الأحد، 27 مايو 2012

مبادرة نهرالنيل - الوجه العنصري

بسم الله الرحمن الرحيم
مبادرة نهرالنيل - الوجه العنصري
للذين لم يسمعوا او يقرأوا عن مبادرة نهرالنيل أوتمت لهم تغذية من جانب واحد لعلمهم أن القيمة الاساسية التي تقوم عليها المبادرة هي قيمة أخلاقية من جهتين الوجهة الأولي كون المبادرون محسوبون علي التيار الاسلامي بشقيه الحكومي والمعارض وقد أحسن المعارضون الظن في اخوانهم الحكوميين وحسن الظن من حسن الخلق وأحسنكم ظناً أكملكم ايماناً وحسن الظن فيهم من كونهم ما انحازوا الي الحكومة الي الا ليحافظوا علي الدولة التي أتت بها الحركة الاسلامية السودانية  وبعد عشر السنين جرت كثير المياه من تحت الجسر واستبانة معظم الأمور المستورة وانحصرت السلطة في مجموعة شمولية عملت علي اقصاء أصحاب الرأي والعزيمة وحلقت حولها بعض العاطلين وضعيفي الموهبة والارادة وربطت مصالحها مع الفاسدين والمندسين علي المشروع الاسلامي الذي كان أول العهد به ينحو نحو الحرية والعدالة والمساواة ورفع شعاراتها في وجه الطاغوت العالمي واذياله الوطنيين فتشكلت قاعدة عريضة من الاسلاميين المخلصين المهمشين عن مراكز القرار .فكانت المناداة من أجل العودة الي أصول المشروع وقيمه .لكل من ساهم في تثبيت وتمكين دعائم دولته من الشيوخ العابدين والشباب المجاهدين والقادة العاملين أن هبوا لنجدة وطنكم بتغيير نزيح به الظلم الجاثم علي بلدكم منطلقين من أن الحركة الاسلامية حركة اصلاحية في المقام الأول ما وجدت بصيص ضوء في نهاية النفق الا سعت اليه بصدق وأن الثورات ا لاصلاحية من داخل النظام بها سادت القيم الانسانية في فرنسا والامريكتين والتاريخ الماثل أثبت أن الثورات السلمية الشعبية كما في مصر وتونس أقل كلفة من الحركات المسلحة  كما في دارفور وليبيا .أما الوجهة الثانية للمبادرة كونها من ولاية شمالية محسوب عليها كل أخطاء النخب الحاكمة من لدن الاستقلال وتزايد هذا الاحساس بعد انشقاق الحركة الاسلامية حيث سعي الشق الحكومي يؤكد أنه يعبر عن أهل الشمال الكبير والوسط النيلي وما طفق يصرخ ويعوي حتى يؤكد ذلك وهو يعلم أنه ما جاء الحكم الا علي ظهر دبابة الاسلاميين وليس بمشورة أهل الشمال ولا تفويض قبائله وكان أقوى المعارضين له من الوهلة الأولى نقد من أقصى الشمال والامام الصادق المهدي الدنقلاوي ومولانا محمد عثمان الميرغني من أطراف الشايقية ويعلم أيضاً أن علي الحاج محمد والحاج آدم وبارود صندل وخليل ابراهيم وسليمان جاموس الدارفوريين وعبدالله دينق نيال وموسى المك كور الجنوبيين هم من شاركوه تثبيت حكمه وبسط سلطته .وساعده في نشر سموم العنصرية والجهوية الشق المعارض من الاسلاميين حينما خرجوا عليه يحملون السلاح سعياً لتغييره ولكنهم لم يجدوا بداً لتجنيد الجيوش وحشد التاييد الا الاتجاه نحو الهامش الذي لم يقدم له الاسلاميين غير وعود وهم موحدين .ويعلون قضاياه وهم مشتتين فانخرط المعارضون  يؤكدون أن حكم الخرطوم ما هو الا حكم الجلابة المتعالين على بقية القوميات السودانية .وبات المؤتمرالوطني يؤكد انه حزب الجلابة ولا ينفي المؤتمر الشعبي انه حزب الغرابة .وتغاضى الوطني عن أن بين صفوفه الشفيع أحمد محمد وحسن برقو وعلي محمود وآدم حامد موسى  وتغافل الشعبي عن نائب أمينه العام عبدالله حسن أحمد وابراهيم عبد الحفيظ وأغلبية الأمانة العامة والهيئة القيادية من الشمالية ونهر النيل ولكنه الصراع المميت الذي قدر لدارفور أن تكون ميداناً له ليدفع الطيبون البسطاء في دارفور ثمن حلم تغيير النظام .ولأن الثوار الغاضبون لايستثنون دفع أهل تكريت والفلوجة ثمن ازاحة صدام حسين وحكم البعث وتحمل سكان سوسة التونسية هجمة المحتجين علي( بن علي) والأمثلة كثر فلا نريد لأهلنا في نهر النيل تحمل أخطاء حركة عقائدية وكلفة تغيير نظام اسست له .
لكل ذلك استشعر الاسلاميين في نهرالنيل مسئوليتهم عن اصلاح النظام حفظاً لسلام الوطن وأمن مواطنه وان كنا فوضنا القيادة لاكثر من عشرون عاماً ليكون الاسلام وشرعه روح الحياة العامة في الوطن لم نحصد غير انشقاق أضعف الحركة الاسلامية وانقسام الوطن وتململ أطرافه وضيق معاشه وظننا أنها ليست حركة رعاع بل فكر ووعي ولابد لقواعدها من رأي وفعل في ادارة شأنها الخاص وشأن الوطن العام . والمبادرة سميت (الوحدة والاصلاح) معتقدين أن اصلاح النظام لايتم الا بأن نعمل جميعاً لعمل حزمة اصلاحات سياسية ومحاربة الفساد والمحسوبية ورأس الرمح في ذلك فصل الحزب عن الدولة فالحركة الاسلامية قوية في فكرها واضحة في برامجها لاتحتاج لأمن يحرسها ولا شرطة تحميها تسعى لمشاركة الآخرين لا مغالبتهم تتعاون معهم لاتقصيهم وليس من مصلحتها أن تحتضن الفاسدين ولا المجرمين ولها ارث وتاريخ من التضحيات والمجاهدة لتعميم قيم الخير والفضيلة .وتقديم الأسوة الحسنة .والمبادرة تسندها القواعد المنتشرة في الولاية ساقها وعيها وادراكها لمطلوبات المرحلة وان آمن بها بعض علية القوم في الوطني والشعبي لايقدح في أنها تيار اسلامي عام ضاغط من أجل اصلاح فعلي للمشروع الاسلامي يجدد ثقة الشعب في طرح الحركة وسلامة مقصدها وتمد به يدها للقوى الوطنية للعمل معها لمصلحة الوطن وسلامته. المبادرون يعون أن المبادرة ستصطدم باصحاب المصالح والفاسدين والذين لايفهمون تطورات الأحداث من حولهم واليائسون المحبطون من كل اصلاح ممكن وأصحاب المواقف الشخصية في المفاصلة الذين فجروا في الخصومة ولم يتركوا باباً للاعزار .ولكن ارادة الاصلاح وادارته بوعي وصبر ستعبربنا الي الهدف المنشود . وكثير من الناقدين نظروا اليها بعين الريبة فسموها بالمكان للاستفادة من دلالاته لضرب المبادرة بالعنصرية وهم بذلك يظلمون أخوة لهم ويحملوهم ما لم يحتملوا فاليائسون هم من يحرقون قراهم ويدمروا وطنهم ويشتغلون بنظرية علي وعلى أعدائي فنحن واثقون من النصر نشتشرف المسقبل ونحاصر الخراب وآخرين رأوها مفاوضة مؤسسات لتقديم تنازلات من هنا وهناك وهذا غير فقد عجزت مؤسساتنا الحزبية والوطنية عن الحفاظ علي وحدة السودان ووقف القتال في دارفور فلابد من عمل جماهيري لفرض الاصلاح .فهي لاتعول علي الاجهزة الرسمية (الشعبية والوطنية )وتستوعب في مراحل متقدمة المكونات الوطنية للحوار معها في حل المشكل الوطني وتستوعب أهل الهامش وقضاياهم وتشركهم في حلها وتطمينهم علي مخاوفهم والعهد بها وهي لاتقدم حلاً جاهزاً بل تطلب من الجميع المشاركة ومناقشة القضايا الشائكة مع أصحابها وقد اعتذر الاسلاميين في نهرالنيل عن القتل وحرق القرى الذي تم في دارفور تحت سلطة تنتسب لحركتهم وليسوا هم من مكونات الجنجويد وأسفوا علي انفصال الجنوب رغم انهم لم يستفتوا في ذلك ولكن حب الوطن جعلهم يعتذرون وايمانهم بالسودان جعلهم يأسفون .وهي دعوة من أجل الاعتراف بالآخر والعمل معه لاتقصيه ولاتقبل تعنته  فقد كرهنا عنجهية الحكومة فلن نقبل عنصرية الحركات المسلحة. فالشعبيون في نهرالنيل هبوا قومة واحدة يدفعون عن الفور في بربر وشندي والدامر وعطبرة هجمة السلطان بعد احداث امدرمان وسجنوا وضربوا في ذلك اليس من الظلم مساواتهم بالسجان فتعالوا يا اخوان ودعوا العنصرية النتنة ولنعمل سوياً وفق منهج الرحمن لنزيل الظلم عن انسان السودان والمبادرة عموماً أردنا المساهمة بها في ايجاد تغيير حقيقي بأقل كلفة ودون اراقة الدماء ومستعدون لفتح كل الملفات المسكوت عنها لنصل لوحدة فكرية ووطنية معاصرة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
اسماعيل فرج الله
                                                                                                                                                               ;   nbsp;                عطبرة
26/ابريل2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق