الأحد، 20 مايو 2012

رئيسنا همجي

بسم الله الرحمن الرحيم

رئيسنا همجي

اسماعيل فرج الله
fragallah70@yahoo.com


عندما اختلف ولدا آدم هدد أحدهما الآخر بالقتل (لأقتلنك) فرد عليه الثاني لن أحل المشكلة بالقتل ولو قتلتني أنت (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين). بعد ذلك نشأ مذهبان لحل المشكلات من يؤمن بالقتل ومن يؤمن بالسلام . وسطر التاريخ سير العظماء الذين حاصروا القتل والدمار وتساموا على حظوظهم الذاتية وتسامحوا مع عدوهم بعد التمكن منه . وقدوتنا في ذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعوا أصحابه في مكة بالصبر على أذى المشركين وهم يعذبون في رمضاء مكة التي تركها لجبابرة قريش وهي أحب بقاع الأرض اليه مهاجراً الى يثرب وأثناء خوضه معارك ضد الكفر كان يوصي المسلمين لاتقتلوا أسيراً ولامسناً ولا امرأة ولا طفلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بيتاً.كل ذلك ليحاصر القتل والدمار ويتسامح مع أهل مكة ويقول لهم بعد فتحها (إذهبوا فأنتم الطلقاء) ولأن الحق قوي بذاته لايحتاج لأسلحة وقوات ولا يعمل لقتل العاصي أو الجاني وانما لهدايته ليعم الخير ويبين الحق (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).وكم في التاريخ من عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً فخلدهم بالسفاكين والسفاحين على مختلف مللهم وألسنتهم مثل النمرود والحجاج ولكن بالمقابل خلد سيرة العظماء المسامحين أمثال الزعيم غاندي الذي أوقف مظاهرة ضد الاستعمار الانجليزي في الهند لأن المتظاهرون اصطدموا بالشرطة وقتلوا منها حينها قال غاندي قولته ( ليس المهم طرد بريطانيا بل طرد الشيطان من قلوبكم، وليس المهم أن يتظاهر الناس ولكن كيف يتظاهرون سلميا بدون قتل ) وأعلن صوما حًتى شارف الموت بعد تقاتل المسلمين والهندوس في بلاده . وأرسى منهج الاعنف الذي يقوم على قوة الحقيقة وضعف الباطل .ولأن غاندي أمضى عمراً في جنوب أفريقيا كان هذا البلد موعوداً بميلاد زعيم جديد كرس كل ما يملكه في حياته من جهد ووقت لمحاربة أبشع أنواع الاضطهاد للإنسانية والفصل العنصري، حتى أصبح علما خفاقا في سماء الحرية، إنه نيلسون مانديلا الذي بعد أن أصبح رئيساً لجنوب أفريقيا أرسى منهج العفو للتسامح بين السود والبيض ليكون الجميع مواطنون يمارسون حقوقهم بمساواة ويتنافسون الحكم بالديموقراطية وها هو يبعث رسالة الي الثوار في مصر يطالبهم فيها بتجاوز شعور الانتقام من رموز نظام مبارك والالتفات الي بناء دولتهم ويستشهد بمقولة الدكتور الترابي (من السهل هدم الباطل ولكن من الصعب إقامة الحق).ليستمر الصراع بين دعاة الحق والسلم والأنظمة الديموقراطية وبين أعداء الإنسانية المؤمنين بالقتل حلاً للمشكلات والاستبداد السياسي وهذا منهج المشير البشير الذي تسامح معه الشعب السوداني وهو ينقلب على الحكم الديموقراطي ويصادر إرادته وحريته ليستلم السلطة دون إراقة للدماء لتبين عظمة شعبنا .ولكن بماذا قابل البشير هذه السماحة ؟ زج بالمعارضين الأحرار في السجون ونكل بهم وذلهم واتسعت رقعت الحرب في الجنوب وإرتفعت أعداد القتلى وتتجه الأزمة الي دارفور وحين تم مواجهة المشير بأعداد القتلى هناك الفاقت ثلاثمائة الف قتيل لم ترمش له عين وهو يقول أن العدد الصحيح عشرة آلاف فقط اذا كان العظماء يألمون لقتل عدوهم والبشيرلم يحزن لأسرهم ولم يشفق على أطفالهم ولم يحن على عجزتهم يعترف بقتل عشرة آلاف ويفطر على موائد العجل الحنيز والزعيم غاندي يصوم لقتل شرطيين. ويفرق بين شعبه ويؤجج العنصرية بينهم ومانديلا يؤلف بين شعبه ويؤاخي بينهم .ذلك هو المشير البشير الهمجي الذي يشيع القتل ويفخر به ودونكم اعلانه بقتل الف ومائتان قتيل من الجيش الشعبي ويزيد مفاخراً أن القتلى في هجليج إثنين الف قتيل وكأن قيمة النصر عنده في زيادة القتلى ونسي أن الزعماء تزيد عظمتهم بتحقيق أهدافهم بأقل خسائر من العدو فكيف بك وانت تقتل شعبك وترقص على نحيب الثكالى. .
م.اسماعيل فرج الله
عطبرة
20مايو2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق