوجسون خيفة من كل جديد شككت في مشاركته واعتقدت أنها نوع من الترف السياسي فليس هناك مايدعوه لهذا وهو ابن الرجل الثاني في الحزب الحاكم ونسيت عبرة ولد نوح وامرأة فرعون في القرآن الا أن ردني اليها هو بحضوره لقاء المجاهدين في شندي ومشاركته بمداخلة عميقة وذكية تحدث عن قيمة الاصلاح وضرورته وكيف أن الحركة الاسلامية دخلت الي الدولة الاسلامية بعللها في ممارسة الشورى أقصاءاً ومؤامرات وكيف أضر ضيقها بالرأي الآخر بالسودان ووحدته وغياب المنهج في المحاسبة والمراقبة للقيادات وضعف الأجهزة واعتماد الحركة للتربية الاسلامية للفرد والثقة فيه معياراً للقيادة مما ورث الفساد والجبروت هذه النقاط الأربعة التي لخص فيها فكرته كانت محور مداخلته .فظني فيه أنه بحماسته وسعة صدره وصبره على تحميله سوءة غيره دلالة على أن السائحون المبادرة كسبت سهماً مهماً يدعم مسيرتها للاصلاح ولكن أهمس في أذنه أن المشاركة التقليدية في مناشط المبادرة غير كاف منك بل لابد أن تجهر بمناداتك للاصلاح حتى يعلم الآخرون أن لاعصبية تقودك وأن تعمل في حقل هو قدرك أن تجمع أبناء القيادات وعشيرتهم وتحشدهم لطريق الاصلاح ودعم المبادرة بل القيادات أنفسهم ولتكن أنت قناة الصلة بين الفرقاء لتعود المياه الي مجاريها ولاتتخذ موقفاً بناه الكبار على التاريخ ومثلك في ذلك يختلف الأشقاء ويكون موقف أبناء العمومة الصلة رغم اختلاف الآباء فأولى مراحل الاصلاح انهاء القطيعة وعودة الصلة فبالتأكيد أنك تذكر شربة ماء قدمتها لزائر لابيك بالمنزل أو لقمة طعام تناولتها في بيت أحدهم بصحبة أبيك فالتساهم بمحاصرة الأزمة وحشرها في اطارها الضيق .وهل أطمع فيك لتقوم بزيارة اجتماعية لمنزل الشيخ الترابي وانت تعلم رأيه الشخصي في دكتور نافع عندما قال هو قلبه طيب ولتعمل أنت والمجاهد صديق الترابي لتوصيل فكرة مبادرة السائحون للصادقين والمخلصين من قيادات الحركة الاسلامية التاريخية والحالية وهذا لايعني غير أن تقوم بدور فعال لانجاح المبادرة وكل مسخر لما خلق له .
م. اسماعيل فرج الله
عطبره
15سبتمبر 2012م
Like ·

السبت، 1 ديسمبر 2012

قوش معتقل فافسحوا له في المعارضة


بسم الله الرحمن الرحيم
قوش معتقل فأفسحوا له في المعارضة
سكتت كثير من القوى الحديثة في الثلاثين من يونيو على انقلاب البشير على حكم المهدي الديموقراطي رجاء أن يكون الانقلاب يساري كما أوهمهم الترابي بعملية أذهب الى السجن حبيساً وتذهب الى القصر رئيساً ، فالمنطق المبدئي يقول برفض الانقلاب على الديموقراطية مهما كان المنقلب عليها ومن هنا بدأ تفكير الانقاذ في اطالة عمرها باللعب على مشاعر المعارضين وكرههم لها الذي يدعوهم بالقبول بأي شئ يقود الاسقاطها .ففي صراعها مع الأحزاب المعارضة ورطتها في العمل المسلح بمشاركتها في التجمع الديموقراطي الذي تشارك فيه قوات جون قرنق بتكوين الاتحادي الديموقراطي لقوات الفتح وسمحت للمهدي بالهروب عبر عملية تهتدون وقيادة قوات جيش الأمة لتتمكن السلطة في صراعها من أجل التمكين من تحييد كثير من القوى المدنية المعارضة بل لم يجد كثير من المحايدين بداً من دعم القوات المسلحة والذي يعني بدرجة ما الوقوف مع قادة الانقاذ .
لتكرر ذات القوى الديموقراطية خطأها عند انشقاق الاسلاميين في الرابع من رمضان الذي قذف بالترابي بعيداً عن السلطة فهي لاتزال واقعة تحت تأثير مسرحية الانقلاب وخوفها أن تلدغ من جحر الترابي مرتين، فأطلقت ظنونها للتشكيك في الحدث مما كلفها ضياع وقت ثمين كان سيقربها من هدفها باسقاط النظام ،وهذا يسطر في سجل فشل القادة السياسيين الذين منوط بهم قراءة الأحداث بصورة صحيحة وعمل اجراءات استباقية لكل خطة تمكن للشمولية ،أما بعد اقتناعها بحقيقة المفاصلة  جلست تحت تأثير مقولة (التسوي كريت تلقاهو في جلدها) لتخسر قوى فاعلة ونوعية كان يمكن أن تعجل باسقاط النظام لو تعاونت  المعارضة معها، ولكن ذات المشاعر (الكره والأنانية) هي من أسرت التيارات المعارضة ومنعتها من التعاون مع حزب الترابي أو التحالف معه، بل قطاع عريض من المعارضة آثر المشاهدة من مدرجات المتفرجين ليتابع اللعبة الحلوة في صراع الاسلاميين ،ليلهيه النظام بتلك اللعبة عن العمل الجاد على الأرض للتغيير بل يستمرئ النظام استمتاع الجمهور بمهاراته فيخرج مسرحياته عن تورط الشعبي في عمليات انقلابية وتخريبية لتعود الذاكرة للقوى الديمقراطية عن عقلية التآمر الانقلابية عند الترابي وحزبه ، ولكن بعد انقضاء وقت غالي تجد المعارضة أنه لابد من التحالف مع الترابي والعمل معاً لازالة البشير . ولكن بعد أن أنهك الشعبي في صراعه مع الوطني منفرداً وتجد المعارضة أنه مضى أكثر من عشرون عاماً والبشير يحكم السودان .
في الاسبوع الماضي أعلن النظام عن محاولة انقلابية سماها تخريبية  وعلى رأس الانقلابيين الفريق صلاح عبدالله (قوش) مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق والذي يحمله كثير من المعارضين الظلم الذي وقع عليهم والتعذيب الذي تعرضوا له بل هو من أعيان النظام المتهمين بالابادة الجماعية في دارفور ، ولكن ما أصبح أكيداً بهذه المحاولة ان كانت صحيحة أو مسرحية من تمثيليات الانقاذ أن الفريق قوش تأكد معارضته للنظام وقد دق مسماراً بينه والبشير وان خرج من محبسه قطعاً ستصبح المعركة بينه والبشير معركة بقاء (والنفس عزيزة) فلن يألوا حينها من سلك كل درب يحفظ له حياته .
وحتى لايضيع وقت ثمين تنفقه المعارضة في الشماته في قوش والتعريض به يجب التفكير في كيفية الافادة من موقفه الجديد والنترك لأصحاب الحق الشخصي والجنائي القصاص منه بعد التغيير وأنها لخطوة موفقة أن يشارك كبار المحامين المعارضين في هيئة الدفاع عن قوش وفيهم من عذبه جهاز الآمن عند ادارة قوش له ، وكم سعدت لدعوة الاستاذ ياسر عرمان لشباب الاسلاميين الاصلاحيين بالانضمام للقوى المعارضة للنظام فهي تنم عن ذكاء سياسي وشجاعة في الطرح عجز عنها الكبار . وأمثال الفريق قوش أفادوا ثوار الربيع العربي وعجلوا بسقوط الطغاة وهم كانوا أخلص أعوانهم وخير مثال لهم مدير استخبارات القذافي (عبد الله السنوسي) الذي ما زال يقدم الكثير من المعلومات التي تفيد الدولة الديموقراطية الناشئة في ليبيا .وليس خافياً أن كثير من قادة الحركات المسلحة كانوا من انصار الانقاذ والدافعين عنها قبل أن يتمردوا ضدها وخليل ابراهيم مؤسس العدل والمساواة كان أمير المجاهدين في جوبا العام 1995م. فمثل قوش يجب نصرته في محنته هذه من قبل المعارضة فهي نصرة لقيم ومبادئ المناضلين الداعين للعدل والحرية وفتح الباب واسعاً أمام كل من أراد الانسلاخ عن المؤتمر الوطني فحضن الديموقراطية يسع صاحب كل مظلمة ويؤمن كل ضعيف ويستوعب كل تائب للعمل على استعادة الحق ونصرته.أقول هذا وأدعو أقطاب المعارضة أن يفسحوا لقوش مجلسه بينهم ويترفعوا على ضغائنهم ويقفزوا فوق مشاعر الكره والحب فالسياسة تدار بالمصالح وليس بالعواطف .والقاعدة الذهبية تقول   ( أصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأحداث وأصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص) فدعونا  نكون من أصاب العقول الكبيرة ونتجاوز الأحداث والأشخاص الي الأفكار والعمل بها .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 29/11/2012م